صالونات الحلاقة في بغداد ..مالها وما عليها اليوم

تقاریر‌‌ 12:56 PM - 2019-02-16
صالونات الحلاقة في بغداد ..مالها وما عليها اليوم

صالونات الحلاقة في بغداد ..مالها وما عليها اليوم

منذ ان خلق الله عزوجل البشرية واوجدها على بقاع الارض الساحقة وجدت معها الاهتمامات بالتجميل والنظافة والاناقة في المجتمع، منذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا والمتسارع الاكبر في ذلك هو المراة واحتياجاتها النفسية في جوانب الجمال والاناقة والاهتمام بالبشره ...الخ.

ومع التطورات في حياتنا اليوم ومتطلبات ايقاع الحياة وحاجتنا دوما للجمال والشياكه وتغير نظرة البعض الاخر لهذا المفهوم وتنافس المراة والرجل على ايهما اكثر جمالا واهتماما بمظهره، وجدت صالونات الحلاقه طريقها امامهم لتحقق لهم ما يصبون اليه سواء النساء او الرجال، وبلا شك فالمراة اكثر حاجة للجمال والمظاهر من الرجل! وبدات من جمال البشرة الى تقليم الاظافر والبوديكير والمونيكير وغيرها من المسميات الحديثة، وكلها مسميات اجنبية تعودنا عليها في مجتمعنا.

بدات خدمات الصالونات تاخذ مداها وتطورها وتوسعها في كل المجالات التي تهتم بالجمال والاناقة والمظاهر، ولكن لايفوتنا ان نذكر ان مع ذلك فقد برزت ظاهرة عند البعض من تلك الصالونات باستخدام مساحيق تجميل لها تاثيرات صحية خطيرة والتي لا تتم الا عن طريق مختصين واطباء في هذا الحقل مثل حقن الابر او ادوات التزيين الاخرى.

الحلاق فراس الباشا تحدث لـ PUKmedia، قائلا: الحديث عن مشاكل الصالونات متعدد ومتشعب الزوايا وخاصة فيما يتعلق بارتفاع اجور الحلاقة والتزيين والاناقة وغيرها من المستلزمات المتعلقة بالصحة، واكثرها يكون بسبب الظروف الاقتصادية وارتفاع اسعار المواد المستخدمة في الماكياج وتزيين العرائس اضافة الى الضرائب والمستحقات من بدلات الايجار والكهرباء والماء والمولدات وغيرها من الخدمات.

ودعا فراس أصحاب الصالونات إلى الاقتداء بالمحلات التجارية التي تعمل تخفيضات على بضائعها، مطالبا بتشديد الرقابة على موضوعة الاسعار وارتفاعها غير المبرر في معظم الاحيان لان الجشع هو الذي يسيطر على الانسان ويجب على الجهات المعنية فرض الرقابة المستمرة على ارتفاع الاسعار من قبل بعض الحلاقين والحلاقات، وكذلك التاكيد على الجانب الصحي منها لانه يتعلق بصحة المواطن والنساء بشكل خاص ،لان اهتماماتهن تكون اكثر من الرجال، وكذلك التاكيد على ضرورة تخفيض اسعار المواد المستخدمة في الحلاقة ومنها الاجهزة الكهربائية والمواد التجميلية والكوزماتك واداوات التزيين وبدلات الاعراس التي يصل فيها ايجار البدلة الى 600 دولار أمريكي واكثر، والتاكيد على تشجيع الناس ودفعهم ومساعدتهم في هذا المجال.

مجموعه من الزبائن التي تنتظر دورها  للحلاقة واكثرهم قد يكون من عائلة واحدة حيث تحدثوا لـ PUKmedia ومنهم ابو دريد، والذي قال: بصراحة ان ارتفاع اسعار الحلاقة يكون قاسيا جدا على عائلة فيها 5 او6 اطفال او شباب اضافة الى رب الاسرة، وتكلفة الحلاقة قد تصل الى اكثر من 40 الف دينار لخمسة اطفال وهذه نسبة مرتفعه جدا، وانها قد تنهك دخل الاسرة المحدود وخاصة شريحة المتقاعدين وقساوة الظروف التي يمرون بها، ناهيك عن طلبات هؤلاء الشباب وحتى الفتية منهم من موديلات وقصات شعر يكون سعرها مبالغ فيه في معظم الصالونات وحتى الشعبية منها ايضا.

وأضاف نقول ان على الجهات المعنية واعتقد ان نقابة الحلاقين معنية بهذا الامر وهو ان تتدخل من اجل تخفيض اسعار الحلاقة الى حد معقول، حيث يذهب احد الحلاقين بالقول بانه حدد سعر حلاقة الراس لاربعه من ابنائي بمبلغ معين وتفاجأت بالمرة الثانية بانه رفع سعر الحلاقة، ليقول ويؤكد لي بان هذا المبلغ يمكن ان يجنيه من حلاقة شخص واحد فقط!! 

مامون الانيق، حلاق معروف في بغداد قال لـ  PUKmedia: ان قمة عملنا هي في مواسم ومناسبات محددة ومنها ايام الاعياد الاضحى والفطر المبارك وفي عيد الحب وفي مناسبات اعياد الربيع وغيرها من المناسبات الاجتماعية العراقية والبغدادية بشكل خاص، وما يطلبة الزبائن من الحلاقين من قصة الشعر والحفافة  والتنقيد والتحديد وغيرها من مطالب تكون متعبه جدا للحلاقين وتاخذ وقتا وجهدا كبيرا قد يظنه البعض لا يساوي قيمة الحلاقة بالنسبة للسعر .. وقد اعتدنا في عملنا على المظاهر المعتادة التي لا يتخلى عنها الناس في المناسبات بحيث ان كرسي الحلاقة أصبح يحتل مكانة غير اعتيادية خلال الموسم ويكون مزدحما فيها ويتهافت الشباب بشكل اساسي على الاهتمام بمظهرهم وخاصة الشعر وقصاته وتكون هناك منافسات بينهم تصل الى ان يقلد البعض من الشباب الاخرين في قصاتهم وحتى ملابسهم، وهذا ما نلاحظه كثيرا من زبائننا.

أبو احمد، اقدم حلاق في الاعظمية وهو من الرعيل الاول لحلاقي بغداد، والذي يعمل بجدية وفرح حتى هذه اللحظة، يقول لــ PUKmedia:  لابد ان اقول ان الحلاقة ايام زمان اختلفت كثيرا جدا عن ايامنا هذه وبالرغم من ذلك فان زبائني لايزالون يتوافدون على محلي من اجل الحلاقة وطبعا شريحة الشباب يكونوا قليلين بسبب تطلعاتهم في موضة القصات الحديثة عن قصات ايام زمان والتي تذهب بين حين واخر لتعود من جديد باستخدامات او تقليعات جديدة وهي بالاصل قديمة.

وأضاف من كثرة الحلاقة وجدنا بان الموديلات ايضا تعود من جديد سواء الملابس وحتى اربطه العنقة (الباينباغ) حتى كان التنافس فيها بذروته ايام الستينات والسبعينات، وهكذا الحال بالنسبة للحلاقة والحلاقين ، وانا شخصيا لا احدد سعر الحلاقة على اي اسس غير ان الزبون تعود ان يدفع ما يقتنع به وانا اساعد اصحاب العوائل التي تتكون افراد عائلتهم من عدد كبير من الاطفال والشباب..

وعن قصة (الحلاق الثرثار) ومن اين جاءت التسمية ولماذا؟ فيقول  الحلاق باسم الشكعه لـ PUKmedia : انا شخصيا اخجل عندما اسمع هذه الكلمة ولا اعرف بالضبط من اطلق هذه التسمية على الحلاقين ولماذا ؟! واعتقد بان هؤلاء الحلاقين المعنيين بها هم حلاقي ايام زمان حيث لم تكن موجودة الاجهزة الحديثة مثل التلفاز والستلايت واجهزة الاتصال الحديثة التي غيرت الكثير من المفاهيم والكثير من السلوكيات في مجتمعنا وخاصة الحلاقين ، وانا شخصيا من محبي الازدحام لأسباب كثيرة، منها أننا أثناء فترة الحلاقة نستمع من الزبائن صغاراً وكباراً للعديد من القصص والحكايات المضحكة والمحزنة، ونتبادل الاراء والمقترحات والقصص المختلفة التي يرويها هذا او ذاك !  وأن البعض يعتقد أن الحلاقين يقضون وقتاً ممتعاً مع الزبائن في الحديث بمختلف المواضيع وقد ينسى ان هناك زبائن اخرين لديه التزام امامهم.. 

وعن الرغبة في عمل تسريحات الشعر من قبل الحلاقين الرجال حيث اكدت السيدات والفتيات اللواتي التقيناهم لـ  PUKmedia:  بصراحة إن الحلاقة النسائية قد تغيرت مساراتها كما في السابق، نجد اليوم إعدادا كبيرة من صاحبات صالونات حلاقة تجميل تعاني انعدام خبرة , إذ أصبحت هذه المهنة تستقبل كل من مسك المقص والسيشوار ومن ليس لها أية معرفة بهذا العمل باحثة بذلك عن الربح المادي السريع , فلا يوجد حي أو شارع إلا ونرى فيه العديد من الصالونات الشعبية وغير الشعبية التي لا يفصل بينها وبين الأخرى سوى أمتارا قليلة , مما فتح مجالاً واسعاً أمام الحلاقين الرجال لإتقان فن الحلاقة النسائية منذ زمن بعيد وليس الان والإبداع فيه ايضا.. وانا اتفق مع الكثير من الزبونات بان الحلاقين الرجال هم افضل بكثير من الحلاقات ولاسباب كثيرة تعرفها النسوة .. وبعد هذه الخبرة وقدمها في فن الحلاقة فانا  اعتقد ان إمكانية النساء الحلاقات في تصفيف الشعر والاهتمام ببشرة المراة وجمالها لا تصل إلى إمكانية الرجل  في هذا المجال فكما نعرف إن المرأة ذات طبيعة حساسة يمكن لأية شابة في يومها إن تعكر مزاجها وبالتالي ينعكس هذا على عملها عكس ما نراه في الرجال الحلاقين اللذين يتصفون بالهدؤ والتروي في عمله..

ام نور كوافيره قديمة تؤكد لـ PUKmedia : إن معظم بل جميع النساء يبحثن وانا واحدة منهن، عن قصات جديدة بين سواء التقليعات الجديده او القصات ومسمياتها في العالم والتي تنتشر بسرعه البرق في بغداد وعن العمل الجيد والقصة الجميلة التي تلائم كل زبونة إضافة إلى أنني أبحث بين حين وأخر عن قصات الشعر والتسريحات الجديدة الأكثر رواجا في الوقت الحاضر من أجل تنفيذها على ضوء مطالب زبوناتي القديمات والجدد  ، وقد تطورت اكثر مطالب النساء للمودة نتيجة للاطلاع على احدث القصات بواسطة الانترنت ووسائل الاتصالات التكنولوجيه الرقمية الحديثة والسفر كذلك له تاثير ايضا بذلك ، إلا أن مجتمعنا العراقي المحافظ والملتزم بالعادات الشرقية وكثرة المحجبات أثر كثيرا على الزبائن والمردود المالي لصالوناتنا.

 

PUKmedia / خالــد النجـــار/ بغــــداد 

 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket