رئيس الجمهورية، عملية تشكيل الحكومة لم تتأخر

لقاءات 05:19 PM - 2018-08-16

أكد رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم، في حوار مع صحيفة اليوم السابع المصرية، يوم الخميس، ان عملية تشكيل الحكومة لم تتأخر، مشددا على حرص جميع الاطراف السياسية على اتمام كل اجراءات تشكيلها وفق الدستور. 

 

وفيما يأتي نص الحوار:

 

ما هو سبب تأخر تشكيل حكومة عراقية طوال هذه الفترة اللاحقة لإجراء الانتخابات التشريعية الأخيرة فى العراق؟

من الناحية الدستورية ليس هناك تأخر فى تشكيل الحكومة المقبلة التى ستشكل على أساس نتائج انتخابات مجلس النواب التى جرت فى 12 مايو الماضى، واليوم ينتهى الموعد النهائى لتلقى الطعون الخاصة بنتائج العد والفرز اليدوى لصناديق الاقتراع المشكوك فيها من بعض الكيانات المتنافسة والمواطنين.

وبعد انتهاء النظر فى الطعون، تأتى مرحلة المصادقة على النتائج النهائية من قبل المحكمة الاتحادية العليا لتعقبها دعوتنا لمجلس النواب المنتخب إلى الانعقاد خلال 15 يوما لممارسة مهامه التشريعية التى تبدأ بانتخاب رئيس مجلس النواب ونائبيه بالأغلبية المطلقة لعدد أعضاء المجلس، يلى ذلك انتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية يتولى بدوره تكليف مرشح الكتلة البرلمانية الأكبر بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

ونحن واثقون من حرص الجميع على إتمام كل هذه الإجراءات وفق مبادئ الدستور، كما نأمل أن تكون القوى السياسية قد توصلت إلى تفاهمات وتقارب سواء حول تشكيل الكتلة الأكبر أو حول البرامج السياسية استباقا لعقد الجلسة الأولى لمجلس النواب الجديد.

 

من يتحمل مسؤولية التشكيك فى نتائج الانتخابات العراقية؟

السلطة القضائية العليا تولت معالجة هذه القضية بمسؤولية كبيرة، وعندما قامت فى شهر يونيو الماضى بتعيين 9 قضاة لتولى مهام الأعضاء الـ9 لمجلس المفوضين، الذى هو أعلى سلطة فى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، بعد أن جمد البرلمان عملهم على خلفية اتهامات لم يتم إثباتها، ومن حق الجميع الطعن أو التشكيك بالنتائج أو بأى إجراء أو قرار يتم إعلانه، إلا أن المهم الكشف عن الحقيقة فى هذا الشأن أو ذاك لوضعها أمام أنظار الرأى العام العراقى والعالمى كما أن من اللازم احترام العدالة والمساواة للجميع بشفافية تامة وهو ما يقره الدستور.

 

ما هى أسباب حالة عدم الثقة من قبل بعض الساسة فى القضاء العراقى ؟

لم نلمس وجود عدم ثقة بالقضاء العراقى بل على العكس الجميع أعلن رسميا احترامه لقرارات مجلس المفوضين القضاة وأحكام الهيئة القضائية الانتخابية بخصوص النتائج النهائية لعمليات العد والفرز اليدوى للمراكز والمحطات التى وردت بشأنها شكاوى وطعون، والجميع يؤكد سلفا انتظار مصادقة المحكمة الاتحادية على النتائج النهائية وهى مصادقة باتت ملزمة للسلطات كافة بموجب الدستور، ولقد أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قبل أيام أن نتائج الفرز اليدوى لا تختلف إلا بشكل محدود جدا عن نتائج الفرز الإلكترونى، كما أعلنت إجراء التعديلات اللازمة على أسماء الفائزين، وينصب تركيزنا حاليا على تعزيز الثقة والتفاهم بين العراقيين جميعا كما ننتظر صدور القوائم الرسمية النهائية بأسماء المرشحين الفائزين النهائية كى يتسنى لنا دعوة مجلس النواب الجديد إلى مباشرة مهامه الدستورية فى أقرب وقت.

 

هل تتخوفون من عودة داعش فى ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة فى البلاد ؟

العراق حطم القوة العسكرية لتنظيم داعش الإرهابى وحرر كل أراضيه من سيطرته، لكن خطر الجماعات الإرهابية لم يختف تماما وقد تظهر جيوب لها هنا أو هناك من خلال خلايا نائمة من العملاء المختبئين فى الصحراء وغيرها من المناطق، إلا أنها لن تكون عودة بالمعنى السابق، ونحن نعمل من أجل معالجة أسباب ظهور الجماعات المتطرفة والإرهابية أيضا ومنها معالجة ظواهر البطالة والفقر وتعميق التوعية المجتمعية وتطوير المناهج التعليمية والتربية وتعزيز التعاون الأمنى الاقليمى والدولى، فضلا عن تعزيز الوحدة الوطنية والعدالة والمساواة بين المواطنين دون تمييز وتمتين النظام الديمقراطى وهذه عملية طويلة وتحتاج إلى خطط استراتيجية وطنية وإقليمية ودولية تهدف أيضا إلى إيقاف تدفق الأجانب للإنضمام إلى صفوف الإرهابيين وقطع مصادر التمويل عنهم.

 

 ما هى الأضرار التى ستلحق بالعراق جراء بناء السدود الايرانية والتركية؟

الأضرار كبيرة على المستوى المنظور وكذلك على المستوى الاستراتيجى، وبالفعل شهدت مناسيب مياه نهر دجلة فى الموصل وبغداد ومناطق أخرى انخفاضا مهما بعد أن بدأت الحكومة التركية الشهر الماضى بملء سد أليسو الذى أنشئ على هذا النهر وقامت الحكومة الإيرانية بإجراءات أدت إلى خفض المياه فى نهر الزاب الصغير ما تسبب فى أزمة لمياه الشرب فى قضاء قلعة دزة بمحافظة السليمانية، وهذا الانخفاض فى المياه داخل العراق له تأثيرات خطيرة على البيئة والزراعة والاقتصاد فى كل البلد إلى جانب ما ينجم عن ذلك من مخاطر تهدد الثروة الحيوانية وتفاقم لحالة التصحر والجفاف التى نعانى منها حاليا، ونحن فى اتصال مستمر مع تركيا وإيران لمعالجة هذا الموضوع بشكل بناء وبما يخدم مصالح كافة الأطراف لاسيما مع وجود اتفاق عراقى مع الجارة تركيا بشأن حصة المياه التى تخزن والكميات التى ستطلق وهو ما نسعى إلى استمراره كما نواصل التحرك لنقل معاناة الشعب العراقى وضمان حقه فى الاستفادة من المياه إلى الدول الصديقة والمنظمات الدولية والمفوضية السامية لحقوق الإنسان لغرض الضغط لتطبيق معايير القوانين الدولية فى هذا المجال.

كما نعطى أولوية لملف المياه ومضاعفة الجهود للاهتمام بالثروة المائية، ولضرورة الحفاظ على هذه الثروة الحيوية لمستقبل البلاد من خلال برامج إرشادية للحث على عدم الهدر والإسراف فى استخدام المياه سواء للأغراض الزراعية أو الاستخدام المباشر حيث صادقنا على قانون الرى الرقم 83 لسنة 2017، كما نسعى إلى أن تنظيم الاستغلال الأمثل لهذه الثروة الوطنية عبر الإسراع بتشريع قانون مجلس المياه وقانون صندوق المياه والقوانين الأخرى ذات الصلة إلى جانب ضرورة إنعاش هذه المسطحات المائية لما لها من أهمية فى تأمين قوت شريحة كبيرة من المواطنين، فضلا عن فوائدها الاقتصادية والسياحية والبيئية.

 

هل التزمت الدول المشاركة فى مؤتمر إعادة إعمار العراق بالكويت بالتزاماتها؟

جزئيا فقط لحد الآن والعراق عازم على المضى قدما لتنفيذ خطط الإعمار التى يطمح بها ولديه فرص استثمارية واعدة فى عدة قطاعات لا سيما الكهرباء والماء والسكن والزراعة والسياحة والنقل والموانئ والخدمات الأخرى.

 

كيف يمكن تعزيز التعاون المشترك بين مصر والعراق فى مكافحة الإرهاب؟

هناك تعاون مشترك على أكثر من صعيد بين مصر والعراق فى مكافحة الإرهاب على المستوى الثنائى والإقليمى وهو ما نعمل على تعزيزه وتوسيعه وهناك تنسيق عال بين البلدين فى هذا الشأن.

وقد أثمر هذا التعاون عن نتائج مهمة فى الآونة الأخيرة فى مجال ملاحقة وإلقاء القبض على عدد من الخلايا الإرهابية وإفشال مخطط إرهابى ضد مصر شاركت عصابات داعش الإرهابية فى الضلوع به.

 

هل بدأت الشركات فى إعادة إعمار المدن العراقية المحررة؟ وهل هناك شركات مصرية تعمل؟

خطط إعمار المدن المحررة من الإرهاب قيد الإنجاز حاليا والعراق يولى أهمية خاصة لمشاركة المؤسسات الاقتصادية والاستثمارية المصرية فى عملية إعادة الأعمار فى كل المناطق كما ننظر باهتمام خاص إلى الاستفادة من خبرات الشركات المصرية فى كل المجالات لاسيما الصناعة والسياحة والزراعة بموازاة تعزيز التنسيق فى كل المجالات السياسية والتجارية والثقافية وتبادل المعلومات وتطوير علاقات الاخوة الثنائية بين البلدين الشقيقين بما يخدم المصالح المشتركة وهناك اتفاقيات مهمة فى الكثير من المجالات ونعمل بجد من أجل تطويرها.

 

PUKmedia /  عن اليوم السابع