الانتخابات التركية.. السجين الذي ينافس على الرئاسة

تقاریر‌‌ 05:49 PM - 2018-05-21
 الانتخابات التركية.. السجين الذي ينافس على الرئاسة

الانتخابات التركية.. السجين الذي ينافس على الرئاسة

يعد صلاح الدين دميرتاش المسؤول الأكبر عن نجاح حزبه في انتخابات السابع من حزيران 2014، حيث تمكن من توسيع قاعدة الحزب لتتخطى أبعاد القضية الكوردية، وحوله إلى تشكيل يساري حديث يدافع عن حقوق النساء وكل الأقليات وطرح نفسه كبديل وحيد حقيقي لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.

ويقول دميرتاش، المرشح لانتخابات الرئاسة رغم اعتقاله، إن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الشهر المقبل لن تكون نزيهة.

وأضاف ردا على أسئلة مكتوبة من سجنه إنه مازال يأمل في أن يتخطى حزبه مكاسبه الانتخابية السابقة وأن يمنح الرئيس رجب طيب أردوغان "الرد المناسب في صندوق الاقتراع".

ويضيف ان المعارضة لا تسطيع هزيمة اردوغان دون حزبه، لافتا الى ان لا يملك امكانيات الدعاية الانتخابية.

وقال في تصريحات: انه لا يملك إمكانيات الدعاية الانتخابية والطريق الوحيد لإيصال رأيه يكون عبر محاميه والرسائل التي يبعثها موضحا، "أنا حزين على الناخبين بسبب هذا الجور الفظيع وعدم المساواة.

واضاف: ان المعارضة لا تستطيع هزيمة أردوغان دون حزب الشعوب الديمقراطي، مؤكدا، ان تحقيق النصر دون حزب الشعوب الديمقراطي أمرٌ مستحيل، هذا ما تظهره لنا استطلاعات الرأي والساحات.

واكد انه سيعمل حال انتخابه رئيسا لتركيا على إقامة ديمقراطية أكثر تعددية وتشاركية، ونظام برلماني ديمقراطي ذو دستور جديد وسأسعى لتفعيل عقلية ليبرالية ورفع  حالة الطوارئ واستئناف مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوربي ودفع السياسة الخارجية نحو السلام وحل القضية الكوردية داخلياً من خلال الطرق السلمية، وكل ذلك سيساعد في الجانب الاقتصادي.

من جهة اخرى، اعلن ممثل حزب الشعوب الديمقراطي في اقليم كوردستان مزين كونيش، انه من الصعب في هذه المرحلة ان تفرج الدولة التركية عن صلاح الدين دميرتاش احد المرشحين لرئاسة الجمهورية التركية.

وقال كونيش ان دميرتاش لايزال معتقلا منذ نحو سنتين بدون اي تهمة صريحة بحقه، مشيرا الى ان الجميع في تركيا يعرفون بان دميرتاش معتقل بسبب مواقفه من شوفينية وممارسات حزب العدالة والتنمية الحاكم، لذلك لن يسمح حزب اردوغان باطلاق سراح دميرتاش في هذه المرحلة.

واوضح ان الشعوب الديمقراطي يقوم بجميع محاولاته من اجل اطلاق سراح دميرتاش وان محاميه سيقوم خلال الايام المقبلة بجميع المحاولات القانونية للافراج عنه.

وبدأ مارثون الانتخابات الرئاسية التركية يلقي بظلاله على الساحة السياسية ليظهر كل يوم مرشح جديد يهدد عرش الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان خاصة بعدما حسم الأمر بتبكير موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 من يونيو المقبل، وكان من المخطط سابقا عقد الانتخابات المحلية في مايو 2019 على أن يشهد 3 نوفمبر من العام نفسه الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، حيث بدأت التقارير المتعلقة بالمرشحين المحتملين لمنافسة أردوغان تأخذ وتيرة متصاعدة.

وتحاكم تركيا دميرتاش بتهم تتعلق بالإرهاب، لكن لم يصدر بحقه حكم بعد او تثبت عليه، وبالتالي يحق له الترشح للانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة يوم 24 يونيو.

ويتراوح مستوى شعبية حزب الشعوب الديمقراطي بين 10 و12 في المائة فقط، لكن من المرجح أن يحصل دميرتاش على تأييد كبير في الجولة الأولى للانتخابات أمام الرئيس رجب طيب أردوغان، ومرشحين آخرين.

وفاز دميرتاش، وهو واحد من أشهر الساسة الأتراك، بأصوات خارج دائرته الانتخابية التي يغلب عليها الأكراد في انتخابات سابقة، وساهم في 2015 في جعل الحزب ثاني أكبر قوة معارضة في البرلمان.

ويواجه دميرتاش تهمة الارتباط بحزب العمال الكوردستاني المحظور وقد يواجه عقوبة السجن لما يصل إلى 142 عاما في حال إدانته. ويمنع القانون التركي المدانين في تهم بالإرهاب من الترشح للانتخابات. وينفي دميرتاش التهم الموجهة إليه.

وفي وقت سلّمت فيه بعض الأحزاب التركية المشاركة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية قوائم مرشحيها إلى الهيئة العليا للانتخابات، تستعد أحزاب أخرى، لا سيما الكبيرة منها، للقيام بالخطوة نفسها، في ما يخص المرشحين للبرلمان، قبيل انتهاء الموعد الأخير لتسليم القوائم الذي يصادف اليوم الاثنين.

وكانت الهيئة العليا للانتخابات التي حدّدت تقويماً للانتخابات البرلمانية والرئاسية، المقرر إجراؤها في 24 يونيو/ حزيران، قد استقبلت طلبات الترشّح للرئاسة، التي حصرت بستة مرشحين، فيما ينتظر أن تسلّم الأحزاب السياسية قوائم مرشحيها للانتخابات البرلمانية اليوم الاثنين، لاختيار 600 مرشح هم أعضاء البرلمان الجديد، الذي رفع بعد التعديل الدستوري الأخير من 550 مرشحاً.

تغيير كبير سيشهده حزب "العدالة والتنمية" في ما يخصّ أسماء المرشحين
وبحسب ما تكشف الكواليس، ينوي حزب "العدالة والتنمية" الكشف عن أسماء مرشحيه بعد تسليم قائمة المرشحين إلى الهيئة العليا للانتخابات، واستكمال اتمام الإجراءات القانونية المتعلقة بتسجيل المرشحين. ويترأّس المجموعة التي تختار الأسماء رئيس الحزب، رئيس البلاد، رجب طيب أردوغان، بالإضافة إلى دائرة ضيقة من مؤسسي الحزب. وبحسب ما رشح من معلومات، فإنّ هناك تغييراً كبيراً سيشهده الحزب في أسماء المرشحين، إذ سيتم استبدال عدد كبير منهم، فيما سيتمّ الاحتفاظ بأبرز الأسماء المعروفة التي ستوضع على رأس القوائم في الولايات التركية، في مسعى لبعث رسائل قوية إلى الناخبين لطمأنتهم.

وكي يخوض أي حزب الانتخابات، يتوجّب عليه أن يشكّل كتلة برلمانية محددة بعشرين نائباً أو أن يكون قد مرت 6 أشهر على تأسيسه، وهو ما لم يكن يستوفيه الحزب الجديد، فتصدى "الشعب الجمهوري" لسد هذه الثغرة.

ويبدو أن الحزب الجديد، "الجيد"، يسعى إلى مفاجأة كبيرة في الانتخابات، إذ يعمل على تشكيل لائحة تضم أعضاء من مختلف الألوان والمشارب. ومن المهم معرفة أن هذا الحزب الذي اتخذ من شعار قبيلة "قاي" التركية القديمة شعاراً، يتلقّى دعماً دولياً، ويتم التعويل عليه لإطاحة حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، بالتعاون مع "الشعب الجمهوري".

ومن بين الأسماء التي ينتظر أن يعلن الحزب الجديد عن ترشيحها للبرلمان، إيلين جسور وهي الطبيبة الخاصة بالرئيس التركي السابق سليمان دميريل، وشنغول هابلميت أوغلو وهي زوجة نجيب هابلميت أوغلو، الذي يعدّ من بين الأوائل الذين حذروا من خطر جماعة فتح الله غولن، وقتل لاحقاً، والسفير السابق غوندوز أكتان، وعضو البرلمان السابق عن حزب "الحركة القومية"، أويغار صبحي أكتان، وأعضاء من أحزاب أخرى.

ومن المفترض أن يكون الحزب الجديد قد حدّد لوائحه وأسماء المرشحين القادرين على تحقيق أعلى الأصوات في المناطق والولايات، من أجل اعتمادها، قبيل عرضها على الهيئة العليا للانتخابات.

كذلك، سيسلّم حزب الشعوب الديمقراطي الكوردي لوائحه اليوم، على أن يبدأ حملته الانتخابية بعد يوم واحد. ومن المعلوم أن معظم قيادات هذا الحزب في السجون بتهم تتعلق بـ"الإرهاب"، وعلى رأسهم صلاح الدين ديميرتاش الذي رشحه الحزب للانتخابات الرئاسية.

ويتوقّع أن تستولي هذه الأحزاب الخمسة، وهي أكبر الأحزاب في البلاد، على مقاعد البرلمان، في وقت لا تمتلك الأحزاب الأخرى التي تنافس في الانتخابات أي عضو في البرلمان حالياً.

إلى ذلك، كشف المتحدث باسم حزب "العدالة والتنمية"، ماهر أونال، في لقاء تلفزيوني، عن آخر أرقام استطلاعات الرأي، التي قال إنها أظهرت تفوّق أردوغان في الانتخابات الرئاسية على منافسيه، فضلاً عن محافظة حزب "العدالة والتنمية" على عدد أصواته في الانتخابات البرلمانية.

وقال أونال إنّ استطلاعات الرأي أظهرت أن أردوغان سيحصل على أصوات الناخبين بنسب تراوح ما بين 54 و56 في المائة، فيما أصوات حزب "العدالة والتنمية" ستحافظ على موقعها كما في انتخابات البرلمان السابقة، موضحاً أن النسبة ستراوح ما بين 46 و48 في المائة، من دون أن يأتي على ذكر نسب الأصوات التي يمكن أن يحصل عليها خصومهم من الأحزاب الأخرى، ومرشحيهم الرئاسيين.

وبناء على الوضع الحالي، ينتظر أن تشهد الحملات الانتخابية زخماً أكبر، اعتباراً من الأسبوع الحالي، إذ ستكون ذروتها خلال شهر رمضان الحالي، قبل دخول البلاد في مرحلة الصمت الانتخابي، قبيل 24 يونيو/ حزيران المقبل.

عدو أردوغان
"عدو أردوغان اللدود".. هكذا تصف وسائل الإعلام الدولية والمحلية، صلاح الدين دميرتاش، الرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطي الذي أعلن حزبه ترشيحه للرئاسة التركية.

ولد صلاح الدين دميرتاش في 10 أبريل /نيسان عام 1973، في مدينة معمورة العزيز شرق تركيا، وتخرج في كلية الحقوق جامعة أنقرة، بعدها مارس المحاماة، كما أسس مكتب ديار بكر لمنظمة العفو الدولية.

بدأ حياته السياسية عضواً في حزب "المجتمع الديمقراطي" اليساري الكوردي عام 2007، ثم ترشح كنائب عنه في البرلمان، قبل أن تحظره المحكمة الدستورية العليا عام 2009 بحجة ارتباطه بحزب العمال الكوردستاني، ثم ترشح فيما بعد كنائب عن حزب "السلام والديمقراطية" اليساري الكوردي الذي حظرته المحكمة لنفس الأسباب.

في عام 2010 صدر حكم قضائي في حقه بالسجن عشرة أشهر، بسبب خطاب ألقاه عام 2006، دعا فيه إلى "تثمين دور الزعيم الكوردي عبد الله أوجلان في حل المسألة الكوردية"، لكن الحكم خفف ليتحول إلى إطلاق سراح تحت المراقبة لمدة خمس سنوات.

أعيد انتخابه عام 2011 في البرلمان بعدما ترشح ضمن لائحة مشتركة بين حزبه و18 هيئة سياسية، وقد مهد هذا التحالف لإنشاء حزب الشعوب الديمقراطي برئاسة مشتركة بين دميرتاش والسياسية فيغان يوكسيك داغ عام 2014، وهي السنة نفسها التي ترشح فيها لانتخابات الرئاسة في مواجهة كل من رجب طيب أردوغان وأكمل الدين إحسان أوغلو، غير أنه حل ثالثاً بنسبة لم تتجاوز 9.77% من الأصوات.

وفي عام 2014 أسس دميرتاش مع الصحفية والناشطة النسوية، فيجي يوكسيكداج حزب "الشعوب الديمقراطي"، بغرض تجميع أجنحة اليسار السياسي في حزب واحد، خاض به الانتخابات الرئاسية التركية عام 2014 وحل ثالثاً بـ9.77% من الأصوات.

سجن دميرتاش
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي لا يفوت فرصة لقمع أي صوت معارض، لم يدع فرصة أمام دميرتاش، المحامي البالغ من العمر 42 عاماً، الذي لمع نجمه كسياسي بارع، فاعتقله في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، مع 10 نواب من حزبه، خوفاً من أردوغان على شعبيته التي انخفضت لأدنى مستوياتها بسبب حملات القمع والاعتقالات المستمرة من أجهزة أمنه ضد جميع أطياف الشعب التركي، وتنامي شعبية دميرتاش، عقب محاولة الانقلاب في يوليو/تموز 2016.

اتهمه أردوغان بممارسة "نشاطات إرهابية" في ظل التهم الفضفاضة التي يوجهها أردوغان لكل معارضيه، حتى يزج بهم في السجون، كما يتهم أردوغان حزب الشعوب بأنه الواجهة السياسية لحزب العمال الكوردستاني، الذي حظره نظام أردوغان وصنفه كحزب "إرهابي"، هذه الاتهامات التي لطالما رفضها الحزب، مؤكداً أنه مستهدف لأسباب سياسية بسبب معارضته الشديدة لأردوغان ودفاعه عن القضية الكوردية في تركيا.

وفي 21 فبراير /شباط 2017 حكمت محكمة تركية بسحن دميرتاش 5 أشهر، في قضية ضمن عشرات القضايا التي توقع مراقبون بأن تبلغ مجموع الأحكام فيها إلى 142 سنة سجناً.


إرهاب أردوغان يهدد حزب "الشعوب".
لم يسلم نواب الحزب في البرلمان من إرهاب نظام أردوغان فأسقط عضوية 5 من نوابه الـ59 الذين انتخبوا في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، وفي مايو/أيار 2016، تم توقيف نواب الحزب بعد رفع الحصانة البرلمانية عن الملاحقين قضائياً منهم، في إجراء واجه تنديداً شديداً من الحزب الذي اعتبره مناورة من الحكومة موجهة ضده.

دميرتاش ينهي سيطرة أردوغان على البرلمان
بعد نجاح حزب الشعوب من حصد 80 مقعداً في البرلمان و13% من أصوات الانتخابات التشريعية الأخيرة التي أجريت في السابع من يونيو/حزيران الماضي، أنهى حزب الشعوب الديمقراطي الهيمنة التامة لحزب العدالة والتنمية على البرلمان منذ 13 عاماً، ما دفع إلى توتر شديد في العلاقات بين النظام التركي والحزب.

منافسة محتدمة بين أردوغان ودميرتاش
في عام 2015، وقبل الانقلاب المزعوم، كان زعيم حزب الشعوب الديمقراطي يخطب من على المنابر أمام الآلاف من أنصاره المتحمسين، وبسبب التضييق في الفترات التي تلت ذلك استبدل دميرتاش كل تجمعاته ولقاءاته بأماكن مغلقة، على خلفية اعتداء في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول في أنقرة، أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص من أنصار اليسار والقضية الكردية، خلال "مسيرة من أجل السلام"، كما تم استهداف أحد تجمعاته في ديار بكر في الخامس من يونيو/حزيران.

ماذا قال صلاح الدين دميرتاش عن اردوغان؟
دميرتاش قال عن أردوغان في تصريحات سابقة "إنه يرى في السياسة سلطة شخصية. ويرى نفسه زعيماً دينياً على خلافة"، معتبراً أن "سلطات أردوغان دفع بتركيا إلى شفير حرب أهلية لدرجة أن الناس باتوا يكرهون بعضهم البعض".

وبفضل القاعدة الجماهيرية التي كونها دميرتاش حتى وصل بحزبه ليكون الثالث من حيث القاعدة الجماهيرية في تركيا، فإنه سيكون منافساً غير سهل لأردوغان في انتخابات الرئاسة.


السجن لم يكسره
ولم يتمكن أردوغان من كسر دميرتاش في السجن، فقد تمكن خلال السنة التي سجن فيها من إرسال العديد من الرسائل، وكتابة قصص وروايات، ومقالات، كما أجرى العديد من اللقاءات وعبر عن العديد من الرؤي والمواقف السياسية، ليثبت وجوده كمنافس قوي على الساحة السياسية.

PUKmedia

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket