الحدث المجلجل حتى للقوم الظالمين

الاراء 02:36 PM - 2018-11-21
صلاح مندلاوي

صلاح مندلاوي

دأبت الانسانية على ان لا تجتمع الا على احداث عظيمة ومصادفة هذه المرة مع ذكرى استشهاد الحسين هو قتل رجل لم يرتكب جناية ولا حتى جنحة بأسلوب قل نظيره.

رجل وسيم خطيب باللغتين العربية والانكليزية رفض الذلة والرشوة والمسكنة والسكوت على الظلم قائلا الانسان الواضح افضل للدولة من الانسان المتملق ولانه لم يكن ذا ثروة فقد جعلوا من ميتته اسلوبآ بشعآ وكلما ارادوا ان يخفوا الجريمة تمعنوا بالشناعة المتناهية كي يطمسوها ثمة شئ واحد بارز في الحدث هو اخفاء الجثة حتى ان احدهم كان يطلب الموسيقى وهو يقطع الجثة فجعل البشرية تقشعر من هول الاسلوب الفظيع درجة انهم كانوا يخشون من قطعة من لحم القتيل لا تتجاوز النصف ملمتر ومن ربع فردة حذائه او شبر من قميصه ويذكرني بأصبع قتيل نزع من اصبعه خاتم جده فاصبحت الاصبع المبتورة سببآ في قصيدة الجواهري عرف الجسد  من ( يد مبتورة الاصبع ).

ترى بكم يقدر ثمن جهاز هاتفه؟، وكم ستقيم عقاله وساعته وقلمه وحذائه؟، وكم علا شأن عائلته واسرته وكم يتباهى من تصور معه ومن استمع له القوام البطولي الذي يسير وهو يقول في 21 ثانية انا اواجه الموت اخر عبارة له وهو يدخل الى المبنى الذي ربما ستتحول الى مزار حقآ من تواضع لله رفعه فكم مرة ذكر اسمه كتابة وتصويرآ وصوتآ منذ 2 ـ 10 ـ 2018 وكم صرفت الدولة لمقتله ومحو اثار جسده صبغت البناية لكن ثلاثة قطرات من دمائه بقيت شافصة واتمنى ان يتحدث احد القتلة كيف هي مشاعره لحظات الليل والنهار فلعنة الله على من فكر وحزم وخطى وحمل لوازم الموت وسافر لقتالك يا جمال خاشقجي يا ذا الوجه المنير.

 

صلاح مندلاوي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket