معصوم وعون يؤكدان عمق العلاقات التاريخية بين البلدين

العراق 06:07 PM - 2018-02-20
معصوم وعون يؤكدان عمق العلاقات التاريخية بين البلدين

معصوم وعون يؤكدان عمق العلاقات التاريخية بين البلدين

استقبل رئيس الجمهورية فؤاد معصوم في قصر السلام ببغداد صباح اليوم الثلاثاء 20/2/2018 رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون والوفد الكبير المرافق له.

وجرت مراسم استقبال رسمية حيث توجه الرئيسان معصوم وعون الى منصة الشرف وعزف السلامان الجمهوريان اللبناني والعراقي، كما جرى استعراض حرس الشرف.

وعبر رئيس الجمهورية عن سعادته البالغة لهذه الزيارة المهمة التي تؤكد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين والصديقين وتساعد على تطويرها والارتقاء بها بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين اللبناني والعراقي.

واشار الرئيس معصوم بهذا الصدد الى العمق التاريخي للعلاقات حيث اكد: ( ان هذه العلاقات التي تمتد جذورها الى الاف السنين ماقبل الميلاد، تؤكدها ملحمة كلكامش الذي كان قد سافر من هنا الى غابة الارز في لبنان، والان يستطيع الشعبان ان يجعلا من هذا العمق حافزا لارساء علاقات ثقافية وعلى مختلف المستويات تكون مثالا للاخوة والصداقة وحسن التفاهم والتعايش).

كما تحدث معصوم عن اهمية الانتصار العظيم المتحقق على تنظيم داعش الارهابي بوحدة العراقيين من مختلف مكوناتهم وتضحياتهم من اجل الحياة ودحر الارهاب وشروره ليس عن العراق فحسب وانما ايضا عن كل المنطقة والعالم، معبراً عن تقدير العراق للموقف اللبناني الداعم للعراق في هذه الحرب المقدسة، والثناء على الجهد الدولي المؤازر للعراقيين.

وبين الرئيس معصوم :( ان العراق، وبعد انتصاره على تنظيم داعش الارهابي، يستعد للشروع بعملية اعادة البناء بكل ماتتطلبه من امكانيات )، مؤكدا الرغبة في ان يكون للشركات اللبنانية اسهامها الفاعل في البناء والاستثمار.

وتحدث في اللقاء رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، حيث عبر عن سعادته لزيارة العراق وشكره للحفاوة التي قوبل بها سيادته والوفد المرافق له.

وهنأ الرئيس معصوم والعراقيين بالنصر العظيم الذي تحقق ضد الارهاب، معربا عن تمنياته بالقضاء تماما على بؤر الارهاب وخلاياه النائمة، وان يتحقق الامن والسلام في العراق وعموم المنطقة، ومؤكدا ان نصر العراق واستقراره مهم للبنان وللاستقرار في منطقتنا.

وعبر الرئيس عون عن رغبة لبنان بالعمل المشترك في مختلف المجالات للدفع بالعلاقات المتميزة بين البلدين الى افضل المستويات.

ووجه الرئيس اللبناني الدعوة للرئيس معصوم لزيارة لبنان وتم قبول الدعوة التي ستترتب في اقرب فرصة.

وجرى خلال اللقاء الاستماع الى اراء الوزراء من الجانبين اللبناني والعراقي واقتراحاتهم بما يساعد على تطوير وتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين . حيث اكد الرئيسان على أهمية لقاء واجتماع وتحاور اعضاء الوفد الضيف مع نظرائهم العراقيين خلال الزيارة لمناقشة وتسهيل امكانات العمل المشترك وترسيخ اواصر الاخوة بين الشعبين والبلدين الشقيقين.

وضم الوفد الرسمي المرافق للرئيس عون :وزير الصناعة حسين الحاج حسن، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني، وزير السياحة اواديس كدنيان، اضافة الى النائب اغوب بقرادونيان ووفد استشاري واداري واعلامي .

وفيما يلي نصا كلمتي الرئيس معصوم وعون للصحفيين:

 

*كلمة سيادة رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم

أشكر فخامة الرئيس ميشال عون على تلبيته دعوتنا لزيارة العراق.

فخامة الرئيس العماد ميشال عون شخصية لبنانية مرموقة قبل أن يكون رئيسا للجمهورية.

وبين العراق ولبنان علاقات تاريخية تعود إلى آلاف السنين وربما ملحمة كلكامش قد تكون سجلا لهذه العلاقات.

بعد تغيير النظام في العراق بدأنا نبحث عن نموذج مؤسس على أساس احترام المكونات، على أن يكون هناك تواصل فكان عندنا النموذج اللبناني.

وربما لدى الأخوة في لبنان الكثير مما يريدون اعادة النظر به، وهذا عمل انساني قابل لاعادة النظر فيه.

نحن أيضا الآن نجد ان هناك الكثير من الامور لابد ان نراجعها في هذا النظام القائم على أساس المكونات.

ومن هنا فان العلاقات بين البلدين بجانب انها تاريخية هي ثقافية وسياسية وفكرية وكذلك هناك مصالح مشتركة بين البلدين.

وفي لقائنا الثنائي، وفي لقاء الوفد، تحدثنا عن النقاط العملية التي تقدم وتطور هذه العلاقات بشكل عملي ميداني.

 

*  كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون

فخامة الرئيس،

اشكر أولاً كلماتكم الطيبة وحسن ضيافتكم، وأود أن اعبر عن سروري لوجودي في العراق الشقيق، هذا البلد الذي يختزن حضارة عريقة تعود لآلاف السنين، والذي يتطلع اليوم الى التعافي من جروح كثيرة أنهكته في العقود الماضية. كان اللقاء بفخامتكم ودياً واخوياً، حيث أجرينا محادثات بناءة تعكس روابط الأخوة والتاريخ بين بلدينا وشعبينا.

أغتنم هذه المناسبة لأوجه تحية إلى الشعب العراقي على صموده وصبره وقوة عزيمته في مواجهة المحن، والظروف الأليمة التي عانى منها، وعلى رأسها الإرهاب. وفي هذا السياق، تقدمت بتهنئتي الى فخامة الرئيس معصوم على الانجازات التي حققتها دولة العراق في الأشهر الأخيرة في مكافحة الإرهاب، والتي أعادت ثقة العراقيين بأمنهم ومستقبلهم. وكانت لدينا في لبنان معاناة مماثلة من قوى الظلام التي ربضت على حدودنا الشرقية، فكان القرار بمواجهتها حتمياً، ونجحنا في الانتصار عليها في معركة مشرفة في خريف العام الماضي، تماماً كما نجح العراق في طرد داعش من مدينة الموصل وغيرها من المناطق التي استولوا عليها. ونأمل أن تستكمل الدولة العراقية انتصاراتها بدحر ما تبقى من فلول الإرهابيين، والقضاء على خلاياهم التي مازالت تستهدف المواطنين العراقيين الأبرياء.

وكان هناك تطابق في الرأي بيننا حول ضرورة بذل جهود عربية ودولية مشتركة لمكافحة الإرهاب بطريقة فعالة ونهائية، ترتكز ليس فقط على القضاء على الارهابيين بل ايضاً على مكافحة الأسباب والعوامل المسهِّلة لنشوء الفكر الارهابي وتنظيماته. 

وتطرقنا في خلال المحادثات الى العلاقات الثنائية التي تربط بلدينا وسبل تفعيلها في مجالات عدة تحقق مصالح شعبينا المشتركة، خصوصاً وأن العراق  كان دائماً إلى جانب لبنان في مختلف المراحل والظروف. واذا كانت الازمات التي مر بها قد حالت دون تعزيز تعاوننا ودفعه قدماً، فلا شك أن مرحلة التعافي التي يعيشها هذا البلد الشقيق ستعيد علاقاتنا الثنائية الى افضل مستوياتها. وفي هذا السياق، أكدت أمام فخامة الرئيس معصوم، ان لبنان يقف بقوة مع وحدة العراق، وضد كل المشاريع والنزعات التي تهدف إلى تهديد وحدة كيانه. كما وجهت له دعوة رسمية لزيارة لبنان، لاستكمال ما أرسيناه في محادثاتنا المشتركة، وقد وعد بتلبيتها على أن يتحدد موعدها عبر الطرق الدبلوماسية.

وأجرينا كذلك جولة في أفق في الأوضاع والتطورات الإقليمية، وما شهدته في الفترة الأخيرة من تسخين أمني. واعدت التأكيد في هذا الاطار على أهمية توحيد الموقف العربي، ونحن على أبواب انعقاد القمة العربية المرتقبة في المملكة العربية السعودية، وضرورة الدفع باتجاه المصارحة الجدية بين الدول الشقيقة تمهيداً لتحقيق المصالحة الحقيقية بينها.

وعرضت ايضاً التهديدات الاسرائيلية التي يتعرض لها بلدنا، والتي ارتفعت حدتها بوتيرة متسارعة في الفترة الأخيرة، وشرحت له موقف لبنان الموحد والصارم إزاء هذه التهديدات والاستفزازات المرافقة لها، والقاضي بمواجهتها بكافة السبل المحقة والمتاحة لنا، دفاعاً عن حقوق لبنان المشروعة بأرضه ومياهه، والتي تضمنها له المواثيق والقوانين الدولية.

فخامة الرئيس،

أود في الختام أن أجدِّد لكم شكري على هذا اللقاء الأخوي الذي جمعنا، وحرصكم على إشعارنا بأننا في وطننا الثاني. واتمنى مجدداً للعراق كل الخير والسلام والازدهار.

وشكراً لكم.

 

PUKmedia اعلام رئاسة الجمهورية

 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket