لاهور شيخ جنكي: العودة الى الدستور هو طريق حل الخلافات مع بغداد

لقاءات 11:52 AM - 2018-01-03
لاهور شيخ جنكي

لاهور شيخ جنكي

دعا لاهور شيخ جنكي، مسؤول وكالة الحماية والمعلومات في اقليم كوردستان، القيادات السياسية في اقليم كوردستان الى مصارحة الشعب والاعتراف بالخطأ، فيما شدد على ان العودة الى الدستور هي الطريق الوحيد لحل الخلافات بين حكومة اقليم كوردستان والحكومة الاتحادية في بغداد.

وقال شيخ جنكي، في حوار مع وكالة (فرات نيوز) الكوردية، ان التوصل الى صيغة توافقية مع الحكومة الاتحادية، هو الطريق الوحيد لحل الأزمة التي يمر بها اقليم كوردستان، بعد الاستفتاء وخسارة 50% من اراضي الاقليم.

وأضاف شيخ جنكي، بأن العودة الى الدستور الذي شارك الكورد في كتابته هو الطريق للحفاظ على حقوق الكورد، لافتا الى انه كانت لهم قراءة "مختلفة للظروف السياسية وادراك بأن الواقع السياسي السائد لن يتيح لنا اجراء الاستفتاء والاستقلال"، مشيرا الى ان العودة الى الدستور هو للحفاظ على حقوق الكورد، "بعد الكارثة التي حلت بإقليم كوردستان إثر إجراء الاستفتاء بدون دراسة ودراية وقراءة واقعية للواقع والظروف السياسية والأخطاء السياسية التي ارتكبتها القيادة السياسية للإقليم والتداعيات الناجمة عنه".

 

الأطراف السياسية لم تتمكن من ترتيب البيت الداخلي

من جانب آخر انتقد شيخ جنكي، عدم توحد الاطراف والاحزاب السياسية، مشيرا الى ان هناك ازمة سياسية داخل الاقليم، ولو كانت هناك وحدة بين الاحزاب لتمكن الكورد من تحقيق انجاز سياسي أكبر للإقليم مع بغداد، مشددا على ان المشكلة دائما في الاقليم، هي ان الاطراف السياسية أخفقت او انها لم تتمكن من ترتيب البيت الداخلي.

وأشار الى ان "القيادات الكوردية الموجودة حاليا في الإقليم لم تستطع أن تجمع القوى السياسية تحت خيمة واحدة، خيمة تجتمع تحتها جميع القوى السياسية في الإقليم، وحتى المعارضة دون تهميش أي طرف سياسي، لأن التهميش يفسح المجال أو يتيح الفرصة لأعدائنا أن يشقوا الصف الكوردي"، مشددا على انه من خلال وحدة الصف الكوردي فقط يمكن تحقيق المكتسبات لأبناء الشعب الكوردي.

وشدد شيخ جنكي، على ضرورة توحيد الصف وحل الخلافات، اون تتنازل القوى السياسية الحاكمة في الاقليم وتستوعب الأطراف المعارضة، وبعدها يمكن التوجه إلى بغداد، ومخاطبة بغداد بلغة واحدة وهدف واحد، لافتا الى ان بغداد ستستغل الصراعات والخلافات السياسية في الاقليم في حال بقائها، وهو ما سيعني فشل الاطراف الكوردي في الحصول على حقوق المواطنين الكورد.

ويرى شيخ جنكي ان الحل الوحيد أمام كل القوى السياسية هنا هو تشكيل حكومة إنقاذ وطنية، وعلى الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني ومن أجل المصلحة العليا للكورد أن يقدما بعض التنازلات بهذا الخصوص.

 

خسرنا كركوك نتيجة الاستفتاء

ورفض شيخ جنكي، الاتهامات الموجهة له، بالتخلي عن كركوك يوم 16 تشرين الاول 2017، مشيرا الى انه سبق وان قدم الدعم لمدينة كوباني في غرب كوردستان، فكيف سيتخلى عن كركوك، معتبرا كل ما يقال بخصوص ذلك، عار عن الصحة، والهدف منه هو التسقيط السياسي، لافتا الى انه مستهدف شخصيا بذلك، انتقاما لما فعلته في غرب كوردستان من دعم للوحدات الكوردية هناك.

وأضاف شيخ جنكي، ان خسارة كركوك كانت نتيجة الاستفتاء، وهو ما ادى "إلى تبادل الاتهامات ولكن الحقيقة، أنه قبل الاستفتاء بيوم لم تكن هناك أي قوة تابعة لجهاز مكافحة الإرهاب في كركوك، وطلب منا محافظ كركوك، نجم الدين كريم، إخراج قواتنا من كركوك كوني أعلنت موقفي من إجراء الاستفتاء في كركوك والمناطق التابعة له خورماتو، إلا أن حكومة الإقليم دخلت على الخط وقالت "ليس هناك داع لوجود قوات مكافحة الإرهاب في كركوك بعد استقدام قوات زيرفاني (التابعة لحزب الديمقراطي الكردستاني) ووجود قوة تابعة لكوسرت رسول وقوة أخرى تابعة لكاك جعفر".

وتابع شيخ جنكي، ان "نجم الدين كريم لم يكن راضٍ عن وجود قوات مكافحة الإرهاب في كركوك، ومنذ ذلك اليوم حتى يوم 16 تشرين الأول، يوم كارثة كركوك، لم تكن هناك أي مجموعة تابعة لقوات مكافحة الإرهاب في كركوك، وهنا يطرح السؤال نفسه أين وكيف قمنا بخيانة كركوك إن كان قد طُلِبَ منا مسبقاً من قبل محافظ كركوك نجم الدين كريم وبضغط من الديمقراطي الكوردستاني أن نخرج من كركوك؟".

وشدد شيخ جنكي على ضرورة ان يعترف المسؤولون في الاقليم بالخطأ وأن يحاولوا رص الصفوف وتوحيد الكلمة، وأن يراجعوا سياساتهم ويقروا بالإخفاقات، مؤكدا انهم "ارتكبوا خطأ سياسيا كبيرا، ومن يدفع الثمن هم أبناء الشعب الكوردي في الإقليم، من دفع الثمن كركوك وأهالي خورماتو".

 

سنعود الى كركوك

وعن العودة الى كركوك، اشار شيخ جنكي الى محاولات التوصل الى اتفاق مع بغداد من خلال الدستور، مؤكدا ان كركوك وباقي المناطق "هي مستقطعة ولم يتم البت فيها حتى الآن، وكما هو معلوم فإن الاتحاد الوطني الكوردستاني يملك 6 مقاعد برلمانية من حصة كركوك البالغة 12 مقعد ومع الديمقراطي الكوردستاني يصبح مجموع مقاعد الكورد في كركوك 8 مقاعد من أصل 12 مقعد حصة المحافظة في مجلس النواب"، لافتا الى انه في حال تم تنفيذ المادة 140 وأجري استفتاء في تلك المناطق سوف نعود إلى تلك المناطق إذا تم حل القضية وفقا للدستور، محذرا من عدم الوقوف مكتوفي الايدي في حال تم التعامل خارج الدستور، معربا عن امنيته في ان تكون العودة بالطرق السلمية ودون اراقة الدماء.

وفيما يتعلق بالأوضاع في خورماتو، اكد شيخ جنكي ان القضاء كان ضحية العقلية التي أصرت على إشعال فتيل الأزمة، وضحية القراءة الخاطئة والسطحية، مشددا على ان هذا لا يعني السكوت عن الجرائم التي تُرتَكب بحق الكورد في خورماتو، كاشفا عن توجيه "رسائل إلى بغداد وإلى أمريكا وتركيا وإيران محذرين أننا لن نقبل بما يجري هناك وانه إن لم يعد النازحون إلى مناطقهم قريباً فإن الأوضاع ستنفجر هناك وسنكون أمام كارثة اكبر"، مؤكدا وجوب عودة الحياة الى طبيعتها في خورماتو، وأن يعود النازحون مع ضمانات "وإلا فإننا لن نسكت".

 

واشنطن لم تخن الكورد

من جانب آخر، رفض شيخ جنكي، اعتبار الموقف الأمريكي تخل عن الكورد، لافتا الى ان هذه الاتهامات ليست إلا تلفيق آخر للتغطية على الفشل، مشيرا الى ان واشنطن كانت واضحة مع الكورد وأخبرتهم وعن طريق ممثلها في الاقليم، عدم قبول إجراء الاستفتاء، مبينا ان ممثل واشنطن قال "في حال إصراركم على إجراء الاستفتاء، فإننا لن نستطيع أن نقف معكم" وأضافوا قائلين "وحدة الأراضي العراقية مهمة بالنسبة لنا وتعتبر محاربة داعش من أولويات لذا نرجو ونتمنى على المسؤولين في الإقليم تأجيل إجراء الاستفتاء".

واشار شيخ جنكي، الى ان الولايات المتحدة طرحت بديلا عن الاستفتاء، كان يمكن أن يكون بمثابة استقلال لإقليم في المستقبل حيث تمثل في الانتظار لفترة عام وإذا ما لم تنفذ الحكومة الاتحادية، بنود الدستور المتعلقة بحقوق الكورد فحينها يمكن للإقليم، وبدعم وضوء أخضر أمريكي، إجراء استفتاء استقلال.

واضاف جنكي، ان هذا كان البديل الذي أرسله وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، "إلا أنهم أخفوا الحقائق عن شعبنا ولم يكشفوا عن البديل الذي طرحه الأمريكيين لنا مقابل تأجيل الاستفتاء، الولايات المتحدة لم تخُن الكورد، بل كانت صريحة معنا، من كذب على الكورد هي القيادة الكوردية في الإقليم".

من جهة أخرى اكد شيخ جنكي، دعمه للمطالب المشروعة لأبناء شعب الاقليم لتحسين الأوضاع المعيشية، مفندا الاتهامات التي وجهت له بدعم التظاهرات، معتبرا اياها بعيدة عن الحقيقة ومحاولة لإلهاء المواطن عن مطالبه بالتشويش على الحقائق.

 

بقاء الاتحاد الوطني قويا مهم لجميع أجزاء كوردستان

وعن الأوضاع الداخلية في الاتحاد الوطني الكوردستاني، اكد شيخ جنكي، ان بقاء الاتحاد الوطني قوياً أمر مهم بالنسبة لأجزاء كوردستان بقدر ضرورته لشعب الاقليم، وضعف الاتحاد سيكون له تأثير سلبي على الأجزاء الأخرى وسيكون له تأثير على القضية الكوردية بشكل عام وسُيحدث خلل في التوازنات السياسية، مطالبا بتنظيم "صفوف الاتحاد من خلال المؤتمر العام للحزب أو من خلال البلينيوم (المؤتمر المصغر)، ووضع منهاج وتنظيم للحزب ينسجم ومتطلبات المرحلة، وإجراء تغييرات في القيادة وإعطاء دور اكبر للجيل الجديد، وضخ دماء جديدة في الحزب"، مشددا على ان إجراء التغييرات وتنظيم صفوف الحزب بات أمراً محتوماً للانسجام مع متطلبات المرحلة المقبلة ومنها الانتخابات، مضيفا "بدون ذلك لا يمكننا أن نواجه جماهيرنا وندعوهم إلى أن يثقوا بنا في وقت كانت فيه هذه القيادة شريكا في الفشل السياسي بالإقليم. وللتمكن من استعادة ثقة الجماهير، يجب تغيير هذه القيادة".

وأضاف شيخ جنكي، ان القضية الكوردية تراجعت في الآونة الأخيرة، عازيا السبب الى التشتت السياسي الكوردي، مشددا على ان عقد المؤتمر القومي بات ضرورة ملحة في ظل الظروف التي يمر بها الكورد في جميع أجزاء كوردستان، مؤكدا ان الوقت حان لأن تجتمع القوى الكوردستانية لتوحيد كلمتها لمواجهة المؤامرات التي تُحاك ضدهم وتستهدف وجودهم.


PUKmedia  / عن فرات نيوز

 

 

 

 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket