تسول اطفال الموصل يتحول لمنظومة ربحية تديرها عصابات

تقاریر‌‌ 02:53 PM - 2018-07-08
 تسول اطفال الموصل يتحول لمنظومة ربحية تديرها عصابات

تسول اطفال الموصل يتحول لمنظومة ربحية تديرها عصابات

نشرت وكالة فرانس براس، تقريرا سلطت الضوء فيه على ظاهرة التسول لدى الأطفال في مدينة الموصل بعد عام على تحريرها من يد تنظيم داعش، فيما لفتت الى انها بدأت تتجه للتحول الى منظومة ربحية تديرها عصابات.

وذكرت الوكالة، في تقريرها أن "الطفل محمد سالم يحمل يوميا كيسا من المناديل الورقية ويدور في شوارع مدينة الموصل متسولا تحت ستار بيع المناديل، لتأمين نقود كافية لإعالة أمه، بعدما قتل والده بيد تنظيم داعش خلال حرب ضروس انتهت قبل عام".

وأردفت أنه "في العاشر من تموز2017، أعلنت القوات العراقية تحرير كبرى مدن محافظة نينوى التي احتلها تنظيم داعش على مدى ثلاث سنوات، بعد تسعة أشهر من معارك دامية خلفت دمارا وضحايا كثيرين"، لافتة الى "ترك حكم عناصر التنظيم آثارا اجتماعية سلبية جديدة على الموصل، بدأت اليوم تطفو على السطح، أبرزها ظاهرة تسول أطفال أيتام فقدوا أهاليهم خلال سنوات ما قبل التحرير".

وتابعت: "عند تقاطع النبي يونس في شرق مدينة الموصل، يمسح سالم (12 عاما) المتعب العرق عن وجهه الذي يزداد سمرة تحت أشعة الشمس الحارقة، ويقول: أنا أبيع المناديل الورقية. أخرج كل يوم من السابعة صباحا، حتى العاشرة ليلا"، في حديث للصحيفة.

ولفتت الى ان "محمد يسعى لإعالة والدته، وهو وحيدها، بعدما أقدم التنظيم على قتل والده قبل انطلاق عمليات استعادة الموصل"، مشيرة الى أن "الموصل تظم دارين لإيواء الأيتام، واحدا للبنين وآخر للبنات. ووصلت إلى الدارين أعداد كبيرة من فاقدي الاباء او الامهات نتيجة الأعمال المسلحة، من عمر ستة إلى 18 عاما، وفق بيانات صادرة من الدارين".

وزادت: "في بلد كالعراق، حيث تنتفي تقريبا عمليات الإحصاء الرسمية، تسعى منظمات عدة إلى تسجيل أرقام تقريبية لآثار الحروب على المجتمعات والسكان".

أكثر من 3000 يتيم جراء الحرب
ونقلت فرانس بريس عن مسؤول منظمة "فرحة يتيم" في محافظة نينوى، قيدار محمد، قوله: إنه "لا توجد بيانات رسمية دقيقة بأعداد الأيتام في الموصل خصوصا وفي عموم المحافظة".

وأوضح قيدار أن "الأعداد الموثقة لدى المنظمة تشير إلى وجود 6200 يتيم في نينوى، بينهم نحو 3283 قتل أهليهم في الأحداث الأخيرة في الموصل".

ونبهت الوكالة الفرنسية الى ان "من يتجول في شوارع الموصل اليوم، لن يتمكن من غض النظر عن عشرات الأطفال من كلا الجنسين ينتشرون قرب الإشارات الضوئية وعلى التقاطعات بشكل خاص، بأجسام هزيلة وملابس رثة وأحذية مهترئة، يركضون خلف المارة يستجدون المال بطرق مختلفة، من مد اليد أو مسح زجاج السيارات، أو بغطاء بيع المياه والمناديل الورقية".

وتابعت: "من بين هؤلاء، الطفل علي بنيان (10 أعوام) الذي كان يرتدي ملابس رياضية قديمة بضعف قياسه، الذي لم يستطع بنيان، الذي تخوف بداية من الحديث إلى مراسل فرانس برس، حبس دموعه".

يقول "الطفل الذي يجعله التعب البادي على وجهه أكبر من عمره بسنوات قتلت كل عائلتي وهدم بيتنا خلال القصف على المدينة القديمة" في غرب الموصل، والتي دمرت بنسبة 90 في المئة.

ويرفض بنيان "كغيره من الأطفال المتسولين الحديث عن مكان سكنه الحالي. يقول لا أقارب لي الآن. اضطررت للتسول لإعالة نفسي وعدم تمكني من الحصول على عمل بسبب صغر سني.

لكن رغم ذلك، يعرب بينان، على غرار أترابه، عن أمله بإيجاد "عائلة تأويني، كي أكمل دراستي".

ومضت فرانس فرس بالقول إن "محافظة نينوى، التي أعلنت السلطات العراقية فرض سيطرتها الكاملة عليها في نهاية آب/ أغسطس 2017، تواجه تحديات كبيرة اليوم، خدمية وإدارية ومجتمعية،وحتى الساعة، لا يوجد أي برنامج واضح لإيجاد حلول، خصوصا لما يقارب ثلاثة آلاف تلميذ بشكل عام حرموا من التعليم في المدينة، ما يزيد من ظاهرة هؤلاء الأطفال".

ويقول عضو مجلس محافظة نينوى خلف الحديدي لـ"فرانس برس" "حتى الآن لا يوجد مشروع أو دراسات حقيقية سواء من الحكومة الاتحادية أو المحلية لمعالجة هذه الظاهرة، خصوصا وأن أطفال الشوارع يتعرضون لمختلف أنواع الاستغلال".

عصابات ومافيات
وتكشف الوكالة في تقريرها الى ان "ظاهرة تسول الأطفال في الموصل، تتجه للتحول الى منظومة ربحية تديرها عصابات، من خلال أشخاص يسعون إلى إبرام اتفاقيات تقاسم الارباح مع المتسولين، مقابل السماح لهم بالدخول إلى أماكن عامة لاستجداء الناس، وإلا فيمنعون".

يقول أبو حميد (35 عاما)، أحد سكان الموصل العاملين في معمل حلويات "في أحد الأيام كنت جالسا أنتظر موعدي في عيادة طبية، وأقدم موظف الاستقبال على طرد متسولة صغيرة أمام عيني".

ويضيف "عند خروجها، أخبرتني إنه طردها لرفضها زيادة المبلغ المتفق عليه أسبوعيا".

وفي هذا الإطار، توضح الباحثة الإجتماعية فاطمة خلف "الظروف التي مرت على الموصل (…) تركت الأطفال عرضة لمختلف الانتهاكات في الشارع".

وتضيف "إذا تركوا بهذا الشكل في الشوارع (…) سيصبحون أعضاء غير نافعين في المجتمع، وربما يتحول بعضهم إلى مجرمين. لذا على السلطات المعنية تطويق هذه الظاهرة بدءا بفرض التعليم الإلزامي".

لكن الموظف ابن مدينة الموصل غالب أحمد (30 عاما)، يعتبر أن "الأجدى البدء بمحاربة رأس الهرم من “منظومات وعصابات تدير التسول وتستغل الأطفال".

ويضيف "هذه الظاهرة تعد مشروعا للجريمة والإرهاب، وتخلق جيلا فاسدا مشوها نفسيا".

PUKmedia عن (فرانس برس)

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket