كركوك مام جلال

الاراء 05:47 PM - 2018-05-29
كركوك مام جلال

كركوك مام جلال

ما أن وضعت العملية الانتخابية أوزارها، مساء يوم 12 أيار 2018، حتى بدأت أصوات التشكيك ترتفع قبل ان تغلق صناديق الاقتراع حتى، لتوحي بمرحلة من التشكيك في العرس الديمقراطي الذي جرى، وهو ليس بأمر غريب في العراق الذي يخوض أكثر من عملية انتخابية منذ الخلاص من الدكتاتورية. 

بات عرفا سياسيا لدى الكثير من الاطراف والاحزاب السياسية العراقية، التشكيك في مصداقية ونزاهة الانتخابات، وجميعنا يتذكر ما جرى من شد وجذب بعد اجراء الانتخابات في 2014، وما رافقه من مشهد دراماتيكي مخز لتشكيل الحكومة، حيث شكلت بعد أشهر عدة حكومة بنيت على أساس التوافقات والتفاهمات السياسية، وهذا أمر طبيعي وواقع حال لا يمكن تجاهله، ففي العراق الذي حكمته الدكتاتورية لعقود، حيث لابد من توافقات سياسية لادارته. 

في ظل هذه المعمعة التي صاحبت الانتخابات، كان لهذا العرس الديمقراطي في كركوك تحديدا، حصة الأسد من التشكيك فيها، خاصة بعد ظهور النتائج الأولية اولا والنهائية لاحقا، وتحقيق الاتحاد الوطني الكوردستاني لنتائج كاسحة في المحافظة التي بات معهودا ان أهلها يصوتون للاتحاد الوطني، لجملة أسباب أقلها يرتبط بما يقدمه الاتحاد الوطني لهذه المحافظة ودوره في تحقيق التعايش السلمي المشترك بين جميع مكوناتها. 

لقد جرت الانتخابات في كركوك هذه المرة في ظروف ان جاز التعبير، كان الطابع الكوردستاني فيها شبه غائب، بعد اجراء الاستفتاء في 25 أيلول 2017، وما نجم عنه من تدهور العلاقة بين اقليم كوردستان والحكومة الاتحادية في بغداد، في ظل غياب الاحتكام الى الدستور لحل الخلافات بين الجانبين، وهذا ما يعني ان انتصار الاتحاد الوطني في الانتخابات بمحافظة كركوك هذه المرة يختلف عن انتصاره فيها في المرات السابقة. 

أبرز اوجه الاختلاف بالنسبة للوضع في كركوك هذه المرة يكمن في ان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات هذه المرة يرأسها شخص عربي القومية، فضلا عن أن محافظة كركوك وبعد 16 أكتوبر 2017، تدار من قبل الحكومة الاتحادية دون مشاركة للاقليم في ادارتها، سواء من الناحية الأمنية او السياسية، فلا تواجد حقيقي لقوات البيشمركة فيها، والمحافظ ليس بكوردي، وهو ما كان يعني بالنسبة لبعض الأطراف العربية والتركمانية في كركوك، ان التمثيل السياسي الكوردي بشكل عام والاتحاد الوطني بشكل خاص في هذه المدينة سيهبط لأدنى مستوى، في رهان بنوا عليه آمالا لا يمكن تحقيقها خاصة في كركوك، فالناخبون في كركوك، بكوردهم وعربهم وتركمانهم ومسيحييهم وباقي المكونات، أفشلوا الرهان وصوتوا بأغلبية لقائمة الاتحاد الوطني الكوردستاني. 

هذه النتيجة أثارت وتثير وستثير حفيظة الأطراف التي راهنت على ضياع كوردستانية كركوك، واعتقدت لوهلة ان عقارب الساعة عادت الى الوراء، وأن محافظة كركوك ستعود مرة أخرى لتكون محافظة التأميم، فما كان لهذه النتيجة إلا أن تصيب البعض بالهستيريا وتدخلهم في غيبوبة سياسية، وحالة من البحث عن الانتقام وتعطيل العملية الانتخابية لا لشئ سوى لأن الشعب في كركوك بشكل خاص وعموم العراق، صوّت حسب قناعاته وبحثا عن مستقبل أفضل. 

كركوك في هذه العملية الانتخابية كانت وفية لأحد أبرز رموز العراق الجديد، وأحد أبرز المدافعين عنها وعن مكوناتها، وهو الرئيس مام جلال، الذي ما فتئ يدافع عن كركوك في كل محفل ومناسبة، وحسبنا المرافعة التاريخية امام مجلس الحكم يوم 9 شباط 2004 ، حيث اكد كوردستانية كركوك، وضرورة تطبيع الأوضاع فيها لانهاء عقود من السياسيات الشوفينية التي مارسها البعث المباد في هذه المدينة التي هي بحق نموذج للعراق الجديد الذي يبحث عنه جميع العراقيين بكوردهم وعربهم. بإختصار انها كركوك مام جلال وصوتت لقائمة الاتحاد الوطني الكوردستاني، وفاءً للمدافع عنها وعن أهلها، وعلى المعترضين والمشككين في عملية الاقتراع في كركوك، العودة الى رشدهم، وادراك ان هناك دستور يحكم البلاد وان الانتخابات ممارسة ديمقراطية يجب الاعتراف بنتائجها في جميع الاحوال. 

 

فائق يزيدي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket