الانفال.. قصص موجعة في شهادات خبراء المقابر الجماعية

جینوساید‌‌ 07:36 PM - 2019-04-14
الانفال.. قصص موجعة في شهادات خبراء المقابر الجماعية

الانفال.. قصص موجعة في شهادات خبراء المقابر الجماعية

بشاعة تنفيذ جريمة الانفال في شهادات خبراء المقابر الجماعية

شهدت جلسات المحكمة الجنائية العراقية في قضية جريمة (الانفال) افادات شهود الاثبات من الضحايا الناجين من هذه الجريمة البشعة اضافة الى شهادات خبراء غربيين متخصصين في جرائم الابادة الجماعية واستخدام الاسلحة وكشف المقابر الجماعية ،ارتأيت من الضروري عرض قسم من شهادات هذه الخبراء بغية الاطلاع على بشاعة تنفيذ هذه الجريمة التي ستبقى وصمة عار على مرتكبيها وعلى من يرفض اتخاذ خطوات جادة تحقق العدالة الكافية لهذه الجريمة ضد الانسانية

 

خبير متخصص في الطب العدلي:

85% من الاموات في المقبرة الجماعية حصلت بين الاطفال

في الجلسة الـ(24) لمحاكمة الطاغية صدام حسين وستة من اعوانه في قضية جريمة "الانفال" يوم الثلاثاء 28/11/2006بحضور جميع المتهمين وعدد من اعضاء فريق الدفاع الأساسي وكامل فريق الدفاع من المحامين المنتدبين عن المتهمين، استمعت المحكمة الى اقوال خبير امريكي و اسمه (كلايد كولن سنو) متخصص في الطب العدلي و باحث في علوم الانسانيات وهو من مواليد 1928 و من ولاية اوكلاهوما بالولايات المتحدة الامريكية وكان هو الخبير الذي اشرف على نبش القبر الجماعي في قرية (كورةمي) وكان يحتوي على رفاة (27) شخصا تم رميهم قرب القرية وقد اعطى احد المشتكين الناجين من هذه المجزرة شريطاً مصوراً للمحكمة بناء على ذلك طالبت المحكمة بحضور الخبير الامريكي وقال بعد ادائه القسم: 

عندما نرى العظام في القبر نراها جافة ولكنها تتكون من انسجة حية تتجاوب مع تغيرات الحياة مثلاً اذا كانت مكسورة فتلتئم بعد فترة وهناك مسائل اخرى تترك اثرها على العظم البشري كسوء التغذية و امراض اخرى معروفة وعندما نفحص الهيكل العظمي لرفات ما فنكتشف ما حل به وما اصابه قبل موته ونستطيع معرفة هويته و جنسه .

في عام 1991 اتيت الى كردستان بدعوة للبحث في مقبرة قرية (كورةمي) التي دفن فيها عدد من الاشخاص عام 1988 وذلك ضمن وفد من منظمة (هيومن رايتس وتش) وكنت قد سمعت بحملة الانفال في هذه المنطقة وكانت بداية العملية هي عملية استطلاع المنطقة وكان الوقت شتاءاً وكان يصاحبني الناجون من المجزرة في صباح اليوم التالي ذهبت الى موقع المقبرة وفتحت جزءا من القبر للتأكد من ان القبر لم يتم نبشه في السابق .

من خلال العمل تمكنا من العثور على ثلاثة هياكل بشرية ، وجدت العظام في حالة جيدة بعد اربع سنوات وكان هناك ملابس وعلى بعض العظام كنا نشاهد آثار العنف و التعذيب و اطلاق الرصاص ، الناجون قالوا لي انه في نهاية الشهر الثامن من 1988 بانهم حاولوا الهرب الى تركيا الا انهم اعتقلوا وتم اعدام هذه المجموعة رمياً بالرصاص.

وعدت الى الولايات المتحدة وعرضت المسالة على اطباء حقوق الانسان و منظمة مراقبة حقوق الانسان في الشرق الاوسط و تمكنا من تشكيل فريق علمي للطب العدلي تحت رعايتي وكان يتكون من جنسيات متعددة و متدربين في مجالات التشريح والاثار و رافقتنا المصورة العالمية المعروفة (سوزان)و عدنا الى (كورةمي) في الشهر الخامس .

في هذا الوقت العديد من اهالي القرية قد عادوا الى اماكنهم و جمعنا اهالي القرية و شرحنا لهم مهمتنا و طلبنا منهم المساعدة لانجاز عمل جيد و عدنا الى مشرحة دهوك لاجراء عمليات التحليل و البحث و تحديد سبب موت الضحايا وقد حصلنا على الموافقة .

كنا نعتمد كثيراً في اجراءات الفحص على افادات شهود عيان نجوا من المجزرة لمعرفة سريعة حول تاريخ و كيفية قتلهم وماذا كانوا يلبسون آنذاك وكان عمل الشهود معنا مهماً في مساعدتنا في نبش المقبرة .

عند البحث وجدنا قبرين كل واحد منهما له سياج من الكونكريت وهذا السياج بناه والد احد الضحايا من البلوك الذي كان قد اعده مسبقاً ليبني لابنه دار الزوجية حيث ان الضحية كان خاطباً وعلى وشك الزواج.

عندما عملنا بداية قمنا بتخطيط المنطقة لتحديد مكان اي عظم او رصاص او اي مادة اخرى 

وعرض صورة وقال : في هذه الصورة نجد اربعة هياكل وفيها ملابس و احذية وهذا الهيكل العظمي يمكن ان نرى في الصورة مسبح احمر حول العنق و قمصلة وكنا نسأل عوائل المقتولين عن اخر ملابس لبسوها اخر مرة تمت رؤيتهم فيها  وقاموا باعطائنا معلومات كافية ساعدتنا كثيراً في تشخيصهم و الاهالي كانوا يتعرفون على ضحاياهم.

وكذلك اخذنا معلومات من اهالي الضحايا عن اي كسر او حادث قد تعرض له الضحايا قبل اعدامهم لنسجلها لدينا وتاريخ حدوثه وكذلك استطعنا ان نحصل على صور للضحايا من ذويهم و استطعنا اخراج هيكل عظمي كامل كل يوم وكانت الجثث كلها ملقاة على ظهرها وكان علينا ان نعمل بهدوء و بحذر وفي مشرحة دهوك قمنا بغسل العظام  وبدأنا بدراسة و تدقيق الهياكل العظمية و و ضعنا كل هيكل عظمي  على مصطبة وقد استنجدنا بالاشعة السينية احياناً و من خلال فحص الملابس و المواد التي عثرنا عليها بحوزة الهياكل ساعدتنا بالتعرف على اصحاب الهياكل.

وعرض صورة لساقي احد الضحايا بدا عليهما كسر قديم جراء حادثة سيارة و بدا عليهما اثار المعالجة و فوقهما كان هناك مكان اصابة طلقة نارية و كانت الطلقة في داخل العظم وبدا على الجرح الناتج منها انه لم تتم معالجتها اي الاصابة تمت اثناء عملية الرمي.

كما عرض صورة لجمجمة اخرى لأحد الضحايا ظهر عليها اثار عيار ناري في قمة الجمجمة .

وبعد الكشف على جميع الضحايا ت وصل الخبير الى انه تم اصابتهم بـ(84) طلقة نارية وكالاتي:

في الرأس  مجموع (10) طلقات نارية.

• في منطقة الصدر مجموع (24) طلقة نارية.

في منطقة الحوض مجموع (15) طلقات نارية.

• في الذراع الايسر مجموع (7) طلقات نارية.

• في الذراع الايمن مجموع (8) طلقات نارية.

• في الساق اليسرى مجموع (8) طلقات نارية.

• في الساق اليمنى مجموع (12) طلقة نارية.

و من خلال الكشف توصلنا الى ان عددا من الضحايا كانوا جالسين قبل اطلاق النار عليهم و حسبما قال لنا الناجون من المجزرة.

وتحدث عما حدث لعائلة من قرية (جذنيكان) التي قالت المرأة ان اثنين من اولادها توفيا جوعاً و مرضاً عندما كانوا محتجزين في معتقل في المنطقة بعد اعتقالهم من قبل القوات العراقية  وقالت انها قامت بدفنهما في مكان تعرفها و ارشدتني الى المكان و قمنا بالكشف على الهياكل العظمية و وجدنا ترهلاً و ضعفاً في بنية العظام مما يدل على اصابتهما بالجوع والمرض و نقص شديد في التغذية و المعادن اللازمة لبنية العظام و لاحظنا شيئاً آخر في كشف المقبرة التي كانت عبارة عن مقبرتين و وجدنا عدداً كبيراً من مقابر الضحايا وبعد اخذمعلومات عن المنطقة وجدت ان اهالي المناطق الكردية عادة يحفرون القبور بقياس طول الشخص الميت في الكثير من الحالات بعد كشف العديد من المقابر لكن وعندما قمنا بفحص المقابر الجماعية قرب المعتقل وجدنا ان هناك قبوراً قصيرة جداً بقياس الموتى بداخلهم وهذا يدل على امر غير طبيعي وكان 85% من الاموات في المقبرة الجماعية حصلت بين الاطفال وهذا يعطينا معلومات عن مدى صعوبة حياة المعتقلين وخاصة الاطفال. 

المشروع الاخر الذي تكلفنا بالتحقيق فيه هو في قرية (برجيني) القريبة من (كورةمي) والتي تعرضت للقصف الكيمياوي في عام 1988 وكان من ضمن الضحايا الاخرين رجل مسن في الـ(65) من العمر اسمه (حسن) و حفيده (دذوار) الذي كان في الــ(5) من العمر و طبقاً للناجين الذين التقينا بهم فان الرجل المسن و حفيده ارتكبا خطأ بالذهاب الى اسفل الوادي بدل الصعود الى اعلى عند تعرض قريتهم للاسلحة الكيمياوية و قمنا بالكشف عن مقبرتهما .

وكانوا قد دفنوا مع العديد من ضحايا القرية وعند كشفنا للقبور وجدنا انهم رموا في الحفرة كالحيوانات ولم يتم دفنهم حسب الشريعة الاسلامية و بدا على الجثث انها لم تدفن فوراً بل اصيبت بالتعفن و وضعت الحشرات عليها يرقاتها وبعد ذلك تم دفنهم وبعد ان كشفنا المقبرة و الجثث و عندما اقتصرنا الكشف على الرجل المسن و حفيده لم نر اثار الرصاص والتعذيب و الكسر والطعن عليهما وكان هيكلهما العظمي سليماً و اخذنا نبحث عن سب وفاتهما وقد قلنا اذا كان السبب صاعقة كانا سيتلقيان دفناً لائقاً وحسب عادة المنطقة و لكنهما لم يدفنا بهذه الطريقة .

وهناك ناجون قالوا لنا انهما اصيبا بالسلاح الكيمياوي و بالصدفة كان هناك شاهد اخر الذي عاين الذين اصيبوا بالسلاح الكيمياوي وهو الدكتور (شكري).

وبعد اجراءات الكشف قام اهالي القرية بدفن الرجل المسن و حفيده في مقبرتين اخريين طبقاً لشعائرهم الدينية والاجتماعية . 

وقد قمنا باخذ عينات من التربة في اطراف قرية (برجيني) الى مركز البحث الكيمياوي و البيولوجي في امريكا و بريطانيا لغرض اجراء البحث عليهما و بعد بضعة اشهر وبعد التحليل توصلوا الى ان تربة موقعين من القرية عليهما اثار غاز الخردل و في تربة موقعين اخرين وجدوا غاز السارين (غاز الاعصاب).

وقد اخذت هذه المعلومات من مجلة ( كروموتوغرافك) المتخصصة في مجالات البحث و التحاليل – الصفحة (301) في عام 1994 ، وتم اعداد التقرير من قبل عدد من الخبراء المختصين وهذا الاكتشاف كان مثار اعجاب خبراء الاسلحة الكيمياوية عندما وجدوا بسببي ان باستطاعتهم العثور على اثار غاز السارين في مناطق استخدامها.

الشيء الاخر الذي علمناه في قرية (كورةمي) الذي تحدث عنه زميلي الدكتور (سكوت دوكلاس) الخبير في الاثار والمتخصص في الاطلاقات النارية الذي لم يأت الى القرية و لكنني دعوت الاثاريين الذين كانوا معي و جمعوا الظروف الفارغة التي استخدمت لاعدام الضحايا وقد تمكنا من جمع (63) ظرفاً فارغاً وقد حدد موقعهم بدقة وقد وجدنا (17) ظرفاً فارغاً في المقبرة ووجدنا (44) ظرفاً فارغاً بعيداً عن المقبرة و المجموع يصبح (127) ظرفاً و ارسلتها الى الدكتور سكوت الذي سيدلي بشهادته حول ذلك في الجلسات القادمة وعند عودتنا اخذنا معنا بعضاً من العظام وقلنا للاهالي باننا سنعود بها اثناء عودتنا و نريدها للفحص وابحاثنا وقد كلفنا نجاراً بصنع (27) صندوقاً و اشترينا (27) قطعة من القماش الابيض و وضعنا الهياكل داخلها بحيث تم دفنهم بعد ذلك حسب شعائرهم الدينية و الاجتماعية المتبعة لديهم. 

وهذا كل مالدي وانا مستعد للرد على اسئلتكم .

وبعد اسئلة واستفسارات محامي الدفاع والحق الشخصي وكذلك هيئة الادعاء و اجابة الخبير الامريكي عنها قرر القاضي تأجيل الجلسة الى يوم الاربعاء.

 

خبير متخصص في السلاح و طبيب مختص في مجال الاسلحة الكيمياوية : 

كان هناك (24) رامياً يتناوبون و يقفون عند الرمي في صف واحد

وفي الجلسة الـ(25) للمحكمة يوم الاربعاء  29/11/2006 واستمعت المحكمة الى الخبير (دوكلاس داول سكوت) من مواليد 17/7/1948  في مدينة لنكولن  - نبراسكا – في الولايات المتحدة الامريكية. و هو عالم آثار و متخصص في السلاح .قال بعد دائه اليمين القانونية :خبرتي هي في التعرف على اثار ساحات المعارك و التعرف على الاطلاقات و الظروف الفارغة و السلاح المستعمل في المعركة درست في جامعة (كولورادو) و حصلت على شهادة الماجستير و الدكتوراه في علم الانسان والتاريخ والاثار ، وقد تركزت ابحاثي من سنة 1974 على المعارك و ساحات القتال . في سنة 2006 احلت على التقاعد و العمل في وزارة الداخلية.

في عام 1991 عملت في عدة اماكن في العالم في الطب الشرعي و في 1992 طلب مني الدكتور (كلايد سنو) مساعدته في التعرف على بقايا سلاح في قرية (كورةمي) و الغاية كانت التعرف على الاحداث و نوع السلاح المستخدم في الموقع و قدم لي الدكتور (سنو) (124)  ظرفاً للتعرف عليها . 

الاسس التي وظفتها في موقع المقبرة الجماعية في قرية (كورةمي) هي نفس الاسس التي استعملتها سابقاً و حالياً ، لقد تسلمت (124) ظرفاً خالياً من الاطلاقات قرب مقبرة (كورةمي) مع خريطة عن مواقع تواجدها اثناء الفحص توصلت الى نتيجة ان جميع الظروف كانت قد اطلقت من سلاح كلاشنكوف ، عملية المسح والبحث لايجاد الظروف داخل و خارج المقبرة كما وجدوا (44) من هذه الظروف بدون خرائط حيث تم جمعها من مكان بعيد و سلاح الكلاشنكوف يقذف الظروف يميناً و الى الامام اثناء الرمي و نتائج التحليل و الخرائط التي وضعت لمكان هذه الظروف الفارغة .

واظهر الخبير خريطة اماكن الظروف الفارغة و شرح كيفية الرمي و عدد الاشخاص الذين قاموا بالرمي و هم (7) اشخاص و شرح اماكن وقوفهم امام و جانبي الضحايا و اظهرت النتائج التي توصل اليها من الدلائل بان الرماة هم (7) ونظراً لتغير اماكن الظروف نتوصل الى انه كان هناك (24) رامياً يتناوبون و يقفون عند الرمي في صف واحد وان الدلائل تشير الى ان واحدا او اثنين قد تقدموا اثناء الرمي . 

ورداً على سؤال من احد محامي الدفاع حول كيفية معرفته بعدد الرماة و تحركات الرماة قال الخبير : تم تحديد اعداد الاسلحة عن طريق مقارنة مايكروسكوبية للظروف الفارغة و عرفنا تحركات الرماة عن طريق مقارنة و تحديد الظروف الفارغة التي اطلقت من سلاح رقم (1) او سلاح رقم (2) و.....الخ.

 

الخبير الامريكي الدكتور اسفنديار: دلائل مؤكدة على استخدام النظام العراقي لغاز الاعصاب و الزرنيخ

واستمعت المحكمة الى خبير آخر و هو الطبيب الامريكي من اصل كردي عراقي  (اسفنديار  احمد شكري) من مواليد 1940 و يسكن ولاية ميشيغان بالولايات المتحدة الامريكية وقال بعد ادائه القسم :في بداية الشهر التاسع و العاشر من عام 1998 خاطبني اطباء حقوق الانسان و طلبوا مني الذهاب الى تركيا للتحقيق في استعمال الاسلحة الكيمياوية و وافقت على الاقتراح و لذلك قمنا بوضع خطة لبحث استعمال الاسلحة الكيمياوية بصورة معمقة مع الذين تعرضوا للاصابة بالاسلحة الكيمياوية في العراق و هربوا الى تركيا وقمنا بتسجيل اجوبتهم اعتمادا على مسح صممته منظمة اطباء من اجل حقوق الانسان وهو عبارة عن كتيب يضم  (100) سؤال بسيط يستطيع المصاب الاجابة عليه اضافة الى ذلك تضمنت الخطة مقابلات تصويرية مع الشهود الناجين من الهجوم .

اجراء التحقيق كان بعيداً عن المثالية في تركيا لان الحكومة التركية منعتنا من الاتصال بالاطباء الذين عالجوا مباشرة الذين تعرضوا بصورة مكثفة للاسلحة الكيمياوية ورغم تلك الصعوبات استطعنا زيارة معسكر للاجئين الكرد في (ديار بكر) الذي يضم (13000) لاجئ و كذلك زيارة معسكر للاجئين في مدينة (ماردين) و يضم (5000).

وطرحت الكتيب على عدد منهم حول كيفية الانفجار ومكان تواجدهم و الاعراض التي بدت عليهم وماحدث لهم من مضاعفات و اين كان اتجاه الريح ، وتم جمع الاستمارات لـــ(26) شخصاً .

وكذلك اجرينا اكثر من (20) مقابلة عبر الفيديو  وخضع قرابة (12) مصابا للفحص المباشر من قبل اطباء الفريق، واظهر المسح ان (25) من اصل (26) من الذين اجري عليهم الفحص قالوا انهم تعرضوا للقصف الكيمياوي في الصباح الباكر بتار يخ 25/8/1988 وان القنابل الكيمياوية القيت عليهم من طائرات منخفضة وقالوا انهم  شاهدوا سحباً صفراء ورائحة تشبه رائحة الثوم.

وفي مسح آخر قمنا باختيار مجموعة من  (19) لاجئاً من ثلاث قرى (بليجان ، يك مالة ، هيسي) وكانوا منفصلين في المعسكرين وشخص آخر من قرية (برجيني) من معسكر اللاجئين في ماردين و قمنا بالاستفسار عنهم و ظهر انهم جميعاً عانوا من هذه الاعراض: دموع و حروق في العين و تهيجات في الجلد و مشاكل في الجهاز التنفسي و الهضمي العلامات الباقية على جلود المصابين الذين اخذنا الاستفسار عنهم كان فوقها نقاط ملونة مع جزء وسطي لون اقل غمقاً ، هذا النمط الجغرافي للاصابة كان متطابقاً مع النمط الذي استعمله الالمان النازيون في الحرب العالمية الثانية.

واظهر الخبير للمحكمة صوراً للشهود وقال :هذه صورة لفتاة صغيرة ذات (8) سنوات اسمها(عاجزة) من قرية (يك مالة) : وقالت انها كانت ترعى الغنم على بعد عدة مئات من الامتار من قريتها وقالت انها شاهدت طائرتين حلقتا فوق قريتها وتسقطان قنابل احداها سقطت قرب بيتها وكان والداها و اخوها واقفين قرب الباب و الثانية انفجرت بصوت منخفض و ليس كصوت القنابل العادية  وتصاعد منها دخان اصفر وكانت رائحتها كرائحة (DDT) القاتلة للحشرات و طعمها كانت مرة وبعد ان شممت الرائحة بدأت اتقيأ و المياه تسيل من انفي وعيناي تدمعان و لازلت اعاني من بعض الاثار و اشارت الى وجود فقاعات سوداء على صدرها وقالت انها شاهدت والديها واخوتها يسقطون بعد الهجوم وقالت : قالوا لي انهم قد توفوا وقد تحول لون جلدهم الى الاسود و كنت خائفاً ولم اعرف ماذا اعمل حيث كانت الدماء تسيل من انوفهم و افواههم و كنت انوي ملامستهم و لكن اهالي القرية منعوني و بدأت بالبكاء و قاموا بابعادي.

 لقد قمنا بفحص صدر هذه الفتاة و كانت هناك حوالي (15) فقاعة سوداء وعند اجراء الفحص الصدري من قبل طبيب اخر قال هناك صوت ازيز في رئتيها مما يدل على صعوبة التنفس و لم تسمح لنا باخذ صورة لصدرها لانها كانت تشعر بالخجل و وجدنا آثار التليف في شفتي الفتاة و جرح مندمل تحت الحاجب الايسر وهناك اثر لجرح مندمل على الخد وهذا يدل على انها اصيبت بغاز الخردل.

وعرض صورة لرجل اخر اصيب بالسلاح ويوجد على ظهره اثار الاصابة وهي عبارة عن آثار جرح مندمل يدل على الاصابة بغاز الخردل.

وعرض صورة اخرى لسيدة فقدت اثنين من اولادها وكانت حاملا ولم تستطع حمل جثتي طفليها عندما تركت القرية وقد انجبت في المعسكر ...وعرض صورة قال انه حصل عليها من طبيب تركي في هكاري بصورة سرية حيث كانت السلطات التركية تمنعنا من مقابلة المرضى الذين اصيبوا بشدة ، لمريض اصيب بالكيمياوي وكانت عيناه مغطيتين نظراً لاصابته بالحساسية من الضوء وبدا على جسمه اثار الاصابة بالسلاح الكيمياوي و الطبيب التركي كان سيحاسب من قبل الحكومة التركية اذا ما اكتشف امره من انه زود هذا الفريق باية معلومات.

وقال ان الطبيب التركي  ابلغني انه تسلم حوالي (35) مريضاً مصاباً بالكيمياوي خلال شهر واحد في تركيا وقال لي انه في احد الايام طلب منا الحضور الى احد المستشفيات وكان هناك عدد من المرضى لم اشاهد مثل هذه الجروح للاصابات من قبل وان (3) منهم قد توفوا عند اعطائهم المغذي و البقية نقلوا الى مستشفيات اخرى ولم اعرف مصيرهم وقال ان المصابين كانوا يصرخون من حروق شديدة في جسمهم.

سيدة عمرها (70) عاماً من قرية (مايلج) قالت لي ان الوقت كان صباحاً و حلقت طائرات وألقت بعض القنابل  وبعد سقوطها ارتفع دخان اصفر و رائحة الثوم و اصبت بتشويش في الرؤية وصعوبة التنفس و التهيج في الجلد و تفوح منها وقالت انها شعرت باعياء شديد وكان ذلك جديداً على الاطباء وقالت انها لم تستطع الهروب او المشي بعيداً بسبب الهبوط الذي تعرضت له ولكنها استطاعت الابتعاد عن مكان الحادث حوالي (500) متر ولم اكن استطيع تناول الطعام بسبب اصابتي بالتقيؤ و قالت انها سمعت من اشخاص ناجين انهم رأوا (3) اشخاص توفوا جراء الاصابة. 

انا قمت بفحص السيدة وكانت لديها صعوبة التنفس و الكثير من الجروح في اعلى الصدر و وبدا عليها الاصابة بغاز الخردل وعندما فحصت فمها وجدت بقعا سوداء تحت لسانها و كشفت ان ابنها تمرض بسبب حمله لها اثناء هروبهم الى تركيا كما اصيبت ابنتها ايضاً بسبب غسلها لملابسها.

وعرض لقطات من الفيديو لانواع الفقاعات التي تم تصويرها و كذلك الاعراض الظاهرة على المصابين وقال اننا شاهدنا آثار الجروح المندملة و نتيجة فحص المصابين الذين يعانون من مشاكل في التنفس اكتشفت انهم اصيبوا بمواد مهيجة ومخدشة للجهاز التنفسي. وان عددا منهم كانوا يعانون في جهازهم الهضمي كالتقيؤ و الاسهال.

وحسبما قال لنا الناجون فان الذين لم ينجوا من الاصابة كانوا يعانون من اعراض تشبه الصرع ويموتون بعد (5) دقائق من استنشاقهم للغاز و كذلك اكدوا ان الطيور و الحيوانات الموجودة هناك قد نفقت قبل الانسان .

و عدنا بهذه المعلومات الى الولايات المتحدة و توصلنا الى نتيجة ان الغاز الذي استخدم على نطاق واسع كان غاز الخردل ولكن لم نستطع تفسير موت الناس خلال (5) دقائق او نفوق الطيور و الحيوانات قبل الانسان و قمنا بعرض هذه الفحوصات و النتائج على عدد من الخبراء في الولايات المتحدة و توصلنا معهم الى ان السبب كان غاز الاعصاب و الزرنيخ لان غاز الخردل لا يستطيع قتل الانسان بأقل من (5) دقائق وكان الدكتور (كلايد سنو) قد اخذ عينات من التربة في قرية من كردستان العراق و اظهرت الفحوص تعرضها لغاز الخردل وغاز الاعصاب. 

وعرض الطبيب عدداً من صور المصابين بدت عليهم اعراض تعرضهم للغاز الكيمياوي في عيونهم و وجوههم و صدورهم و على لسانهم او اطرافهم.

و تحدث الطبيب عن شخص مصاب بالاسلحة الكيمياوية في قرية (برجيني) ان قريتها تعرضت للقصف الكيمياوي حيث قال ان الدخان الاصفر و رائحة الثوم و الطعم المر كان ينبعث من القنابل وان عيونه اصيبت بالتدمع و اصيبتا بالاحمرار وقال انه رأى (16) شخصاً توفوا جراء تعرضهم للاسلحة الكيمياوية .

وقال : التحليل الاخير للتقرير اثبت ان غاز الخردل استعمل بشكل واسع وكذلك غاز الاعصاب وهذا التحقيق نشر في المجلة الطبية الامريكية وقد تم تحرير التقرير من قبل (15) طبيباً قبل نشره .

وردا على سؤال احد المحامين قال الطبيب : ان المنظمة التي اعمل معها منظمة غير حكومية لديها اكثر من 7000 عضو هم اطباء متخصصون يعملون طوعا في هذه المنظمة ، وكما قلت سابقا فان الحكومة التركية لم تكن تسمح لنا بفحص واجراء تحليلات للمصابين وكانت لم تسمح لنا حتى رؤية الذين كانت اصاباتهم بالغة واذكر هنا ان السلطات التركية قد اخذت منا الكتيب الذي كنا بصدد توزيعه على عدد من المصابين في معسكر اللاجئين بمدينة ماردين ويحتوى على 100 اسئلة حسبما ذكرت سلفا وهذا ما حال دون تمكننا من اجراء مسح واف على هؤلاء الضحايا.

 

خبير الادلة الجنائية في شؤون القبور الجماعية:

عدد الرفات التي اخرجناها في (3) قبور فقط ، كان (301) جثة منها (183) لاطفال و (52) لنساء و (66) لرجال

وفي الجلسة الـ(26) من محاكمة الطاغية صدام و 6 من معاونيه في جريمة "الانفال" يوم الخميس 30/11/2006 استمعت المحكمة الى شهادة خبير الادلة الجنائية في شؤون القبور الجماعية وهو الدكتور مايكل تريبل الذي تحدث بداية عن خلفية عمليات البحث والكشف عن القبور الجماعية ومن ثم تحدث عن مقبرة ضحايا الانفال.

شهادة الخبير دليل اضافي على ان الطاغية صدام ونظامه الشوفيني القومجي لم يتوانوا عن استخدام ابشع السبل لابادة الشعب الكردي في كردستان العراق وان ما يدل على وحشية وتعجرف هذا النظام هو عدم تمييزه بين الرجال والنساء والاطفال وحتى ان الاطفال الحديثي الولادة تم اطلاق الرصاص على رأسهم.

وجاء في حديثه امام المحكمة بعد ادائه القسم مايأتي :

لقد شخصنا عدد المقابر و وضعنا عنوانا ورقما خاصا بها وهنا اريد ان اذكر للمحكمة عما شاهدنا في مقبرتي (نينوى2 و نينوى 9) .

 

مقبرة (نينوى 2)

تحدث الخبير عن مقبرة (نينوى -2) : بداية قمنا بحفر القبور بواسطة الشفلات حيث تم حفر حوالي ثلاثة امتار الى ان وصلنا الى سطح الرفات ، وهناك قام خبراء الاثار بالحفر يدوياً و بواسطة الفرشاة للوصول الى الجثث كما دفنت ، وبعد ذلك وبعد كشف وضعية الجثث قمنا باخراجهم .

 وعرض صورة لهيكل عظمي بدت فيه الطلقة النارية و عرض صورة عن عمليات نبش القبور لمقبرتين (2، 9) في نينوى .

كما عرض صورة اخذت من صفحة ( طوطل - الانترنيت) للمقبرة الجماعية في نينوى عبر الاقمار الصناعية وعرض صورة اخرى لمقبرتين هما (نينوى 2 ، و نينوى 9 ) وان الناس الذين نفذوا العمليات كانوا يحفرون في الارض الناعمة.

وقال : وأود ان اذكر ان عملية البحث تمت في عام 2003 بعد سقوط النظام ، وعرض صورة فوتوغرافية اخرى لــ(نينوى 9) والجثث التي وضعت فيها وقال : بدت ان المقبرة تم حفرها بواسطة الشفلات و بصورة منظمة بعرض (3) امتار و طول (8-9) امتار.

وعرض صورة اخرى لحفرة تم حفرها بجانب المقبرة وفيها بدا واضحاً ان الجثث التي وضعت فيها وهم كانوا ينزفون وان دماءهم تغلغلت في مسامات التربة مما اعطاها لوناً داكناً مخالفاً للون التربة الاعتيادية هناك ، وهذا يدل على ان هؤلاء تم رميهم مباشرة في داخل المقبرة و لم ياتوا بهم من مكان اخر بعد رميهم.

و اود ان اذكر ان في مقبرة (نينوى 2) وجدنا (123) رفاتا تتضمن (25) امرأة بالغة و (98) طفلاً  ولم يكن بينهم رجال .

وشرح الخبير كيفية وضع الجثث اثناء رميهم وتحدث عن  سيناريوهات لكيفية قتلهم وهي :

السيناريو الاول : اقتياد مجموعة تلو المجموعة الى داخل الحفرة و رميهم من الخلف باطلاق رصاصة واحدة من الخلف على اسفل الرأس.

السيناريو الثاني : اقتياد مجموعات صغيرة و جعلهم يركعون و اطلاق النار على رأسهم من الخلف.

السيناريو الثالث: كانت مجموعة من الضحايا اما على الحافة الشرقية وجعلوهم يقفون و اطلق عليهم النار من الخلف ووقعوا داخل الحفرة .

السيناريو الرابع : كذلك يمكن ان نقول ان هذه المجموعة اجبروا على الجلوس داخل الحفرة وفي الحافة و تم رميهم وهم جالسون.

 

صور وحالات القتل

***و عرض صورة لامرأة بالغة تبلغ من العمر (30-40) عاماً وكانت حاملا وقت اعدامها بطلقة من خلف الرأس  واوضح ان الاشخاص الذين تم قتهلم كانوا يلبسون عدة طبقات من الملابس .

***وبعد ذلك عرض صورة اخرى يظهر فيها جنين تلك المرأة و مكان الرصاصة الذي اصاب رأس المرأة .

*** واظهر صورة اخرى لجمجمة المرأة ومكان الرصاصة وقال انه بسبب اطلاق النار على رأسها عن قرب نجد فتحة صغيرة و لان السلاح الذي اطلق منه الرصاص عادة من النوع الجديد الذي يعمل بواسطة الغاز لذلك نرى ان خروج الرصاصة من الجهة الامامية لرأسها احدث فتحة كبيرة بسبب قرب الرمي و قوة الغاز.

**وعرض صورة لجنين عمره (28) اسبوعاً داخل احشاء والدتها وكان بحوالي (50) سم. 

***وعرض صورة لطفل في عمر (6-12) شهراً وهو ممد في حضن والدته اثناء الموت وقد اصيب بالرصاصة في الجهة اليمنى من الرأس. وعندما اخذنا الطفل و البطانية معه الى خارج المقبرة وجدنا ان يد والدتها اليمنى كانت داخل البطانية.

***واظهر صورة لجمجمة الطفل الصغير ومكان اطلاق الرصاصة التي اطلقت على رأسها من الخلف وعند فحصنا مكان فتحة دخول الرصاص وجدنا اثاراً لذرة الرصاصة و استطعنا بواسطة التقنية الحديثة التي قمنا باستخدامها من ايجاد الرصاصة .

***و عرض صورة لبقايا المتعلقات الشخصية بالطفل ، وهي عبارة عن بطانية ووسادة (مخدة) تحت الرأس.

*** وعرض صورة اخرى لسيدة في (35-50) من العمر وهي والدة الطفل وصورة للهيكل العظمي للمرأة ومكان الطلقة التي اصابت رأسها من قمة رأسها قليلاً الى الخلف وهذا يدل على ان السيدة كانت في وضع الركوع اثناء اعدامها بالرصاص ، 

***وعرض صورة بالاشعة السينية لمكان دخول و خروج الرصاصة حيث خرجت الرصاصة من العين اليمنى ، وكانت مع السيدة متعلقات شخصية عبارة عن علبة من كريم الزينة و مرهم (تتراسيكلين) تستخدمه لطفلها والمشط و البكرة واقراط و مجوهرات اخرى.

***وعرض صورة لطفل يبلغ من العمر (7-12) عاماً و الطفل كان ملتصقاً بجدار القبر وهي كانت فتاة صغيرة حيث كانت تلبس الملابس الكردية وغطاء الرأس وتم اعدامها رمياً بالرصاص من وراء رأسها.

** وعرض صورة لجمجمة الطفلة ظهر فيها مكان دخول الرصاصة الى رأسها وكان مع الفتاة اناء بلاستيكي و مشط للشعر.

**** وعرض صورة اخرى شرح فيها انه من خلاله توصلنا الى ان (4) من النساء و (5) من الاشخاص فقط قد تم عصب اعينهم .

و اظهر كشف آخر بان ( 83% ) من الاطفال قد تم اطلاق الرصاص على رأسهم و ( 76% ) من النساء قد تم اطلاق الرصاص على رأسهم وقال ان ( 24% ) من البالغين لم يبد عليهم اثار للرصاص وهذا يدل على ان قتلهم قد تم بضرب من خلف الرأس او بواسطة السكينة او الحديد.

***وعرض ايضاً بطاقات و هويات شخصية للضحايا.

مقبرة (نينوى 9)

وتحدث الخبير عن مقبرة (نينوى 9) وعرض صورة فوتوغرافية للمقبرة وقال انه حفرنا (50) سم و وجدنا ظروفاً فارغة وعرض صورة اخرى فوتوغرافية لــ(نينوى 9) حيث حفر القبر بواسطة الشوفل كما حصل في (نينوى 2) وعرض صورة فوتوغرافية لجثث الموتى وقال ، ان هذا القبر قد تمت محاولة اخفائه لكي لايتم كشفه ابداً،

وخلال (32) عاما من عملي لم ار قبراً مثل هذا القبر وقال استخرجنا (64) شخصاً من القبر اعدموا بواسطة الرصاص بالسلاح الاوتوماتيكي وكل الاشخاص في داخل المقبرة هم من الذكور وقد تم اعدامهم على مجموعتين وشرح حالة جثتين اثنين وعرض صورة لجثة رجل في الاربعين و ما فوق من العمر وعرض صورة تشريحية وبدا اثار ثلاث طلقات نارية في الظهر و واحد في الرأس من الوراء .

وعرض صورة اخرى للهيكل العظمي بدت فيها علامات الضرب قبل اعدامه بواسطة الضرب باخمص الكلاشنكوف او بآلة حديدية وكان معصوب العينين ايضاً وعند كشف ملابس الضحية وجدنا اثار اكثر من ثلاثة رصاصات وهذا يعني ان هذه الرصاصات خرقت الانسجة والعضلات و لم تصب العظمة.

 وعرض صورة لجمجمة الرجل حيث هشمت و ظهر فيها مكان دخول الرصاصة من الخلف وكان مع الشخص متعلقات شخصية كالمسبح وعدد من المفاتيح وميدالية .

***وعرض صورة لجثة رجل في لـــــ(30-42) عاماً وعرض صورة تشريحية وبدت عليها علامات الاصابات و الضرب في (7) اماكن مختلفة من جسمه قبل اطلاق النار عليه و وفاته مباشرة  و كذلك وجود اثار (4) اطلاقات نارية على جسمه اثنان في الركبتين و اصابة في امام الرأس و اخرى في منطقة الحوض .

***وعند كشف صورة لملابس الضحية و جمجمة الضحية حيث كان معصوب العينين وقال ان الرصاصة اطلقت عليه من الامام ولم تخرج من الجهة الخلفية لرأسه بل استقرت داخل رأسه وكان هناك حبل مع الضحية،  وكان هناك شخصان في القبر لم يكونا مصابين بالرصاص بل تم قتلهما بواسطة الضرب على خلف الرأس .

واوضح :

- (1-4) لم يكن عليهم علامات الاصابة

-(5-7) لم يكونو مصابين بالرصاص بل يظر انهم قد تلقوا ضربة مثلا خلف الرأس واغمي عليهم وبعد ذلك ماتوا تحت التراب.

-(8-18) اصابة بطلقة في الرأس. 

وكان مجموع الجثث في مقبرة( نينوى – 9 ) (28) جثة ضحية و كان اغلب الضحايا موثقين مع بعضهم البعض و اعينهم معصوبة.

وتظهر ابحاثنا ان الضحايا قد تم توثيق ايديهم كمجموعتين قبل رميهم ، وعرض خريطة لاماكن اصابات الرصاص على الضحايا وكان كالآتي:

69% في الرأس.

• 72%في الصدر والحوض

• 66% في الاطراف العليا

72% الاطراف السفلى

وكان معدل اطلاق الرصاص على الضحية الواحدة هو (5) رصاصات لكل شخص. وقد عرض عدد من الهويات الشخصية للضحايا التي وجدت داخل المقبرة.

 

مقبرة (مثنى 2)

وتحدث عن مقبرة (مثنى 2) و عرض صورة للمقبرة اخذت من الاقمار الصناعية وقال ان العملية كانت منظمة و مبرمجة وقال ان المقبرة عبارة عن مجموعة من المقابر الكبيرة و تم حفرها بواسطة الشفلات وقال ايضاً انه تأكدنا من وجود اعداد كبيرة من الاشخاص في داخل المقابر ، وعرض صورة فوتوغرافية للمقبرة و المقابر التي تتكون منها ،وقال : القبور كانت غير عميقة لان المقبرة حفرت في الصحراء وكانت هناك طبقة صخرية تحت الرمال و الطبقة الصخرية كانت قريبة من السطح.

***وعرض صورة فوتوغرافية قريبة لمقبرة (مثنى 2) حيث لم تكن عميقة و ظهرت في الصورة الجثث داخل القبر وعرض صورة بيانية لاحد القبور فيها (114) جثة ضحايا تم قتلهم بواسطة الاسلحة الاوتوماتيكية وكانت في المقبرة جثة (27) امرأة و (85) طفلا و رجلان بالغان و 95% من الاطفال كانوا بعمر اقل من (13) عاماً .

***وعرض صورة اخرى بيانية لكشف كيفية اتمام عملية الرمي ووضعية الضحايا وقت اعدامهم.

*** و عرض صورة لطفل عمره (5-6) اعوام و عرض صورة تشريحية للطفل حيث تعرض لاصابات قبل تعرضه لاطلاق النار وقبل موته مباشرة وعرض صورة للحذاء الذي كان ينتعله الطفل.

***وعرض حالة اخرى لطفل وهي فتاة بعمر (8-10) سنوات مرتدية ملابس كردية و بدت عليها علامات اصابات شديدة و اطلاق الرصاص عليها و الظاهر ان هؤلاء الضحايا كانوا يتحركون عندما يتعرضون للرصاصات وهذا ما دفع بالجنود الى ضربهم بشدة.

 وعرض صورة لجمجمة رأسها يظهر ان رصاصة اصابت عينها اليسرى و خرجت من فوق رأسها و رصاصة اخرى ضربت قمة رأسها .

*** وعرض صورة لمتعلقات الطفل و حذائه.

*** وعرض صورة لطفل عمره (9-16) عاماً وهي فتاة و عرض صورة تشريحية و تعرضت الفتاة الى الاصابات الشديدة وخاصة في اسفل عمودها الفقري وكان هناك آثار الرصاص في رأسها و جسمها ، وعرض صورة لجمجمة رأس الفتاة ومكان الرصاصة التي اصابت رأسها .

وكان مع الفتاة قنينة صغيرة من العطر ملفوفة بقطعة من القماش علبة او كيس صغير من الشاي (ماركة بابل) اذكر المحكمة ان قيام الطفلة بلف هذه القنينة بقطعة قماش له دلالة واحدة وهي مدى قيمة هذه القنينة لدى هذه الفتاة .

***وعرض صورة لسيدة حامل عمرها (30-40) عاماً وقد وجد عظام الجنين داخل ملابسها و عرض صورة تشريحية وقد تعرضت لعدة رصاصات وقد اصيبت برصاصة في منطقة حوضها في مكان وجود الجنين وهذه الرصاصة ادت الى قتل السيدة و الطفل. 

 وعرض صورة اخرى لاماكن الرصاصات التي اصابت السيدة، وكانت السيدة تحمل بعض المجوهرات و حقيبة يدوية صغيرة و نقودا و سروالا اضافيا لطفل غير مولود لتلك السيدة .

 كان الجنين بعمر (36-40) اسبوعا وكان على وشك الولادة و عرض صورة لعظام الجنين داخل ملابس والدته.

***وعرض صورة اخرى لطفل عمره (3-9) اشهر وقد قتل في حضن والدته و بقيت كذلك و قد اصيب الطفل بكسر في اثنين من اضلاعه ولم يصب بالرصاصة وهذا يدل على انه لم يمت بل توفي بعد ردم المقبرة التي على اثره كسر اثنان من اضلاعه ، وعند الكشف توصلنا الى ان الكسر الاول كان اثناء وفاة الطفل اما الكسر الثاني فكان بعد وفاته، ومن المتعلقات التي وجدت بحوزة الطفل (عقد) و (ممية صغيرة) .

***وعرض لحالة اخرى لسيدة في (17-23) عاماً حيث اصيبت بعدد كبير من الرصاصات حوالي (13) رصاصة في الرأس و في بقية جسمها وكانت مع السيدة بعض الخيوط و كأس لشرب الماء و ملعقة لقياس حليب الاطفال. 

***وبعد ذلك عرض صورة لملابس الاطفال حيث كانت توجد دماء على الملابس وعرض صورة اخرى لطفل عمره (5-9) سنوات وهي فتاة حيث تعرضت لـ(9) اطلاقات نارية و عرض صورة لجمجمة الطفلة حيث اصيبت بطلقة نارية وهشمت جمجمتها وكانت مع الطفلة حذاء و عقد مصنوع وخاتم.

***وعرض صورة لطفل (9-12) عاماً حيث اصيب بــ(6) رصاصات من الامام و (3) من الخلف وكان مع الطفل حذاء وساعة رقمية و مشط و محفظة نقود صغيرة.

***وعرض صورة لطفلة عمرها (5-9) سنوات حيث اصيبت بــ(4) رصاصات وكانت معها حذاء و اقراط.

***وعرض صورة لسيدة عمرها (19-24) عاماً حيث اصيبت بــ(8) رصاصات من الامام و (5) من الخلف و تعرضت لضربة في العمود الفقري و الصدر .

و عرض صورةً تحليلية لاماكن اصابات الرصاص في جسم الضحية و خاصة جمجمتها و عمودها الفقري و قال ان وجود اكثر من رصاصة في معصم يديها يدل على انها قد رفعت يديها لدرء الرصاصة وهذا امر طبيعي يلجأ اليه الضحايا عند تعرضهم للرمي ، ومن المتعلقات الشخصية سوار و مشط و قطع من الخيوط و علب شخاط و صحن.

وقال ان من بين ضحايا المقبرة (35) ضحية كانوا موثقي اليدين وكان (23) منهم بالغاً و (12) آخرين هم من الاطفال والبقية لم يكونوا موثقي اليدين .

وكذلك ان معصوبي الاعين كانوا (21) رجلاً بالغاً و (12) امرأة و (9) اطفال .

وبعد ذلك عرض الخبير بعض الهويات التي وجدت بحوزة الضحايا داخل المقبرة.

 

301 ضحية من ثلاثة قبور فقط

وقال الخبير ان عدد الاشخاص الذين اخرجناهم في (3) مقابر (اثنين في نينوى واحد في المثنى) ، كانوا (301) جثة وهم كالاتي :

• 22% من الرجال البالغين (فوق 18 عاماً) وهم (66) ضحية

• 17% كانوا من النساء البالغات (فوق 18 عاماً) وهن (52) ضحية

• 61% كانوا من الاطفال وهم (183) ضحية.

 

(17) مقبرة 

واوضح الخبير ان عدد مقابر نينوى و المثنى كانت (17) مقبرة ، في نينوى كانت هناك (7) قبور و قمنا بنبش قبرين فقط وان عدد الجثث التي انتشلناها كان (187) جثة .

وعدد القبور في المثنى كان (10) قبور ، نحن قمنا بحفر قبر واحد فقط و اخرجنا منها رفات (114) ضحية .

 

الاستنتاج:

وقال الخبير انه استنتاجاً لما قمنا به من كشف و تحاليل بواسطة استعمال احدث التقنيات العالية الى الان توصلنا الى مايأتي:

• هؤلاء الضحايا قد اخرجوا قسراً من ديارهم وقراهم .

• اخذوا بعيداً عن مناطقهم.

• استخدمت معدات كبيرة كالشفلات لحفر القبور .

• الخصائص الجغرافية لهذه القبور تدل على ان العملية كانت قد نظمت لها مسبقاً بهدف ابقاء العملية سرية. 

• اكثرية الضحايا كانوا من النساء و الاطفال وكانوا مقيدي الايدي و معصوبي الاعين.

• تم اعدام الضحايا داخل هذه المقابر باستخدام الاسلحة الاوتوماتيكية و بعد ذلك تم دفنهم من قبل منفذي العملية.

وفي الختام اضاف الخبير ان هذه المعلومات لايمكن الشك فيها وهذه استنتاجاتنا كاطباء شرعيين في مجال الطب العدلي و الابحاث .

اريد ان اترك للمحكمة مقولة لشاعرة بولدنية مشهورة (ووزلاوا سمبورسكا) التي تقول:

التاريخ يعد الجماجم البشرية باعداد

الف و واحد يبقى الفاً

وكأن الواحد لم يكن موجوداً اصلاً

اليوم ياسيدي القاضي عرضنا عليكم ادلة ليست متعلقة بــ(301) شخص فقط... 

وبعد ذلك اجاب الخبير عن اسئلة الادعاء والمحامين والمتهمين .

وقال ردا على سؤال للادعاء العام اننا وجدنا الكثير من ملاعب الاطفال داخل المقبرة اضافة الى بعض الحاجيات الشخصية لدى النساء .وتعليقا على ذلك قال ممثل الادعاء  العام : هذا يدل على ان هؤلاء الضحايا قسم منهم قد اعتقلو وقسم منهم قرر تسليم نفسه للجيش العراقي لذلك اخذوا ماكانوا يرغبون حمله معهم .

 

صدام مدافعا عن عبارة الانفال

في تصريح له في المحكمة علق المتهم صدام حسين على الجريمة بشكل مختصر وقال  :"الانفال تسمية سليمة واعتيادية لمعركة عسكرية"

 

محمد شيخ عثمان / رئيس تحرير الانصات المركزي

 

 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket