الأنفال..الجرح الذي لايندمل

جینوساید‌‌ 09:54 PM - 2019-04-13
الأنفال..الجرح الذي لايندمل

الأنفال..الجرح الذي لايندمل

كان الاعتداء على الكورد وابادتهم جزءاً من سياسة وأهداف النظام البعثي في العراق ومنذ حصوله على السلطة في العام 1968، وقبل ذلك، ومن هذه الجرائم التي اقترفها كانت حملات الأنفال التي راح ضحيتها 182 الف انسان كوردي بريء، لأنه ومن منظور وايدليوجية البعث أية قومية أو مجموعة وطنية أو دينية لاتؤيده، فهي عدو الوطن والقومية العربية، ومن هذا المنظور كان البعث يؤمن باستخدام العنف للوصول الى أهدافه وتنفيذ برامجه.

وكان النظام البعثي يعتبر جميع البطاقات وطرق الوصول الى أهدافه شرعية، وتظهر الأحداث ان للكورد مآسٍ كثيرة مع النظام البعثي، ونستطيع القول ان الأنفال تظهر وجهاً جوهرياً وحقيقياً لسياسة النظام البعثي تجاه الكورد.

حملات الأنفال نفذها نظام الديكتاتور المقبور صدام حسين ضد المواطنين المدنيين الكورد، بدأت في 22 شباط العام 1988، واستمرت لغاية 6 أيلول من نفس العام، وتعد من أخطر صفحات القتل الجماعي الحكومي في تاريخ الحكم البعثي في العراق، الأنفال عبارة عن ثمانية مراحل عسكرية شاركت فيها قوات الجيش والقوى النظامية بصورة مباشرة، منها (الفيلق الأول الذي كان مقره في كركوك، الفيلق الخامس الذي كان مقره في أربيل)، القوة الجوية، القوات الخاصة، الحرس الجمهوري، قوات المغاوير، دوائر الأمن والمخابرات والاستخبارات العسكرية والحجوش، أقسام الأسلحة الكيمياوية والبايولوجية، بالاضافة الى جميع الدوائر الخدمية التي وضعت في خدمة تنفيذ هذه الحملات.

 

مراحل حملات الأنفال

* الأنفال الأولى: منطقة السليمانية، محاصرة منطقة (سركه لو) في 23 شباط لغاية 19 مارت/1988.

الثانية: منطقة قرداغ، بازيان ودربنديخان في 22 مارت لغاية 1 نيسان.

* الأنفال الثالثة: منطقة كرميان، كلار، باونور، كفري، دووز، سنكاو، قادر كرم، في 20 نيسان من نفس العام.

* الأنفال الرابعة: في حدود سهل (زيي بجوك) أي بمعنى منطقة كويه وطق طق وآغجلر وناوشوان، في 3 مايس الى 8 مايس.

* الأنفال الخامسة والسادسة والسابعة: محيط شقلاوة وراوندز في 15 مايس ولغاية 26 آب.

* الأنفال الثامنة: المرحلة الأخيرة، منطقة بادينان، آميدي، آكري، زاخو، شيخان، دهوك، في 25 آب ولغاية 6 ايلول من نفس العام.

 

 

نبذة عن الجرائم التي اقترفها البعث ضد الكورد

1 – تهجير وابعاد الكورد الفيليين عن موطنهم الى خارج البلاد، وهذه العملية بدأت في منتصف السبعينيات من القرن الماضي واستمرت حتى نهاية الثمانينيات.

هذه الجريمة بدأت بسحب الجنسية العراقية عنهم، ولكي يسلبوا من حق العيش في العراق، وقد تم في هذه العملية تهجير الالاف من العوائل الفيلية في منطقة كرمسير كمندلي وقرلوس وقزانية وبدرة وجسان الى ايران، كما تم مسبقا عزل المئات من الشباب الفيليين وواجهوا مصيراً مهجولاً.

2 – تغييب البارزانيين، مايقارب (8000) شخص كوردي من عشيرة بارزان، في حملة اعتقالات عشوائية بدأت في صبيحة يوم 30/7/1983، حيث حاصرت القوات الامنية والجيش مجمع (قوشتبة) بالقرب من مدينة أربيل، المعتقلين كانت تتراوح اعمارهم مابين (12-70) عاماً، والسبب الوحيد لاعتقالهم هو انهم كانوا من عشيرة بارزان، وتم نقل المعتقلين الى جنوب العراق بحماية عسكرية، كانوا جميعهم من المدنيين العزل، وبعد هذه الحادثة جاء صدام حسين الى كوردستان ووصف البارزانيين بأنهم مجرمون، واعلن انهم نالوا جزائهم، وبعد سقوط نظام صدام حسين تم العثور على جزء من رفات هؤلاء الضحايا في الصحاري الجنوبية وتم اعادتها الى كوردستان ودفنها في منطقة بارزان.

3 – استخدم الأسلحة الكيمياوية ضد سكان القرى في العام 1987، في يوم 15/4/1987، قام البعث وعن طريق الطائرات الحربية بقصف منطقة (سركلو وبركلو) في سهل جافايتي بالأسلحة الكيمياوية، وفي اليوم التالي 16/4/1987 قام البعث بقصف قرى (باليسان، شيخ وسانان) في سهل باليسان، وفي هذا القصف استشهد اكثر من (320) شخصاً مدنياً، وهذه الكارثة كانت من أخطر الجرائم، حيث كانت بداية استخدام النظام البعثي للأسلحة الكيمياوية لمواجهة الجماهير والمواطنين الذين يسكنون القرى، وهذه الجريمة أدت الى الحاق أضرار كبيرة ببيئة كوردستان الجملية بالاضافة الى الأضرار البشرية التي سببتها، حيث احترقت البساتين والأراضي الزراعية وانتشرت الأمراض القاتلة كضيق التنفس وشلل الدماغ والعديد من الأمراض الاخرى.

4 – جرائم الأنفال: حملات الأنفال التي تسبب في ابادة (182000) الف انسان كوردي، بدأت بعمليات عسكرية، والمناطق التي نفذت فيها الجرائم انقسمت على ثمانية مراحل، المرحلة الأولى من الحملات بدأت في منطقة السليمانية 22/2/1988، وكانت المرحلة النهائية لحملات الأنفال والمعروفة بخاتمة الأنفال في منطقة بادينان في 6/9/1988، استخدمت في مراحل حملات الأنفال جميع انواع الأسلحة المحرمة دولياً وخاصة السلاح الكيمياوي من نوع الخردل والسيانيد وغاز الأعصاب والفسفور.

5 – قصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيمياوية في 16/3/1988، حيث قام النظام البعثي بقصف مدينة حلبجة في منطقة شارزور بالأسلحة الكيمياوية عن طريق الطائرات الحربية، ووقع ضحية هذه الجريمة أكثر من 5000 الاف شخص من النساء والأطفال والشيوخ والشباب في عدة دقائق، واصيب الاف آخرين بجروح، ونفوق الاف من الحيوانات، وآثار الأسلحة الكيمياوية مازالت باقية لحد الآن على أرض وسكان هذه المدينة، كما تسبب هذا القصف بانتشار العديد من انواع الأمراض القاتلة منها، نسبة كبيرة من مرض العقم، الأمراض الجلدية، مرض العوق لدى الأطفال الرضع، ازدياد نسبة مرض السرطان، ضيق التنفس، ضيق الرئتين، الأمراض النفسية والعصبية.

6 – تغيير أماكن السكن بالأراضي المحرمة، وفقاً لقرار النظم البعثي تم تغيير العديد من القرى الآهلة بالسكان في كوردستان الى اماكن محرمة، وفي بداية العام 1975 تم تغيير المنطقة الحدودية بين العراق وايران على طول 30 كم الى منطقة محرمة، وهذا كان جزءً من تهجير سكان القرى الى المدن الجنوبية في العراق والمجمعات القسرية. وهذه العملية استمرت، وفي العام 1987-1988، تم توسيع نطاق هذه العملية وتم اتخاذ القرار بتغيير جميع المناطق التي نفذت فيها حملات الأنفال الى مناطق محرمة، لكي يتم اعتبار أي شخص يتواجد في هذه المناطق بالمجرم والخارج على القانون ويقتل، وفقاً لهذا القرار تم تدمير أكثر من (4500) قرية في كوردستان، فقط في سنوات 1987-1988.

7- تدمير واحراق الالاف من مناطق العبادة من المساجد والحجرات والكنائس، وتنفيذ هذه الحملة تزامن مع تدمير وأخلاء القرى، وتم خلالها احراق الالاف من النتاجات الدينية والأدبية المكتوبة والكتب المقدسة.

8 – التغيير الديموغرافي للمناطق الكوردستانية في اطار عملية تعريب تلك المناطق، وهذا عن طريق اخراج وتهجير وابعاد المواطنين الأصلاء من هذه المناطق واسكان أناس آخرين في مكانهم، وهذه الحملة بدأت باصدار العديد من قرارات مجلس قيادة الثورة المنحل، وخاصة في محافظة كركوك، والمناطق الكوردستانية الاخرى في حدود محافظات نينوى وديالى وصلاح الدين وهذه العملية تبعتها عملية اخرى لتغيير الهوية القومية.

9 – الاعتقال والاعدام والقتل الجماعي لجميع الأشخاص والمجموعات التي كانت لها وجهات نظر مختلفة عن معتقدات حزب البعث، وخلال هذه العملية الاجرامية جرى قتل الالاف من الأشخاص في سجون أبو غريب وقصر النهاية وسجن الموصل والسجون الاخرى، بعض منهم وفقاً لقرارات قضائية والبعض الآخر وفقاً لقرار ما يسمى بمحكمة الثورة.

وهذه الجرائم بصورة عامة وجريمة الأنفال بصورة خاصة كان لها تاثير كبير وصعب على حياة ومستقبل المجمتع الكوردستاني، صحيح أنها أصبحت تاريخاً من الناحية الزمنية، لكن تاثير وتداعيات هذه الجرائم مازال باقياً لحد الآن بصورة مباشرة على الفرد والمواطنين جميعاً، وقد ادت الى تدمير البنى التحتية للمجتمع بشكل تظهر تاثيرتها بشكل مباشر ليومنا هذه.

 

 

قصص يشيب منها الولدان

حينما لايكون النوم ابديا تهيم الارواح في السماوات باحثة عن القصاص العادل بتعالي دعوات رفع المظلومية والاعتبار من الفاجعة التي شملت ايضا تدمير اكثر من 4 آلاف قرية آمنة مسالمة، طمر الحفر على اطفال ونساء بالجرافات بعد تفريقهم عن اسرهم، في مشاهد مفزعة رهيبة تعالت فيها الصراخ والبكاء دون مجيب غير شرر مكائن الموت المتصاعدة بتراب يتساقط قبل لفظ النفس الاخير، وتكور اجساد غضة بمآقي مغمضة واحساس يروع هجمة الموت وهو يخفت. احساس الانكفاء الاخير يجمع اشلاء الجسد انعتاقا للروح الى سموات القصاص في حملات سميت تيمننا بسورة "الانفال" من القرآن! 

جاء ذكر الاسم في سورة الأنفال: (يَسْألُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلهِ وَالرَّسُولِ).

يقول الروائي نزار آغري: لقد صاغ الكورد عبارتهم "لا أصدقاء لنا سوى الجبال" ليس من باب الشعر والبلاغة بل من شدة اليأس والقهر.

ففي الثورة السورية كان الناس يصرخون: "يا الله ما إلنا غيرك يا الله". لم يقل الكورد ذلك، على رغم إيمانهم بالله وتشبثهم بدينهم، لأن المحتلين يسرقون منهم حتى الله. يذيقونهم الويلات باسم الله. يقتلونهم ويفتكون بهم وهم يرددون آيات القرآن. بالنسبة لهم، اتخذ الله موقعه في الجبهة المعادية لهم.

ويشير الكاتب والاديب محمد حمه صالح الى ان عمليات الانفال السيئة الصيت هي عملية ابادة جماعية " جينوسايد"وفق القانون الدولي، موضحا، ان النظام المباد قام بفصل الرجال عن النساء والاطفال، ثم دفنهم احياء في صحارى العراق، لافتا الى ان تأثيرات الانفال مازالت مستمرة وخاصة لدى عوائل الضحايا، مشيرا الى ان الجريمة التي وقعت قبل 31 عاما، تركت ندوبا نفسية لن تمحى بسهولة، داعيا الحكومة الاتحادية الى تعويض ضحايا حملات الانفال.

واكد ان دعم وتعويض ضحايا الانفال، ابسط شيء تستطيع الحكومة القيام به، مشيرا الى انه من مجموع 182 الف كوردي، عرف مصير نحو 3 آلاف منهم فقط واعيد دفن رفاتهم بمراسيم خاصة.

 

 

ازالة تداعيات الأنفال عن طريق المصالحة الوطنية

يقول الدكتور واثق الهاشمي رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية خلال تصريح خاص لـPUKmedia: ان عمليات الأنفال من العمليات الاجرامية الكبيرة التي طالت ابناء شعب كوردستان وازالة اثار هذه الجرائم يتم عن طريق تحقيق المصالحة الوطنية والانجازات لشعب كوردستان.

واضاف: ان اعتقد بان هناك خلل في ازالة هذه التداعيات منذ العام 2033 بسبب الانشغال بالصراعات السياسية والمصالح الحزبية والشخصية على حساب المواطن العراقي، انا اعتبر بان جميع المواطنين العراقيين مظلومين لكن ماتعرض له شعب كوردستان اكبر بكثير جداً.

وتابع: ان ازالة تداعيات الأنفال تتم عن طريق المصالحة المجتمعية والمصالحة الوطنية وتحقيق الانجازات وتكريم عوائل الشهداء ووضع خارطة طريق لعراق جديد تكون فيه حياة المواطنين افضل من الآن المواطن في العراق عليه واجبات فقط وليست لديه حقوق.

 

 

الاعتذار قد يكفي؟

بدأت حملات الانفال بعمليات عسكرية، والمناطق التي نفذت فيها الجرائم انقسمت على ثمانية مراحل، المرحلة الأولى منها بدأت في منطقة السليمانية 22/2/1988، وكانت مرحلتها النهائية والمعروفة بخاتمة الأنفال في منطقة بادينان في 6/9/1988، واستخدمت في مراحل حملات الأنفال جميع انواع الأسلحة المحرمة دولياً وخاصة السلاح الكيمياوي كغاز الخردل والسيانيد وغاز الأعصاب والفسفور.

وقد اقر مجلس النواب العراقي في نيسان من عام 2008 بان ما تعرض له الكورد في جريمة الانفال انما هي ابادة جماعية والى هذا ذهب ايضا مجلس رئاسة الجمهورية في العراق في القرار رقم 26 لسنة 2008 الصادر يوم 10-9-2008 الذي جاء فيه ما يلي: ((اعتبار ما تعرض له الشعب الكوردي في كوردستان العراق من مذابح وقتل جماعي هو ابادة جماعية بكل المقاييس)).

وقد تأكد ذلك ايضا في قرار برلمان كوردستان في 14-4-2008 وفي قرار رئاسة اقليم كوردستان رقم 13 لسنة 2008 الذي صادق على قرار رقم 2 لسنة 2008 وهو قرار اعلان الجرائم المرتكبة بحق الشعب الكوردي في العراق هي جرائم ابادة جماعية (جينوسايد) وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب وهو موقف صائب وموافق للقانون الوطني والدولي.

وتبين النائبة الماس فاضل عن اللجنة القانونية النيابية لـPUKmeida: ان جهود عديدة بذلت ومباحثات بين الاقليم وبغداد حول ملف المؤنفلين والسجناء السياسيين، لكن للاسف لم تثمر لحد الان، موضحة، ان جريمة الانفال تركت صداها في التاريخ، انه من المعيب جدا عدم حسم ملف المؤنفلين الكورد، رغم ظروف مواتية سابقة. 

واكدت ضرورة اتخاذ خطوات اكثر جدية من اجل ضمان حقوق عوائل المؤنفلين، وتعويض متضرري حملات الانفال بمراحلها، مطالبة الحكومة الاتحادي بتقديم اعتذار رسمي لشعب كوردستان.

 

مخاوف من عودة عمليات الأنفال

يقول الكاتب والصحفي عارف قورباني خلال تصريح خاص لـPUKmedia: ان المخاوف من عودة عمليات الأنفال مازالت قائمة والمخاطر مازالت تهدد شعب كوردستان، كنا نؤمن بان العقلية القديمة في العراق تغيرت وظروف اعادة تنفيذ عمليات الأنفال انتهت، لكن ماحدث في قضاء شنكال من ابادة جماعية لم يكن بعيدا عن عمليات الأنفال واعادت تنفيذ جرائم الابادة الجماعية تحت مسمى آخر.

واضاف: لمنع عودة عمليات الأنفال يجب الزام العراق بالمعاهدات الدولية الخاصة بالابادة الجماعية لأن القوانين الدولية هي الضامن الوحيد لمنع عودة الأنفال مرة اخرى، ومايعيق الاعتراف بجرائم الأنفال وحلبجة وشنكال كجرائم ابادة جماعية هي عدم انضمام العراق الى المعاهدات الدولية الخاصة بالابادة الجماعية.

وقال: انا متخوف دائما من عودة عمليات الأنفال لحين الزام العراق بالمعاهدات الدولية واعتقد بان جميع ابناء شعب كوردستان يشاطروني هذا الرأي واعتقد بانهم دائما يعيشون في هذه المخاوف.

 

 

الناجون من الأنفال يعيشون ظروفا سيئة

يضيف الكاتب والصحفي عارف قورباني الذي التقى بعدد من الناجين من عمليات الأنفال: ان الناجين من الأنفال وعوائل الشهداء لهم نفس الشعور ويعيشون في ظروف سيئة وهم في تخوف دائم من عودة عمليات الأنفال، ويعيشون في نفس لحظات نجاتهم من المقابر الجماعية ووقوفهم امام اسلحة جلاديهم.

وتابع: على حكومة اقليم كوردستان تقدير وتكريم الناجين من الأنفال وعوائل الشهداء والعمل على تنفيذ القرارات الخاصة بالأنفال عن طريق الحكومة الاتحادية، ومع الاسف لم يتم تعويض ضحايا الأنفال لحد الان.

وقال: على حكومة اقليم كوردستان تعويض ضحايا الابادة الجماعية بشكل مادي ومعنوي وخاصة مع وجود فريق كوردي قوي في العاصمة بغداد، عليهم العمل معنا لالزام العراق بالمعاهدات الدولية وتعويض ضحايا الأنفال والابادة الجماعية في اقليم كوردستان.

 

 

الاحكام الصادرة ضد المتهمين في قضية الأنفال

اصدرت المحكمة الجنائية العراقية العليا الخاصة بجرائم الأنفال، يوم الاحد 24/6/2007، احكاما بالاعدام والسجن المؤبد على خمسة متهمين في قضية الأنفال.

1- الاعدام شنقا على المتهم علي حسن المجيد الملقب بعلي الكيمياوي إثر ادانته بارتكاب ابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية في جرائم الأنفال.

وقال القاضي محمد العريبي الخليفة الذي ترأس الجلسة: إن المحكمة ادانت المتهم علي حسن المجيد بتطبيق سياسة حزب البعث (المنحل) واهداف (المخلوع) صدام حسين في شمال العراق واصدار اوامر للجيش والقوات الامنية باستخدام الاسلحة الكيمياوية في هجوم واسع النطاق اسفر عن استشهاد الالاف من المواطنين الكورد.

2- حكم الاعدام شنقا على المتهم سلطان هاشم أحمد الطائي وزير الدفاع. 

3- حكم الاعدام شنقا على المتهم حسين رشيد التكريتي معاون رئيس الاركان.

4- حكم السجن مدى الحياة على المتهم صابر عبد العزيز الدوري مدير الاستخبارات العسكرية. 

5- حكم السجن مدى الحياة على المتهم فرحان مطلق الجبوري بتهمة المشاركة في التهيئة لجريمة الابادة الجماعية.

6- واسقط القاضي التهم عن طاهر توفيق العاني المحافظ الاسبق لنينوى لانعدام الأدلة.

 

 

التداعيات الاجتماعية لعمليات الأنفال مازالت باقية

يقول الكاتب والصحفي عدالت عبدالله خلال تصريح خاص لـPUKmedia: ان تداعيات عمليات الأنفال السيئة الصيت مازالت باقية لحد الآن، من ناحية انعدام بعض الخدمات الرئيسية لذوي الشهداء وتقديم بعض الامتيازات الخاصة بهذه الشريحة المنكوبة.

وقال: صحيح ان حكومة اقليم كوردستان قدمت الكثير من الخدمات لذوي المؤنفلين من خلال مؤسساتها المعنية، وقدمت الدعم لهم، وخاصة في موضوع تدويل قضية الأنفال واستقطاب الدعم الدولي لهذه القضية وتقديم الدعم المادي والمعنوي لعوائل الشهداء وتحسين ظروفهم المعيشية، لكننا نعلم بان هناك العديد من ذوي المؤنفلين يعانون من مشاكل معنوية ونفسية واجتماعية ولم يقدم لهم ماهم يتطلعون اليه ويعتقدون بانه على الدولة منحهم المزيد من الامتيازات والخدمات كما هم متبع في جميع الدول التي تعرضت الى مآسي بشرية.

 

 

على الحكومة الاتحادية تعويض ذوي الشهداء

واضاف الكاتب والصحفي عدالت عبدالله: بكل تاكيد يقع على عاتق الحكومة الاتحادية الكثير من الالتزامات تجاه ذوي الشهداء، لكن ربما هناك مشكلة في استيعاب حجم هذه المأساة من قبل الاوساط الادارية في الدولة العراقية وهناك انعدام للتنسيق بين حكومة اقليم كوردستان والحكومة الاتحادية في كيفية تعويض ذوي الشهداء ومعالجة مشاكلهم من خلال مؤسسات الدولة بالاضافة الى عدم تشكيل اية دوائر مختصة بهذه الجريمة الكبيرة.

واضاف: على ممثلي الكورد في بغداد العمل على معالجة هذه القصية وعلى الحكومة الاتحادية التزامات كبيرة وملثما تلتزم بمعالجة معاناة ابناء الجنوب والوسط عليها معالجة معاناة المواطنين وعوائل الشهداء في اقليم كوردستان.

 

 

 

اكبر جريمة ضد الانسانية

يقول القاضي آسو صوفي خلال تصريح خاص لـPUKmedia: ان عمليات الأنفال استهدفت ابادة شعب كوردستان كقومية، واثبتت بانها اكبر جريمة نفذت ضد ابناء شعب كوردستان.

واضاف القاضي الذي كان رئيس فريق التحقيق في قضية الأنفال: مع الاسف لم يحضر جميع المتهمين امام المحكمة فقط حضر بعضهم مثل علي حسن المجيد وسلطان هاشم أحمد الطائي وصابر الدوري مع الاسف لم تتم محاكمة جميع الذين شاركوا ونفذوا عمليات الأنفال.

حول المجرى القانوني لمحاكمة المتهمين بقضية الأنفال، يقول القاضي آسو صوفي: من الناحية القانونية لم يحضر المتهم الابرز صدام حسين الذي كان رئيسا لجمهورية العراق وقائدا للقوات المسلحة وقائدا لمجلس قيادة الثورة المنحل وكان يتحمل المسؤولية الكاملة عن جرائم الأنفال، لكن مع الاسف تم خرق القانون وتنفيذ حكم الاعدام بصدام حسين قبل مثوله امام محكمة الأنفال وتسجيل اقواله، كما يعد هذا الامر خرقا لحقوق ضحايا عمليات الأنفال.

وتابع: صدام حسين حضر فقط اثناء مرحلة التحقيق في قضية الأنفال لكن مع الاسف اعدم في قضية الدجيل ولم يحضر جلسات محكمة الأنفال لانه كان من الضروري ان يكون حاضرا لتقديم افادته حول اسباب تنفيذ عمليات الأنفال.

 

الاحكام ضد المتهمين كانت عادلة الا متهم واحد

واضاف القاضي آسو صوفي: ان الاحكام التي صدرت ضد المتهمين كانت عادلة الا المتهم صابر عبدالعزيز الدوري الذي كان من المفترض ان يصدر عليه حكم بالاعدام وليس السجن المؤبد.

وقال: ان المتهم صابر عبدالعزيز الدوري كان مديرا للاستبخارات العسكرية آنذاك وجميع الجرائم اقترفت بناء على توصيات منه وكان له دور رئيس في تنفيذ جرائم الابادة الجماعية ضد شعب كوردستان وكان لابد من صدور حكم المحكمة عليه بالاعدام.

 

 

المتهمين القوا التهم على بعضهم البعض

ويقول قاضي التحقيق آسو صوفي: ان المتهمين خلال مرحلة التحقيق القوا التهم على بعضهم البعض واغلبهم كانوا يلقون المسؤولية على عاتق المتهم علي حسن المجيد، واغلب المتهمين كانوا ينفون التهم الموجه اليهم، لكن بفضل الوثائق التي كشفتها المحكمة تم اثبات تورطهم جميعا في تنفيذ عمليات الأنفال.

 

 

الحي والشهيد!

كل ضحية لأي نظام سابق، لابد ان يعاد النظر بمكانته، ورفعه الى مرتبة اعلى يوازي تضحيته باتخاذ كل ما يلزم.. ليس فقط باقامة فعاليات ومهرجانات سنوية وتعويض عوائل الضحايا، وانما التفكير بـأمر جديد.

هكذا قال الخبير القانوني طارق حرب حول مأساة ذوي المؤنفلين، مشيرا الى ان الشهداء يقدمون ارواحهم وقد توفر بعض حقوقهم عبر القانون لكن كل ذلك ليس كافيا، بل بالعمل في اسس جذرية لوضعهم بمنزلة اعلى وفق الشرائع السماوية والمبادىء الديمقراطية.

وحول المؤنفلين وغيرهم من متضرري النظام المباد، الذين لايزالزن احياء، يؤكد حرب، انه لا يمكن المقارنة بمن دفع حياته ثمنا مع آخرين مازالوا احياء، موضحا، ان كانت الحكومة والبرلمان تصدران قرارات وقوانين لضحايا احياء، بنسبة 5% او 10% فانهما مطالبتان بتكريم المؤنفلين بنسبة 100%، لان من يدفع حياته بمجملها لا يمكن مقارنتهم بالضحايا الاحياء، لقد دفنوا وقتلوا لا لذنب اقترفوه.

واكد ان اي تحرك حكومي وبرلماني يبدأ من القاعدة، لان على اصحاب القضية الاصرار عليها، معربا عن استغرابه من مساواة ضحايا الانفال، الشهداء، وضحايا مازلوا احياء!!

 

 

 

PUKmedia خاص  

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket