كريم خان: العراقيون قاسوا كثيرا من داعش

كريم خان: العراقيون قاسوا كثيرا من داعش

أجرى المستشار الخاص للأمم المتحدة ورئيس فريق التحقيق للمساءلة عن جرائم داعش (UNITAD) والمعيّن بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2379، كريم خان مؤخراً زيارةً إلى العراق استمع خلالها إلى شهاداتٍ مؤلمةٍ مباشرةً من الضحايا الناجين من عنف داعش. وشدّد السيد خان على الحاجة إلى ضمان حماية الناجين من العنف المتصل بالنزاع وتعزيز مصالحهم وتقديم مرتكبي هذه الجرائم الشنيعة إلى العدالة.

وذكر بيان بعثة الامم المتحدة في العراق "يونامي"، تلقى PUKmedia نسخة منه اليوم الاحد: ان خان التقى خلال الزيارة التي جرت في الفترة 6 – 14 آب الماضي، بكبار المسؤولين من السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية في الدولة على المستويات الاتحادية والإقليمية والمحلية في بغداد وأربيل ودهوك. وتواصل مباشرةً مع الناجين ومنظمات المجتمع المدني ومع أفرادٍ من المجتمعات المسيحية والشيعية والسنية والتركمانية الشيعية والكاكائية والأيزيدية.

وقال: "لقد قاسى العراقيون من كافة الطوائف معاناةً هائلةً من العنف والاضطهاد الذي أحدثه داعش. وكانت الخسارة التي تكبدتها هذه المجتمعات فادحة. وأنا أدرك أن جروح الحزن تظلّ مفتوحة وأنه حتى مع التعافي منها، فإن الندوب ستكون عميقة. هناك العديد من التدابير الضرورية لمعالجة ما حدث. وستظل مشاركة مختلف أجزاء الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الأوسع حيويةً في هذا الصدد. بيد أن مهمتي تتمثل في هدفٍ رئيسيٍّ واحدٍ وهو ضمان إجراء تحقيقاتٍ موثوقةٍ وشاملةٍ تستوفي المعايير الدولية، لكي يمكننا تحديدُ هوية عناصر داعش الذين هم الأكثر مسؤولية عن الجرائم. والغاية من ذلك هي ضمان خضوع هؤلاء العناصر لعمليات المساءلة العادلة المبنية على الأدلة. إن وجود سجلٍ دامغٍ يصمد أمام التمحيص حتى بعد أجيال من الآن ضروريٌ لتسجيل الضرر الواقع وتحديد الجرائم التي ارتكبها داعش."

وعن قضية الناجين من جرائم داعش، قال خان: "إن التحقيقات التي نُجريها ستكشف بلا شكٍّ عن أعمالٍ بطوليةٍ قام بها العديد من الناجين من جميع الطوائف. وقد التقيتُ بعض هؤلاء الناجين الذين يشهدون على الجرائم التي ارتكبت. وهؤلاء الشهود الذين يقولون الحقيقة بشجاعةٍ ليسجلوا للتاريخ الشرّ الذي عاشوه يستحقون كل دعمنا وشكرنا. إنهم حقاً أبطالٌ في نظري. وبدون دعمهم ومشاركتهم، لن تكون هناك عملية مساءلة صحيحة. وفي هذا الصدد، يتحتّم علينا أن نضمن بشكلٍ جماعيٍّ عدم إلحاق أي وصمةٍ بالضحايا على الإطلاق. وأن من ينبغي وصمهم هم من تثبت إدانتهم. ومن الضروري حماية الناجين وألا تُلحق عملية التحقيق والقضاء الأذى بهذه الفئة من الأفراد مرة ثانية. وسيبذل فريقي قُصارى جهده لضمان التعامل مع الضحايا مع مراعاة هذه المتطلبات بشكلٍ كامل."

وكانت زيارة خان إلى العراق بمثابة تمهيدٍ أساسيٍّ لبدء أنشطة UNITAD للعمل على جمع وحفظ وتخزين الأدلة على أعمالٍ قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية ارتكبها داعش. ووفقاً لشروط قرار مجلس الأمن رقم 2379 (2017) الذي تشكّلَ بموجبه الفريق، سيقوم المستشار الخاص بتعزيز المساءلة عن الأفعال التي قد ترقى إلى الجرائم الوحشية التي ارتكبها داعش، والعمل مع الناجين بما يتماشى والقوانين الوطنية ذات الصلة لضمان الإقرار الكامل بمصلحتهم في تحقيق المساءلة.

وسيعمل الفريق في ظل الاحترام الكامل لسيادة العراق وولايته القضائية على الجرائم المرتكبة على أراضيه. وسيتم تعيين قضاة تحقيقٍ عراقيين وخبراء جنائيين آخرين للعمل في الفريق إلى جانب خبراء دوليين وعلى قدم المساواة. كما سيعزز المستشار الخاص، في جميع أنحاء العالم، المساءلة عن جرائم داعش. وقد بدأ الفريق عمله رسمياً في 20 آب 2018.

وقد شجّع مجلس الأمن الدولَ الأعضاء والمنظمات الإقليمية والحكومية الدولية على توفير المساعدة القانونية المناسبة وبناء القدرات لحكومة العراق من أجل تعزيز محاكِمها ونظامها القضائي، ودعا كافة الدول الأخرى إلى التعاون مع الفريق، بما في ذلك من خلال ترتيباتٍ ثنائيةٍ بشأن المساعدة القانونية.

PUKmedia