وداعا كاكه ريس

الاراء 07:43 PM - 2018-12-02
وداعا كاكه ريس

وداعا كاكه ريس

 هكذا كان يكنى الفريق المفتي لانه حين التحق بصفوف البيشمركة كان برتبة رائد والتي كانت تسمى برتبة رئيس اول، تخصصه كان صنف المدفعية، اذ لما تبدأ المعارك، كان الدور الاول للمدفعية والتي كانت تستمكن القطاعات المقابلة ولما كان يريد تدقيق اصابة الاهداف كان يتنقل تحت وابل القذائف ولزيادة التركيز كان يحرك يده لازاحت غبار القذائف المتساقطة عليه يمينآ وشمالا .

ثمة ميزة اخرى لكاكه ريس كانت عيناه السوداوتان تجدحان لتوسعهما وحين يسأل مع ابتسامته المعهودة يعيد النظر كرة اخرى للمسؤول الذي يرتبك لو كان يشعر بالذنب .

ورغم كل هذه القساوة العسكرية كان لا ينسى انه مناضل حزبي لابد  وان تحترم المكانة  الحزبية. اذكر ذات مرة اننا كنا بحضور مام جلال في جريدة  ( النور ) كنت اطقطق بمسبحتي فأخذها مني وادخلها في جيب سترتي الداخلية دون ان يعلق بشئ، الامر الذي جعلني اصلا في ان اترك المسبحة الا نادرآ .

وحين اعيد الى الخدمة رقي الى رتبة الاستحقاق قائلا ان شاؤا تعيني في مكان ما فاختاروا لي امر لواء "19" طبعآ هذا كان لواء الزعيم عبد الكريم قاسم .

ذهبت اليه في زيارة خاطفة وهو في البصرة ( سيبة )، فضحك من كل قلبه حين رآني قائلا جئ لي بجندي طويل عريض المنكبين والدماء تسيل من رأسه فغضبت وطلبت  الجندي المخالف فاذا به غلام هزيل فنظرت اليهما وسألت من المعتدي فقالوا الصغير الهزيل والمضروب قالوا هذا الطويل فقلت من اين انت؟ قال انا من مندلي يقول فكلمته بالكوردية، فقلت لماذا ضربته قال هو من ضربني واستعملت عصاه لضربه.  فلتنزل عليه رحمات ممن خلق الانسان وعلمه البيان .

 

صلاح مندلاوي

 

 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket