فقرتان فقط

الاراء 12:34 PM - 2018-09-16
شوان داودي

شوان داودي

الجميع متفقون على أن الأوضاع في مدينة كركوك و منذ بدء العملية السياسية بعد سقوط النظام السابق و لحد اللحظة غير مستقرة و غير طبيعية.

فمع وجود أقلية مسيحية, هنالك 3 مكونات رئيسية في كركوك و هم الكورد و العرب و التركمان، ويدور صراع بين المكونات الرئيسية فيها على ثلاث ملفات, هي الأدارة والأمن والأقتصاد.
طوال تأريخ الدولة العراقية كان أي مكون يتسلم السلطة يقوم من خلالها بالاستحواذ  على جميع مفاصلها لصالحه ولأتباعه, وتهميش دور الباقين ايضا مما أدى الى انعدام الثقة بين المكونات أو اضعافها، وأدى ذلك الى تعقيد الأوضاع أكثر فأكثر فيها وصارة لغة التفاهم بينهم بكماء!.
وبعد هذا صار لزاما على الكورد و العرب و التركمان ايجاد لغة جديدة للتفاهم بينهم كي يشاركوا جميعا في ادارة الملفات الثلاث بشكل لا يشعر معه  اي مكون بالغبن والتهميش, وللوصول الى هذا المبتغى علينا العمل على النقاط المشتركة بيننا و العودة الى نهج الرئيس الراحل مام جلال و بناء جسور العلاقات المتبادلة .

الثلاثاء الماضي 11 ايلول اجتمعت الأحزاب الكوردية في ناحية " قره هنجير" لبحث الأوضاع في كركوك وسبل أعادتها الى طبيعتها, واصدروا بيانا من 7 فقرات حول ذلك, واصدرت الجبهة التركمانية و المجلس العربي بيانين من جانبيهما في رد فعل على ذلك البيان.
هنا أرى من المهم أن أقف على  البيانات الثلاث حيث ورد في النقطة السابعة في بيان الأحزاب الكوردستانية أنها تؤمن بالتعايش السلمي بين القوميات في كركوك، وورد في ختام بيان الجبهة التركمانية (وما زالت القيادة التركمانية تؤمن بثقافة التسامح المشترك و التوافق في الادارة المشتركة لمحافظة كركوك), ومع الأسف فأن بيان المجلس العربي ابتعد كثيرا عن فن الحوار ولغة التفاهم والتعايش، مما يدل على أن الاخوة عرب كركوك لم يصحوا بعد من حلم التسلط قبل 2003 كما لم يأخذوا عبرة من دروس التأريخ.

و عليه أرى أنه من الواجب ان نضع جانبا جميع ما ورد في البيانات الثلاث وأن نعمل على الفقرتين المشار اليهما واللتان وردتا في بياني الأحزاب الكوردستانية والجبهة التركمانية, وأن نتمسك بهما و نجعل منهما بداية و أساس لحوار كركوكي نعمل على تقويته وتوسيعه, حتى يضطر الأخرين الانضمام اليه, والا سيصابون بالضرر ان تأخروا هم ومدينة كركوك من جراء احلامهم.

PUKmedia بقلم: شوان داودي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket