كركوك في صور تأريخية ونادرة

كركوك في صور تأريخية ونادرة

زودني صديق عزيز بعدد كبير من الصور النادرة والتاريخية لمختلف مناطق العالم وخاصة الشرق الاوسط حيث تتركز اغلب الصور حول الفترة من العقد الثاني ولغاية نهاية العقد الثلاثيني من القرن العشرين. مع تعريف وخلاصة لبعض منها باللغة الانكليزية وكان علي النظر في الصور والتمعن في التعليقات بتركيز شديد ومن ثم ترجمتها وكان من بين الصور، عدد كبير لمناطق الكافات.

وللحقيقة انبهرت بجمالية تلك الصور ودقتها والمضامين التأريخية التي تحملها والصور كما تبين لي من محتواها، انها التقطت من قبل العسكريين الاجانب وخاصة البريطانيين الذين كانوا في تلك الفترة المشار اليها، في عصمتهم الحل والربط للمشاكل في كثير من مناطق العالم ومنطقتنا بالذات.

واود الاشارة إلى انني سأقوم تباعا انشاءالله بنشر تلك الصور والتعليق عليها.

التسلسل 32 ( الصورة 35 )

كركوك، بداية عشرينيات القرن العشرين

النص الانكليزي المترجم للعربية : 

" فندق جورج "

هاتان الكلمتان "فندق جورج"، هما كل ماكتب على الصورة ضمن نصها الانكليزي الاصلي ولاتوجد اية اشارة الى المكان وكنت احتفظ بهذه الصورة المعبرة ضمن المجموعة المشار اليها انفا وحيث لم تكن معها اية توضيحات كمعظم الصور لذلك لم اكن متاكدا 100% بان الصور هي لكركوك رغم انني ومن نوعية البناء والاجواء كنت متيقننا بانها لمدينة كركوك قرب القشلة، الا ان حرصي على ايجاد حقيقة الصورة ومكانها الاصلي جعلني اتريث في النشر او اعتبارها ضمن صور كركوك، الا أن عثرت اخيرا على صورة اخرى عامة قديمة لكركوك ماخوذة من طرف القشلة تبين بشكل واضح هذا البناية التراثية الجميلة مع شواهد كركوكية اخرى. 

ويتبين بان مصدر وناشر الصورة ايضا لم يكن لديه توضيحات حول مكان الصورة والا قد اشار الى ذلك كما العديد من الصور وشخصيا فرحت عندما تاكدت من الصورة وتفاصيلها لانها توضح جانب مهم من تاريخ وتراث المدينة و تحمل في ثناياها الذكريات وعبق الايام الخوالي البسيطة.

والواضح بان هذه البناية التراثية ذي الطابقين والتي يعتبر من اوائل الفنادق العصرية بكركوك، لم تعد لها وجود منذ سنوات عدة (على الارجح انها بنيت في اواخر العقد الثاني من القرن العشرين وهدمت اواخر الخمسينيات من القرن ذاته)، حيث بنيت في جزء منها (فندق كركوك) حيث لم تنجح فكرة الفندق لتتحول فترة الى بناية المتصرفية ومن ثم شغلت بالتتابع من قبل دوائر عدة. 

وهذه البناية الترائية تميط اللثام عن جانب ربما كان مخفيا عن نوعية البناء والعمران في مركز المدينة وتنبين بما فيها الكفاية الحالة العمرانية والانشائية التي كانت سائدة وتاكيدي بان هذه النوعية من البناء قد اختص بها كركوك دون مناطق اخرى.

نتخذها هنا فرصة لتوجيه نداء الى كل الخيرين والحريصين للعمل الدؤوب من اجل المحافظة على تراث وحضارة وثقافة وفلكلور كركوك و تطويرها وكذلك الاهتمام بالمعالم التاريخية والابنية التراثية القديمة وحمايتها من الاندثار والتي تتواجد في اكثر من منطقة بمحافظة كركوك وخاصة بمركزها وجعل تلك ( الشواخص ) منطلق صلب لادامة الروابط الانسانية والاجتماعية والوطنية بين الماضي والحاضر والمستقبل والاستفادة منها بابعادها المختلفة كما هو معمول في معظم ارجاء العالم . 

كتابة : شرف الدين جباري/كركوك