كارثة بيئية تطال العراق وبعض دول الخليج

كارثة بيئية تطال العراق وبعض دول الخليج

أكد خبير في الدراسات البيئية والحياة السمكية، ان قلة المياه وانخفاض مناسبيها معناها ستغير خصائص المياه الفيزيائية والكيميائية ستؤثر على التنوع الاحيائي البري والسمكي للعراق ودول الخليج.

وقال الدكتور ساجد سعد حسن المختص في مجال البيئة والثروة السمكية خلال حديث لـ PUKmedia ، يوم الاربعاء 2018/6/20: ان قلة المياه وانخفاض مناسبيها معناها ستغير خصائص المياه الفيزيائية والكيميائية وان واحدة من عناصر الخصائص الفيزيائية للماء هي نسبة ملوحة الماء، مشيرا الى ان انخفاض منسوب المياه سيؤدي الى ارتفاع نسبة الملوحة في المسطحات المائية والذي سيؤثر على التنوع الاحيائي سواء كان بري او مائي وبالتالي ستؤثر بشكل سلبي على ظروف التحمل للنباتات الموجود في المنطقة الجنوبية التي كانت على مستوى ملحي محدد.

وأضاف حسن: ان بارتفاع نسبة الملوحة فان ذلك يؤدي الى تقليص الغطاء النباتي الموجود عن مساحات كبيرة من الارض الصالحة للزراعة، والذي يشكل تأثيرا سلبيا على تنوع الاحياء البرية وتواجدها في المناطق التي تنحسر فيها الغطاء النباتي. 

واشار الى ان انخفاض مناسيب المياه بما معناه تركز جوانب التلوث في تلك المياه سيؤثر على نوعية المياه وخواصها الكيميائية مما تجعله غير صالحة للزراعة ولا صالحة للاستخدام كمصدر لسقي الماشية وكذلك سيؤثر سلبا على الثروة الحيوانية. 

ولفت الدكتور ساجد الخبير في مجال البيئة، ان قلة منسوب الماء وشحه سيعمل على تتضرر عملية الدورة الزراعية بالكامل، بضمنها الحيوان والنبات والانسان وتأثر الهرم الغذائي بالكامل، مبينا انه بالنسبة الى المسطحات المائية وتأثرها بشحة المياه وتأثيرها على التنوع الأحيائي والتنوع السمكي لا يقتصر تأثيراته على التنوع الاحيائي للمسطحات المائية الداخلية، فقط بل يتعداه الى التأثير على التنوع الاحيائي الموجود في شمال غرب الخليج العربي والتي تشكل هذه المنطقة رئة التنفس للاسماك الاقتصادية في منطقة الخليج العربي، موضحا ان  جميع الاسماك في تلك المنطقة خلال فترة التكاثر تأتي الى شمال غرب الخليج العربي لغرض التكاثر باعتبارها المنطقة الأقل ملوحة في مياه الخليج العربي وبالتالي انخفاض تدفق المياه الى منطقة الخليج العربي بما معناه قتل الحياة في تلك المنطقة.

وبين انه بالنتيجة فان انخفاض مناسيب المياه لا تقتصر تأثيراته على العراق فقط بل على سيكون هنالك تأثير سلبي على جميع الدول العربية المتشاطئة بالخليج العربي والتي تشمل دول ايران والكويت والعراق بالاضافة الى ان الخزين السمكي الموجود في الخليج العربي سيتأثر بانخفاض مناسيب المياه.

وتابع القول: انه "خلال السنوات الاخيرة شهد تغيير بالصفات المناخية المعتادة منها العواصف الترابية كانت مموجودة لانه كانت منطقة الاهوار مغمورة بالمياه وكانت تشكل حاجزا لتطاير الغبار"، مضيفا ان " ان قلة منسوب المياه وانخفاضه سبب في نزوح اهالي تلك المناطق وخصوصا القرى وتوجههم نحو المدن وبالتالي حصول تغيير ديموغرافي نتيجة هجرة المواطنين من المناطق الريفية الى داخل المدن".

وأكد حسن، ان العراق سيواجه كارثة بيئية خطيرة اذا لم يتم وضع الحلول الناجحة لمعالجة مشكلة المياه سواء على صعيد تأمين متطلبات مياه السقي للاراضي الزراعية التي تشكل غطاء وحزام اخضر للمدن فان ذلك سؤدي الى تغيير المناخ وستتأثر الحياة وتتعطل القطاع الزراعي معتبرا ان القطاع الزراعي من اهم المجالات والقطاعات الاخرى.

ودعا الى تدخل عدة ارادات ومصادر قوى وادوات ضغط في حل مشكلة المياه، لافتا الى ان هنالك اعراف دولية ومعاهدات ومبادئ دولية ووجود انهار عابرة للحدود وأخرى ناشئة للحدود وان نهري دجلة والفرات عابرة للحدود وان انهارنا لا تخضع للاتفاقات الدولية ويفترض من الدول المتجاورة ان تحترم الحصة المائية لجارتها العراق.

وحمّل الدكتور ساجد سعد حسن السلطة الاتحادية وبالتحديد وزارة الخارجية مسؤولية انخفاض مناسيب المياه منوها، ان تراجع هكذا مفاهيم واتفاقيات دولية معتمدة بين الدول المتجاورة في تأمين الحصص المائية، مفترضا  ان تكون لدينا سياسة مائية واضحة وخطة بعيدة المدى وعلى مدى 20 سنة على الاقل لتأمين الحصص المائية وتوقع العناصر البديلة لتأمين مصادر المياه سواء للري او للاغراض البشرية وعلى العراق الاستفادة من المياه المالحة مشيرا الى وجود تجرية لبلدان العالم التي تطل على المياه المالحة تستثمر المياه المالحة لتأمين الغطاء النباتي وتأمين الغطاء البشري والحيواني.

اعلن مسؤول بوزارة الزراعة العراقية اليوم الخميس، ان العراق حظر على المزارعين زراعة الأرز وبعض المحاصيل الأخرى الكثيفة الاستهلاك للمياه بسبب الجفاف وتقلص تدفقات المياه العذبة.

وكانت تركيا قد اعلنت خلال وقت سابق من شهر حزيران الجاري ملء سد اليسو بالمياه والذي سيؤثر على الخزين المائي العراقي.

PUKmedia هاميار علي