خطيب حسيني: مام جلال كان مظلة لجميع العراقيين

لقاءات 11:26 PM - 2018-09-19
الخطيب الحسيني: هيثم الرماحي

الخطيب الحسيني: هيثم الرماحي

التقى PUKmedia في مسجد وحسينية الحكيم في مدينة السليمانية، الخطيب الحسيني هيثم الرماحي، والذي قدم الى المدينة من اجل احياء مراسيم عاشوراء الامام الحسين في المدينة. 

وجرى معه هذا الحوار...

-كيف تعرف اللطم؟

لكل امة ولكل ثقافة ولكل مجتمع سواء كان ممجتمعا اسلاميا او غير اسلامي من اي طائفة من الطوائف، توجد هنالك طرق للتعبير عن الحزن عادة ما يرثى الميت بالمراثي بالاشعار، بالبكاء والدموع والكثير من البشر يحاولون التعبير عن حالة الحزن على فقد انسان عزيز او قريب او شخص له ثقل اجتماعي او علمائي بالضرب على الصدر وهذه العادة ليست بالغريبة على العراقيين وهي موجودة في مجالسهم.

هذه العادة اختلطت بعادات الشعوب الاخرى المسلمة مثلا ومن غير المسلمة مثل الشعوب الهندية والفارسية والكوردية والعربية في طريقة التعبير عن الحزن فتارة تجد المجتمع يبكي وتارة تراهم يلطمون على الصدر او الرأس، اوترى مجتمعا اخرا يوقد الشموع، لذلك توجد اكثر من طريقة للتعبير السلمي المشروع وغير المحرم للتعبير عن الحزن على الامام الحسين عليه السلام.

 

-كيف تم تجيير القضية الحسينية من الحجاز الى قضية عراقية؟

ان أئمة اهل البيت من اصول حجازية واصولهم من مكة المكرمة ومن ثم انتقلوا بعد التهجير القسري الى المدينة المنورةوهم أئمة لجميع البشر، وان أئمة اهلا البيت عليهم السلام سكنوا العراق ايضا وليس فقط المدينة المنورة، فالامام علي سكن النجف واتخذ من الكوفة عاصمة له واستشهد في مسجد الكوفة والامام الصادق سكن الكوفة والحيرة، والامام علي الهادي والامام الحسن العسكري سكنا مدينة سامراء، واهل البيت كانوا يقيمون المجالس وذلك عن طريق تجمعهم في مكان ويحضر فيه الاشراف من الناس واقاربهم ويضعون ستارا ليجلس فيه نسائهم وبناتهم للمشاركة في تلك المجالس، فكان يأتي الراثي ويرثي، وكان يقرأ الرثاء بطريقة الحماس بقراءة ابيات من الشعر، فكان الامام الصادق يطلب منه ان يرثي الامام الحسين بطريقة اهل العراق ، وائمة اهل البيت احبوا الطريقة العراقية كونها طريقة مشجية وتعرف الألم، والى الان الخطياء الخليجيون واللبنانيون يقلدون العراقيين بهذه الطريقة وحتى اللهجة العراقية بالنعي ويأتي على رأسهم الشيخ المرحوم عبد الزهة الكعبي وطريقته المشهورة في قراءة مقتل الامام الحسين عليه السلام.

 

-لماذا ارتبط اسم الحسين عليه السلام بالماء؟

المعروف عن الامام الحسين عليه السلام انه حجب عن نهر الفرات وتم تعطيشه هو عياله عن شرب الماء ومات وهو لم يذق قطرة من الماء، فعادة كلما ذكر اهل البيت عليهم السلام شخصا غريبا او عطشانا ، يذكرون معه الامام الحسين عليه السلام.

هل هنالك رسالة من الامام الحسين الى الاهتمام بالماء وعدم التبذير فيه، وخصوصا العالم يسير نحو ازمة المياه؟

تؤكد جميع روايات اهل البيت عليهم السلام على عدم التبذير في الماء، حيث هنالك روايات عنهم تقول" لا تبذروا في الاء ولو كنتم على الفرات"، فان هذه نعمة يحاسب عليها الله سبحانه وتعالى على الاسراف ليس فقط في الماء بل في كل النعم، وان الزيادة في الصرف في كل شئ هو اسراف.

 

-هل ارتبط اسم الامام الحسين بكربلاء أم العكس؟

كأن هذه الارض كانت موعودة بان يحل فيها جسد الامام الحسين وتجول الخيول على ارضها وتحظر صرخات ولوعات نيران احراق الخيم في ارضها، وان الامام الحسين ومنذ يوم الولادة، فان الرسول (ص) اقام مجلسا للعزاء في يوم ولادته وبكى على الامام الحسين واخبرهم ان الحسين سيقتل في تلك الارض اشارة الى ارض (كرب وبلاء) وهنالك رواية عن الشيخ عبد الحسين الاميني النجفي، صاحب موسوعة الغدير اسمى ذلك اليوم ومجلس العزاء بـ مجلس الولادة).

وهنالك رواية اخرى عن الامام علي عندما كان ذاهبا الى حرب صفين وعثر في تلك المنطقة، يقال انه اخذ قبضة من التراب وثال ما لها من تربة سيحشر عليها اناس يدخلون الجنة، اشارة منه الى واقعة الطف واستشهاد الامام الحسين واهل بيته واصحابه على تلك الارض.

 

-لماذا اختار الامام الحسين العراق؟

اختار العراق لان الاخير كان يتوسط البلدان الاسلامية، ومعروفين بانفتاحهم على العالم ومن خلاله يستطيع نشر رسالته، والى الان يعتبر العراق منبر اعلامي لجميع الدول.

واختار الامام الحسين مدينة كربلاء، لانه كان قاصدا مدينة الكوفة ولكن منعوه ان يصل الى الكوفة وكان القدر جعله ان يحصر في كربلاء.

كيف كان سكون الوضع لو كان الحسين موجودا في وضعنا السياسي الحالي؟

ان شعار الامام الحسين قبل الف سنة هو " ما خرجت اشرا ولا بطرا وانما خرجت طلبا للاصلاح"، اذا قطعا سيعترض الامام الحسين على الكثير من الامور الفاسدة وينادي بالاصلاح وان اصل الثورة الحسينية مرتكزة على الاصلاح.

قطعا ان الامام الحسين ان كان موجودا سيحدث ضجة وسيغير ان كان الوضع يسمح له في ذلك لان كما قلنا ان شعاره هو الاصلاح.

 

-هل كان احد اصحاب واقعة الطف من الكورد؟

ان الامام الحسين كان معه مجموعة من النخبة من الانسان الرومي والاسود والعربي والفارسي، فلا استبعد وجود كوردي مع الامام الحسين.

 

-ما هي الرسالة التي توجهها الى الكورد والعرب من خلال المنبر الحسيني؟

ان الرسالة التي اوجهها الى الاخوة الكورد والعرب هي، انه ما اجمل ان يعيش الانسان في تعايش وسلم وحب ووئام، وانه ليس من المصلحة لا للعربي ولا الكوردي ولا لاي طائفة او قومية اخرى ان تعيش حالة في حالة تشنج وعدم مقبولية للاخرين وعدم تقبل الطرف الاخر وان العراقيين احدهم يكمل الاخر وما اجمل ان تفتح مدن كوردستان الحبيبة امام الزوار والمسافرين والدارسين للاستفادة من الحضارة ومن العمران والنظافة ومن الجامعات المتقدمة في اقليم كوردستان.

وما اجمل ان يكون هنالك رواجا للسياحة والتجارة في اقليم كوردستان، بعد الركود الاقتصادي الموجود، وعلى العربي كذلك ان يفتح قلبه وابوابه لاخوانه الكورد، والعيش تحت مظلة المواطنة، وان الامام الحسين يجمع الكل، ونحن لنا علاقة مع الكورد تضرب جذورها الى الاف السنين.

 

-ما هو الفرق في المجالس الحسينية بين السليمانية وبقية مدن العراق؟

الفارق انه هنا في السليمانية الذي يميز المجلس انه مركز وغير مشتت وان الناس في السليمانية اجمع تأتي الى هذه الحسينية للاستماع الى المحاضرات الدينية تارة باللغة الكوردية وتارة بالعربية، اما باقي مدن العراق فانه تلاحظ وجود اكثر من مجلس واحد في الشارع الواحد الامر الذي يشتت الحظور وسط عدم مقدرة الخطيب ان يوصل ما عنده.

ما يميز السليمانية انه تجد حالة من الوئام بين جميع اطياف المجتمع فالكوردي والعربي والسني والشيعي بل وحتى الصابئي والايزيدي تراه يحضر الى مسجد وحسينية الحكيم في السليمانية.

في نهاية الحوار اشاد الشيخ هيثم الرماحي بفقيد الامة مام جلال من خلال ما قالت المرجعية بحقه من خلال رسالة ارسلتها في وقتها تصف فيها الراحل مام جلال بصمام امان العراق، ووصف الشيخ الرماحي، مام جلال، بالمظلة التي كانت تخيم على جميع العراقيين، سائلا الباري عز وجل ان يتغمده برحمته الواسعة.

 

PUKmedia هاميار علي

 

 

 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket