رسالة مفتوحة الى السيد عادل عبد المهدي

اقتصاد 12:37 PM - 2018-10-14
رسالة مفتوحة الى السيد عادل عبد المهدي

رسالة مفتوحة الى السيد عادل عبد المهدي

السلام عليكم 

اكتب اليكم هذه الرسالة من خلال معرفتي بكم وعملي معكم اثناء وجودكم وزيرا للنفط كونه الوزارة التي قضيت فيها كامل خدمتي الوظيفية حتى الاحالة على التقاعد ومن بعدها العمل خبيرا متعاقدا لفترة ثانية محددة  . وقد عاصرت ما مجموعه (14) وزيرا عراقيا للنفط ابتداءا من السيد رشيد الرفاعي والى الوزير الحالي السيد جبار اللعيبي  و لكل من هؤلاء الوزراء اسلوبه الخاص في ادارة الوزارة من بين  اساليب الادارة ال (19) تسعة عشر, المعتمدة  والتي تدرس في مدارس واكاديميات الادارة في دول العالم المتقدم .

مايميز الاستاذ عادل عبد المهدي وقلة قليلة جدا من الاخرين هو استعداده الطوعي للاستقالة وهذه ثقافة راقية وصفة محمودة لكنها مع الاسف نادرة لدى الجيل الحالي من الساسة ومسؤولي الدوائر والوزارات العراقية في يومنا هذا . كما ان ممارسته للسياسة لم تختلط (حسب علمي)  في ان واحد باي نوع من انواع التجارة على الرغم من ان كلتا المهنتين شريفتان ومحمودتان بدليل ان الرسول محمد (ص) قد مارس التجارة في فترة من حياته قبل ان يبعث نبيا  .ولكن الضرر كل الضرر والدمار الشامل للفرد نفسه والمجتمع عندما يجري الجمع بين المهنتين الشريفتين سوية في شخص واحد . وهذا هو بعينه الخطا الجسيم الذي وقع فيه غلى خلاف المحترفين الاذكياء من ساسة العالم المتقدم , عدد غير قليل من الساسة العراقيين في الفترة الاخيرة وهم الذين يطلق عليهم الشارع  العراقي حاليا صفة (زعاطيط السياسة) وهو وصف جديربهم و سيظل بالتاكيد ملازما لهم طيلة ماتبقى من حياتهم الفانية . وانطلاقا من تخصصي الدقيق في( ادارة المشاريع الهندسية) وخبرتي في العمل على ادارة عدد من كبريات مشاريع الوزارة خلال فترات عمل كافة وزراء النفط السابقين وانت احدهم اود ان اقول:

اتمنى عليك ان تختار اشخاص وزارتك على اساس المواطنة العراقية ولا شييء غير هذه المواطنة بعيدا عن الاعتبارات الطائفية والعرقية والقومية والمذهبية  وانما فقط على المهارات الثلاث المعتمدة عالميا في الوقت الحاضر من قبل مدارس واكاديميات الادارة  العليا (بمعنى القيادة) في دول العالم المتقدم وهذه المهارات انقلها بامانة من مصادرها باخنصار  في ما ياتي ادناه: 

1.مهارات فكرية وذهنية  (Conceptual Skills) 

وهي قابلية المرشح على التخطيط والتنظيم والقيادة والرقابة وتحلبل الموافف والتمييز ما بين الاسباب والنتائج وعدم الخلط ما بينها من اجل تحقيق الاهداف المرسومة في خطة وزارته .

2. مهارات انسانية (Human Skills)

وهي قابلية المرشح من موقعه القيادي على الاشراف والمتابعة لانظمة الرقابة البناءة على اداء الموارد البشرية والقوى العاملة من منتسبي وزارته جماعات وافراد باتجاه تحقيق الاهداف المرسومة في خطة الوزارة وتقييمها دوريا من خلال مقارنة المتحقق بالمخطط وتاشير الحيد ( ان وجد ) والتوصية باجراء التصحيحات ومعالجة المعوقات المسببة لهذا الحيد .

3.مهارات تقنية  (Technical Skills)

وهي المهارات المتعلقة بالنشاط النوعي للوزارة والمعرفة العامة باساليب تنفيذ الواجبات المناطة بدوائرها وافضل التقنيات المتوفرة من اجل تحقيق الاهداف المرسومة في خطة الوزارة.

ومن الضروري ان يلم المرشح بهذه المهارات  (مجتمعة  اذ لا يكفي واحد او اثنان منها دون الثالث) اذ ان امتلاك هذه المهارات يعطي الوزير المنفذ اثناء عمله حصانة كاملة ضد الوقوع في مطبات ادارية لا تحمد عقباها والتي اهمها كما يصنفها خبراء الادارة وفق ما ياتي :

* ان المهارة الفكرية تجعل الوزير الجديد في مأمن من الوقوع ضحية مجموعة من وعاظ السلاطين الذين سرعان ما يلتفون حوله لتحقيق مصالحهم الشخصية .

* ان مهاراته الانسانية تجعله وزيرا محبوبا منفتحا على منتسبي وزارته وقادرا على تحفيزهم ماديا ومعنويا والارتقاء بادائهم نحو تحقيق الهدف الاسمى الذي هو دائما خطة الوزارة المرسومة.

* ان مهارته التقنية تحميه من الوقوع سخرية من قبل المحيطين به كما يلاجظ احيانا . (على سبيل المثال وزير النفط  او الكهرباء او الاسكان وحميع الوزراء الاخرين يجب ان يكونوا متمكنين من التكلم بلغة النشاط النوعي لمنتسبي وزارتهم وفهم المصطلحات والتعابير اللفظية المتداولة يوميا عن طبيعة النشاط ومفرداته في تلك الوزارة) لدى ترأسهم اجتماعات الوزارة او الالتقاء بالعاملين فيها او اطلاق التصريحات لوسائل الاعلام الوطنية والاجنبية عن عمل او مشروع معين يجري تنفيذه .

لذلك فان هذه المهارات الثلاث التي اوردناها تمثل الحد الادنى الواجب توفرها في المرشح وعلى عاتقكم تقع مسؤولية التأكد من صحة ودقة توفر هذه المهارات لدى جميع المرشحين لمثل هذا الوظيفة المهمة . الى هنا والصورة لم تكتمل بعد  ,حيث ان الشرط الاهم لنجاحكم  في ادارة عجلة منظومة مجلس الوزراء كوحدة متكاملة وتحقيق الخطط الاستراتيجية الموضوعة لنمو وتطوير اقتصاد البلاد نحو الافضل تتطلب بالضرورة اصراركم على صلاحيتين مهمتين من تلك المنصوص عليها في اللوائح التي تعتمدها المدارس والاكاديميات العالمية للادارة (بمعنى القيادة) للمنظومات الحكومية  في الدول المتقدمة  وهي :

أولا – حقكم وصلاحيتكم المطلقة  (اوما يسمى حق الفيتو Vito في المحافل الدولية) كرئيس للوزراء مسؤول ومحلف امام الله وامام الشعب , في قبول او رفض اي مرشح لمنصب وزير في الدولة العراقية بغض النظر عن الجهة المرشحة له حكومية كانت او حزبا سياسيا او اي تسمية اخرى ذات اعتبار .

ثانيا -  حقكم وصلاحيتكم المطلقة في اعفاء و استبدال اي وزير اثناء عمله – دون اعتراض من الجهة المرشحة او الحزب الذي ينتمي اليه - عندما يتبين ويثبت لاسباب شخصية تعود له - ان مستويات المهارات الثلاث الوارد ذكرها اعلاه قد اصبحت متدنية لديه وبالتالي اصبح عاجزا عن اداء مهامه الوظيفية بالشكل ومعدلات قياس الاداء التي تحقق اهداف الخطة المرسومة لوزارته وبالتالي تؤثر سلبا على اداء مجلس الوزراء ورئاسته ككل باعتباره السلطة لتنفيذية الاعلى المكلفة  والمسوؤلة مسؤولية مباشرة امام الشعب عن نجاح او فشل خطط التنمية في الدولة العراقية. 

ان تمتع اي رئيس للوزراء في العالم بحفه المشروع في ممارسة هاتين الصلاحيتين  امر في غاية الاهمية 

من اجل اداء واجباته بامانة واخلاص تجاه شعبه ووطنه وبعكسه قانه سيصبح مشلولا فاقدا لهيبته واحترامه

وليس امامه سوى الاستقالة بشرف وترك المنصب كما يفعل ساسة العالم المتقدم .

 

مع خالص التقدير


د. احسان العطار 

خبير نفطي واستشاري ادارة مشاريع هندسية 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket