رئيس الجمهورية: الفساد هو الاقتصاد السياسي للعنف

لقاءات 06:26 PM - 2019-03-06
رئيس الجمهورية: الفساد هو الاقتصاد السياسي للعنف

رئيس الجمهورية: الفساد هو الاقتصاد السياسي للعنف

اكد سيادة رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح ان الالتزام بالدستور والثوابت الوطنية يضمن بقاء العراق موحداً.

واشار سيادة الرئيس في كلمة له في ملتقى السليمانية، اليوم الاربعاء 6-3-2019، الى ان "الخصوصيات الكامنة في المجتمع العراقي هي مصدر اثراء لبلدنا لا عامل تفتيت ولا تقسيم"، موضحاً ان كل المؤشرات السياسية تدل على استكمال الكابينة الوزارية بما فيها الوزارات الأمنية خلال هذه الايام.

واضاف سيادته ان الفساد في العراق مشكلة كبيرة جداً، وهناك ما يشير بموضوعية تحوله الى ما يشبه الدولة العميقة التي تعيق بناء الدولة ومؤسساتها وفرض سيادة القانون فيها، مشدداً على ان "الفساد هو الاقتصاد السياسي للعنف والذي يديم العنف"، فان لم نستطيع القضاء على الفساد لم نستطيع القضاء على دوامتي العنف والازمة في العراق.

رئيس الجمهورية اكد ان العراق يسعى الى تقريب وجهات النظر بين الجميع مستنداً الى عمقه العربي، وان البلاد مقبلة على تحولات اقتصادية كبيرة وبدأت تخرج من الازمات، مشيراً الى ان القضاء على الارهاب لن يتم بالوسائل العسكرية فقط بل من خلال التعاون والدعم الاقليمي والدولي من كل الاطراف، مبيناً ان العراق لن يكون قاعدة عسكرية لاي دولة وعلى الجميع احترام سيادته.

وحضر فعاليات الملتقى رئيسي الوزراء السابق والاسبق وزعماء الكتل والقوى السياسية، وعدد كبير من السادة الوزراء والمحافظين ورؤساء واعضاء البعثات الدبلوماسية في العراق فضلاً عن رؤساء دول سابقين وشخصيات عربية وعالمية والعديد من المحللين السياسيين والاعلاميين.

وفيما يلي نص الحوار الذي اجرته السيدة مينا العريبي مع سيادة الرئيس: 

سيدي الرئيس شكراً لحضورك..احب اسألكم اولاً عن الموضوع الذي يشغل الكثير من العراقيين الوضع الامني، قرأنا تقريراً عن وزارة الدفاع الامريكية يقول ان تنظيم داعش يعيد ترتيب صفوفه وممكن يعيد الهجمات على العراق كيف تقييمكم للوضع الامني؟ وهل هناك معركة مع داعش او شبيهُ له؟

 سيادة الرئيس: انا سعيد..اود ان اشكركم للانضمام للملتقى .. انا ليس مضيف انا الآن ضيف على السيد قوباد نائب رئيس حكومة اقليم كردستان.. واتمنى ان يكون هذا الملتقى ناحجاً كما كانت الملتقيات ناجحة في السابق.. اود ان اشير الى كثير من الاحيان يتحدثون عن العراق وكأنها الا ساحة صراعات ومشاكل، لدينا كفاءات رائعة في داخل البلد وخارجه . هذه السيدة الشابة تمكنت من تبوأ مواقع متميزة في الصحافة العربية والدولية نتمنى لك الموفقية في ذلك.

فيما يتعلق بالوضع الامني والتطورات الامنية النصر الذي تحقق ضد داعش  مهم  ولايمكن الاستخفاف بذلك لكن هذا النصر ميداني وعسكري فقد تم القضاء على الخلافة المزعومة وتم تحرير الساحة العراقية من تواجد داعش العسكري هناك بعض البؤر لداعش باقية على الساحة السورية.. ايضا هي في طور الانتهاء .. يجب ان نقرّ باهمية الانتصار العسكري الميداني لكن بنفس الوقت لانستخف بحجم التحدي القائم لانه لم يتم استئصال خطر الارهاب وخطر  داعش  استئصالا نهائيا لحد هذه اللحظة، لايزال الكثير من عناصر داعش منتشرين بين الساحة  العراقية والسورية متشردين ربما يكون لهم الفرصة ليعودوا من جديد ، اضف الى ذلك وبالذات في الساحة السورية هناك تنظيمات متطرفة اعدادها بالالاف تمثل خطرا آنيا ومستقبليا القضاء على الارهاب لم يتم بالوسائل العسكرية فقط بل يتم باستمرار الجهد الاستخباراتي والامني فهذه ستكون عملية طويلة يتطلب ايضا ترتيب الاوضاع السياسية وبالذات في المناطق التي تحررت من سيطرة داعش وتمكين اهلنا في تلك المناطق من العودة الى بيوتهم، اعادة الاعمار، قضية فرص العمل، وايضا قضية الوضع الاقليمي والدولي، داعش لم ياتِ من فراغ وانما من خلال الكثير من (الشقوق) الموجودة في الوضع الدولي والاقليمي وهناك ايادي تلاعبت بهذه الآفة لكن في النهاية ادت الى كوارث في المنطقة، العراق تصدر المشهد وتصدر عملية القضاء على داعش وضحى العراقيون بالغالي والنفيس من اجل ذلك ، من القوات العراقية من الجيش الشرطة البيشمركة الحشد الشعبي قاموا بعمل مهم لايمكن الاستخفاف به، نستذكر ما كنا عليه قبل 4 او 5 سنوات الدكتور حيدر العبادي موجود ربما سيتحدث لنا في جلسته عن التجربة التي مررنا بها في هذا السياق.  الانتصار تحقق بدعم اصدقائنا وحلفائنا في التحالف الدولي هذا الجهد مشكورا وهذا الجهد مهما والمهمة لم تنجز بعد ،داعش مازال ماثلا وعلينا اليقظة والجهد الاستخباري واعادة ترتيب اوراقنا واعادة النازحين الى بيوتهم.

س/ مثل ماتفضلتم هناك عناصر ادت الى ظهور داعش وللاسف لم يتم التعامل معها بشكل مطلوب مر عام على مؤتمر الكويت المهم الذي خصص 30 مليار دولار لاعادة اعمار العراق ونرى الى الان مناطق منكوبة في الموصل والانبار وصلاح الدين وغيرها  وهناك عانى الكثير من الشعب اين الاعمار؟ الذي يتطلع اليه الكثير من العراقيين واين الترتيبات السياسية المطلوبة؟

 واقعا اهل الموصل واهل الكثير من المناطق التي تحررت من داعش لهم ان ينتقدوا الاداء الحكومي وينتقدوا القيادات السياسية فيما يتعلق باعادة الاعمار فهذه المناطق المناظر فيها  مروعة وحياة الناس بائسة والمعاناة الانسانية خطيرة ولكن ايضا  كي نكون واقعيين العراق يمر بظروف عصيبة مامر به العراق ليس فقط على مر 4 او5 سنوات الماضية فيما تعلق بمحاربة داعش لكن ما قبل ذلك من استباحة الارهاب والحروب والحصار والى غير ذلك اضف الى التعقيدات السياسية في الوضع العراقي، وهناك عدد كبير من اخواني في مجلس الوزراء والقيادات السياسية واعضاء مجلس النواب، انا اريد ان أوكد بان الحكومة، وتحديدا الاخ رئيس الوزراء مصرين على ان يكون تشكيل الحكومة له اولوية اساسية وان شاء الله مع بداية الفصل التشريعي الجديد للحكومة واستكمالات تشكيل الكابينة الحكومية الذي نتوقع حسم كل المؤشرات السياسية ان تنتهي هذه الايام القليلة بما في ذلك وزاراتي الداخلية والدفاع، هكذا تؤكد المؤشرات هكذا تؤكد المفاوضات ولكن كما تعرفين هذه السياسة العراقية قديما كان لدينا نظاما دكتاتوريا القائد المفدى يقرر وينفذ مباشرة.. الان ارتضينا لانفسنا منظومة برلمانية ديمقراطية فيها الكثير من الاخذ والعطاء ولكن للاسف الشديد هذا لايرتقي الى ماهو مطلوب في التعاطي مع مشاكل الناس ومع معاناتهم وبالذات في المناطق التي تعرضت الى استباحة الارهاب واهلها لايزال يعيشون في المخيمات وبيوتهم مدمرة لكن كل المؤشرات وكل التاكيدات من الحكومة وحتى المجتمع الدولي ضرورة المضي وبسرعة عاجلة.

س/ كنتم من اكثر الناس ومازلت تتحدثون عن ضرورة محاربة آفة الفساد التي تضر بكثير المجالات في البلاد ماهي الاجراءات الحالية لمواجهة آفة الفساد؟

سيادة الرئيس: الفساد في العراق وربما الكثير من دول المنطقة، ولكن اتحدث عن العراق هي مشكلة كبيرة جدا هناك من يشير وبموضوعية بان الفساد تحول الى مايشبه الدولة العميقة والتي تعرقل عملية بناء الدولة ومؤسساتها وعملية سيادة القانون والوئام الاجتماعي.. الفساد هو الاقتصاد السياسي للعنف والذي يديم العنف فان لم نستطيع من القضاء على الفساد لم نستطيع من القضاء على دوامة العنف ودوامة الازمة في العراق.. كل الفرقاء السياسيين يؤكدون على هذا الموضوع، المرجعية العليا في النجف تؤكد على هذا الموضوع عندما تتحدث مع المواطن في اي بقعة من هذا البلد تتحدث له عن ماهي اولويات محاربة الفساد وتوفير الخدمات ما قاله قوباد عن الحكم الرشيد والحوكمة هذه المتطلبات........ قضية الفساد لن تعالج بالشعارات تعالج باجراءات مؤسساتية الفصل التشريعي الجديد سوف يبدأ السبت القادم. في البداية ستكون باستضافة الاخ رئيس الوزراء ورئيس مجلس القضاء ورئيس هيئة النزاهة وآخرين للحديث اساسا حول قضية واليات معالجة الفساد.. ان لن نتمكن  من الفساد يقينا الفساد سيتمكن من مشرع الدولة الخادمة لمواطنيها.. اقر معك ان هذه اولوية اولى لن تكون سهلة والاستجابة للطروحات لن تكون سريعة لما يتطلع اليه المواطنون لكن املي ان نعمل بما هو واجب علينا.

س/ تحدثنا كثيرا عن التحديات التي تواجه العراق ومع الاسف هي تحديات جسيمة ولكن احب ان اسالكم ماهي بوادر الامل؟.

سيادة الرئيس: طبعا من يتعاطي الشأن السياسي في العراق ويريد ان يكون جزءا من مشروع سياسي لابد ان يكون متفائلا انا اقول كي نكون منصفين وموضوعين في تقييمنا قد نختلف في بداية الوضع في العراق هناك من يرجعها الى هذه السنة او تلك.. استطيع القول لن يكون هناك خلاف بان العراق عاش 4 عقود من المشاكل منذ سنة 79- 80 من الحرب العراقية الايرانية الى حرب الكويت الى الحصار الى 2003 الى استباحة الارهاب. 4 عقود من الزمن هذه البلد لم يعرف اي شي من الاستقرار لم يتعرض بلد الى ماتعرضه له العراق.

انا ارى الان وبعد الانتصار العسكري على داعش هناك ثقة عند العراقيين بان النجاح ضروريا وممكنا وهناك اصرار على النجاح وهناك تغيير حقيقي في المفردات السياسية في العراق اقولها وبكل صراحة وقلتها قبل ايام في التلفزيون المواطن في البصرة المواطن الشيعي في البصرة ينتقد اداء الحكومة الشيعية او الوزراء الشيعة بسبب غياب الخدمات كذلك المواطن في الموصل و الانبار ينتقد القيادات السنية وكذلك المواطن في السليمانية ينتقد الحكومة الكردية.. انا اريد ان اقول نعم ان الانتماء القومي والطائفي موجود ويبقى موجود وهو جزء من تكوينات الانسان الكل يعتز بانتمائه لكن هذه لم تعد المفردة الوحيدة التي تتحكم بسياسة العراق والمواطن.. المواطن في البصرة والمواطن في الموصل والانبار والسليمانية يتطلعون الى حياة حرة كريمة ويريدون حكومة رشيدة تكون مؤتمنة على الموارد العامة هناك اصرار من كل المكونات على ضرورة الانتصار الى مشروع عراقي يجمعنا في عراق دستوري ديمقراطي اتحادي تكون موارد البلد مسخرة بتوفير فرص العمل لشبابنا هناك تجاوز للاستقطاب الطائفي والقومي الذي عشناه في تلك الفترات.

ايضا مؤشر مهم على مايجري في العراق اكرره في الكثير من لقاءاتي معرض الكتاب الدولي في بغداد قبل اسابيع سرباغ وانا ذهبنا الى المعرض اكثر من 650 دار نشر و24 دولة مليوني زائر لمعرض الكتاب هذه بغداد التي كانت عنوانا للدمار والتفجيرات والعنف انا اقول يجب اخذ المواضيع في سياقها الصحيح هل الوضع العراقي جيد يقينا ليس في المستوى المطلوب والعراقيون يستحقون اكثر من هذا بكثير.. لكن المنحى بدأ العراق يخرج من هذا النفق من هذه الدوامة التي تحكمت بامورنا وهناك الكثير من التفاؤل الذي نلتمسه.. وكما قال قوباد التوقعات عالية من المواطنين.

نفوس العراق اليوم 38 مليون نسمة ويزداد مليونا كل سنة ونسبة 70% من العراقيين دون 30 من العمر وهناك بطالة خطيرة بين الشباب التحدي الاكبر امام العراق توفير فرص العمل لكن العراق بما يمتلكه من موارد وموقع مهم قادر على تحويل هذا الى استثمار مهم الآن العراق مقبل على تحولات اقتنصادية كبيرة وخلق فرص عمل  وان يكون العراق ورشة عمل في المستقبل القريب وانها فرصة قائمة امامنا اذا احسنا الاداء والنقطة الثانية نحن نعيش في هذه البيئة والمنطقة العراق محكوم بجغرافيته محكوم بما تعاملنا به على مر تاريخنا..  العراق هي الساحة التي يتم فيها رسم التوازانات الاقليمية على مر التاريخ.. هل من الممكن ان العراق ان يكون ساحة للتوافق والتصالح بين دول المنطقة ام لا .. انا بتقديري نعم ,, هناك اختلافات كثيرة بين ايران والدول الخليجية وبين تركيا وهذا والى غير ذلك.. لكن بالرغم من تباين وجهات النظر في هذه النقطة او تلك .. الكل يجب ان يشترك بعدم السماح ان ينهار العراق، لاسامح الله انهيار العراق انهيار كل دول المنطقة والعودة الى الارهاب الكل يشترك على درجة لهذا النجاح.. وايضا الفرصة المتمثلة باعادة اعمار العراق وان يكون جسرا لاقتصاديات المنطقة من خلال ربط البنى التحتية بين العراق والخليج وتركيا بين ايران وبين البمنطقة العربية والبحر المتوسط العراق بموقعه ومحوريته يستطيع ان يضع ذلك امام المنطقة، والمنطقة الان بتوتراتها ومشاكله في تقديري الكثير من دول تبحث عن الفرص لتهدئة الموقف وتهدئة النفوس وتخفيف التوتر ..العراق هو البلد الوحيد اذا احسنا الاداء يستطيع ان يلعب ذلك الدور منطلقا من مصحلته الوطنية، كفى بنا ان نكون ساحة لصراع الاخرين ندفع من مواردنا ومن ارواح مواطنينا لانريد ان تستمر تلك الدوامة علاقاتنا مع جوارنا مهمة ..علاقاتنا مع ايران مهمة سنبني عليها لمصلحتنا ومصلحة شعوب المنطقة ومصلحة الجانبين. العراق يرتكز الى عمقه العربي والخليجي وكانت هناك لقاءات مهمة مع دول عربية مختلفة زيارة جلال الملك عبد الله الى بغداد قبل فترة زيارتي الى عمان قبل ذلك الاتفاقيات الاقتصادية التي تم توقيعها مع الكويت سائرون في ذلك الاتجاه ان شاء الله مع دول اخرى ايضا كلها مؤشر الى مايريده العراق ان يكون عنصر ترابط مع تركيا وايران والخليج نعم لاندخل في سياسة المحاور نؤكد على مصحلتنا في اعادة اعماره مصلحة البلد بان يكون عنصر التوازن في هذه المنطقة وان يكون مصلحة الاستقرار وعدم عودة الارهاب مصلحة مشتركة للكل في المنطقة والعراق قادر ان يلعب هذا الدور. 

س/ كان سؤالي هو ان الوضع الاقليمي يتأزم واجبتم عليه ولكن احب اسألكم عن بعض تفاصيل الوضع الاقليمي الذي لابد وان يؤثر في العراق هل تتوقعون ان سوريا تتجه الى التهدئة وهل هناك حل سياسي قريب في سوريا ام مازالت معقدة؟ 

سيادة الرئيس: فيما يتعلق بسوريا لاتزال السجالات مستمرة ولاتوجد خيارات الا الحل السياسي.. لنكون صريحين وانا قلت ذلك بكل صراحة لكل الزعماء في المنطقة التي التقيتهم والكل يتفق مع ذلك اشد الدول عداءً مع سوريا  في الاعلام والمواقف السياسية يتفقون ان الوضع في سوريا غير قابل للاستمرار وان ماحدث فيها كان كارثة كبيرة على السوريين انفسهم لكن على المنطقة ايضا. صرفت وهدرت مليارات الدولارات لهذا الوضع العبثي.. في النهاية نؤكد من وجهة نظر العراق على ضرورة حل سياسي يستند الى ارادة حرة للسوريين نحن كدولة عراقية معنيين امنيا وسياسيا بما يجري في سوريا، ونحن على تواصل مستمر مع الحكومة السورية وتبادل في وجهات النظر مع جيراننا في تركيا وايران والجامعة العربية هناك جهد حثيث فيما يتعلق فتح نافذة للحل السلمي في سوريا الوضع لايتحمل التاخير هذه الجريمة التي المت بالشعب السوري حقيقة لايمكن الاستهانة به مليون طفل سوري ولدوا في المخيمات ناهيك عن الملايين الذي شردوا ايضا هذه البيئة الحاضنة الى الارهاب والتطرف الذي لم ينتهي بعد الا بوجود حل سياسي مدعوم دوليا واقليميا ويرتكز الى الارادة الحرة للسوريين.

س/ الكثير من الاعلام انتبه لتصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترامب عن وجود قوات امريكية في العراق لكن ايضا لابقاء عين على الجارة ايران ورديتم على هذا التصريح احب اسالكم التوتر الحالي بين امريكا وايران وايضا القلق العربي من بعض التصرفات الايرانية والعكس ذلك والجرائم التي تحدث على الارض  كيف نحمي العراق؟

سيادة الرئيس: الولايات المتحدة الامريكية دولة صديقة وحليفة وساعدتنا في الحرب ضد الارهاب ونشكر تلك المساهمة ولانتردد في التاكيد على هذا الشكر لكن العناصر الامريكية الموجودة هي موجودة باتفاق مع الحكومة العراقية تحديدا لتدريب وتمكين القوات العراقية وتقديم الاستشارة في الحرب ضد الارهاب ليس هناك قوات قتالية برية وليس هناك قواعد امريكية عسكرية والهدف المحدد لتواجد هذه العناصر هو لمحاربة الارهاب لا لغرض اخر. اي غرض خارج هذا الاتفاق غير مقبول من الحكومة العراقية وغير مقبول. من قبل ما ننظر اليه من سيادة عراقية كان لدينا حوارات مع الجانب الامريكي تم التاكيد على هذه النقاط وتصوري هناك تفهم جيد ان هذه هي السياسة وغير ذلك غير متفق عليه وغير متوافق مع ماارتضيناه لانفسنا وارتضاه امركيا للتعامل مع ذلك. فيما يتعلق بالسجال او الرؤيا الامريكية او السياسة الامريكية مع ايران و عكس ذلك والتوترات الاقليمية المتمثلة بالعلاقات الايرانية وبعض دول الخليج، انا واقعي هذه موجودة نتمنى ان لاتكون موجودة ونعمل على تخفيف التوتر ولانريد ان يكون العراق جزءا من هذه السجالات يجب ان يقدروا عاليا حجم الانتصار المتحقق هذا الانتصار لايزال قلقا غير مرسخ تحميل العراق وزر سياسات اخرى غير ممكن وغير مقبول نحن نناى ببلدنا بمثل هذه الاعتبارات ونطلب من الكل مراعاة خصوصية وضع العراق واولويات العراق لنا ان نقول كما يقول الاخرين مصلحتنا اولا لانريد ان نكون قاعدة لاي عمل عدائي ضد اي من جيراننا .

في النهاية اعود الى 4 عقود من الزمن قد يكون ماجرى على مدى هذه السنوات العجاف على دوامة العنف في المنطقة ان المنظومة الامنية والسياسية في المنطقة منهارة انهارت المنظومة الاقليمية وهذه الحراكات وهذه السجالات جزء من تجليات انعدام هذه المنظومة المستقرة في المنطقة.. العراق يدعو الى التاسيس الى منظومة اقليمية جديدة مبني على اساس احترام السيادة مبني على اساس خلق بنى تحتية للمصالح الاقتصادية بين دول هذه المنطقة هذا ليس بعيد المنال كثير من الدول عملت ذلك. العراق مرة اخرى بموقعه الجغرافي بموارده حتى بتركيبته السكانية بمكوناته قادرا على ان يكون عنصر محوري في لم شمل المنطقة فالتعاون الاقتصادي العراقي الخليجي التعاون الاقتصادي العراقي  الاردني التعاون الاقتصادي العراقي الايراني والتركي وخلق شبكة مصالح مترابطة من بنى تحتية سكك حديد تصدير النفط مناطق صناعية حرة مشتركة تبادل تجاري يؤدي الى حالة جديدة من العلاقات المشترك بيننا كل هذه الدول تريد فرص عمل لشبابها العاطل وهذا لن يتحقق الا بالتركيز على ذلك انا قد اكون حالماً، لكن في هذه الاوضاع الحلم ليس جريمة .. الاوروبيون على مدى القرن الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين تعرضوا الى حروب كثيرة وكونية في القرن العشرين كان لديهم حربين عالميتين الشرق الاوسط لم يعرف هذه الحربين العالميتين بهذا المنظور.. لكن بعدها ومشروع مارشال الاوروبيون ارتضوا لانفسهم ترابط اقتصادي صناعة للحديد والصلب وسكك الحديد.. اوروبا اليوم حالة اخرى من التي عرفناها هذه المنطقة بتنوعها ربما اسهل قد تكون مفارقة العراق كان يتصدر مشهد العنف والارهاب عسى ولعل ان نقوم بهذا الدور المحوري لانفسنا اعود  واقول هذه الكلمات جميلة يتطلب حوكمة رشيدة، يتطلب معالجة الخناقات الداخلية يتطلب الالتزام بالدستور يتطلب التجاوز وحل المشاكل التي المت بالعراق منذ سنين عديدة وهذا مرتبط بكثير من الاطراف المعنية به الكرد لهم خصوصيتهم وكما ان العربي يعمل على ذلك.. اتصور ..اتصور وان لا اكون مغاليا الكل يجب ان يتعلم من تجاربنا السابقة الارتكاز الى مشروع عربي في بغداد ينهض بالبلد يكون جامعا شاملا والله قد يكون حلما لكنه ان توفرت الارادة السياسية والمجتمعية قادر على ذلك.

في هذا السياق اريد ان  أقرّ بملاحظة ،وهذا ماتلمسته خلال اللقاءات والزيارات  ان الحالة المجتمعية اكثر تطورا  من الحالة السياسية ..فانا السياسي والقيادات السياسية الاخرى يجب ان نعي  ان المجتمع  يمضي وتوقعاته وتطلعاته احيانا تخترق  الجمود السياسي الذي يعرقل عملنا.

س/لدينا دقيقتين على انتهاء هذه الجلسة المثمرة ، ولدينا سؤالين ..اذا تسمح لي قبل ان نناديكم  بدولة رئيس الوزراء  كنا نناديكم رئيس الجامعة  التي تعني الكثير لكم ماهي رسالتكم لطلاب الجامعة  الذين سعوا واجتهدوا وجمعونا في هذا الملتقى  وايضا لطلاب العراق؟

سيادة الرئيس: والله منذ تسنمي منصب رئاسة الجمهورية  انا استقلت من هيئة امناء الجامعة، يجب ان اكون جاهزا  وفي خدمة  كل الجامعات  طبعا ، كنت دوما، لكن اردنا من جامعة السليمانية ان تكون  نموذجا ومثالا يحتذى به من الجامعات الاخرى ، وعنصر  تحفيز  لعملية  الاصلاح المطلوب  في الجامعات الاخرى. معالي وزير التعليم العالي الدكتور قصي السهيل موجود وكذلك الاخ يوسف كوران من حكومة الاقليم ايضا ..هذه  الجامعة تجربة  جيدة  لكن الاهتمام  بالجيل  الجديد  والاهتمام بالتعليم  حقيقة استثمار  بالمستقبل..الكل يقر بما فيهم وزير التعليم ان واقع الجامعات لا يرتقي لما هو مطلوب للتنافس في سوق العمل في هذا العصر وهذه المفارقة الاليمة العراق كان يتصدر المشهد التعليمي  والخدمات الصحية في الستينات ونحن الان في طور اخر ..امامنا  جهد كبير ..انا كنت  قي باريس  قبل اسبوع  او اسبوعين  وكان لنا لقاء  مع اليونسكو  واليونسكو  كان مصرا على تقديم  خدمات واستشارات لكن في العراق  كفاءات رائعة وراقية  في الداخل والخارج ، وان شاء الله  بجهود الخيرين  ان نتمكن من ذلك..كلمتي للطلاب في جامعة السليمانية والجامعات العراقية يجب ان نعمل معا  من اجل استثمار  الفرص الحالية  وان شاء الله  سيكون  مستقبلكم مختلفا عن الماضي الذي عاشته الاجيال السابقة على طول العقود الاربعة الماضية.

س/ لسنوات طويلة  كان  البعض يثير فكرة  تفكيك و تقسيم العراق  ..جريدة امريكية يوما ما وضعت غلاف (نهاية العراق) .. وكنا نقول ان العراق اكبر من ذلك  ويستطيع ان يستمر ..هل انتهينا من خطر  امكانية  تقسيم البلد؟

سيادة الرئيس: واقعا هناك متطلبات تاريخية وجغرافية وسياسية  تجعل العراق باقيا ..لكن بقاؤه موحدا مرتبط اساسا بالتزام  الكل بما هو مجمع عليه في الدستور والتاكيد على الثوابت الوطنية والتاكيد على ان الخصوصيات الكامنة في هذا المجتمع هي مصدر اثراء لبلدنا وليس عامل تفتيت ولا تقسيم ..عندما آتى داعش آتى على الموصل (مدينتي) لكن انتهى الى استباحة الكل كردا وعربا  يزيديين ومسيحيين ومسلمين شيعة وسنة ، وتقديري  ان الكل تعلم من تجارب الماضي  ومصلحتنا مصلحة الكل  في العراق،  وايضا مصلحة  المنطقة  في عراق ناجح وموحد وديمقراطي الذي يستطيع التعاطي مع الاستحقاقات الكبيرة التي امامنا. انا متفائل بالمستقبل مع حجم  التحديات الموجودة  امامنا .

- شكرا  

سيادة الرئيس: شكرا لك خاتون.

 

PUKmedia/رئاسة الجمهورية

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket