الباحث طه سليمان: لم نعمل بالشكل المطلوب لتعريف الأنفال دوليا

جینوساید‌‌ 04:22 PM - 2019-04-18
باحث: لم نعمل حتى الآن بالشكل المطلوب لتعريف جرائم الأنفال دوليا

باحث: لم نعمل حتى الآن بالشكل المطلوب لتعريف جرائم الأنفال دوليا

أكد باحث مختص في جرائم الانفال ان حكومة اقليم كوردستان لا علاقة لها بتعويض ضحايا هذه الجرائم التي ارتكبتها الحكومة العراقية في عهد نظام البعث المنحل في عام 1988.

 وقال طه سليمان وهو كاتب وباحث مختص في جرائم الانفال في حوار مع PUKmedia، ان الكورد لم يعملوا بالشكل المطلوب على صعيد اخراج هذا الملف من اطاره المحلي وتعريف العالم بهذه الجرائم على انها جرائم جينوسايد، مشددا على ان على الحكومة الاتحادية بصفتها وريثة للحكومات التي سبقتها تعويض ذوي الشهداء والمؤنفلين وتقديم اعتذار رسمي لشعب كوردستان.

 

وفيما يأتي نص الحوار:

1-    الأنفال واحدة من اكبر جرائم العصر الحديث، كيف تمت وعلى كم مرحلة وماهو عدد الضحايا لها؟

طه سليمان: ان جرائم الانفال كانت واحدة من أكبر الجرائم التي ارتكبها نظام البعث المباد وجرت وفق مخطط مدروس وعلى 8 مراحل متتالية من بداية شهر شباط والى نهاية شهر ايلول للعام 1988، وبعد سقوط نظام البعث المنحل تم تعريف هذه جرائم بإبادة جماعية من قبل المحكمة الجنائية العليا العراقية.

هناك حديث عن 182 الف ضحية لهذه الجرائم وهذا العدد ليس بالخطأ لأنه وحسب الاحصائيات فإن عدد سكان تلك المناطق التي جرت فيها جرائم الأنفال على 8 مراحل كان يربو على 182 ألف نسمة.

 

 2-    لايزال الكثير في هذا العالم يجهل تفاصيل هذه الجرائم، هل التعريف بها دون المستوى ام هناك سبب آخر؟

طه سليمان: العلاقات المشتركة مع النظام المقبور هو ما حال دون تعريف هذه الجرائم رسميا كانت هناك دول من اوروبا والغرب ساعدت النظام المقبور في ارتكاب هذه الجرائم وبشكل متفاوت فهناك دول من اقصى الغرب واخرى من اقصى الشرق مدت النظام المقبور بالاسلحة الكيمياوية وباعت له مختلف الاسلحة التي تستخدم في جرائم الابادة الجماعية، وهناك وثائق تثبت ذلك، لذلك فإن هذه الدول لا تعمل على تعريف جرائم الانفال لأنه حين ذلك يتطلب منها إلتزاما أخلاقيا وهو الاعتذار للشعب الكوردي.

 

3-    كيف يمكننا التعريف بهذه الجرائم على انها ابادة جماعية سواء على الصعيد الاقليمي او الدولي؟

طه سليمان: هناك موانع حقيقية لتعريف هذه الجرائم على الصعيدين الاقليمي والدولي، وأعتقد ان اهمها على المستوى الاقليم حيث ان اغلب الدول لم توقع على اتفاقية الابادة الجماعية للامم المتحدة الموقعة في 1948، او قد وقعت لكنها لم تلتزم، فيما هناك دول في المنطقة لم توقع على اتفاقية روما 1998 وهذا ما يمنع الاعتراف الدولي بهذه الجرائم، هناك خطوات صغيرة للتعريف بالجرائم على مستوى برلمانات السويد والنرويج وبلجيكا وبريطانيا وهولندا ودول اخرى، وهي خطوات كمحاولة لتعريف الانفال، وهذه الدول ولا حتى الأمم المتحدة غير مستعدة لتعريف جرائم النظام المباد بإبادة جماعية. ولذلك عدة اسباب وقد يكون من ذلك ان الكورد ليس لهم كيان سياسي مستقل وهذه الدول وغيرها من الدول الاعضاء في الامم المتحدة قد تكون لها مصالح مشتركة مع العراق مما يجعلها تبتعد عن هذا الملف.

اعتقد هناك معوقات تتعلق بنا ايضا حيث لم نستطع اخراج هذا الملف من اطاره المحلي ونقله الى الاطار الاقليمي والدولي ولم نبذل الجهود الكفيلة بتحقيق ذلك، واعتقد هذا يتعلق بعدم فهمنا لكيفية التعامل مع هذه الجرائم الكبيرة وفي مقدمتها الأنفال .

 

4-   المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل وغيرها من الجهات القضائية الدولية هل اجرت تحقيقات بهذا الشأن ام لا؟ وهل من حقها اتخاذ هكذا اجراءات؟

طه سليمان: لم تسطتع المحاكم الدولية وبشكل خاص المحكمة الجنائية التحقيق في جرائم الانفال لأن العراق لم يوقع على اتفاقية روما 1988 والعراق ليس عضوا في المحكمة الجنائية، والمحكمة لا تستطيع التحقيق في اي جرائم ترتكب في البلدان غير العضو فيها. والمحكمة بشكل عام لا تستطيع التحقيق في جرائم ارتكبت قبل تأسيسها. 

 

5-   ما الفرق بين الانفال والهولوكوست؟ الثانية معرفة دولية بينما الأولى لا فلماذا ذلك برأيك

طه سليمان: هناك تشابه بين جرائم الانفال والهولوكوست التي نفذها النازيون ضد اليهود، هما جريمتان ارتكبتا في زمانين مختلفين وجغرافيتين مختلفتين وعلى يد نظامين مختلفين ووفق فلسفتين مختلفتين لكن الهدف كان واحدا وهو ارتكاب الابادة الجماعية وابادة امة بجميع مكوناتها وثقافتها، احداهما الهولوكوست التي نفذها النازيون ضد اليهود، والانفال التني نفذها البعثيون ضد الكورد.

هناك فرق ان اليهود شعب ذكي وتعاملوا بشكل علمي واكاديمي مع جرائم الهولوكوست وعملوا منذ ارتكاب هذه الجرائم وحتى الآن على تعريفها وايصالها للعالم على عكسنا نحن الكورد نتعامل مع الانفال على انها قضية محلية، فهم عام بعام يتمكنون من ايصال معاناتهم الى العالم اجمع ونحن لا نعرف كيف نعمل على التعريف بجرائم الانفال وايصالها للعالم كما يجب.

 

تعويض المؤنفلين

6-   حتى الآن ذوو الشهداء والمؤنفلين لم ينالوا حقوقهم والتعويضات المادية التي يستحقونها، برأيك لماذا؟

طه سليمان: ان التعويض والاعتذار امران مهمان حتى الآن لا تزال هناك مراكز سياسية ومنظمات ومؤسسات اعلامية تتناول الموضوع من جانب خاطئ وان على حكومة اقليم كوردستان تعويض ذوي المؤنفلين والاعتذار لهم، هذا الأمر ليس لحكومة الاقليم علاقة به لا من قريب ولا من بعيد، إن مسؤولية حكومة الاقليم والمنظمات والجهات المعنية هو الضغط على الحكومة الاتحادية كوريث للحكومات التي سبقتها وان تعوض جميع ذوي المؤنفلين والمتضررين من جرائم القصف الكيمياوي وان تعتذر بشكل رسمي من شعب كوردستان عن هذه الجرائم.

ان هذا يتطلب من مجلس النواب اصدار قانون والزام الحكومة بذلك وتنفيذ القانون، وعلى ممثلي كوردستان سواء في مجلس النواب او رئاسة الجمهورية او مجلس الوزراء العمل على اصدار هكذا قانون وان يكون على رأس اولويات عملهم ولا ان يكون كما السابق تم اهمال هذا الملف.

 

 مسؤولية بغداد

7-   هناك قرارات من المحكمة الجنائية العراقية العليا بشأن جرائم الانفال وتعريفها، الى اي مدى الحكومة الاتحادية ملتزمة بهذه القرارات؟

طه سليمان: لابد ان تكون قرارات المحكمة الجنائية والمؤسسات الاخرى في العراق مكملة لبعضها البعض، لكننا نعاني من مشكلة كبيرة وهي ان مجلس النواب لحد الآن لم يطبق جميع قرارات المحكمة، حيث كان من المفترض ومع صدور اي قرار للمحكمة ان يعقد المجلس جلسة خاصة لتطبيق القرار، وعلى مجلس النواب القيام بذلك واصدار قرار او قانون واحالته الى الحكومة الاتحادية وحينها تكون الحكومة ملزمة بما ينص عليه القرار او القانون.

 

8-   يعني ذلك ان مجلس النواب وهو السلطة التشريعية في العراق لم يقم بواجبه بتشريع قوانين خاص بالانفال وتعويض ذوي الشهداء والمؤنفلين؟

طه سليمان: نعم مجلس النواب حتى الآن لم يقم بواجبه الحقيقي تجاه جرائم الانفال ولن يستطيع المجلس القيام بواجباته دون تطبيق قرارات المحكمة الجنائية الخاصة بجرائم الانفال باصدار قرار او قانون بذلك.

 

PUKmedia / حاوره : فائق يزيدي

 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket