إبراهيم اليوسف: شنكالنامه صرخة إدانه للتآمر على الكورد الإيزيديين

کتب 01:35 PM - 2018-06-30
الكاتب ابراهيم اليوسف

الكاتب ابراهيم اليوسف

شنكالنامه، رواية للكاتب الكوردي ابراهيم اليوسف، صدرت حديثا عن دار أوراق للنشر القاهرة – 2018، وهي الرواية الثانية للكتاب اليوسف، وهي إحدى السرديات التي قاربت لحظة ما من آلام السبايا الكورديات الإيزيديات اللواتي انتهكت أعراضهن، أمام أعين العالم كله، اثر احتلال تنظيم داعش الارهابي لشنكال في آب 2014، من دون أن يستطيع أحد أن ينقذهن في اللحظة التي كن أحوج إلى ذلك.

تجري أحداث الرواية ما بين منطقتي شنكال، المنطقة التي يقطنها الإيزيديون منذ القديم، والموصل، الرقة وغيرها من المدن السورية والعراقية. أبطالها من الإيزيديين الذين تعرضوا لغزو داعش لشنكال وبيع النساء في أسواق النخاسة. 

 

وتعد الرواية إحدى المقاربات السردية من طبيعة وعوالم الكورد الإيزيديين، ورؤاهم وأساطيرهم وأحلامهم، وعمق ألمهم المتجدد. 

تقع الرواية في حوالي 500 صفحة من القطع المتوسط وتعتمد تقنية كسر الراوي الواحد، عبر لغة أقرب إلى لغة الريبورتاج.

 

PUKmedia ، حاور كاتب الرواية الكاتب ابراهيم يوسف، ليلقي الضوء أكثر على الرواية وتفاصليها. 

 

-  ماذا عن" شنكالنامه"؟ ولماذا" شنكالنامه؟"

ربما لا أعرف كثيراً عن" ماذا هي" شنكالنامه؟"  ولماذا هي"؟. إنها-عنوان رواية- استقررت عليه، بعد طوال تردد، اخترت عناوين كثيرة، لكنني آثرت أخيراً أن أتخذه عنواناً نهائياً لروايتي الثانية، بعد روايتي الأولى" شارع الحرية" التي طبعت في العام الماضي2016. 

في مطلع العام 2016، انتهيت من كتابة هذه الرواية، بعد مخاض غيرعادي، من الناحية النفسية، بالرغم من أن كتابة الرواية كتبت بسلاسة تامة، وانتظرت أكثر من سنتين  كي تطبع. 

في البداية تبنت طباعة الرواية إحدى دور النشر، لكنها أخرت طباعتها، كثيراً، ما جعلني أعود إلى" دار أوراق  القاهرية"، التي طبعت عن طريقها بضعة كتب لي، فطبعتها-مشكورة- خلال أشهر قليلة جداً.

لقد ارتأيت ألا أؤجل طباعة الرواية، لأن عالمها بني، واكتمل فكرتها مفرداتها لبناتها، انبنت، كعمارة كاملة، بالتوازي مع الخط البياني لآلام ومأساة أهلنا الإيزيديين في" شنكال". إنها صرخة إدانه للتآمرعلى الكورد الإيزيديين. صرخة إدانة للإرهاب. نداء استغاثة لإنقاذ كريماتنا الإيزيديات، السبايا، مجهولات المصير حتى الآن.

ثمة إيزيدية كانت تستغيث" واكراداه!"" واعالماه!"!!. لم يكن هناك من يستجيب لها، في لحظة باشقية لإنقاذها من بين براثن من هدر كرامتها. من باعها في أسواق النخاسة، كتحد لإرادة العالم كله، بينما أولو الأمر المعنيون، المتحكمون بالعالم، ساكتون، لا يتحرك لهم ضمير، إلا وفق  ما تقتضيه قواعد اللعبة المسرحية التي وضعوها، ويضعونها، عادة، في مثل هذه الحالات. ثمة أطفال ذبحوا أمام أمهاتهم. ثمة أمهات اغتصبن أمام أبنائهن. بنات اغتصبن أمام آبائهن، أخوتهن، وهم مصفدون. حاولت الرواية أن تكون صوت هؤلاء الأطهار، لتقول لجميعهم: لا.

شنكالنامه، ارتأت أن تكون وثيقة إدانة للإرهاب. وثيقة إدانة بحق كل من صنعوا-فرمانات- الإبادة بحق الكورد الإيزيديين. وثيقة تحاول أن تتصدى لكل هؤلاء القتلة، حاضراً، وماضياً.

 

- الكتاب الكورد بشكل عام والروائيون منهم بشكل خاص، أي دور يمكن أن يلعبوه في كشف الحقائق بشأن المجازر التي يتعرض لها الكورد؟ 

مؤكد، أن التاريخ الكوردي مليء بتلك المجازر المروعة التي تعرضوا لها، في إطار تذويبهم في بوتقات الآخرين، وإذا كان من شأن السياسي. أو من شأن المقاتل أن يدافع عن الوجود الكوردي، فإن خط الارتكاز الأول في كل ذلك يجب أن يضعه المثقف. لقد تم طمس التاريخ الكردي، وأحرق، إلى الدرجة التي يخيل فيها إلى بعض السذج من الحاقدين أن الكورد كائنات خرافية  حطت  على حين غرة، على موائد آبائهم وأمهاتهم، وأن لا جغرافيا لهم، فهم طارئون. من هنا، فإن مهمة الكاتب الكزردي جد صعبة. جدّ حسَّاسة. جد حرجة، إذ عليه أن يعمل على أكثر من جبهة، حتى يملأ تلك الفجوات التي أوجدتها حرب الإبادة التاريخية ضد وجوده. الروائي، على عكس الشاعر. على عكس القاص. إنه أكثر قدرة على تناول الواقع والمتخيل، ليقدم بذلك، أوسواه، مقاربة من قضيته جمالياً. صحيح، أن رسالته تختلف عن رسالة المشتغل على المدونة التاريخية، أو غيرها، إلا أنه قد يتفاعل معها. يستفيد منها، على نحو مباشر أو غير مباشر، بحسب رؤاه، ومفهومه للجمال والأدب والفن، لكن خطابه الإبداعي يظل الأكثر سطوة، والأكثر تأثيراً، مما يدون في عالم المختبرات التوثيقية.

 

- بكم لغة صدرت الرواية وهل ستتم ترجمتها الى اللهجات الكوردية المختلفة؟

الرواية كتبت باللغة العربية، ولكنها ترجمت- فوراً- إلى اللغة الكوردية -اللهجة الكرمنجية– من قبل الروائي الكوردي جميل إبراهيم. أتمنى أن تصل إلى كل قارىء كوردي، وإلى كل قارىء، وبكل لغات الأرض، وذلك لأنني عايشت أحداثها، في لحظة تصاديها الفني، لأعيش الحدث، أكثر من مرة، وقد اضطررت لتخفيف بعض وطأة عوالمها، لدواع كثيرة، وهو ما لا أدري مدى قيمته، لألعب دور- المحرر-للنص، عبر قراءات عديدة، إذ استغرقت فترة تصويباته، وتدقيقاته، من دون أي تأثير على عمارته ومتنه، أضعاف فترة كتابته.

 

PUKmedia / حاوره: فائق يزيدي 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket