كركوك 1940.. صنع وبيع الخبز

تقاریر‌‌ 11:36 AM - 2019-01-05
كركوك 1940.. صنع وبيع الخبز

كركوك 1940.. صنع وبيع الخبز

هي صورة اخرى كركوكية جميلة ونادرة لزمن غابر وتصف لنا بشكل واضح مظاهر الحياة في ذينك الايام الخوالي ويظهر فيها عدد من المواطنين كل منهم يغنيه شئ ويبحث عن ضالته لكسب قوت يوميه في زمن البساطة والابيض والاسود وجلهم من الكسبة البسطاء وذلك في احدى الاسواق الكركوكية القديرة.

وحسب بحثنا وتقديراتنا للمكان هي في منطقة قريبة من سوق (جوت قاوه)، بمركز المدينة في احدى الخانات التي كانت اي (الخانات )، من السمات البارزة منذ القدم في كركوك في دلالة واضحة على حيويتها ونشاطها الاجتماعي والاقتصادي وبالتحديد هي في الخان القدير والمسمى بـ(خانه سبي، بياض خاني)،  قرب (خان قاضي)، حيث لم يعد لهذا الخان ذكر في ايامنا هذا مقارنة بالخانات الاخرى. 

ويظهر في المقدمة مجموعة المواطنين والمستظلين بأشجار كركوكية وارفة واقمشة ممتدة بين طرفي البناية وعلى الاشجار، مجموعة من الكسبة من بائعي الخبز المصنوع والمعد محليا وتوفير سبل المعيشة عن طريقها ويبدو بانهم قد تهيؤا ليلتقط لهم المصور، صورة او في الاحرى لوحة كركوكية مفعمة بالحياة والامل ويظهر ايضا في اقصى يسار الصورة، مواطنين آخرين يبدو انهم قد علموا ايضا بأخذ الصورة لذلك قد هيئوا انفسم للظهور فيها، فيما هناك وفي يمين الصورة رجل واقف بارزا وقد امسك بيديه علبتان او (تنكتان) لايعلم ما بداخلها والراجح هي اما ماءا او نفطا و لربما قد اشتراه او يريد بيعه فيما ايضا يظهر خلفا، يمينا ويسارا، عدد من المواطنين الاخرين وقد جلسو في الجايخانة لقضاء الوقت والراحة في تلك الايام البسيطة الغابرة.

ومايجدر ذكره هنا ان امثال هذه الصور التي تفتقر الى التفاصيل الكاملة وخاصة حول المكان والشخوص لذلك فانه يجب البحث المضني وايضا الفراسة لكشف المزيد من مفرداتها وخاصة هذه الصورة والتي انها ووفقا للارشيف الكركوكي القدير قد تمت التقاطها من قبل المصورين الاجانب حسب الكتابة الانكليزية المكتوبة على احدى نسخ الصورة والتي توجد منها عدة نسخ مختلفة من ناحية الوضوح والتباين و التغاير فقط، اما من ناحية وضع وحركة الصورة والشخوص الظاهرين فيها فانها لم يتغير ومن نفس الوضع بكل تفاصيلها لذلك اخترنا احداها ليكون شاهدا على فترة من الحياة في المدينة. 

يذكر بأن الخبز والمشتقة من انواع الحبوب والعجائن، يعتبر من العناصر الغذائية القديمة والرئيسية ويصل الى مستوى القدسية لما لها من دور فعال في حياة ومعيشة البشرية وقد ورد ذكرها في معظم الكتب االمقدسة والاسفار القديمة ومنها القران الكريم، وفي كركوك والى جانب المشتقات العجائنية الاخرى، كان  الخبز ذات حضور ومنذ القدم ومثلما واضح في الصورة، بان الخبز يحتل موقعا مهما على المائدة الكركوكية. 

وعند الازمات تزداد اهمية الخبز اكثر، ففي نهاية اربيعينيات القرن الفائت وعندما كان هناك نقصا في المؤن الغذائية، اسس الاداري والسياسي اللامع محمد سعيد القزاز وعندما كان متصرفا لكركوك وقتها، افران الاعاشة ليكون عونا للمحتاجين وايضا رأينا ايام الحصار طيلة تسعينيات القرن الماضي كيف كان الخبز بكل انواعها يحتل الاولوية من دون المعجنات الاخرى نظرا للحاجة الملحة للمواطنين للخبز ليكون وسيلة للبقاء على قيد الحياة في تلك الظروف الصعبة.

وقد انتشرت في مركز المدينة العديد من الاماكن التي كانت مخصصة لبيع الخبز المحلي والتي كانت تصنع وتهئ عادة في منازل المواطنين المختصين في هذا المجال ومنهم الباعة الذين كانوا يجلسون ويفترشون الارض امام قيصرية كركوك وماحولها من اماكن والتي كانت وقتها مركزا رئيسيا لبيع مختلف انواع المنتجات المحلية الصنع الى جانب المواد الغذائية الاخرى. 

فألف تحية لكل تجمع خيَر وشكر جزيل لمن حفظ والتقط لنا هذه الصور النادرة لتكون دليلا على المحبة و التآلف الانساني في مدينتنا العريقة.

 

كتابة/ شرف الدين جباري- كركوك 

 

 

 

 

 

 

 

 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket