لعنة داعش تمنع المحافظات السنية من الاحتجاج مع الجنوب

تقاریر‌‌ 05:23 PM - 2018-07-28
لعنة داعش تمنع المحافظات السنية من الاحتجاج مع الجنوب

لعنة داعش تمنع المحافظات السنية من الاحتجاج مع الجنوب

تهم الإرهاب والبعث تلاحقهم:

لعنة داعش تمنع المحافظات السنية من الاحتجاج مع الجنوب

بينما يشهد العراق تظاهرات واسعة منددة بسوء الخدمات والفساد، غاب سكان المحافظات السنية من المشاركة برغم أن أوضاعهم ليست أفضل من أقرانهم في بغداد ومحافظات الجنوب بل إنها أسوأ، والسبب لعنة "داعش".

كتب سرمد القيسي وهو من سكان الموصل قبل ايام تعليقا على صورة نشرتها صفحة عامة في فيسبوك حول التظاهرات الجارية في مدينة البصرة جنوب البلاد "تحية لكم من الموصل، قلوبنا معكم، نشارككم المأساة ليس لدينا خدمات، نتمنى ان يحفظكم الله وان تحصلوا على حياة كريمة".

بعض الردود له كانت مفاجئة، كتب احدهم "انتم سكان الموصل لا تحشروا أنفسكم في التظاهرات، لأنكم كنتم مع داعش، والقوات الأمنية التي تضرب المتظاهرين الآن هم من الموصل والانبار"، وكتب آخر "لا تتظاهروا انتم بعثيون".

بينما كتب محمد الجميلي وهو من سكان الأنبار منشورا على حسابه في فيسبوك تعليقا على التظاهرات الجارية جنوب البلاد "مدننا صامتة، ولكن داخل السكان حزنا كبيرا، لأننا لا نستطيع التظاهر".

في 14 من الشهر الحالي انطلقت تظاهرات شعبية من مدينة البصرة اقصى جنوب البلاد احتجاجا على سوء الخدمات وتحديدا المياه والكهرباء مع ارتفاع درجات الحرارة الى ما يقرب من (50) درجة سيليزية، وامتدت التظاهرات الى المحافظات الشيعية التسعة جنوب البلاد اضافة الى العاصمة بغداد، ولكن المحافظات السنية الانبار والموصل وصلاح الدين وديالى لم تشارك، فما السبب؟.

عبد الرحمن الفهداوي احد شيوخ عشائر الرمادي في الانبار يقول لـ "نقاش": "نحن نتقاسم همومنا وحزننا مع اهلنا في جنوب البلاد، أوضاعنا ليست افضل من البصرة او ذي قار، بل ربما اسوأ، منازلنا مدمرة والبنى التحتية غير متوفرة بسبب العمليات العسكرية ضد الإرهابيين، ولكننا لا نستطيع المشاركة في التظاهرات لأننا سنواجه تهما جاهزة: إرهابيون وبعثيون يريدون إسقاط النظام".

ويضيف "عندما انطلقت التظاهرات في المحافظات السنية قبل سنوات ضد حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي كانت سلمية في البداية ولم تستجب لنا الحكومة طيلة اكثر من عام على اعتصامنا حتى استغل بعض المتطرفين التظاهرات ودخلوا فيها، ووجدت الحكومة آنذاك ذلك ذريعة لاتهامنا بالإرهاب وبأننا اتباع حزب البعث".

في كانون الاول من العام 2012 انطلقت شرارة تظاهرات واسعة في الانبار بعد قيام المالكي بإصدار قرارات بمحاكمة وملاحقة مسؤولين ووزراء سنة في حكومته بتهمة الارهاب، وايضا بسبب معاملة الجيش السيئة للسكان هناك، وامتدت التظاهرات الى الموصل وصلاح الدين وديالى وجنوب كركوك حيث تعيش غالبية سكانية سنية.

تلك التظاهرات استمرت اكثر من عام وتحولت الى اعتصامات في خيم حتى قرر المالكي آنذاك فض الاعتصامات بالقوة واقتحم الجيش ساحات الاعتصام باستخدام الاسلحة الثقيلة وطائرات مروحية ما ادى الى تذمر العشائر وأعلنوا مقاتلة القوات الامنية، عندها وجد تنظيم "داعش" ذلك فرصة ذهبية للهجوم على هذه المدن بذريعة حماية السكان من القوات الامنية، ليكشر التنظيم عن انيابه بعد اشهر قليلة ويعلن احتلاله هذه المدن.

ويضيف الفهداوي "الحكومة دائما ترتكب خطأ في عدم الاستماع الى المتظاهرين، لأنها تفسح المجال للمتطرفين او المتظاهرين الفوضويين او حتى اتباع الأحزاب للدخول في التظاهرات وتشويه سمعتها، اليوم ننظر بحزن الى المتظاهرين، نتمنى السلامة لهم وندعو الحكومة الى الاستماع لمطالبهم المشروعة".

بعثيون، إرهابيون، متطرفون، تهم تلاحق سكان المدن المحررة حتى الآن، كما تقول الناشطة المدنية من الموصل ايمان القيسي، وتضيف في حديث مع "نقاش" ان "اوضاعنا اسوأ بكثير من باقي المحافظات، المياه لا تصل الى منازلنا سوى بساعات محدودة وهي غير صالحة للاستخدام بسبب الدمار الذي تعرضت له محطات تصفية المياه، اما الكهرباء فلا نحصل عليها سوى ثلاث او أربع ساعات في اليوم الواحد، والنفايات متراكمة عند مداخل الأحياء لغياب عمال النظافة، وكذلك البطالة فلا فرص عمل بينما يحتاج سكان المدينة الى الوظائف اكثر من باقي المدن لإعمار منازلهم المدمرة".

ورغم هذه المشكلات الا ان سكان الموصل لا يستطيعون الخروج في تظاهرات كما تقول ايمان "القوات الامنية ستتهمنا بالإرهاب، كتبت منشورا على صفحتي في فيسبوك تأييدا للتظاهرات في جنوب البلاد، وجاءت بعض الردود مخيبة للآمال، احدهم قال لي: لماذا تتظاهرون؟ يبدو أنكم تريدون عودة داعش اليكم، اشكروا الله ان الجيش انقذكم من داعش".

وطبقا لبيانات رسمية صادرة عن وزارة التخطيط العراقية فان خسائر المحافظات المحررة بلغت بلايين الدولارات، واعلن وزير التخطيط سلمان الجميلي في مؤتمر الكويت لإعادة إعمار المدن المحررة ان البلاد بحاجة الى (88.2) مليار دولار لإعادة بناء ما دمرته النزاعات والحرب ضد داعش من المنازل والجسور والبنى التحتية والمستشفيات.

ولا يختلف الوضع كثيرا في صلاح الدين، فالسكان هناك يتابعون التظاهرات في جنوب البلاد ويتقاسمون معهم المعاناة، ولكنهم لم ينظموا تظاهرات، فالسكان هناك يشعرون بالقلق كلما سمعوا تظاهرات كما يقول حسام الجبوري احد سكان مدينة تكريت في مركز المحافظة.

الجبوري يقول لـ "نقاش": حول ذلك "في الحقيقة سكان المدينة لا يريدون التظاهر بسبب الذكريات السيئة التي ارتبطت بها التظاهرات في العام 2013 وما تبعها من احداث جلبت الى المدينة المتطرفين والإرهابيين، كما ان هناك ناشطين مدنيين يخافون من تنظيم تظاهرات لان قوات الامن ستتهمهم بالإرهاب واننا اتباع حزب البعث خصوصا وان مسقط رأس اركان النظام السابق ورئيسه صدام حسين هم من تكريت".

الجبوري أيضاً يدعو الحكومة الى تلبية مطالب المتظاهرين ويقول ان "سكان البصرة مظلومون، زرتها قبل اشهر وهي وفي حالة مريعة، سكانها طيبون يستحقون حياة افضل، والنفط الذي تنتجه هذه المدينة يغذي جميع العراق ونتمنى ان ينعم سكانها بالاستقرار والخدمات، وادعوا مسؤولي محافظتنا في صلاح الدين الاهتمام بالخدمات لانها سيئة، وعدم خروجنا في تظاهرات لا يعني اننا راضون عن الأوضاع".

 

PUKmedia عن نقاش

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket