عراقي يربي الزواحف ويسعى لإنشاء محميات لها

تقاریر‌‌ 09:27 AM - 2018-03-29
عراقي يربي الزواحف ويسعى لإنشاء محميات لها

عراقي يربي الزواحف ويسعى لإنشاء محميات لها

كاثر أنواعاً نادرة في ماليزيا:

عراقي يربي الزواحف ويسعى لإنشاء محميات لها

تربية الزواحف بمختلف أنواعها، هواية يعتبرها البعض غريبة عن المجتمع العراقي، والبعض الآخر يراها مكلفة قياساً بباقي الهوايات، أما هاوي تربية الزواحف مهدي ليث، فيعتبرها عالماً بلا حدود.

جلَّ ما كان يفكر به الشاب الثلاثيني هو تربية الزواحف والثعابين النادرة، فهو كحال بقية الهواة يرى في هذه الهواية متعة لا تدانيها هواية بالنسبة إليه، ففي بيته الواقع في حي الكرادة وسط بغداد، والذي لا تتعدى مساحته سوى مئة متر، خصص الهاوي غرفة للزواحف وباقي حيواناته أسماها غرفة السعادة.

وفي غرفة السعادة هذه يدخلنا مربي الزواحف إلى عالم جميل، يضم مجموعة من الزواحف والثعابين التي جلبها من مختلف دول العالم، فاهتمام العائلة بهواية ابنها نمّا في داخله إحساسا إنسانياً عاليا.

انه عالم يختلف جذرياً عما نسمع به ونراه، فللثعابين كما يقول مهدي لــ"نقاش" أسماء وأوصاف متنوعة ويعيش أغلبها في البر، وتنحدر من جنوب شرق آسيا، فيما يصلُّ طول بعضها إلى سبعة أمتار.

سعى هاوي الزواحف وصديقها منذ الصغر إلى تربية ضفادع وثعابين مائية وعناكب وحيوانات بمختلف أنواعها، أما ولعه بالزواحف فقد بدأ قبل عشر سنوات فقط.

مربي الزواحف الذي وجد نفسه أميناً على تربية وحماية الزواحف من خطر معاداتها يرى أنه "ليس من حق البشر قتل حيوان خلقه الله، فنسبة الثعابين السامة قليلة جداً إذا ما قورنت بالأنواع الأخرى التي هي في الأصل حيوانات أليفة لا تؤذي".

ويضيف لــ"نقاش" قائلا "لدينا في العراق ثمانية أنواع فقط من الثعابين السامة، من أصل أربعين نوع ينتشر في كل أنحاء العراق"، مبيناً أن عشرين بالمئة من ثعابين العالم فقط هي ثعابين سامة، والأخرى غير سامة، ويصل أسعار بعضها إلى خمسون الف دولار".

صاحب هذه الهواية دفعه ولعه في تربية الزواحف إلى الوصول بها لمرحلة التكاثر، ويعتبر نفسه الشخص الوحيد والأول ممن اهتم بتكاثر هذه الأنواع من الزواحف في العراق دون المتاجرة بها، فهو يمتلك أنواعاً مختلفة من الزواحف والثعابين، ويرصد مبالغ لإطعامها.

وحول طريقة إطعام الزواحف يقول مهدي "الزواحف التي بحوزتي تختلف من حيث تغذيتها، فالثعابين تتغذى على الفئران والطيور المجمدة، التي أحرص على استيرادها من خارج العراق وبعض السحالي تتغذى على الحشرات، وهو ما دعاني إلى البدء بمشروع تكثير الصراصر التي تتميز باحتوائها على بروتينات عالية، والبعض الآخر من الزواحف يكون غذاؤها نباتياً .وبينما ينشغل هاوي الزواحف بمعالجة جرح بسيط اصاب أحد الحيوانات، يقول "أحضر بشكل دوري أنواعاً معينة من النباتات كوجبة طعام للثعابين من نوع السحالي، والبعض الآخر يعتاش على أكل لحوم الدواجن وأنواع أخرى لهم".

ويتابع هاوي تربية الزواحف والابتسامة بادية على محياه "رغبتي بتبني هذه الموهبة منعتني من اقتناء حتى سيارة شخصية، فكل ما أحصل عليه من مردودات مالية أصرفه على توفير غذاء ملائم للحيوانات، أو شراء حيوان آخر والتي أعتبرها أهم من كل ملذاتي الشخصية".

ويمتلك الشاب البغدادي فلسفة خاصة حيال العلاقة بين الإنسان والزواحف، لذلك فهو يختار لها أسماءً عربية ويسمي بعض الحيوانات القريبة على قلبه بتسميات خاصة مثل "توكي، روني، ليلي، رولا، اليكس إيفو، كوجي، وهي أسماء لثعابين من أشرس الحيوانات العراقية يعتز بهم مربي الزواحف هذا".

"أربعة ثعابين بحجم مترين ونصف، ونوع آخر يسمى الشبكية، وأربعة من الأرول العراقي، وثلاثة سلاحف واحد بحجم كبير واثنان بحجم صغير، ثلاثة ثعابين أوربية هي المقرنة والفارسية ولبتينا ، وسرطان البحر الاجنبي، ورفش عراقي" نماذج من الزواحف التي بحوزة مهدي.

وعن العلاقة التي تربطه بتربية الزواحف يقص مهدي لنقاش كيف اشترى ما يسميها (القزمة العراقية) وهي واحدة من الثعابين الشهيرة وكان عمرها سنتين، وحرص على تربيتها منذ الصغر وكانت من أجمل وأقرب الحيوانات الى قلبه".

ويمضي قائلاً "أتغزل بالقزمة العراقية كل ليلة، واقضِي ساعات عديدة معها، لكنها سرعان ما أصابها المرض وماتت بعد سنة، فبكيت عليها كثيرا، ولم أكن على ما يرام لمدة ثلاثة أيام".

لكنه وبجوار هذه الهمة في تربية الزواحف، لا يخفي الهاوي غصة ومرارة حيال مواقف البعض من معارفه الذين كانوا وما زالوا يصفونه بـــ"المجنون"، فهو على الرغم من ذلك لم يكد ينسى تحقيق حلمه، وأصر على ما يحب ويؤمن به، وهو تأسيس محميات للحفاظ وتكثير الزواحف النادرة وبالأخص العراقية، بعد أن اضطر إلى جمع ما بحوزته من أموال ومقتنيات والسفر إلى ماليزيا، فماليزيا كما يقول "بلد يهتم بتربية مثل هذه الحيوانات".وعن أنواع الثعابين التي يعكف الهاوي على تربيتها يقول "أحب كل الأنواع لكنني أسعى إلى تربية أنواع خاصة منها كالشبكية والأرول والاصلات التي يصل حجمها إلى ثلاثة أو أربعة أمتار، ومن أكثر الأنواع التي أجد صعوبة في تربيتها الحرباء، فهي من الكائنات التي يتطلب تربيتها رطوبة وإضاءة معينتين".

ولدى هاوي تربية الزواحف علاقات وطيدة مع المركز العراقي للحياة البرية ومنظمة المناخ الأخضر العراقية وهي من المنظمات التي تعنى بالحفاظ على الحيوانات الفردية قبل انقراضها.

وعن طبيعة هذه العلاقات يقول مهدي "هي علاقة استشارية ليس إلا، لكنها انعكست بشكل ايجابي بتعاون جدي بيننا وبفضلهم تمكنت من تأسيس فريق المنقذون في العراق للحيوانات والحياة البرية".

الشاب العراقي الطموح يتمنى أن يترك بصمة صغيرة في مجال تربية الحيوانات، وبالأخص الزواحف العراقية عن طريق انشاء محميات خاصة تنتشر في مختلف المحافظات العراقية لتأسيس ثقافة جديدة لجيل جديد يحب ويحترم الحيوانات والحياة البرية بشكل عام.

 

PUKmedia عن نقاش

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket