هربجي كرد وعرب رمز النضال

الاراء 06:55 PM - 2018-10-03
حسين فوزي

حسين فوزي

برهم صالح وعادل عبد المهدي خطوة للاستقرار والبناء وليس التوتر
خاطئ كل من توهم أن في إمكانه تمرير السيد فؤاد حسين لتولي مهام رئاسة العراق، ليس لأني لست مؤمناً بكفاءات يمتلكها الرجل، بل على العكس فأنه كان من المقربين للسيد مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، ومخرج الكثير من أفكاره بصيغ تجعلها مقبولة بشكل ما. لكن القضية الأساس هي أنه أولاً شريك فاعل في الدفع بإتجاه الاستفتاء الذي لم يكن في وقته المناسب، لا من حيث التفاهم مع الشريك الرئيس، الحكومة الاتحادية، ولا من حيث منطق تبرير الاستفتاء الذي أتسم بدرجة عالية من التحريض على العداء للعراق.


لذلك فأن ترشيح السيد فؤاد حسين لمنصب رئيس جمهورية العراق الاتحادية الديمقراطية كان متعارضاً مع المادة الأولى من الدستور، لذلك فأن غالبية أعضاء مجلس النواب، بغض النظر عن انتماءاتهم للكتل السياسية، لم يصوتوا لسيادته، بل صوتوا للسيد برهم صالح. وجاء التصويت في الجولة الثانية يكاد أن يكون بثلثي البرلمان. وهي أغلبية نادرة لم تتحقق في انتخاب أي رئيس قبله.
كما أن ترشيح السيد فؤاد حسين لرئاسة العراق، وهو ليس من الصف الأول في قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني يعني أن زعيم الحزب في فكره حسابات أخرى، حسابات التنصل من قسمه الدستوري في اقرب وقت، دون أي اعتبار للإلتزامات الأدبية، وهو الأمر الذي شهدناه في مناسبات عدة، في مقدمتها ما يتعلق بسلاح القوات العراقية الذي استولت عليه سلطات في الإقليم، أو أفراد الإرهاب الداعشي الذين سلموا أنفسهم في الإقليم، ولم يتم تسليمهم للسلطات الاتحادية.


إن انتخاب السيد برهم صالح لرئاسة العراق، بما يمثله من خبرات علمية وتجارب سياسية زاخرة طيلة الحقبة الماضية، ومعرفته التفصيلية بكل مشاكل الإقليم وعلاقاته مع السلطات الاتحادية، يشكل جسراً موضوعياً ممهداً بالرصانة واللياقة والدبلوماسية والمرونة في العمل على رأب الصدع الناجم عن الاستفتاء الذي فرضته زعامة الحزب الديمقراطي الكردستاني على القوى السياسية والمواطنين في الإقليم، دون أن ينفي حق الكرد في حلم دولة كردستان الكبرى، لكن وفق إطار التفاهم مع الشركاء والوعي بالمعطيات الموضوعية المحيطة بهذا الحلم الذي تطوقه وتخنقه الجغرافيا، ويحتاج لدعم الشركاء ورضاهم أولاً.


والشيء المؤكد أن خبرات الحاصل على شهادة عليا في الهندسة يعرف جيداً بعد أن عركته خبرة إدارة الموارد للتشغيل والبناء، في أن يستنبط وسائل مبتكرة بالتشاور مع مجلس الوزراء ورئيسه السيد عادل عبد المهدي في تعزيز موارد التنمية لتشغيل العمالة العراقية فيما هو أنتاجي بإتجاه التنمية الوطنية العراقية عامة، ضمنها الإقليم، وتجنب منزلق البنى الخدمية السياحية وحده، والتركيز على بنى إنتاجية للسلع تعزز خدمات السياحة والتواصل مع بقية العالم، بما يقود لتعزيز وحدة وتماسك العراق الاتحادي، فبالأقل يكون لبن اربيل دوماً مثلاً في الفاو، وبرحي البصرة في زاخو.
إن برهم صالح الكردي الرفيع الثقافة والشهادة العلمية التخصصية، وبجانبه رئيس مجلس وزراء صديق أمين لكردستان وخبراته العملية والعملية، انطلاقاً من التزامهما بالعمل من اجل خير العراق الاتحادي، يشكلان ركيزة طمأنة موضوعية لجماهير كردستان وبقية العراقيين. خصوصاً وأن البرلمان الحالي برهن على انه مستوعب لمعاناة العراقيين وتجنبه الخنوع للمحاصصة المجردة، وخياره التصويت للتوازن العملي بانتخاب رئيس غير مثير للخلاف تطمأن له القوى السياسية المؤمنة بالعراق.


يخطئ السيد مسعود بارزاني بتهديداته، فالعصر ليس عصر ترهيب، وإن كانت بضاعة الانفصال قد استحوذت على مشاعر شباب، فأن حسابات الحقل شكلت عبئاً باهضاً على كاهل أرباب الآسر الكردستانية، بالأخص ذوي الدخل المحدود والموظفين، نتيجة توتير العلاقات بين سلطات الإقليم والحكومة الاتحادية. ولولا حكمة القرار في  بغداد، لكان العراق أمام كارثة احتراب داخلي لن يكسب منها سوى الخراب وتضييع المزيد من الموارد.
إن السيدان برهم صالح وعادل عبد المهدي المسندان من ملاكات القوى السياسية الرئيسة، في مقدمتها سائرون والفتح والنصر وجزء غير يسير من قيادات دولة القانون وبقية القوى من ممثلي الأنبار ونينوى وديالى وصلاح الدين، والحكومة المرتقبة من الكفاءات الوطنية المتجردة، يشكل فرصة ذهبية للإصلاح والبناء بتعاون الجميع، ضمنهم الأشقاء في الإقليم...


وبغير هذا المنحى فأن الكارثة محدقة بكل ما شيد من مكاسب مادية ومعنوية ومؤسساتية في الإقليم، ليعلو صوت غراب الدمار والتعصب...وهو الصوت الذي لم يجنًّ منه الكرد سوى الويلات، بدءاً من حمل السلاح ضد جمهورية العراقية الأولى بقيادة المرحوم الفريق الركن عبد الكريم قاسم.
هل نعي المسؤولية التاريخية؟
كلمة الرئيس برهم صالح عند تسلمه مهام الرئاسة تفصح عن الوعي بالتكليف الذي وضعه على عاتقه نواب الشعب،
شخصية السيد عادل عبد المهدي المعروف جيداً للكرد وبقية العراقيين، وطروحاته عشية تكليفه تعني انه يريد العمل وليس المكاسب الشخصية أو الحزبية أو الطائفية.


فهل تعي زعامة الحزب الديمقراطي مسؤوليتها التاريخية في عدم تصور انها صاحبة حق نقض إرادة الشعب العراقي بقناعتها أن عدد نوابها (قرابة 25 نائبا) يؤهلها لتجاهل إرادة  300 نائب آخرين؟؟؟
ترى هل نستعيد أيام "هربجي كرد وعرب رمز النضال" ليكونا رمز البناء والتآخي"؟؟؟

حسين فوزي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket