مؤتمر الدرس اللساني جسر وصل بين العربية والكوردية

تقاریر‌‌ 09:50 AM - 2018-07-18
 مؤتمر الدرس اللساني جسر وصل بين العربية والكوردية

مؤتمر الدرس اللساني جسر وصل بين العربية والكوردية

اختتمت اعمال المؤتمر العلمي الذي نظمته جامعة السليمانية حول دراسات مقارنة بين اللغة الكوردية والعربية" والذي استمر يومي الاحد والاثنين (15-16) من شهر تموز الجاري في قاعة البروفيسور عز الدين مصطفى رسول بجامعة السليمانية، برعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة اقليم كردستان يوسف كوران، بمشاركة الدكتور لطيف رشيد المستشار الاقدم لرئيس جمهورية العراق والسفير الفرنسي لدى العراق برونو اوبير، والسيدة شاناز ابراهيم احمد، واعضاء في مجلس النواب العراقي، ومحافظ السليمانية هفال ابو بكر ووفد من الكتاب والاكاديميين والصحفيين العراقيين، واكاديميين وكتاب وشعراء وباحثين كرد.

وتحت شعار "لنجعل الدرس اللساني جسرا يربط بين اللغتين الكوردية والعربية"، افتتح رئيس جامعة السليمانية الدكتور رضا حسن اعمال المؤتمر بالإشارة الى اهمية التلاقح الثقافي والادبي والفكري بين اللغتين العربية والكردية، واصفاً في كلمة القاها في المؤتمر بانه نقطة التقاء مهمة لتطوير اللغتين العربية والكوردية. 

من جانبه قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة الاقليم الدكتور يوسف كوران، ان عقد مؤتمر حول اشكالات وافاق العلاقة بين اللغتين الكوردية والعربية في محافظة السليمانية عاصمة الثقافة في الاقليم له اكثر من دلالة ومغزى في اكثر من مجال وصعيد، وهو يتناول اهم الخصائص التي تتميز بها البشرية والتي يطلق عليها اليوم اللغة، التي قال ان العراق يتميز بانه من اعرق واقدم الشعوب التي اسهمت في بناء وصياغة اللغات.

ان العلوم اللغوية الحديثة توصلت الى نتيجة مفادها، ان اللغة المستقلة هي الدليل الدامغ على وجود مجموعة اثنية قومية مستقلة، وقد تجددت هذه الافكار في العصور الحديثة بدوافع ايدولوجية ما مهد لسيطرة وهيمنة استعمارية، خدمة لأفكار قومية استعلائية اعتمدت التهميش والاقصاء.

واعرب كوران عن الاسف لان التاريخ السياسي الحديث للدولة العراقية اعتمد سياسية فرض اللغة الاوحد على امة متعددة القوميات والاعراق، مضيفاً ان الاشارة الى ذلك مرده الى ضرورة معرفة الاثار السلبية لسياسية الاقصاء والتهميش في اطار المشروع القومي للأنظمة التي حكمت الدولة العراقية سابقاً التي حاولت اقحام السياسية في جميع المجالات الحياتية، الامر الذي مهد لبروز نمط من القومية المتطرفة غير الديمقراطية المتعصبة، التي قال انها حاولت تغيير اللغة كقالب ووعاء للمعرفة الى هي اداة للهيمنة القومية واقحام اللغة عنوة في هذه الحرب الثقافية.

واضاف كوران انه خلافا لرغبة الحكام، فان اللغتين العربية الكوردية تلاقحت وتناغمت، لان اللغة العربية لم تكن عند الكورد مجرد لغة قومية محددة، بل كانت ذات ابعاد ثقافية وتراثية وحضارية ودينية تجاوزت القومية بأشواط، حيث ان الشعراء والكتاب الكورد تفاخروا بكتاباتهم باللغتين العربية والكوردية.

وطالب كوران الدولة العراقية، ومن اجل اعادة تمتين جسور الثقة بين مكونات العراق المختلفة الى الاهتمام باللغة الكوردية واللغات الاخرى كالتركمانية والسريانية، التي قال انها يجب ان تكون ضمن سلم اولويات السياسية اللغوية الجديدة للدولة الاتحادية، واردف، وان هذه السياسية وان كانت واضحة في الدستور، كون العراق بلد ثنائي اللغات رسميا وذات مكونات لغوية متعددة، الا ان السياسات والتشريعات الفدرالية وتطبيقاتها في مجالات التربية والتعليم العالي والمؤسسات والدوائر الرسمية، ما زالت قاصرة ومختلفة ولا توافق لا روح ولا نص الدستور.

الدكتور اسامة فاضل عبد اللطيف القى كلمة بالنيابة عن رئاسة جامعة بغداد كلية التربية ابن رشد، ثمن خلالها جهود القائمين على المؤتمر مؤكدا، ان العلاقات العربية الكوردية تميزت خلال المراحل السابقة بالعمل المشترك والتواصل الحضاري والثقافي والفكري والشعري والادبي والفني، معربا عن امله في استمرار علاقات التعاون بين ابناء اللغتين وجميع مكونات العراق في اطار الخير والبناء ومحاربة الافكار المتطرفة الهدامة.

واكد ان "وحدتنا تحتم التعايش السلمي بين جميع المكونات باتجاه تفعيل ارادة الخير والسلام والبناء وغرس روح السلام والعمل الديمقراطي وقبول الاخر، مشيرا الى ان جسور التواصل والتلاقح اللغوي والفكري بحاجة الى مزيد من التواصل والعمل المشترك".

عقب ذلك بدأ المؤتمر جلسته النقاشية الاولى التي حملت عنوان تأثير وتأثر الثقافتين العربية والكردية التي حاضر فيها كل من السفير الفرنسي برونو اوبير و الاستاذ الدكتور عز الدين مصطفى رسول وشوقي عبد الامير رئيس تحرير صحيفة بين النهرين والدكتور ابراهيم الخياط امين عام اتحاد الادباء في العراق، والاستاذ الدكتور كريم حسين ناصح رئيس جمعية اللسانيين العراقيين، بكلمات اكدت، ان اللغة عامل وعي وتحرر ونضج داخل الاجيال ما يحتم ضرورة استمرار التواصل والتبادل المعرفي والفكري واللغوي والثقافي والادبي بين مكونات البلاد وتحديدا بين العرب والكرد.

يشار الى ان البحوث والدراسات التي قدمت في مؤتمر الدراسات التقابلية بين اللغتين العربية والكردية تناولت المستويات التالية، "الفنوتيك والفنولوجيا والصرفية والنحوية والدلالية والتداولية وظواهر التأثر والتأثير بين اللغتين وتطوير وسائل تعلم وتعليم اللغتين ودراسات في النصوص الادبية في اللغتين العربية والكردية فضلاً عن دراسات موازنة لغوية".

وقدم خلال المؤتمر (30) بحثاً من قبل الباحثين والاساتذة والخبراء اللغويين من عرب وكورد خلال اعمال وجلسات المؤتمر.

 

المؤتمر خرج بالتوصيات الأتية:

1 ـ العمل من اجل يصبح المؤتمر تقليدا سنويا بدعوة الباحثين خارج وداخل العراق حول اللغة المقارنة.

2 ـ اظهار الملامح الانسانية والادبية لجميع مكونات العراق وخاصة القومية الكوردية كمكون مهم في المجتمع العراقي واظهار التعايش بين ابناء الوطن الواحد.

3 ـ تأسيس مركز خاص للابحاث المقارنة للغتين الكوردية والعربية، ويدعو المؤتمر جميع المختصين باللغتين للمساهمة والتعاون لانجاح المشروع.

4 ـ العمل لتذليل العقبات امام الترجمات للغتين الكوردية والعربية بالاستشارة مع المختصين.

5 ـ تأسيس مركز لتدريس اللغة العربية في اقليم كوردستان واخر للغة الكوردية في المحافظات العربية.

6 ـ فتح المجال للعلوم الاجتماعية والقاء المحاضرات لان اغلب المشاكل بين اللغة الكوردية واللغة العربية اسبابها اجتماعية وتربوية.

7 ـ العمل من اجل ارسال الطلاب الاوائل في الاقسام الكوردية في جامعة بغداد الى جامعات الاقليم، بالعكس.

 

 

PUKmedia

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket