معصوم يوجه كلمة في ذكرى استشهاد محمد باقر الحكيم

العراق 04:24 PM - 2018-03-18
معصوم يوجه كلمة في ذكرى استشهاد محمد باقر الحكيم

معصوم يوجه كلمة في ذكرى استشهاد محمد باقر الحكيم

وجه رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم كلمة في الذكرى الـ 14 لأستشهاد سماحة آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم.

وفيما يلي نص الكلمة: 

 

"بسم الله الرحمن الرحيم

 

السيدات والسادة الحضور

 

السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه

تحرصُ الأممُ النابضةُ بالحياةِ.. والشعوبُ التوّاقة الى الحرية.. على أن تستذكر بإجلال وتباهٍ.. رجالَها المخلصين ومناضليها الميامين.. مستلهمة من تضحياتهم وعزمهم وعطائهم الدروس والثقة.. للمضي قدماً نحو مستقبلٍ أرقى ومكانةٍ أعزّ. 

هذا الإستذكار ضروريٌ بالنسبة لنا كعراقيين.. بل لازمٌ لا سيما في هذه اللحظة حيث يدعمُ شعبنا الأبي إنتصاره العظيم على عصابات "داعش" الإرهابية وفلولها المدحورة، بالإرادة الواثقة والإقدام الواقعي على إجراء إنتخابات ديمقراطية جديدة.. نأمل أن تلبي ما تطلع  له أولئك القادة والمناضلون بأن تكون حرة ونزيهة.. وتسهم في تحقيق بعض ما ناضلوا وإستشهدوا من أجله.. وهو بناء عراق ديمقراطي متقدم ومزدهر ينعم فيه كافة أبنائه.. من كل المكونات والفئات الإجتماعية والمناطق.. بالحقوق المدنية والحريات الدستورية والكرامة والمساواة.

بداهة، لا شيء يضاهي خسارة قائد سياسي وطني كبير وهو في ذروة نضاله في خدمة شعبه ووطنه. بيد أن الخسارة تكون أعظم مع شهيد المحراب سماحة آية الله العظمى محمد باقر الحكيم الذي نذر حياته من أجل تحقيق تلك الأهداف النبيلة بل كانت مسيرته ونضاله وتضحياته.. سفراً نيّراً في الدفاع عن كلّ العراقيين دون تمييز ما جعله عن حقٍّ شهيداً فذاً من شهداءِ الحريةِ والديمقراطية في بلدناِ ومن أجل كل شعبنا.

هذا الإحساس يحضرنا بقوة ونحن نقف في  حضرةِ الذكرى التاريخية لأستشهاد هذا المناضل الأبي الذي إسترخص دمه.. من أجل إنتصار قضية شعبنا في واحدة من أقسى فترات مقارعة الطغيان الغاشم في تاريخه المعاصر. فقد لعب دوراً إستثنائياً مشهوداً، الى جانب نخبة من القادة المناضلين الكبار، في تعزيز وحدة النضال الوطني المناهض للطغيان والظلم والمتطلع الى إقامة دولة تمثل إرادة شعبها وتحترم تطلعاته..

والحق، كان هذا الشهيد الخالد في موقع طليعي بين أولئك القادة لما إمتلكه من شخصية كريمة.. عرفت بسعة حلمها و ثراء فكرها، وإعلائها لقيم التسامح والتعاون والشراكة الى جانب رؤيةُ الشهيد الواضحة والثابتة بشأن الحاجة العميقة الى العمل على تعضيدِ تصورِ متقدم للدولة العراقية الحديثة المنشودة، دولة المؤسسات الديمقراطية والحقوق والحريات الدستورية والوحدة والمواطنة.

وأيضا، وبعد ما عاناه شعبنا من شراسة الإرهاب الداعشي التكفيري وجرائمه ضد العراقيات والعراقيين خلال السنوات الصعبة الماضية، لا بد لنا من إستذكار حكمة شهيد المحراب وفطنته السبّاقة.. لطبيعةِ الإرهاب وأخطاره على أبناء شعبنا جميعا.. لا سيما بعد الإطاحة بالدكتاتورية ونظام القمع البائد.. فقد شخّص شهيد المحراب مبكراً الطبيعة الاجرامية الغادرة لفلول بقايا الأجهزة القمعية للنظام الدكتاتوري المنهار، مع ضرورةَ عدم تحميل أيِّ مكون أو فئة دينية أو مذهبية أو قومية أو عشائرية مسؤولية جرائم الأرهابيين، وعدم التوقف عن بذل الجهد الشاق تلو الجهد من أجل تحقيق الإجماع الوطني وتمتين الوحدة الوطنية بوجه الصعاب.

وكان الشهيدُ الحكيم ينطلق في هذا من مبادئ الدينِ الحنيف.. ومن إستكناهٍ عميق لطبيعة الأخطار والأطماع المحيقة ببلادنا.. وأيضا من شعورِ عالٍ بالمسؤولية إزاءَ الحقوقِ الانسانية والمدنية كما نادت بها الشرائع السماوية والتشريعاتُ واللوائح التي أجمع عليها المجتمعُ الانساني.

ان اهمية استلهام تلك الحكمة، تتأكد اليوم اكثر من اي وقت مضى ليس فقط لوجود أخطار كبيرة اخرى تحيط بنا جميعاً لحد الآن، بل لضرورة جعل انتصارنا على الارهاب حقيقة مستقبلية ايضا.. ما يستدعي خلق الاجواء الايجابية الفعلية الكفيلة بتحقيق عودة كريمة للنازحين.. والنجاح في اجراء الانتخابات المقبلة. ومباشرة اعادة الخدمات والبناء وتحقيق المصالحة المجتمعية وحل كافة الخلافات بين ابناء الشعب الواحد على أساس الدستور.

ولا يسعنا ختاماً الا أن ننحني إكراماً لعمق وسمو العلاقة الأخوية المتينة التي توطدت عبر المعاناة والنضال المشترك.. بين سماحة الشهيد العظيم السيد محمد باقر الحكيم الذي نلتقي اليوم جميعاً في ذكرى استشهاده.. والزعيم الخالد الذكر مام جلال، وتجسدت تلك العلاقة بالاتفاق على العمل يداً بيد.. ودون كلل.. من اجل اقامة النظام الديمقراطي الدستوري في اطار دولة اتحادية مزدهرة وحديثة تضمن الحقوق والحريات الدستورية للجميع وتحمي ثروات البلاد وتنصف الشرائح الفقيرة، وتحول دون عودة القمع والديكتاتورية والنزاعات والحروب.

 

 الرحمة لشهداء حرية العراق ومستقبله الديمقراطي.

الرحمة لروح شهيد المحراب البطل،

النصر الدائم والسلام والتقدم لشعبنا.

وليحفظ الله العراق بلداً ديمقراطياً وحراً وكريماً مع جميع أبنائه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”

 

PUKmedia اعلام رئاسة الجمهورية

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket