المثلية الجنسية في الاعلام العراقي: حملات تحريض.. وخطاب كراهية

المثلية الجنسية في الاعلام العراقي: حملات تحريض.. وخطاب كراهية

يرصد "بيت الاعلام العراقي" في تقريره الرابع والثلاثون كيفية تعاطي وسائل الاعلام مع قضية المثلية الجنسية بعدما اصبحت قضية راي عام عالمية خلال السنوات القليلة الماضية، ويناقش التقرير ما تلعبه وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي سلبا وايجابا في تناول الموضوع، وتزداد القضية تعقيدا في المجتمعات العربية ومنها العراق اذ تتداخل عوامل العادات والتقاليد والدين في مناقشة القضية.

ويتناول التقرير رصدا لطريقة ونوعية تغطية اخبار المثلية الجنسية في اكثر 40 وسيلة اعلامية شملت قنوات تلفزيونية وصحف ووكالات ومواقع اخبارية ويركز على احصاء المحتوى الخبري وانواعه وطريقة تناوله ومن ثم تحليله وفقا لمعايير المهنية الصحافية المتعارف عليها.

واوضح "بيت الاعلام العراقي" ان وسائل اعلام وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تمارس دورا في اثارة الكراهية ضد المثليين وساهمت في انتاج عنف مباشر تشمل حالات قتل واختطاف وتعذيب وتهكم وتشويه السمعة، عبر تغطية صحفية واعلامية جهوية تفتقد الى الحيادية في تناول موضوع حساس يؤثر على التعايش السلمي في البلاد.

ويلفت التقرير الى ان المثلية الجنسية من المواضيع الحديثة على الاعلام العربي والعراقي خصوصا، وتتراوح طريقة تناولها بين التجاهل والتحريض والتركيز على الاخبار العالمية المتعلقة بها دون تغطية القضية محليا، وعلى وسائل الاعلام التزام قواعد موضوعية في تناول مثل هذه القضايا الحساسة.

وخلُص التقرير الى نتائج عدة ابرزها محدودية تناول وسائل الاعلام المحلية المواضيع المتعلقة بالمثلية الجنسية مع اقتصار اغلب المحتوى الخبري على الاخبار العربية والاجنبية حول القضية مع تجاهل شبه تام لهذه القضية محليا باستثناء اخبار وتقارير محدودة تناولت القضية بدون حيادية، فيما غابت التحقيقات الاستقصائية والبرامج التلفزيونية بشكل شبه كامل.

واشار "بيت الاعلام الاعلام" في تقريره الى ان وسائل اعلام تستخدم مصطلحات المثلية والشذوذ كأدوات للتحقير الاجتماعي والتسقيط السياسي، ومحاولة ربطها بمفاهيم العلمانية والمدنية والالحاد والدعارة والاباحية الجنسية لتحقيق اهداف سياسية، وانعكس ذلك سلبا على توجيه الراي نحو مواقف متشددة يمكن تلمسها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضح التقرير، ان وسائل اعلام تتبنى خطابا تحريضيا مباشرا ضد المثليين عبر برامج وتغطيات اعلامية تتبنى مواقف وتصريحات لرجال دين وسياسيين وشخصيات عامة لا تخلو من خطاب الكراهية والتحقير، في مقابل تجاهل تغطية مواقف سياسيين ورجال دين معتدلة حول القضية وان بدت نادرة.

واوضح التقرير ايضا ان وسائل اعلام تتناول قضايا المثلية الجنسية بطريقة غير موضوعية عبر استضافة طرف واحد دون اخر، فيما كان ضيوف بعض البرامج والتقارير حولها غير مختصين بالقضية تركز حديثهم على اراء شخصية غير علمية لم تخلوا من خطاب تحريضي وتحقير مباشر وغير مباشر.

وخرج التقرير بعدة توصيات ابرزها انه على المؤسسات الاعلامية على اختلاف انواعها المرئي والمطبوع ايلاء الجانب المهني في تغطية الاخبار المتعلقة بالمثلية الجنسية، وادراك الدور الخطير الذي تلعبه وسائل الاعلام خلال تغطيات غير مهنية في توجيه الراي العام نحو حملات تحريضية تؤدي الى فعل عنفي يصل الى حد القتل.

كما يوصي التقرير وسائل الاعلام بتناول قضايا المثلية الجنسية باعتبارها موضوعا عالميا ومرتبط بقضايا علمية وطبية تستوجب الاستعانة بمختصين من اطباء وعلماء نفس لتناول القضية دون اتخاذ موقف مسبق قد تفقد الموضوعات الصحفية المتعلقة بهذه القضية مصداقيتها واهميتها، مع الاخذ بنظر الاعتبارات خصوصيات المجتمع من العادات والتقاليد والدين.

واشار الى ان، على وسائل الاعلام الكف من استخدام قضايا المثلية الجنسية في التحقير والتسقيط السياسي وتجنب التصريحات الصادرة عن شخصيات عامة تصب في هذا المجال، واخذ الخطوة الاولى لتغطية حيادية لا تتجاهل الطرف المعني بالقضية مع احترام خصوصيته بما يضمن سلامته.

PUKmedia /بيت الاعلام العراقي