بارزاني بَرّأَ ساحة الاتحاد الوطني

الاراء 06:37 PM - 2018-11-25
بارزاني بَرّأَ ساحة الاتحاد الوطني

بارزاني بَرّأَ ساحة الاتحاد الوطني

مرّ أكثر من عام على استفتاء الاستقلال الذي أجراه الإقليم في الـ 25 سبتمبر/أيلول 2017، بزعامة عرّاب الاستفتاء مسعود بارزاني. الأمر الذي تسبب بأزمة سياسية بين بغداد واربيل، خسر جرّاءها الإقليم ما كان يتمتع به من صلاحيات واسعة عزّزها في دستور عام 2005، وكاد أن يقود البلاد إلى أتون حرب داخلية،لولا فطنة قيادات في الإتحاد الوطني الكردستاني حالت دون ذلك في السادس عشر من أكتوبر عام 2017 عندما قررت عدم خوض المعركة والسماح بإعادة إنتشار القوات الإتحادية في المناطق المتنازع عليها إلى ما قبل أحداث 2014. 

لا أريد هنا الحديث عن دستورية الاستفتاء من عدمه، لأنه معلوم لدى الواعي أن حق تقرير مصير الشعوب كفلته المواثيق الدولية، وخاصة إذا كان هناك ما يسنده دستورياً كما جاء في ديباجة الدستور العراقي الدائم (إنَّ الالتزامَ بهذا الدُسْتورِ يَحفَظُ للعراقِ اتحادَهُ الحُرَ شَعْبَاً وأرْضَاً وسَيادةً) ما يعني أن عدم الالتزام به وخرق مواده لا يحفظ للعراق اتحاده الحر الذي قرره شعب العراق (بحرّيته واختياره)، كما لا أريد الحديث عن الخروقات الدستورية طوال ثلاثة عشر عاما،  ولا عن توقيته المناسب أو غير المناسب، ولا عن تداعيات ما بعد الاستفتاء التي يعلمها القاصي والداني.

ولكن بعد الاستفتاء كان مسعود بارزاني، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، كثيرا ما يصف في لقاءاته المتلفزة،  يومَ سيطرة قوات الجيش والحشد الشعبي على مدينة كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها في السادس عشر من أكتوبر 2017، باليوم الأسود، وتلك القوات بالمحتلة،وأن ما حدث في كركوك كان خيانة ضد الشعب الكردستاني من قبل قيادات في الاتحاد الوطني، وأنه ليس نادما ألبتة على قرار الاستفتاء.

اليوم وبعد زيارة مسعود بارزاني بغداد، مصافحاً تارة (أبا إسراء) الذي كان يتهمه بارزاني دوما بتجويع شعب كردستان، وتارة أخرى (أبا حسن العامري) الذي كان يصف قواته بالمحتلة، وتصريحه مع الأخير في المؤتمر الصحفي (بأنهم جاؤوا إلى بغداد لمعالجة الأخطاء السابقة)، فهل نفهم من كلامه هذا، أن الاستفتاء (كَانَ خِـطْـئاً كَبِيرا)، أعاد جراّءه بارزاني بالإقليم إلى المربع الأول، بعد الذي كان وسقوط شهداء من قوات البيشمركة، و و و... ألخ، أليس (العامري)، هو الرجل نفسه الذي اتفق بالأمس مع الاتحاد الوطني على تفادي مجزرة في كركوك، واليوم مع الحزب الديمقراطي على معالجة الأخطاء السابقة، أليس هذا يدل على أن بارزاني بدأ يستشعر حكمة الاتحاد الوطني، عندما قرر الأخيرعدم خوض قواته معركة في كركوك لأنه كان يعي خطورة الموقفِ والإنزلاقِ إلى حرب داخلية لا تحمد عقباها، وأن القرار أُتـُخذ حفاظاً على حياة المواطنين والمدينة من الدمار، فهل يجرؤ  بعد هذا أن يتهم – جزافاً-  إعلامُ  الحزب الديمقراطي الكُردستاني، أحداثَ السادس عشر من اوكتوبر 2017 بالخيانة، أَلم يُوقـّع بارزاني بارتمائه في أحضان بغداد براءة الاتحاد الوطني من تلك التهمة.

وعلى أية حال أتمنى - كما يتمنى الجميع معي- أن تسهم هذه الزيارة في فتح صفحة جديدة ومعالجة الأخطاء السابقة لدى المركز والإقليم وليس تجاوزها، والنأي عن تراشق الإتهمات جزافاً ثم نأتي بمثلها.. كما أحاول جاهداً أن لا تـغرَّني فكرة أن زيارة بارزاني لم تكنِ إلا نكاية بالاتحاد الوطني الكردستاني وخاصة بعد تنصيب الدكتور برهم صالح رئيساً للجمهورية، واستشعاره بعزلته وعزلة حزبه داخليا، وبتفرد صيت الاتحاد الوطني في بغداد، والحليم تكيفه إشارة اختيار وقت الزيارة.

 

 

ماجد حميد

 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket