غصن الزيتون "المسموم" في عفرين

تقاریر‌‌ 07:46 PM - 2018-01-30
دبابة تركية في غربي كوردستان

دبابة تركية في غربي كوردستان

تقود تركيا حملة عسكرية على وحدات حماية الشعب الكوردية الحليفة للروس والأمريكان، والـتي تعتبرها تركيا "إرهابية".

لكن ما تأثير تخلي الروس والأمريكان عن عفرين على الوحدات الكوردية الشريكة؟

يرى المحلل الألماني ميشائيل مارتنس أن من مكاسب موسكو الواضحة في هذه المعركة هو الخلاف بين واشنطن وأنقرة. أما الأمريكان فالوحدات الكوردية لا تبدو لهم مهمة إلا عند ظهور نسخة جديدة من تنظيم داعش الارهابي.

عندما يتعلق الأمر بتقرير مصير الكورد، تتعامل أنقرة وفق شعار: التصدِّي للبدايات ومنعها. إذ إنَّ الحكومة التركية ترفض استقلال الكورد السوريين، وليس هذا فحسب، بل إنَّ تركيا تفعل كلَّ ما في وسعها بما في ذلك أيضًا استخدام القوة العسكرية لمنع إقامة منطقة كوردية تتمتَّع بحكم ذاتي داخل دولة سورية تتشكِّل في المستقبل.

وهكذا تسعى تركيا إلى قمع كلِّ ما يمكن أن يشجِّع السكَّان الكورد في جنوب شرق الأناضول على تقليد غيرهم من الكورد في مناطق أخرى. وهذا هو أيضًا هدف الحملة العسكرية التركية الثانية في سوريا، والتي بدأت يوم السبت (في 20 / 01 / 2018).

لقد سبقت هذه الحملة العسكرية حملة أولى كان اسمها "درع الفرات"، واستمرت رسميًا من شهر آب/أغسطس 2016 إلى شهر آذار/مارس 2017، وكانت موجهة ضدَّ إرهابيي تنظيم داعش ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكوردية في المناطق الحدودية مع تركيا في شمال سوريا. وذلك لأنَّ وحدات حماية الشعب تعتبر من وجهة النظر التركية جماعة إرهابية أيضًا.

ان وحدات حماية الشعب شوكة في حلق حكومة حزب العدالة والتنمية التركي وهذه الوحدات الكوردية، التي تقود التحالف العسکري لقوات الدفاع الذاتی المدعومة من قِبَل الولایات المتَّحدة الأمريكية في الحرب السوریة، هي فرع  لحزب العمال الكوردستاني المحظور في تركيا .

والحملة العسكرية الثانية اسمها الآن عملية "غصن الزيتون" وتستهدف الكورد فقط. وعلى الرغم من أنَّ وسائل الإعلام الحكومية التركية تدَّعي أنَّ هذه الحملة تستهدف من جديد كلاً من تنظيم داعش ووحداث حماية الشعب، بيد أنَّ التقارير تناقض نفسها. ففي هذه التقارير يتم تصوير منطقة عفرين، المستهدفة من هذه الحملة العسكرية في البداية، على أنَّها منطقة تسيطر عليها بالكامل "وحدات حماية الشعب" ومنطقة تعاني في الوقت نفسه من "الإرهاب".

في الواقع إنَّ  عفرين بمركزها الذي يحمل الاسم نفسه تعتبر واحدة من ثلاث مدن في غربي كوردستان تخضع لسيطرة الكورد منذ عدة أعوام، ولا يوجد فيها أي مكان لتنظيم داعش.

صحيح أنَّ تنظيم داعش كان في عام 2014 قد أوشك على الاستيلاء على مدينة كوباني، وهي واحدة من المدن الكوردية الثلاث في غربي كوردستان، ولكن تم دحره من هذه المنطقة.


PUKmedia عن موقع "قنطرة"

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket