تشابه الأسماء مع الارهابيين في الموصل يهدد المئات بالاعتقال

العراق 07:23 PM - 2018-03-03
القوات الامنية في الموصل

القوات الامنية في الموصل

لايزال المئات من سكان الموصل يعيشون تحت خوف مستمر رغم تحرير المدينة من تنظيم داعش الارهابي، وذلك خشية تعرضهم للاعتقال من قبل السلطات بسبب تشابه أسمائهم مع أسماء عناصر من التنظيم الارهابي. وتشير إحدى المنظمات الإنسانية إلى نحو 2500 اسم ممن قد يتعرضون للاعتقال والتعذيب لأشهر عديدة قبل إثبات براءتهم.

رغم استعادة مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش الارهابي، لم يغادر محمد منزله ويتجنب المرور على حواجز قوات الأمن خوفا من الاعتقال لأن شخصا آخر يحمل الاسم نفسه متهم بالانتماء إلى تنظيم داعش الارهابي.

ومحمد (24 عاما) الأب لطفلين، ليس حالة نادرة، بل أن هناك المئات مثله يتخفون خوفا من تطابق أسمائهم مع آخرين قاتلوا إلى جانب التنظيم الارهابي.

يوضح هذا الشاب لفرانس برس: "لا أستطيع الخروج من الموصل ولاحتى التنقل بحرية في المدينة"، مشيرا إلى أن قوات الأمن "لديها أجهزة حاسوب مزودة بقوائم أسماء" تضم المطلوبين.

وأكد سامي الفيصل مدير إحدى المنظمات الإنسانية في مدينة الموصل، أن "نحو 2500 شخص يعانون من تشابه الأسماء".

وفي حال تطابق الأسماء المدونة في البطاقة الشخصية التي تحمل اسم الشخص ووالده وجده مع أسماء مشتبه بهم، يتطلب الأمر العودة إلى سجلات الأحوال الشخصية لمعرفة الاسم الكامل للشخص ولقبه أو العشيرة التي ينتمي إليها.

 

عملية التدقيق

ومن أجل التمييز بين آلاف الأسماء الشائعة في البلاد مثل محمد وعلي وحسين ومحمود وجاسم وابراهيم، تعد العودة إلى الأرشيف السبيل الوحيد للوصول إلى اسم والد الجد مثلا، أو اسم العشيرة التي ينتمي إليها الشخص المراد التدقيق في اسمه.

بدورها، أصدرت وزارة الداخلية بطاقات هوية جديدة بدأ العمل بها في عدد من محافظات البلاد تحمل الاسم الثلاثي للشخص ورقما وطنيا يسمح لقوات الأمن بالتعرف على الاسم الكامل لحاملها حتى ما قبل جده، من قاعدة معلومات مدونة في أجهزة حاسوب.

ولم يطبق هذا الأمر بعد في الموصل حيث تستعيد السلطات الحكومية نفوذها ببطء بعد أكثر من ثلاث سنوات من سيطرة الارهابيين، الأمر الذي يدفع إلى الشبهات في حال تطابق الأسماء.

وقال الشاب محمد متخوفا من توقيفه لفترة طويلة في حال تشابه اسمه مع متهم بالقتال مع تنظيم داعش الارهابي، إن "تقديم طلب لقاضي التحقيق وإجراء التحقيق اللازم للتأكد من براءتي بعد الاتصال بدوائر أمنية مختلفة، سيؤدي إلى اعتقالي لأشهر في أحد مراكز الشرطة".

ويوضح الشاب وحيد (30 عاما) وهو يجلس في أحد مقاهي المدينة لفرانس برس، إنه توجه إلى الجامعة لأخذ نسخة من شهادته فاكتشف أن اسمه مدرج على لائحة المطلوبين من السلطات الأمنية، مؤكدا أن الأمر ناتج عن تشابه في الأسماء.

وقال وحيد إن النسخة عن الشهادة "لا تصدر إلا بعد تدقيق من قبل أجهزة الاستخبارات، لذلك تخليت عن تقديم طلب بهذا الشأن خوفا من الاعتقال".

وأشار إلى أن "الاعتقال سيعني البقاء فترة طويلة في السجن، سأتعرض خلالها للضرب والمعاملة السيئة قبل أن أثبت براءتي".

وقال وحيد إن أحد أصدقائه لايزال معتقلا منذ ثلاثة أشهر لتشابه اسمه مع اسم أحد الارهابيين.

 

حلول أمنية

يشدد محمد ابراهيم البياتي، المسؤول عن لجنة الأمن في مجلس محافظة نينوى، على ضرورة التوقف عن اعتقال أشخاص استنادا إلى الاسم الثلاثي وحده.

وطالب البياتي بأن يكون تحديد هويات الأشخاص مستندا إلى "خمسة أسماء متعاقبة"، كما دعا إلى تدوين وثائق شخصية جديدة على أجهزة الحاسوب بأسرع وقت لأهالي الموصل "لأن البعض دفع ثمن ذلك في هذه الظروف التي تمر بها الموصل بعد طرد داعش منها".

وكشف البياتي لفرانس برس أنه كان إحدى ضحايا تشابه الأسماء، وقال إن "اسمي واسمي والدي وجدي، هي نفس أسماء عدد من الأشخاص، وانا أصبحت أيضا واحدا من الضحايا".

أحمد عواد الجبوري المتحدث باسم نقابة المحامين في محافظة نينوى، يتابع عن كثب قضايا تشابه الأسماء، معتبرا أن الحل لها يكون أحيانا بالعودة إلى أسماء الأمهات والزوجات.

وقال الجبوري لفرانس برس "حاليا، لدينا 97 شخصا بإسم محمد جاسم محمد".

 

 

PUKmedia 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket