ماذا بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي؟

تقاریر‌‌ 12:04 PM - 2018-05-09
ماذا بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي؟

ماذا بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي؟

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء يوم الثلاثاء 8/5/2018، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم بين ايران والدول الست الكبار، وذلك بعد أكثر من 3 أعوام على توقيع الاتفاق في مدينة لوزان السويسرية في 2015.

فما هو هذا الإتفاق؟ ولماذا انسحب منه ترامب، وهل ستتأثر ايران بذلك، في ظل عدم انسحاب الدول الكبار البقية من الاتفاق؟

الاتفاق النووي، أبرم بين ايران والدول الست (الصين وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا) بعد مفاوضات ماراتونية بدأت في 26 آذار وانتهت في 2 نيسان 2015 في مدينة لوزان السويسرية من اجل التوصل إلى تسوية شاملة تضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، والغاء جميع العقوبات علي إيران بشكل تام.

وتوصلت إيران والدول الست في 2 نيسان 2015، إلى بيان مشترك يتضمن تفاهماً وحلولاً بما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، على ان يتم انجازه نهاية حزيران 2015. واعتبرت طهران أنه وضع حداً لحلقة مفرغة لم تكن في مصلحة أحد، فيما وصفته واشنطن بالتاريخي، في حينه.

وينص الاتفاق على رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية عن ايران، بمجرد تحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن إيران تحترم التزاماتها. ويعتبر الاتفاق الاطار اختراقا مهما في ازمة استمرت 12 عاما حول برنامج إيران النووي.

 

أهم بنود الاتفاق

وبعد توقيع الاتفاق صدر بيان مشترك، تم قراءته من قبل وزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف، ومنسقة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي، فدريكا موغريني، وذلك في مؤتمر صحفي مشترك بمدينة لوزان السويسرية.

 

أبرز بنود الاتفاق

زيادة مدة إنتاج المواد الانشطارية اللازمة لتصنيع قنبلة نووية حتى عشر سنوات كحد أقصى بدلا من شهرين.

خفض عدد أجهزة الطرد المركزي بنسبة الثلثين خلال عشر سنوات والسماح بتشغيل 5000 جهاز فقط لتخصيب اليورانيوم في منشأة نطنز بنسبة 3,67 بالمئة خلال فترة 15 عاما.

خفض المخزون الإيراني من اليورانيوم الضعيف التخصيب من 10 آلاف كيلو غرام إلى 300 كيلو غرام على مدى 15 عاما.

عدم بناء أية منشآت نووية جديدة طيلة 15 عاما.

تكليف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة منتظمة لجميع المواقع النووية الإيرانية وكل الشبكة النووية بدءا من استخراج اليورانيوم وصولا إلى الأبحاث والتطوير مرورا بتحويل وتخصيب اليورانيوم. وتمكين مفتشي الوكالة من الوصول إلى مناجم اليورانيوم وإلى الأماكن التي تنتج فيها إيران "الكعكعة الصفراء" (مكثف اليورانيوم) طيلة 25 عاما.

تمكين مفتشي الوكالة من الوصول لمواقع عسكرية غير نووية بشكل محدود في حال ساورتهم شكوك في إطار البروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر الانتشار النووي.

مفاعل المياه الثقيلة الذي هو قيد الإنشاء في آراك سيجري عليه تعديلات كي لا يتمكن من إنتاج البلوتونيوم من النوعية العسكرية.

العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على الأسلحة ستبقى خلال خمس سنوات لكن يمكن لمجلس الأمن الدولي أن يمنح بعض الاستثناءات. وتبقى أي تجارة مرتبطة بصواريخ باليستية يمكن شحنها برؤوس نووية محظورة لفترة غير محددة.

رفع كل العقوبات الأمريكية والأوروبية ذات الصلة بالبرنامج النووي الإيراني، وتستهدف القطاعات المالية والطاقة -خاصة الغاز والنفط والنقل.

 

لماذا انسحب ترامب؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وخلال حملته الانتخابية للوصول الى البيت الأبيض، لم يخف غضبه واستياءه لتوقيع بلاده الاتفاق الدولي مع إيران لوقف تخصيب اليورانيوم والذي وصفه مرارا "بالسيء جدا".

وتعهد ترامب مرارا بالانسحاب منه حال وصوله لمنصب الرئيس. وها هو منذ عدة أشهر يشن حملة شعواء على إيران، متهما إياها برعاية الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وتطوير برنامج صواريخ طويلة الأمد قادرة على حمل رؤوس نووية وكيميائية، ويهدد بعدم تجديد التزام واشنطن بالاتفاق ما لم يتوصل إلى اتفاق جديد يملأ ثغرات الاتفاق القديم الممضي في ولاية سلفة باراك أوباما، ويحجم إيران.

وأعلن ترامب، يوم الثلاثاء، الانسحاب من الاتفاق النووي، حيث قال في مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض، إن "الاتفاق النووي الايراني مليء بالعيوب وأخفق في منع إيران من تطوير الصواريخ، وأعلن انسحاب الولايات المتحدة الامريكية منه".

وأكد ترامب، ضرورة "فعل شيء حياله، ووقف سلوكيات إيران الخبيثة في الشرق الأوسط"، مشيرا الى أن "ادارته ستبحث عن حل مستدام وشامل للبرنامج النووي الايراني".

 

ايران تعتبر قرار ترامب مسرحية دبلوماسية

ايران من جانبها اعلنت موقفها من قرار ترامب بعد وقت قصير على اتخاذه، حيث أكد الرئيس الايراني حسن روحاني، التزام بلاده بالاتفاق النووي مع بقية الاطراف، بعد انسحاب واشنطن منه، فيما كشف عن دخول طهران في مباحثات مع روسيا والصين.

وقال روحاني في كلمة متلفزة، إن "حكومته تعلم منذ البداية ان امريكا لن تفي بتعهداتها، وهذا ما ثبت لنا في قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي"، مشيرا الى ان "واشنطن لم ولن تلتزم بما تعهدت به على الإطلاق".

وأضاف الرئيس الإيراني، أن "الاتفاق النووي هو اتفاق دولي وليس اتفاق ثنائي بين بلدين"، مؤكدا ان "طهران ستلتزم بالاتفاق مع بقية الأطراف، وستجري مشاورات مع الدول المعنية به".

من جانبه صرح رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني بأن قرار ا ترامب الانسحاب من اتفاق إيران النووي يعد انتهاكا يجب أن يؤدي إلى عزلة الولايات المتحدة.

ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن لاريجاني، يوم الأربعاء: "كان انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مسرحية دبلوماسية.. ولا يجب على إيران تنفيذ التزاماتها في الظروف الراهنة. إنه تهديد للأمن والسلام... ولست متأكدا فيما إذا كانت الدول الأوروبية التي وقعت على هذا الاتفاق، سوف تفي بوعودها".

وشدد على أن ترامب لا يفهم أي لغة أخرى إلا "لغة القوة".

 

الدول الكبار تأسف لقرار ترامب

الدول الخمسة الكبار الموقعة على الاتفاق النووي، أعربت عن الأسف حيال قرار ترامب، داعية الى عدم عرقلة تنفيذ الاتفاق.

وحثت بريطانيا وألمانيا وفرنسا الولايات المتحدة على عدم اتخاذ خطوات تعرقل تنفيذ الدول الأخرى للاتفاق النووي المبرم مع إيران.

وقال زعماء بريطانيا وألمانيا وفرنسا في بيان مشترك أصدره مكتب رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي "نحث الولايات المتحدة على عدم المساس بهيكل الاتفاق النووي وتجنب اتخاذ إجراءات تعرقل تنفيذه بالكامل من قبل الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق".

 

وتحدثت ماي هاتفيا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بعد أن أعلن ترامب قرار الانسحاب وإعادة فرض العقوبات على إيران.

وأعرب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون عن أسفه من قرار ترامب بشأن الاتفاق النووي مع إيران.

وقال ماكرون، إن فرنسا وألمانيا وبريطانيا يأسفون للقرار الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وسنعمل بشكل جماعي على إطار عمل أوسع يشمل الأنشطة النووية فيما بعد العام 2025، والاستقرار في الشرق الأوسط خاصة سوريا واليمن والعراق.

من جهته قال وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس إن بلاده ستحاول الحفاظ على اتفاق إيران النووي برغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب منه.

وقال ماس لمحطة (إيه.آر.دي) التلفزيونية "سنحاول الحفاظ على هذا الاتفاق المهم، الذي يضمن أن يكون الشرق الأوسط والعالم كله أكثر أمنا".

كما وصف مايكل روث نائب وزير الخارجية الألماني على تويتر قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني بأنه "أخبار ليست جيدة من واشنطن".

وأضاف :"يجب على الأوروبيين الآن إنقاذ ما يمكن إنقاذه" من الاتفاق النووي الإيراني الموقع في العام 2015.

على صعيد متصل قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إنها تشعر بخيبة أمل شديدة إزاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأضافت "لا توجد، ولا يمكن أن توجد، مبررات لإلغاء الاتفاق. الاتفاق أظهر فاعليته الكاملة".

وقالت "الولايات المتحدة تقوض الثقة الدولية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وذكرت الوزارة أن موسكو مستعدة لمواصلة التعاون مع الأطراف الأخرى بالاتفاق النووي كما أنها ستواصل تطوير علاقاتها مع إيران.

وأضاف يفجيني سريبرينيكوف النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن بمجلس النواب الروسي إن قرار ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني يضفي شكوكا على عملية السلام في شبه الجزيرة الكورية.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن فلاديمير شيزوف المبعوث الروسي في الاتحاد الأوروبي قوله في سياق منفصل إن روسيا ستواصل جهودها للحفاظ على الاتفاق النووي.

 

ردود أفعال دولية حيال قرار ترامب

الأمم المتحدة

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران إلى الالتزام بتعهداتها بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب بلاده من الاتفاق. وقال غوتيريش إنه قلق بشدة إزاء قرار ترامب.

 

وأوضح "من الضروري معالجة كل المخاوف المرتبطة بتنفيذ الخطة من خلال الآليات المنصوص عليها في الاتفاق. وينبغي معالجة القضايا التي ليس لها ارتباط مباشر بالاتفاق دون تحامل من أجل الحفاظ على الاتفاق وإنجازاته".

  

الاتحاد الأوروبي

دعت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني المجتمع الدولي إلى الالتزام بالاتفاق النووي مع إيران رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب منه وإعادة فرض عقوبات على طهران.

وقالت موغيريني "إنني قلقة بشكل خاص بشأن إعلان الليلة بفرض عقوبات جديدة".

وقالت معلقة على الاتفاق المبرم بين القوى العالمية وطهران "إن الاتحاد الأوروبي عازم على الحفاظ عليه (الاتفاق). سوف نحافظ على هذا الاتفاق النووي بالتعاون مع بقية المجتمع الدولي".

 

 أسواق النفط ترتفع بعد قرار ترامب

سجلت أسعار النفط، اليوم الاربعاء، ارتفاعا بأكثر من 2% لتصل إلى أعلى مستوى لها في ثلاثة أعوام ونصف العام.

وارتفع خام القياس العالمي إلى 75.76 دولار للبرميل إلى أعلى مستوى خلال جلسة اليوم مسجلا أفضل أداء له منذ نوفمبر.

وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.51 دولار، أو ما يعادل 2.2 بالمئة، إلى 70.61 دولار للبرميل ليقترب أيضا من أعلى مستوياته منذ أواخر 2014.

وتوقع محللون في "آر.بي.سي كابيتال ماركتس" أن تنخفض صادرات إيران من النفط بواقع 200 ألف إلى 300 ألف برميل نتيجة لقرار الرئيس الأمريكي.

 

هل يؤثر القرار على إيران؟

قلل خبير اقتصادي عراقي، من تداعيات وتأثير قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووي بين ايران والدول الست الكبار.

وقال همام الشماع، الخبير الاقتصادي، في تصريح خاص لـ PUKmedia، أن أسواق النفط والمال والسلع، "عادة تتحرك باتجاهات وقنوات نسميها صاعدة او نازلة، وأسعار النفط في الآونة الأخيرة كانت تسير بقناة صاعدة"، مشيرا الى ان "هناك عوامل تخلق تذبذبات في صعود الأسعار، على سبيل المثال زيادة عدد الحفارات وهذا يؤثر بشكل وقتي، وقد يكون هناك تخلخل في الاسعار، ناجم عن التأثر بالوضع السياسي في دولة نفطية".

ويرى الشماع، ان ارتفاع أسعار النفط بنسبة 2% بعد قرار ترامب، امر طبيعي جدا، وضمن الاتجاه الصاعد لأسعار النفط، مشيرا الى ان "سوق النفط سيبقى في صعود، وربما تستقر عند مستوى سعر 70 الى 75 دولار للبرميل الواحد، لسنوات قادمة".

وعن مدى تأثر ايران بالقرار، قال الشماع بأن "هناك دول اوروبية كبرى لا تزال ملتزمة بالاتفاق، وبالتالي القرار يطبق على الولايات المتحدة، فهي عندما انسحبت ماذا ستتخذ من خطوات بعد ذلك؟، هل ستفرض عقوبات جديدة ضد ايران فيما يتعلق بالنفط؟، عموما استيرادات الولايات المتحدة النفطية من ايران قليلة بالاساس، وبالتالي لا تتأثر ايران بقرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي".


PUKmedia

 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket