وكالة: عفرين جبهة للمواجهة السياسية

تقاریر‌‌ 08:58 PM - 2018-02-25
وكالة: عفرين جبهة للمواجهة السياسية

وكالة: عفرين جبهة للمواجهة السياسية

 

أكدت وكالة الصحافة الفرنسية، التحاق نحو 1500 و2000 مقاتلا غربيا بصفوف وحدات حماية الشعب الكوردية، مؤكدا ان عفرين، جبهة للمواجهة السياسية، وانضم لها مقاتلون من أقصى تيارات اليسار.

وفي تقرير لها، يوم الاحد 25/2/2018، تقول الوكالة ان عدد من الغربيين والذين ينتمي أغلبهم إلى تيار "أقصى اليسار"، قرروا القتال تحت لواء الوحدات الكوردية التي تواجه الجيش التركي في عفرين في غرب كوردستان (شمال سوريا)، حيث بدأت أنقرة منذ العشرين كانون الثاني المنصرم، عدوانا على عفرين.

ومن بين الغربيين الذين حملوا السلاح ضد قوات الجيش التركي والفصائل السورية المدعومة من أنقرة في عفرين، الفرنسي أوليفيه لوكلانش (40 عاما) الملقب "كاندال بريز". وينحدر لوكلانش الذي استشهد في قصف تركي في 10 شباط الجاري، من منطقة بروتاني الفرنسية (شمال غرب). وكان قد التحق بالوحدات الكوردية قبل أشهر.

ولم تؤكد باريس رسميا مقتل لوكلانش برغم نشر "وحدات حماية الشعب"، في 18 شباط بيان استشهاد الفرنسي في سوريا، إلى جانب مقاتل آخر من إسبانيا هو سامويل برادا، والهولندي سغورد هيغر.

في ذات الشأن، أكد خبراء في تصريحات لفرانس 24، التحاق ما بين 100 و400 مقاتلا غربيا بـ "وحدات حماية الشعب" الكوردية في سوريا. منهم مجموعة لا بأس بها من الفرنسيين، وأيضا من الولايات المتحدة، بريطانيا، اليونان، ألمانيا، وإيطاليا.

وكان قتال تنظيم داعش الارهابي، في الأساس هو ما حض الغربيين على الانضواء تحت لواء ما أطلق عليه الكورد "كتيبة المقاتلين الأمميين".

لكن "وحدات حماية الشعب" أعلنت لاحقا في بيان نشرته على موقعها الرسمي في 26 كانون الثاني الماضي، التحاق عدد من المقاتلين الغربيين بصفوفها في سوريا "للدفاع عن عفرين"، حيث تدور رحى المعارك بين الوحدات الكوردية والجيش التركي والمليشيات التي يدعمها.

 

 

عسكريون سابقون، يساريون متطرفون، ومغامرون

الظاهرة التي تبقى محدودة، ليست وليدة الساعة. فمنذ 2013 نحو 1500 و2000 مقاتلا التحقوا بصفوف الكورد لمدة لم تتعد غالبا 6 أشهر. وبينما تنقل بعضهم بين سوريا وبلدانهم الأصلية، غادر البعض منهم بسرعة وبشكل نهائي، فيما دفع آخرون حياتهم ثمنا لتلك الحرب.

ولقد شكلت معركة "كوباني" حافزا هاما لالتحاق الأجانب بصفوف الوحدات الكوردية، وحوصرت "كوباني" من قبل ارهابيي داعش، لعدة أشهر في 2014.

وعن دورهم في تلك الحرب، صرح أوليفيه لوكلانش مطلع سنة 2018 لموقع "فرانس إنفو" خلال تواجده في مدينة دير الزور السورية أنه "بالنظر لما يرتكبه داعش بحق السكان، يمكن القول إننا نؤدي مهام إنسانية، لكن الفرق أننا لا نستخدم نفس الأدوات".

 

وعموما، يمكن إدراج المقاتلين الغربيين في ثلاثة أصناف: عسكريون سابقون أغلبهم "أنكلوساكسونيون" يتبنون أفكار اليمين المتطرف. وناشطون من تيار أقصى اليسار (شيوعيون، ماركسيون، ناشطون في مجال الحريات، مدافعون عن البيئة، مناهضون للفاشية...) وهم في مجملهم من اليونان، ألمانيا، إيطاليا. كما يوجد المغامرون الذين لا يملكون أي خبرة عسكرية أو نضالية، ومنهم ممثلون من هوليوود، عارضو أزياء من كندا وبنكيون بريطانيون...).

 

عفرين، جبهة للمواجهة السياسية بامتياز!

لقد غيرت عملية "غصن الزيتون" العسكرية التركية في عفرين طبيعة المعركة، فالحرب التي جاء الغربيون للمشاركة إلى جانب الكورد ليست ضد تنظيم داعش، بل ضد دولة ذات سيادة، تركيا. وسمح وجود عدد من الخصائص المشتركة بين الكورد والمقاتلين الغربيين خصوصا منها الفكر اليساري والثوري، بتجانسهم، كما يقول غيليوم كورنو-ترامبلي الباحث في العلوم السياسية بجامعة "لافال" الكندية.

الفرنسي سيرهاد تيكون (21 عاما) واحد من هؤلاء الأجانب الذين بقوا في عفرين للقتال مع الكورد. في تصريح للمجلة الإلكترونية "لاندي ماتان" نشر في 28 كانونالثاني الماضي، قال إنهم "عشرات من الأجانب في المنطقة. وليس بالأمر المفاجئ أنهم يحملون جميعهم قضية سياسية (ثوار)"، مشيرا إلى أن رفاق السلاح من وحدات "حماية الشعب الكوردية" يعتبرون عفرين أصعب مرحلة في مسار "روجافا" وهي أيضا معركة سياسية أكثر من عسكرية". وأضاف تيكون "هنا نشارك فعلا في حرب ...لكن نشارك قبل كل شيء في ثورة غير كاملة، ناقصة، ومحل انتقاد، لكنها من أعظم الفرص التي تسمح لمعسكرنا بالانتصار".

ويصنف تيكون نفسه من أتباع تيار "البلانكية" وهو مفهوم ينسب إلى لويس أوغست بلانكي الذي كان يرى أنه لا يمكن أن تنجح الثورة سوى بدعم من مجموعة صغيرة من الثوار المنظمين. حتى أن الفرنسي أوليفيه لوكلانش الملقب "كاندال بريز" كان يعتبر نفسه شخصا "ثوريا".

ولوكلانش صحفي واستقلالي بروتاني، صرح في تموز 2017، لأحد زملائه في إذاعة "راديو بلو" الفرنسية أنه قد حمل السلاح للمشاركة في "ثورة روجافا" أكثر منه لمحاربة تنظيم داعش الارهابي.

 

حركة ثورية أممية!

وراق اعتماد تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" لتلك المبادئ لحركات فرنسية عديدة تنضوي مجملها تحت تيار أقصى اليسار، فمثلا، نشر ناشطون من تيار "زاديست" في منطقة "نوتر دام دي لاند" بيانا يعبرون فيه عن تضامنهم مع " روجافا " باسم "الأممية" الثورية، وفي المقابل، رد مقاتلون من " روجافا " الكوردية بنشر صور تضامن مع حركة "زاديست" الفرنسية، تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها صورة علم "بروتاني المناهضة للفاشية".

ولعل المتتبع للعلاقة بين تلك الحركات "الثورية" يلاحظ أوجه الشبه بين إيديولوجيتها، ففي شمال سوريا يحاول الكورد فرض نظام الدولة العلمانية، المدافعة عن المرأة، التشاركية، واليسارية، على أساس مبدأ الإدارة الذاتية، وهو يبدو نموذجا ألهم أتباع تيار أقصى اليسار الثوري في دول أوروبية على رأسها فرنسا. كما أنهما يشتركان في معاداة تيار "الإسلاموية الراديكالية"، بحسب ما قاله جون إيف كاميس، وهو باحث فرنسي متخصص في الحركات المتطرفة في أوروبا.

وبالمحصلة، لا يبدو أن الرجوع إلى دولهم الأصلية، يقلق هؤلاء المقاتلين الغربيين، لكن بعض الخبراء والباحثين حذر من مخاطر قد يشكلها هؤلاء مستقبلا.


PUKmedia/ عن أ ف ب

 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket