هل سيهاجم أردوغان قريبا روژئاڤا؟

07:44 PM - 2018-12-15
سيف دين عرفات

سيف دين عرفات

الدلائل والتصريحات الأردوغانية وتصريحات قادة الائتلاف وحليفهم الأنكسة وتحركات العسكر التركي ومرتزقته من الإئتلاف الوطني السوري وغيرها من الدلائل كالإنتخابات البلدية في تركيا وشمال كوردستان تدل بأن تصريحات أردوغان وتهديداته لروژئاڤا جدية، ولكن الهجوم الشامل الذي يصرح به أردوغان وأبواقه من الإئتلاف العروبي وحليفه الانكسة لن يتم بسبب معارضة أمريكا والتحالف الدولي المؤلف من ستين دولة بمَن فيهم الدول المؤثرة كأمريكا وألمانيا وفرنسا والسعودية والإمارات وغيرها.

لنرجع قليلا الى الوراء وبالتحديد يوم الاثنين الماضي عندما أعلنت امريكا بتشكيل ثلاث نقاط مراقبة على حدود سايكس بيكو المصطنع، جن جنون اردوغان وفِي أعقاب هذه الهستيريا والجنون أعلنت امريكا زيادة عدد النقاط الى خمس وصرحت بأن ذلك لرفع الهواجس عن الخطر الذي تدعيه تركيا على أمنها القومي.

وقبل بدء العملية التركية المزمعة في شرقي الفرات أفادت مصادر وكالات الانباء بأن أردوغان تكلم هاتفيا مع ترمب بهذا الخصوص البارحة على الاقل أفادت بذلك وكالة الاناضول التركية التابعة لتركيا، وفي أعقاب ذلك صرّحت المتحدثة باسم ترمب سارة ساندرس بأن الرئيسين اتفقا على مزيد من التنسيق (للتوصل الى تحقيق الاهداف الامنية المنشودة في سوريا ).

وكان أردوغان قد أعلن يوم الأربعاء الماضي بأن الهجوم سيتم خلال بضعة أيام ضد ( الميليشيا)الكوردية YPG ، دون إعطاء موعد لبداية الهجوم، ومن المعروف بأن تركيا تعتبروحدات حماية الشعب  التي حررت وسيطرت على ثلث الأراضي في سوريا على الحدود مع تركيا ، تعتبرها فرعاً من حزب العمال الكردستاني المحظور كمنظمة إرهابية بالنسبة للولايات المتحدة واوربا وتركيا، وكما أن أمريكا تعتبر وحدات حماية الشعب (JPG) حليفاً هاماً في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية (IS)، وان تم الهجوم سوف يخترق الأتراك مجال النفوذ العسكري للولايات المتحدة. 

لقد كان جواب امريكا سريعا جدا وكموقف اولي قالت بأن الهجوم (غير مقبول) وقد يؤدي إلى صدامات بين القوات التركية والأمريكية، وفي هذه الأثناء وخلال الاجواء المشحونة برائحة البارود، أمرت وحدات حماية الشعب الكوردية بتعبئة احتياطياتها تحسبا للهجوم التركي.

هل يمكن أن يكون هناك صراع حقيقي بين اثنين من شركاء الناتو في سوريا؟ وخاصة أن للولايات المتحدة الأمريكية وتركيا مصالح متعارضة، أنا أستبعد ذلك رغم أن احترام الأتراك لقوة الأمريكيين  أصبح أقل وأقل.

لقد فشل أردوغان في كل (ثورات) الربيع العربي اعتبارا من تونس وحتى دخوله في مستنقع روژئاڤا وشمال سوريا بشكل خاص، فشل اخيرا في قضية تدريب مكونات روژئاڤا وشمال سوريا بخصوص تشكيل حرس حدود روژئاڤا اعتبارا من شرق نهر الفرات وحتى نهر دجلة وإنشاء قواعد مراقبة على حدود سايكس بيكو المصطنع، فشل في قضية حبيبه الإخوانجي المقتول الخاشقجي، فشل بوقف دعم قسد ماديا ومعنويا وعسكريا، فشل داخليا من النواحي الاقتصادية والسياسية وغيرها وخاصة تدهور قيمة ليرته التركية، لهذا ولأسباب اخرى كثيرة تحول اردوغان الى ثور هائج ويعمل بكل امكانياته مع مرتزقته في سبيل إنهاء تجربة روژئاڤا والقضاء على الحقوق الطبيعية للكورد، وبين كل فترة وفترة عندما يسعر ترمي امريكا عظمة له لتهدئته وكان آخر عظمة تلقاها هو وضع مكافأة لمن يدلي بمعلومات حول تواجد أماكن ثلاثة قادة من حزب ال پ ك ك. 

كل الوقائع والأحداث التي تجري على سطح الأرض تدل بأن أردوغان سيفشل فشلا ذريعا وسيحقق والكورد وباقي المكونات اهدافهم المنشودة، أردوغان يشعر الآن بأن الصقيع يذوب من تحت أرجله،  يشعر بنهاية زوجه او زوجته داعش وأن الوقت حان لطرده من ئافرين وجرابلس والباب واعزاز سواء بالتحرير او القوة او التفاهمات الدولية .

كل الوقائع تشير بأن تركيا وإيران وعملائهما سيخرجون من سوريا ولعبتها، وسيتم تقسيم سوريا بواسطة امريكا وروسيا الى قسمين شرق الفرات وغربها على غرار تقسيم ألمانيا الى ألمانيتين في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

بات واضحا ومنذ حدوث (الربيع) العربي رؤية أردوغان الهجومية فيما يتعلق ب "السياسة العثمانية الجديدة" وهو يريد إعادة تركيا إلى حدود الامبراطورية العثمانية وله اطماع في كامل سوريا وكركوك والموصل. 

من المعروف بأن القوات التركية موجودة الآن في العراق وشمال سوريا ، واحتلت  مقاطعة عفرين الكوردية في منتصف شهر آذار الماضي ، كما استولت على قطاع جرابلس والباب واعزاز وتصر على الاستيلاء على كامل مدينة منبج الاستراتيجية.

تحاول تركيا الآن إقامة محمية دائمة في منطقة تبلغ مساحتها حوالي 3460 كيلومتر مربع مع حوالي 500 قرية في شمال سوريا رسميا ، وتحاول تتريك المناطق التي تحتلها الآن بمساعة المعارضة السورية حيث يعتمد النظام الصحي والمدارس والشرطة والقضاء والاقتصاد وغيرها إلى حد كبير على أنقرة وقوانينها.

وفي منازل الكورد الهاربين من جحيم الحرب التركية في عفرين ، يتم توطين اللاجئين السوريين - العرب ، وليس الكورد، ويعتقد معظم المراقبين أن أردوغان لا يعتزم التخلي عن السيطرة على المنطقة في المستقبل المنظور، وبدلا من ذلك ، يريد توسيع المنطقة التي يحتلها.

لنتذكر هنا بأن أردوغان هدد الولايات المتحدة بالفعل في فبراير عام 2018 بـ "صفعة عثمانية" ومنذ ذلك الحين مرارًا وتكرارًا يهدد  بالهجوم على الكورد وانهاء الهيكل الارهابي المقام هناك بحسب قوله، والآن يهدد بالهجوم خارج منبج وخارج شرق الفرات وبالفعل قصفت طائراته قبل يومين مناطقفي جنوب كوردستان وبالتحديد في شنكال ومخمور حيث أدى ذلك الى استشهاد عددا من الابرياء وجرح كثير منهم.

ولهذا يزداد حدة الموقف الامريكي يوما عن يوم وهذا يدل أيضا بأن تهديدات أردوغان جدية وسيقوم بعمل ما في عطلة أعياد الميلاد وسيستغل هذه العطلة نظرا لأن دول التحالف ستكون مشغولة بعطلة عيد ميلاد السيد المسيح.

أعتقد بأن أردوغان سيقوم بهجوم محدود جدا وسيزج بمرتزقته من الإئتلاف العروبي ليكسب مزيدا من الأصوات في الإنتخابات البلدية القادمة وليحفظ على ماء وجهه وليعيد تحالفه مع الحزب القومي الشوفيني الأتاتوركي مرة ثانية، ان لم يكن هجوم أردوغان محدودا فأعتقد بأنه سيكون ثمن ذلك الطرد من الناتو خلال السنة القادمة ووقف صفقة طيران ف ٣٥ وربما لجوء أمريكا الى العقوبات الاقتصادية والبنكية لوقف الوحش الذي ربته امريكا ويخرج احيانا من سيطرته وطاعته.

وختاما للتذكير بأن أردوغان يتراجع دائما عن تصريحاته وخطوطه الحمر في اللحظات الخطرة الحرجة وآخرها إفراجه عن القس الامريكي رغم تصريحه بأن القس ارهابي وسيبقى في السجن طالما يكون اردوغان رئيسا لتركيا.

وأخيرا أقول انا أتوقع هجوما تركيا جبانا على گري سپي وقرى ريف كوباني وخاصة منطقة شيوخ وسيلقى ذلك ردا عنيفا جدا من القوات الكوردية وربما من الامريكية أيضا، وروژئاڤا اصبح واقعا قائما وشيئا فشيئا سيتم الإعتراف به دوليا رغما عن انف اعداء القضية الكوردية وعلى رأسهم الأنظمة المحتلة لكوردستان الكبرى وفِي مقدمتهم تركيا ومرتزقتها.

 

سيف دين عرفات/ ألمانيا

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket