فوق الدستور!

الاراء 10:11 PM - 2018-09-13
شوان داودی

شوان داودی

فوق العقد الأجتماعي المسمى بالدستور ، والذي كان من المقرر ان يحفظ مالنا و حياتنا و كرامتنا .. هناك في هذا البلد شيء آخر يسمى بالأرادة السياسية .

كل القوى المتنفذة في العراق يعتمدون على القوة أو على عامل خارجي أو ديني أو مذهبي أو عاطفة قومية لخرق مباديء العقد المذكور.

ان الارادة السياسية للقوى المتنفذة أثرت سلبيا على مجمل الحراك السياسي و النشاطات الثقافية و القانونية و الأقتصادية بل و على الحياة الأجتماعية ايضا..

في هذا البلد تم خرق الدستور بشكل أصبح مشوها و لا يمكن التعرف عليه و لا يوجد قوة سياسية لم تشترك في عملية الخرق المذكورة .

أنا أعتقد أن محاولة تحقيق أية غاية عن طريق ربطها بالدستور ليس اكثر من خداع للنفس و حلم كالسراب  لذلك علينا لتحقيق اية غاية البحث عن سبيل آخر !

بعد عملية تحرير العراق تم ربط مدينة كركوك بالمادة 140 من الدستور و بدأت عملية خرق مباديء الدستور من هذه المادة فصاعدا .

خلال الـ15 سنة الماضية مرت مدينة كركوك بثلاثة مراحل : مرحلة الأكثرية الكردية ، مرحلة السلطة الكردية ، مرحلة غياب الكورد و في جميع تلك المراحل كان يدعى العمل تحت مظلة الدستور علما أن الدستور لم يكن موجودا في جميع تلك المراحل المذكورة .

بعد عملية تحرير العراق و لحد الآن يحكم هذه المدينة بمنطق القوة سواء كانت تلك القوة أميركية أو كردية أو عراقية و كان قسم من ساكني هذه المدينة يعيشون في قلق و خوف من أن يقمعوا و عليه فأن كركوك كانت و باستمرار لساكنيها غير مستقرة .

حاليا مجلس المحافظة الذي أكل عليه الدهر و شرب تم شله و عن قصد ، و هناك محافظ بالوكالة يتصرف كيفما يشاء و المدينة تحكم من قبل العسكر و يوميا يتم خرق القانون مئات المرات تحت شعار عمليات فرض القانون في المدينة.

هنا يقع الواجب على عاتق أهل كركوك عامة و على النخب في جميع الميادين و من شتى المكونات خاصة للبدء بحوار حضاري بعيد عن أية تدخلات خارجية من أجل خلق ارادة سياسية كركوكية محضة للوصول الى بر الأمان و الأستقرار و تقوية أسس التعايش بين المكونات.

 

شوان داودی

 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket