عصارة عقل الراوندزي

صلاح مندلاوي

ثلاث مجلدات ضخمة تمثل عصارة عالم مثقف استحق ان يكون وزيرآ للثقافة العراقية اثناء قيادته لرهط مؤمن بالكردايتي في الاتحاد و كردستان نوي امام عدد متواضع من مثقفي كردستان والتي حين كانت كلمة ( كردستان ) تصفق لها مئات الاكف في الستينات لعشرة دقائق متواصلة في اول احتفال للكردايتي في بغداد .

تكدست الكتب امام الحضور وهم متجهمين عكس من يتولون قيادة العراق في الولائم المليونية حيث مدت سفر كريمة و الخروف المحشي ممدد على الرز العنبر المطلي بالزعفران الاصفر ويضع احد القادة يده على بطنه لانها لم تعد تستوعب المزيد .

حقيقة انني خائف على الكردايتي حين تركت القراءة اذ سنصبح مثل اليونانيين القدماء الذين توصلوا الى خلاصة مفادها نحن امة ذكية بالوراثة الى ان صاروا يتوسلون بدول اوربا لانقاذها من الافلاس ولو اننا صرنا افضل ذلك ان جوف كردستان تحوي مليارات البراميل من النفط والذي لن ينضب .

لقد طوى الراوندزي ليالي وايام لا عطلة ولا كسلة ليغوص في عشرات المقالات في كل جولة لا ليل ولا نهار الكردايتي ينبغي ان ينضج وان يشحذ فقط اتمنى ان الجمهور لا يتركوا القراءة ففي الدين نبدأ بكلمة ( اقرأ ) وفي العلمانية نبدأ بالقراءة حتى في انتظارات ( الكيو ) على دخول الحفلة او لمشاهدة فلم سينمائي او دخول ملعب كرة القدم والتي اخذت كل جمهور المطالعة وتشغيل الدماغ سيعوض الانترنيت فقد تطورنا كثيرآ منذ استعمال هذا الجهاز  المهول في الامكانيات .

لكنني ارى ان لحظة واحدة ان تلتفتوا الى هذا الكم الهائل الذي اخرجه لكم جندي واحد من جنود الكردايتي فكيف بجنودنا الشباب الذين يتحدثون بكل لغات العالم التي يبدع فيها الاستاذ الراوندزي .

PUKmedia /صلاح مندلاوي