فاجعة حلبجة.. التراجيديا السوداء

فاجعة حلبجة.. التراجيديا السوداء

تمر علينا غدا السبت الذكرى الـ 31 عاما على قصف مدينة حلبجة الشهيدة بالأسلحة الكيمياوية من قبل النظام البعثي البائد، والذي راح ضحيته أكثر من 5000 مواطناً كوردياً، فضلاً عن اصابة الاف آخرين بجروح مختلفة.

وقام النظام البعثي الدكتاتوري في يوم 16-3-1988 بقصف مدينة حلبجة الشهيدة بالأسلحة الكيمياوية، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 5000 مواطناً كوردياً، بينهم نساء وأطفال ورجال وشيوخ، ونزوح الاف إلى المناطق الحدودية مع إيران، فضلاً عن اصابة العديد بجروح مختلفة.

وستنظم في مختلف مدن ومناطق إقليم كوردستان فعاليات استنكارية ضدّ الجريمة البشعة بحق اهالي مدينة حلبجة، واقامة مراسيم خاصة لإستذمار أرواح ضحايا هذه العملية التي راح ضحيتها الالاف من المواطنين الكورد الأبرياء، فضلاً عن وقوف لحظات صمت في الساعة الحادية عشر من صباح الغد تجسيداً للحظات القصف التي تعرضت لها المدينة في هذا الوقت.

صور ومشاهد وشواهد مخيفة ومؤلمة اذهلت العالم وازالت غشاوة الماكنة الاعلامية المتواطئة مع الجلاد، ووضعته في مواجهة مخجلة مع واقع الهوة المخزية التي ارتكس فيها النظام البائد وآلته الجهنمية واسرافه في الولوغ بدماء وكرامة الشعب العراقي كورداً وعرباً وأقليات.. صور زلزلت الارض تحت ضمائر الشعوب الحرة وانتجت الريح الغاضبة المحملة بلعنات القدر والايام التي اقتلعت اركان النظام المدان ودمغته بالعار المجلل الى يوم تنتصف فيه الشعوب الجريحة من قاتليها..

ان تلك الجريمة التي استهدفت الانسانية العزلاء الآمنة ستبقى جرحا غائرا في ذاكرة الجماهير الكوردية النبيلة وكارثة انسانية يندى لها جبين الشعوب الحرة ومصدر ألم ومشاعر مفجعة في ضمير الشعب العراقي الذي يحيي هذه الذكرى بمشاعر الغضب والاستنكار والادانة ويمارس وجوده الحر من خلال التبرؤ من قوى الشر والظلام التي تطاولت على حق الانسان في الحياة ..وستظل تلك اللحظات المضيئة التي خلدتها التضحيات العظيمة لجماهير حلبجة مصدر فخر واعتزاز لشعب كوردستان والعراقيون اجمع.. وستبقى تلك المدينة الباسلة التي عمدت حريتها بالدم والدموع رمزا ومعلما للبشرية وناقوس خطر يذكر الشعوب بمسؤولياتها تجاه الحرية والسلام العالمي وستبقى تلك الدماء التي سالت في لحظة فاصلة في عمر الانسانية محفورة في ضمير الشعوب الحية المحبة للحرية والخير والسلام..

PUKmedia