جلال طالباني.. رجل القرار الذي أثر محلياً ودولياً واقليمياً

ا.و.ك‌‌‌‌ 10:12 AM - 2017-11-22
جلال طالباني.. رجل القرار الذي أثر محلياً ودولياً واقليمياً

جلال طالباني.. رجل القرار الذي أثر محلياً ودولياً واقليمياً

اجرت فضائية "العراقية "حوارا مع رئيس الجمهورية السيد جلال طالباني  عبر برنامج (رجل القرار) و بحلقتين في شباط عام 2008، لاهمية ماجاء في الحوار واطلاع القارئ الكريم فيما ياتي ننشر نص الحوار :

 

مقدم البرنامج: كان لقراراتهم الاثر الاكبر في تغيير المسارات ورسم الاحداث، قادوا شعوبهم الى ميادين الحداثة وسبل الاستقرار، رجال السياسة وقادة الشعوب، نستعرض معهم القرارات التي اثروا والقرارات التي ذات الفاعلية على المستوى المحلي والدولي.

(رجل القرار) البرنامج الجديد الذي يعرض على شاشة قناة (العراقية)، نستعرض سيرة السياسي ورجل القرار الذي اثر محليا ودوليا واقليميا.

نبدأ هذه الحلقة مع فخامة رئيس جمهورية العراق جلال طالباني.

 

الدخول في المعترك السياسي

* فخامة الرئيس، برنامجنا يتمحور حول القرارات التي صدرت عنكم واثرتم فيها على المستوى المحلي والحزبي والدولي ونبدأ منذ ان كان جلال طالباني صبيا حيث ولادتكم 14/7/1933 ودخلتم ميدان السياسة عام 1947، لماذا هذا القرار بالدخول الى المعترك السياسي في هذا السن؟.

- لا اعتقد ان كل القرارات التي اتخذتها في حياتي كانت مهمة، في اواسط الاربعينيات كان هنالك مد تحرري ثوري جراء وجود الجيش الاحمر السوفيتي في كردستان ايران وتأثيرات كردستان ايران على كردستان العراق، وجراء حدوث الثورة البرزانية ايضا بقيادة المرحوم الجنرال مصطفى بارزاني، هذا المد التحرري الثوري لف معه المتعلمين وانا كنت آنذاك في المدرسة الابتدائية ولكن كنت تلميذا جيدا احفظ الاشعار الوطنية وكنت نشطا ايضا وشكلنا بتأثير أحد الاساتذة جمعية سرية طلابية، هذه الجمعية السرية الطلابية اثرت فينا واستطعنا ان نجمع عشرات الطلبة معنا وهذا التجمع جلب انظار الاحزاب الموجودة في المنطقة، كان آنذاك في مدينة كويسنجق حيث كنت اعيش كان هناك حزبان فقط وهما الحزب الشيوعي العراقي والحزب الديمقراطي الكردي.

في البداية انجذبنا نحو الحزب الشيوعي، ثم اختلفنا معهم وانجذبنا نحو الحزب الديمقراطي الكردي (آنذاك كان اسمه) فأحد اساتذتنا الذي كان يشرف على فعاليات المدرسة كان يعرفني ويعرف ان لدينا منظمة طلابية من اجل ان يكسب المنظمة الطلابية كسبونا انا وأحد اخواني.

* لماذا انت ؟

- لانني كنت الامين العام لهذا التنظيم وكنت نشطا ومعروفا في المدرسة، ودائما عندما يصطف الطلاب كنت انا الذي يقرأ الشعر وتحية العلم انا الذي كنت اقوم به فجذبوني واصبحت عضوا في الحزب الديمقراطي الكردي في 1947.

 

* كعضو في عام 1947، علمنا انك اصبحت عضوا في اللجنة المركزية وعمرك (18) عاما، كيف ذلك ؟

- انا تدرجت، في السنة 1947 كنت عضوا في الحزب في اللجنة الطلابية، في عام 1948 اصبحت مسؤول اللجنة الطلابية في المدينة وانتخبت من قبل طلبة متوسطة كويسنجق الى المؤتمر الاول للاتحاد العام لطلبة العراق الذي عقد في بغداد بعد وثبة كانون الثاني والذي عرف مجازا بـ(مؤتمر السباع) حيث عقد آخر اجتماع في (السباع) وحيث القى الشاعر العراقي العظيم الاستاذ الجواهري قصيدته المشهورة (يوم الشهيد) بعد ذلك اصبحت عضوا في اللجنة المحلية للحزب في كويسنجق ثم بعد ما اكملت المتوسطة انتقلت الى اربيل هناك ايضا اصبحت عضوا في لجنة المنطقة للحزب الديمقراطي وفي عام 1951 عقد المؤتمر الثاني للحزب فانتخبت عضوا في اللجنة المركزية ولكني تنازلت لأحد الاخوان لصغر سني، اذ كنت طالبا في الرابع الثانوي لكن في المؤتمر الثالث للحزب اعيد انتخابي عضوا للجنة المركزية الذي عقد في كانون الثاني سنة 1953.

* قرار دخولك الى كلية الحقوق، هل يعتمد على انتمائك الى الحزب، حيث حسب ما علمنا ان معدلك كان 78% وهذا يؤهلك الى دخول كلية الطب وفي لقاءات سابقة قلتم انكم كنتم تتمنون ان تكونوا طبيبا ؟

- انا كنت ضمن ثمانية طلاب ناجحين في ثانوية كركوك وهذه الدرجة كانت تؤهلني ليس الى دخول كلية الطب فحسب بل الى ارسالي الى الخارج لبعثة، رفضت وكنت ارغب ان أكون طبيبا قدمت طلبا الى كلية الطب لكن اوراقي كانت ناقصة اولا الجنسية العراقية لم تكن موجودة لدي، وشهادة حسن السلوك وكانت تصدر من دائرة التحقيقات الجنائية آنذاك كان ضروريا فلم اقبل في الطب فرجعت الى كلية الحقوق في العراق وبعدها حصلت على شهادة الجنسية ولكن لم احصل على حسن السلوك مع ذلك تم قبولي في كلية الحقوق.

 

لهذا السبب فصلت من كلية الحقوق

* الذي لا يعرف الكثير ان فخامة الرئيس طالباني هو خريج كلية الحقوق والذي لا يعلمه الشعب ايضا ان جلال طالباني سابقا كان ضابطا في الجيش؟.

- اولا انا فصلت من كلية الحقوق في المرحلة الرابعة، بعد العدوان الثلاثي على مصر حدثت مظاهرات طلابية كنت أحد المشتركين في المظاهرات والقيت كلمة باسم الطلبة الاكراد استنكارا لهذا العمل العدواني فتم فصلي نهائيا من الجامعة وصدر علي امر القاء القبض فأختفيت، كنت عضوا في المكتب السياسي بصورة سرية (اندر طراوند) وبقيت هناك الى ثورة (14) تموز عندما نجحت ثورة (14) تموز تخرجت وراجعت الكلية، ورفضت الدرجة التي اعطيت للطلبة، الزعيم المرحوم عبدالكريم قاسم اعطى صفة (الزحف) سنة واحدة لكل طالب فكان بامكاني ان اراجع رأسا للحصول على الشهادة لكن رفضت الزحف وعدت الى كلية الحقوق وأكملت الكلية سنة 1959 وبعد انتهائي من الكلية استدعينا كطلبة لكلية الضباط الاحتياط بعدما تخرجت من كلية الضباط الاحتياط وتم تعييني مدرسا في الكلية العسكرية للقانون لكنني لم أكن ارغب في ذلك وطلبت الانضمام الى مدرسة الدروع وقد تمت الموافقة على طلبي حيث كنت اود الحصول على بعض المعلومات على الاسلحة الحديثة فكان القرار لانني كنت افكر في عمل ثوري في المستقبل فأخذت دروسا حول الاسلحة الفتاكة وذهبت الى مدرسة ضباط الاحتياط وكان عندنا استاذ رائع وكان آمرا للكلية كان في ذلك الوقت المقدم الركن عدنان احمد عبدالجليل وبعدها اصبح فريق اول الركن والى الآن هو باق اطال الله في عمره، وبعد ثلاثة اشهر تخرجت من المدرسة فعينت كضابط احتياط في كتيبة الدبابات الرابعة التي كانت استلمت حديثا دبابات (T54) السوفيتية وبقيت هناك لعدة اشهر في كتيبة الدبابات ثم طلب الحزب من الزعيم عبدالكريم قاسم اعفائي اذ كنت آنذاك صحفيا فعدت للاشتراك في العمل السياسي الحزبي بعدما اعفيت من العمل العسكري.

 

اللقاء مع صدام

* كان لكم لقاء مع صدام حسين عام 1963، كيف كان ذلك ؟

- في سنة 1963 كان لي شرف ان أترأس الوفد الكردي الذي جاء الى بغداد لمفاوضة الحكم الجديد بعد مؤامرة شباط.

* من كان على رأس الحكم الجديد؟.

- كان عبدالسلام عارف رئيسا للجمهورية واحمد حسن البكر رئيسا للوزراء، انا لم التق بصدام وجها لوجه، انما كان هو موجودا في الحرس القومي آنذاك ولم اجر معه اي لقاء شخصي وأول لقاء لي مع صدام حسين كان سنة 1967 في بيت المرحوم احمد حسن البكر في بغداد.

* كيف كانت مركزية صدام حسين في 1967 ؟

- نعم، كان صدام حسين عضوا فعالا آنذاك في قيادة حزب البعث الذي كنا نسميه (البعث اليميني) لان البعض انشق الى اليمين واليسار فكان هو عضوا قياديا في البعث اليميني وكان يبدو لي انه عضو فعال وكان لي صديق بعثي قديم هو الاستاذ حازم جواد نبهني منه وقال : ان صدام عنصر مهم في هذا الحزب.

* صدام بعد ذلك كان بينه وبينك عداء مستحكم وحاول اغتيالك في عدة محاولات، لماذا انت بالذات رغم ان صدام كان يحاول اغتيال جميع المعارضين لكنه كان يركز عليكم ؟

-في الحقيقة في البداية لم تكن هنالك محاولات لاغتيالي، في البداية كنت انا على علاقة صداقة مع بعض البعثيين وهذا كان أحد الاسباب، الشهيد عبدالخالق السامرائي والمرحوم عبدالله سلوم السامرائي كنت على علاقة وثيقة بهما وهما كانا عضوين فعالين معارضين لصدام حسين فيمكن صدام كان يعتبرني ضمن اصدقاء اعدائه ومنافسيه في الحزب وبعد ان قامت الثورة الكردية خاصة بعد تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني انا كنت من المؤمنين بضرورة مواصلة الكفاح المسلح حتى اسقاط النظام الدكتاتوري رغم اني انتخبت عدة مرات لترؤس الوفد ولكنني في قرارة نفسي وقلبي كنت مؤمنا بمواصلة النضال حتى اسقاط النظام الدكتاتوري وكان صدام يعرف ذلك.

 

العلاقات العربية

* حسب علمنا لكم علاقات مع منظمات فلسطينية؟

- نعم، كانت لي علاقات عربية، بدأت علاقاتي العربية من الجامعة عندما كنت في كلية الحقوق وانا كنت مسؤولا عن طلبة الحزب الديمقراطي الكردستاني وكانت عقيدتي انه يجب ان يكون هناك تعاون كردي عربي واسع لم أكن مؤمنا بحصر العلاقة بين الكرد والحزب الشيوعي العراقي كانت لنا علاقة مع الشيوعيين، في ذلك الوقت كان الشيوعيون ثلاث كتل كنت اعتقد بضرورة وجود علاقة بين الكرد والاحزاب الاخرى كالحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال وحزب البعث الذي كان جديدا فتكونت لي علاقة مع هذه القوى القومية، في سنة 1955 خرجت الى خارج العراق للذهاب الى مؤتمر مهرجان الطلبة والشباب في وارشو، بقيت كم يوما في دمشق وهناك حاولنا الاتصال بالاحزاب التي كانت تتعاون مع بعضها في سوريا كالحزب الشيوعي وحزب البعث العربي الاشتراكي وأول لقاء لنا كان عن طريق المرحوم الاستاذ صديق شنشل مع المرحوم اكرم الحوراني، بعد ذلك دبر لنا لقاء مع الامين العام للحزب ميشيل عفلق فتكونت لنا علاقة مع هذه القوى وفي سنة 1957 عندما ذهبت الى موسكو للمشاركة في (مهرجان موسكو) تعرفت على الرئيس الخالد جمال عبدالناصر عن طريق كمال رفعت الذي كان في سوريا، كنت انا والاستاذ كمال فؤاد والمرحوم عبدالرحمن زبيحي واتصلنا بالسيد كمال رفعت وتكونت لنا علاقة معه وانا في الحقيقة منذ ان كنت في الجامعة كنت اؤمن بان الاخوة العربية – الكردية تتطلب كفاحا عربيا – كرديا مشتركا والقضية الكردية لا تحل الا في كنف الامة العربية والعراق الديمقراطي المتحرر، فكنت مؤمنا بانه بالتلاحم الكفاحي والنضال الكردي – العربي المشترك ولذلك كنت اسعى لخلق علاقات بين الحركة الكردية والحركة العربية.

* لكن هذه العلاقات كانت وثيقة مع رموز القومية العربية وهناك بعض المؤاخذات على الحس القومي، كانت لك علاقات مع جمال عبدالناصر وحافظ الاسد وهم قوميون ؟

-هذه العلاقة تدرجت، فقد تكونت العلاقة في سنة 1957 مع الحزب في سوريا وعن طريق كمال رفعت تكونت العلاقة مع جمال عبدالناصر وكنا في الحقيقة عندما برز جمال عبدالناصر كرمز للقومية العربية وكقائد للامة العربية كنا نعمل لتوثيق العلاقات معه وان يحدث لقاء كردي - عربي، وحاولنا تدبير لقاء بين الرئيس جمال عبدالناصر والمرحوم مصطفى بارزاني عندما كان في موسكو آنذاك وحاولنا تدبير اللقاء هناك لتعزيز علاقات كردية – عربية على اساس استراتيجي ولم يتم هذا اللقاء لكن في عام 1958 عندما رجع الجرال ملا مصطفى بارزاني من المنفى دبرنا لقاء على اساس ان يرجع عن طريق القاهرة ويلتقي بالرئيس جمال عبدالناصر ويبحث معه العلاقات الكردية – العربية، انا في ذلك الوقت كنت اميل الى العلاقة مع الحركة القومية العربية، لذلك عندما رشحت واصبحت رئيس الوفد الكردي سنة 1963 ذهبت الى بغداد وذهبت الى القاهرة وهناك التقينا بالرئيس الخالد جمال عبدالناصر وتكونت لنا علاقة معه، واذ قرأتم مذكرات الاستاذ طالب شبيب تجد فيها ان الرئيس عبدالناصر يبدي نوعا من الاعجاب بي ويقول له انكم تشبهون جلال طالباني في ثوريته، وتكونت هذه العلاقة مع الرئيس جمال عبدالناصر واستمررنا عليها ووثقنا هذه الصلة حتى يوم وفاته، كان لنا علاقات هنا عن طريق السفارة، وانا زرت القاهرة مرة ثانية وكان لنا علاقات متواصلة وفي الستينيات بعد العدوان الآخر سنة 1967 تكونت لي علاقة مع الحكام السوريين ومع شخص الرئيس الخالد حافظ الاسد عندما كان وزيرا للدفاع وهناك موضوع حيث عندما اصبح الاسد رئيس الوزراء في الحركة التصحيحية، كنت متوجها من بغداد الى بيروت في نقطة الحدود اوقفوني وقالوا لي انت ممنوع من دخول سوريا فكتبت رسالة الى الرئيس حافظ الاسد وكان حينه رئيسا للوزراء وبعد فترة ارسل لي سيارة ونقلني وادخلني الى دمشق وبقيت ضيفا عنده تلك الليلة وبعدها ذهبت الى بيروت منذ ذلك الوقت وقبل ذلك الوقت منذ عام 1963 كانت لنا علاقة مع حركة القوميين العرب عن طريق الاستاذ عبدالاله النصراوي وهو الآن مازال الامين العام للحركة الاشتراكية العربية وشخص آخر الآن يشتغل في السياسة ولا اريد ان اذكر اسمه، فعن طريق حركة القوميين العرب تكونت لنا علاقة مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ثم الجبهة الشعبية وكذلك مع المرحوم الدكتور جورج حبش ومع الاخ نايف حواتمة وآخرين منهم احياء واموات وهكذا وبالتدريج تكونت لي العلاقة مع الرئيس جمال عبدالناصر والرئيس حافظ الاسد والمنظمات الفدائية الفلسطينية بمن فيهم المرحوم ياسر عرفات وكذلك مع الاخ القذافي.

 

تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني

* كان هناك قرار مهم في حياة فخامة الرئيس السياسية ألا وهو قرار تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني عام 1975 ؟

- انا كنت عضوا في الحزب الديمقراطي الكردستاني، في سنة 1975 اعلنت قيادة الثورة والحزب الديمقراطي الكردستاني انتهاء العمل الحزبي والثورة وحل الحزب وانهاء الثورة، انا كنت ضمن مجموعة من الذين لم يوافقوا على هذا القرار وكنت اعتقد ان مستلزمات المقاومة لازالت موجودة وان الجو الجديد الذي خلق بعد ان تعاون شاه ايران مع صدام حسين يعطي وجها ناصعا للحركة الكردية بحيث لا تتهم بانها مرتبطة بايران وبالتالي تكون حركة كردية تقدمية تتعاون مع القوى التقدمية في المنطقة بدل الحكومات الرجعية لذلك نحن رفضنا هذا المفهوم وكنا اربعة اشخاص وشكلنا لجنة لتأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني والحمد لله كلهم احياء الآن بينهم الدكتور فؤاد معصوم رئيس كتلة التحالف الكردستاني في مجلس النواب والاستاذ عادل مراد سفيرنا حاليا في رومانيا وكذلك الاستاذ عبدالرزاق الفيلي الذي كان وزيرا في حكومة اقليم كردستان وبعد ذلك توسعت هذه اللجنة حيث انضم اليها في العراق وفي الخارج اخوان آخرون مثل الدكتور كمال فؤاد والاخ نوشيروان مصطفى والدكتور عمر شيخ موس ثم الدكتور كمال خوشناو.

قرار تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني كان ردا على انهاء الثورة الكردية وردا على حل الحزب الديمقراطي الكردستاني قلنا نريد مواصلة الكفاح ولكن بشكل جديد وهو ان النضال في الاتحاد الوطني الكردستاني كان عملا شبه جبهوي، فبدلا من الحزب الواحد قلنا هنالك تيارات مختلفة في المجتمع الكردي يجب ان تتحد في تنظيم واحد ريثما يتم تشكيل جبهة وطنية حقيقية.

ثانيا: الاعتماد على الشعب وعلى الجماهير وليس الاعتماد على الحكومات المجاورة كحكومة شاه او حكومات اخرى.

ثالثا: التعاون مع القوى التقدمية العراقية ولذلك عندما بدأنا العمل انضممنا الى التجمع الوطني العراقي في دمشق ثم عندما اعلنا الثورة بعد ذلك بسنة اعلناها ثورة عراقية مندلعة في جبال كردستان العراق، لم تكن ثورة كردية واشترك معنا في الاعلان بعض قادة الحركة الاشتراكية العربية وحزب البعث العربي الاشتراكي قيادة قطر العراق لذلك تراني الآن ادافع عن حزب البعث العربي الاشتراكي قيادة قطر العراق واقول انه لا يجوز ان يحسب على قائمة البعث لان حزب البعث العربي الاشتراكي قيادة قطر العراق ناضل ضد الدكتاتورية وقدم شهداء وعمل معنا على اشعال الثورة في كردستان ثم مقارعة النظام الدكتاتوري.

كان تشكيل الاتحاد الوطني الكردستاني في الخارج ثم انضم اليه في الداخل مجموعتان قويتان مجموعة الحركة الاشتراكية ومجموعة منظمة (كومةلة) التي كان اسمها عصبة كادحي كردستان التي كان اسمها آنذاك العصبة الماركسية اللينينية ثم انضم اليه المستقلون فأصبح الاتحاد الوطني بعد سنة قادرة على اشعال الثورة من جديد في جبال كردستان وظهرت حركة انصار جديدة ولكن بالتعاون مع القوى العراقية الديمقراطية.

 

الاستثناء من قرارات العفو

* كان صدام دائما يصدر عفوا عاما عن السياسيين لكنه كان دائما يستثني جلال طالباني، في آخر عفو له كان استثنى الشهيد محمد باقر الحكيم وكذلك المعارض جلال، لماذا ؟

- لم يكن يقول المعارض جلال طالباني بل كان يقول العميل الخائن طالباني، كان يحقد علي بسبب معرفته بأنني لا اهادن وأسعى لاسقاط نظامه وانني تعاونت مع كل المعارضة العراقية المعادية للنظام الدكتاتوري وحتى في احدى المرات في المفاوضات سألني احد القادة البعثيين قال احلفك بشرفك توجد مؤامرة في العراق ضدنا وانت ما شاركت فيها ؟ قلت له والله لا اتذكر.

كان يعرفون انني اسعى لاسقاط هذا النظام وكانوا يكرهون علاقتي مع الرئيس جمال عبدالناصر وكانوا متألمين جدا بعلاقتي مع الرئيس عبدالناصر لاني كنت على علاقة وثيقة مع الرئيس عبدالناصر وكذلك كانوا يكرهونني بسبب علاقتي مع الرئيس الخالد حافظ الاسد، هنالك مجموعة اسباب دعت صدام حسين ان يستثنيني من قرارات العفو التي كان يصدرها.

* هذا الموقف يتناقض مع ما قام به في آخر ايامه حيث انت الوحيد الذي لك رسالة قبل ثلاثة ايام من سقوطه؟

- هذه الرسالة كانت عبارة عن التهديد والترغيب، فقد كتب لي رسالة ينصحني ويهددني فأنا ايضا كتبت له الجواب وقلت له ان التهديد لا يفيد وان التجربة برهنت فشل سياستكم وان مصلحتك ومصلحة العراق هي في ان تقدم استقالتك وتسمح باقامة حكومة وحدة وطنية عراقية ائتلافية تتولى الحوار مع الحلفاء وهذه الحكومة تحفظ العراق من الغزو الخارجي ومن التدمير الذي سيلحق به وانه من مصلحتك ايضا ان تقدم استقالتك وتذهب الى بلد آخر لحماية نفسك وعائلتك طبعا هو رفض رسالتي كما انا رفضت رسالته.

* فلماذا اتخذتم قرارا بعدم التوقيع على اعدامه ؟

- هذا ليس له علاقة بصدام حسين، انا اعتقد ان صدام حسين يستحق اقصى العقوبات الموجودة في التاريخ، صدام حسين في رأيي خان الوطن واجرم بحق الشعب والجرائم التي ارتكبها صدام حسين لا تعد ولا تحصى والخسارات الاقتصادية والسياسية والبشرية التي ألحقها صدام حسين بالعراق لا تقل عما فعله هولاكو بالعراق ولكن تعرفون ان الاتحاد الوطني الكردستاني عضو في الاشتراكية الدولية وكاشتراكي ديمقراطي انا وقعت على وثيقة دولية بتحريم حكم الاعدام، فلذلك لا استطيع ان اوافق على اي حكم بالاعدام لانني احترم توقيعي، لذلك لم اوافق علما بان قرار الاعدام لم يعرض علي.

الى الآن هنالك تشويش في الاعدام حول الاعدامات الصادرة بحق الذين ارتكبوا جرائم الانفال ويقال ان مجلس الرئاسة لم يوقع، لم تصلنا اية قرارات، قبل ايام انا ايضا قلت لأعضاء في المحكمة انه لم يرسلوا لنا اي قرارات.

* اذا وصلت، توقعون ؟

- اذا وصلت الينا ليس لنا حق التوقيع او الرفض، حسب القانون قرارات المحكمة قطعية وغير قابلة للنقض، مجلس الرئاسة له حق واحد، حق تعيين يوم تنفيذ الحكم، والقرارات الصادرة عن المحكمة لم يرسلوا لنا صورة منها لانه في فترة من الفترات حتى اعدام صدام حسين كانوا يعتقدون انه لا حاجة لقرار يصدر من الرئاسة لتنفيذ الحكم ولكن القانون الاخير الذي صادق عليه البرلمان وفق المادة (73) يجب صدور قرار رئاسي لتحديد يوم تنفيذ الحكم واخذنا رأي مجلس الشورى وقد ايد ايضا بانه لابد من قرار من مجلس الرئاسة، لم يأتنا حتى الآن حتى نصدر قرارا، لنا فقط حق اصدار القرار لتنفيذ الحكم ليس لنا حق لا تعديل ولا تبديل ولا رفض هذه القرارات لان قرارات المحكمة قطعية.

*هناك مطالبات لتعديل الدستور ومنها صلاحيات هيئة الرئاسة، هناك من يقول ان هيئة الرئاسة تعرقل الكثير من القرارات التي تصدر من مجلس النواب بعد المصادقة عليها من المجلس ؟

-مجلس الرئاسة لم يعرقل اي قرار واي قانون صادر...

* عشرات القرارات...

- اعطني قرارا واحدا.

* مثلا قرارات فيما يخص هيئة السجناء السياسيين وهيئة المساءلة، حسب الاحصاءات تقول ان هناك (22) قرارا نقضت من قبل نائب رئيس الجمهورية ؟

- انت قلت مجلس الرئاسة، انا شخصيا لم ارفض حتى الآن اي قرار من القرارات التي اصدرها البرلمان العراقي وبالنسبة لقانون العدالة والمساءلة كانت هنالك اختلافات حتى لا يبرز هذا الاختلاف عملنا كالآتي، سكتنا الايام العشرة اللازمة لكسب الدرجة القطعية ومرت الايام العشرة، فالقرار أخذ الدرجة القطعية وكانت لنا ملاحظات بيناها في بيان صادر باسم مجلس الرئاسة لانه نحن كنا نعتقد انه كان هنالك بعض الجوانب الشديدة في المشروع.

انا اريد ان اقول لك سرا، نحن في القيادة الخماسية شكلنا لجنة تحضيرية تضم ممثلي الدعوة، المجلس الاعلى، الاتحاد الوطني، الحزب الديمقراطي، الحزب الاسلامي، مسؤولين من هذه الاحزاب الخمسة، هؤلاء هيأوا لنا قانونا وأوتي به الينا وعرض على المجلس السياسي للامن الوطني وتمت المصادقة عليه، ولكن عندما ارسلناه الى البرلمان، البرلمان اجرى فيه الكثير من الامور، نحن اعترضنا على هذه التغييرات التي اجريت خلافا للاتفاق الذي حدث في المجلس السياسي للامن الوطني او في المجلس الخماسي ومع ذلك نحن لم نعرقل القانون، ليس هناك قانون نحن عرقلناه.

* حينما ينقض القرار من أحد نواب الرئيس يقال انه من هيئة الرئاسة التي تتكون من الرئيس ونائبيه ؟

- اذا كان قصدكم الاخ طارق الهاشمي، لا اعتقد انه ينقض قرارات البرلمان، انما يمكن قرارات الحكومة، مثلا، القرارات التي تأتي للتعيينات، المحاكم ومسائل اخرى تكون لنا ملاحظات عليها، اريد ان أكون صريحا اكثر، نحن كنا نعتقد ان السلطة التنفيذية وفقا للمادة (66) من الدستور تتألف من رئيس الجمهورية، الآن مجلس الرئاسة زائدا رئاسة الوزراء هذه المادة في رأينا لم تنفذ إلا اخيرا عندما تم تشكيل المجلس التنفيذي الذي يضم الرئيس ونائبيه ودولة رئيس الوزراء.

هذا المجلس التنفيذي هو تجسيد للمادة (66) من الدستور العراقي، بعد ذلك انا لا اعتقد بانه توجد خلافات لان كل الامور تبحث في المجلس التنفيذي ويتم اقراره بالاجماع او بالاكثرية ولكن سابقا كان يوجد خلاف في فترة من الفترات حول هل لمجلس الرئاسة الحق في تحديد يوم اعدام المحكوم بالاعدام او لا الى ان سألنا مجلس الشورى، وجاءنا الرد وكذلك من القضاء العراقي، الآن لا توجد قوانين معطلة من قبل مجلس الرئاسة.

 

 

الاتفاق الرباعي والثلاثي. لماذا؟

* فخامة الرئيس، تم اخيرا توقيع اتفاق سمي بالاتفاق الرباعي وبعد ذلك تم توقيع اتفاق آخر باسم الثلاثي، لماذا الرباعي والثلاثي ؟

- (الرباعي) لان هذه القوى الاربعة هي القوى الاساسية التي تحملت المسؤولية في النضال العام ضد الدكتاتورية وتحملت المسؤولية بعد ذلك في اقامة الجمهورية العراقية الديمقراطية الفيدرالية وتحملت مسؤولية التحدي للمؤامرات التي حيكت ضد هذه الجمهورية والعراقيل التي وضعت ضد الحكومة من اجل تفعيل الحكومة ومن اجل القيام بهذا العمل كان ضروريا ان نأخذ مبادرة دون ان نغفل ضرورة وجود الحزب الاسلامي معنا، نحن حقيقة لم نرغب في ان ننفرد نحن الاربعة رغم ان هنالك فهما خاطئا حيث البعض يسميه التحالف الكردي – الشيعي والذي في الحقيقة هو تحالف كردي – عربي لان الاحزاب الكردية، كردية والاحزاب العربية، عربية، هذا اتفاق سني – شيعي لان الكرد سنة وهم شيعة، هذا اتفاق علماني – اسلامي لان الحزبين الكرديين علمانيان وهما اسلاميان فهو ليس بهذه البساطة تحالفا كرديا – شيعيا، صحيح انه تحالف كردي – شيعي ولكن جوهره اعمق بكثير مما يقال.

هذا الاتفاق كان ضروريا وكنا نرغب في ان يشترك معنا الحزب الاسلامي، نحن كنا نحاول منذ سنة تقريبا مع الحزب الاسلامي لنتوصل الى مذكرة تفاهم حول جملة من القضايا خاصة كانت هنالك مشاكل في الموصل وديالى تتطلب حلولا مشتركة وفي الاخير اخواننا في الحزب الاسلامي توصلوا الى هذه الصيغة التي نشرت بين الاحزاب الثلاثة، نحن نعتقد ان هذا الاتفاق هو لتوصيل الاحزاب الى بعضها البعض ونحن نسعى لان يكون الاتفاق الرباعي سداسيا بانضمام الحزب الاسلامي وحركة الوفاق الى هذه الرباعية، هذه الرباعية ذات اهمية تاريخية بنظرنا وللعلم فقد تقررت في هذه الاتفاقية الرباعية في آخر جلسة لها ان يتم تشكيل تحالف بين الائتلاف الوطني العراقي والتحالف الكردستاني بحيث يتوسع هذا التحالف بين الحزبين الى احزاب اكثر ونحن في لقائنا مع الاخوة في الحزب الاسلامي العراقي نريد ان نبرهن شيئين : 

اولا : رغبتنا في ان يكون الجمع الوطني شاملا لجميع مكونات الشعب العراقي.

ثانيا : ان الكرد ليسوا ضد العرب السنة كما يشاع ان الكرد متفقون مع العرب الشيعة ضد العرب السنة، بالعكس، نحن قلنا دائما نحن مع الجميع، نحن نرغب ان نكون عامل خير ووساطة بين الجميع وقلنا بصراحة اولا اذا تأخذ المذهب نحن سنة من حيث المذهب، ثانيا نحن قلنا : كما وقفنا مع اخوتنا العرب الشيعة عندما تعرضوا للاضطهاد والحرمان نقف مع اخوتنا العرب السنة اذا تعرضوا للحرمان والغبن، وقد تم اخذ هذه النقطة بنظر الاعتبار عندما وقعنا الاتفاقية الرباعية كي لا يشعر العرب السنة انه نحن ضدهم ونريد عزلهم وتهميشهم، نحن نعتقد ان العراق تركيبته خاصة، التركيبة العراقية تتطلب التوافق بين المكونات الثلاثة العربية الشيعية وهي الاكثرية، العربية السنية، والكردستانية بدون هذا التوافق من الصعب حكم العراق ومن الصعب ايضا ان يتقدم الى امام لذلك نحن نناضل من اجل هذا والآن وبعد تشكيل المجلس التنفيذي انا قدمت مشروعا لمعالجة الوضع والمشروع قُبل من قبل دولة رئيس الوزراء والاخ طارق الهاشمي والاخ عادل وهو ما نعمل عليه الآن من اجل تشكيل حكومة جديدة وتفعيل المجلس السياسي للامن الوطني وتفعيل البرلمان والاتفاق على تشكيل وفود للمفاوضة على عقد الاتفاق مع الامريكان…والخ.

* لكن هناك من يقول ان التحالف الثلاثي كان هو ارسال رسالة الى الحكومة والمعارضين للقرارات التي تخص اقليم كردستان خصوصا الاستثمارات والمادة (140) ؟

- اولا، اريد ان اصحح لك، اولا هذا ليس تحالفا ثلاثيا، هذه مذكرة تفاهم وفهم خطأ بانه تحالف.

ثانيا، فيما يتعلق بالموقف من الحكومة، نحن نريد الحكومة ونحن الذين نحمي الحكومة، لو نحن انسحبنا من الحكومة لفقدت الاكثرية البرلمانية، نحن مازلنا نصر على ان الحكومة برئاسة الاخ المالكي يجب ان تتطور وتصبح فعالة وتصبح قادرة على اداء الواجب الوطني لها، لذلك ومن اجل ان يكون تفهم كامل نحن قدمنا مقترحات بحيث هذه المقترحات تؤدي الى وحدة الصف الوطني والى عودة الخارجين من الحكومة كالتوافق والقائمة العراقية وحزب الفضيلة الى الحكومة ايضا، اذا سياستنا هي سياسة ود وتعاون مع الحكومة، ويمكن الرسالة فهمت خطأ لكن هي رسالة للحرص على الجمع بين الشيعة والسنة في العراق لان الجمع بين الشيعة والسنة في العراق ضروري لوحدة العراق وشعبه ومن اجل نجاح الحكومة العراقية واي خلاف شيعي – سني يؤدي الى تدمير العراق، لذلك نحن نتشرف بان تكون عامل خير في هذا المجال ونحن بعلمكم لم نخفق من تحالفنا الرباعي عندما وقعنا مذكرة التفاهم مع الاخوة في الحزب الاسلامي، بالعكس نحن علاقتنا وثيقة جدا واستراتيجية ودائمة ولكن في نفس الوقت لنا علاقات مع الحزب الاسلامي ونسعى ان يشترك معنا الحزب الاسلامي في التحالف الرباعي ايضا.

* قيل ان اقليم كردستان كانت له تطلعات انفصالية، لكن بعد المتغيرات السياية التي حدثت لم يتسلح هذا الاقليم بل انضم العراق الى اقليم كردستان، ما رأيكم ؟

- بالعكس، هذه تهمة ظالمة، اقليم كردستان كانت متمسكا بالوحدة العراقية، بدليل انه في غياب سلطة صدام حسين عندما كانت كردستان محمية بقرار دولي ومستقلة عن بغداد، قرر برلمان كردستان بالاجماع ان كردستان العراق جزء من العراق وبانها ستبقى ضمن العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد، كان آنذاك بامكاننا ان نعلن الانفصال اذا كنا نريد الانفصال، ثم منذ العهد الجديد نحن نعمل من اجل وحدة الصف الوطني العراقي، لعلك تستطيع ان تسأل كل الاحزاب نحن كنا عامل خير دائما وعامل وئام وتعاون بين هذه الاحزاب العراقية، لو كنا نريد تخريب العراق لسحبنا انفسنا من هذه المحاولات ولتردى الوضع الى شكل غريب، فالكرد كانوا دائما عراقيين حقيقيين لكن على اسس المساواة في الحقوق وعلى اساس فيدرالي، والفيدرالية ليست مطلب الكرد، الآن اخواننا العرب ايضا يطالبون بالفيدرالية، والفيدرالية اقرت باجماع الهيئة التي سنت الدستور وبموافقة (12) مليون عراقي.

 

الحركة التحررية الكردية ليست جديدة

* بوجود تجربة كونغو من حيث وجود طروحات انفصالية لاقليم فيها ولكنها توحدت هل تشبه التجربة العراقية؟ اي يمكن ان نقول لو لم يكن فخامة الرئيس طالباني رئيسا للعراق كان تفكيره سيكون مختلفا ؟

-اولا، هنالك اختلاف كبير، الحركة التحررية للشعب الكردي ليست جديدة وليست مفتعلة، هنالك شعب كردي مقسم بين تركيا والعراق وايران وسوريا هذه حقيقة تاريخية، هذا القسم الموجود في العراق دائما كانت حركته ديمقراطية تحررية متعاونة مع القوى التقدمية العربية ضد الدكتاتورية من اجل عراق ديمقراطي فيدرالي موحد وكان كردستان العراق قبل سقوط صدام حسين مركزا لتجمع القوى العراقية، القوى العراقية كانت كلها موجودة في كردستان بما فيها القوى العراقية العربية الشيعية والسنية، وكانت كردستان مركزا لتجمع هذه القوى في النضال ضد الدكتاتورية ومن اجل هذا العراق الذي نريده اي عراق ديمقراطي فيدرالي موحد.

ثم ان الشعب الكردي نال بعضا من  حقوقه حتى في العهد القديم، اذا عدتم الى تاريخ العراق في العهد الملكي كانت هناك حقوق معينة للشعب كردي مثل اللغات المحلية، في عهد صدام كانت هنالك منطقة الحكم الذاتي وعاصمتها اربيل والبنايات الموجودة الآن بناية المجلس الوطني الكردستاني كانت بناية المجلس التشريعي لكردستان العراق وبناية الحكومة كانت بناية المجلس التنفيذي لكردستان العراق، كردستان العراق ليست حديثة في النضال من اجل حقوقها بل ناضلت منذ تأسيس الدولة العراقية الى هذا الحد، ثم ان الحركة التحررية للشعب الكردي كانت قوة اساسية في المعارضة العراقية، كل القوى المعارضة العراقية التي تراها الآن كانت موجودة في كردستان، قواتها موجودة هناك ومراكزها موجودة هناك وكنا نناضل معا ضد الدكتاتورية في جبهة عراقية مشتركة.

انك اشرت الى مذكرة التفاهم مع الحزب الاسلامي، نحن كانت لنا مذكرة تفاهم مع الحزب الاسلامي في عهد صدام موقعة مع الحزب الاسلامي العراقي عدا ان علاقتنا كانت ممتازة مع المجلس الاعلى للثورة الاسلامية ومع حزب الدعوة ومع الحزب الشيوعي العراقي، مع كل القوى العراقية التي كانت تناضل وكانت موجودة في كردستان خاصة بعد ان تحررت من دكتاتورية صدام، فالحركة التحررية للشعب الكردي اختارت شعاراتها نتيجة دراسات ونضالات طويلة وهي العراق الديمقراطي الفيدرالي وقرر رفع هذا الشعار عندما كان صدام يحكم في بغداد ولم يكن هناك نفوذ للحكم المركزي في كردستان، كانت كردستان تحت الحماية الدولية الى ان سقط نظام صدام حسين فلذلك اي تصريح بان الحركة التحررية الكردية حركة جديدة تشويه خاطئ وظالم ويجب ان نقر بهذه الحقيقة بان الشعب الكردي باختياره قرر ان يكون ضمن العراق.

هناك دليل اكبر لصحة اقوالنا وهو ان عدد المصوتين للدستور العراقي في كردستان اكثر من اي محافظة عراقية اخرى، انا اتحدى اي محافظة تقول ان اهلها صوتوا للدستور بقدر ما صوت الشعب الكردي.

(95%) من الشعب الكردي قد صوت للدستور العراقي الذي يتضمن مادته الاولى : العراق دولة ديمقراطية فيدرالية موحدة ومستقلة، هذا التصويت الذي جرى ضمن انتخابات حرة دليل على ان هذا الشعب اختار بحريته ان يكون جزءا من هذا العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد والمستقل.

* فخامة الرئيس، هناك من يقول ان الاحزاب الكردية تتعامل مع الكتل والاحزاب العربية من باب المصالح التي تخص اقليم كردستان خاصة القضايا المهمة والتي تعتبر اساسية للحزبين الكرديين الرئيسيين منها وضع كركوك والاستثمارات النفطية ورواتب البيشمركة ويقولون بان هذه اصبحت دعامات اساسية للتعاون مع القوى الموجودة في الداخل ؟

- هذا ليس صحيحا بدليل ان موقف الحزبين الكرديين من قضية كركوك يختلف عن جميع الاحزاب العراقية، ليس هنالك حزب من الاحزاب التي نتعاون معها لا الحزب الاسلامي ولا المجلس الاعلى ولا حزب الدعوة يؤيد نفس الموقف الذي نحن نطالب به في كركوك ونحن متحالفون معهم، بالنسبة للقضايا الاخرى كقضية حصة كردستان من الموازنة، نحن لم نقرر حصة كردستان، الدكتور اياد علاوي قرر تحديد حصة اقليم كردستان بالتعاون مع الدكتور عادل عبدالمهدي، كيف قرروا ؟ هذه النقطة تحتاج للتوضيح، نحن في عهد صدام حسين و بقرار من مجلس الامن خصص لنا (13%) من كل واردات النفط العراقي، وعندما فسرت هذه النسبة في العهد الجديد اقترح ان يكون (17%) من ما يتبقى من مصروفات المركز والخارجية والدفاع والداخلية والمشاريع الاستراتيجية وهذا اقل بكثير من (13%) من العهد الصدامي، واذا نقارن (13%) من كل واردات النفط العراقي التي كانت نأخذها في عهد صدام نجد ان هذه النسبة اكثر من (17%) التي نأخذها الآن، لاننا لا نأخذ الآن (17%) من كل الواردات هناك حصة لوزارة الدفاع، وحصة لوزارة الداخلية وحصة للمالية وللمركز ولرئاسة الوزراء وحصة لرئاسة الجمهورية، كل هذه الحصص تخرج مما تبقى من مختلف المحافظات ويعطى (17%) لاقليم كردستان وهو اقل بكثير من (13%) من الحصة التي كانت تعطى للاقليم في عهد صدام حسين.

*يعني فعلا حصة الاقليم كانت (13%) في زمن صدام ؟

-نعم، اذا كيف تم اعمار كردستان طوال هذه الفترة؟، حتى بعد سقوط صدام كان ما تبقى من حصتنا في بنك باريس (3) آلاف مليون دولار، وكنا نأخذ (13%) من حصة النفط بقرار من مجلس الامن، والآن هذه النقطة غير واضحة عند الاخوان عندما يناقشون، ثم من الذي قرر تحديد (17%)؟، الدكتور اياد علاوي الذي كان رئيس الوزراء حينها والدكتور عادل عبدالمهدي عندما كان وزير المالية، هذان الشخصان الكريمان قدرا الوضع آخذين بنظر الاعتبار حصة ايام صدام وفق قرار مجلس الامن وكذلك تدمير كردستان، لانه حسب الدستور واردات النفط توزع وفق النفوس واحتياجات المناطق، كل كردستان كانت مدمرة، العراق لم يكن كله مدمرا، في كردستان كل القرى الكردية كانت مدمرة بلا استثناء وهي (5) آلاف قرية، كل قصبات حلبجة، بينجوين، شارباذير، قلعة دزه، قرداغ، سنكاو، آغجلر، جومان، كلالة، بامرني، مناطق بادينان واخرى، كلها كانت مدمرة وعددها اكثر من عشرين مدينة صغيرة اضافة الى خمسة آلاف قرية، هل هذه المناطق لا تحتاج الى التعويض والتعمير؟ الشوفينيون الموجودون في البرلمان يحاولون ان يشوهوا ويقولون انه (امتداد كردي) و(ابتزاز كردي)، في الحقيقة اذا نأخذ بالمقاييس هنالك حرمان، مع ذلك هذا القرار صادر في عهد الدكتور اياد علاوي وهو ليس كرديا وبموافقة وبقرار من الاخ الدكتور عادل عبدالمهدي.

* ما الذي تغير؟ لماذا هذه المطالبة الآن بتخفيض هذه الحصة ؟

- لا اعرف، يجب ان تسأل الذين يطالبون بتخفيض هذه الحصة، انا اعتقد ان هنالك نزعة شوفينية عربية عند البعض منهم من بقايا صدام حسين، انا لا اريد ان اذكر اسماء الاشخاص ولكن هناك اشخاصا يقفون ضد هذا المشروع وهم كانوا في جهاز صدام حسين، نحن لا نريد ان نكشف كل الاوراق، لكنها موجودة لدى الدكتور احمد الجلبي اذهب واسأله.

* فخامة الرئيس، اذا كان هناك اشخاص من بقايا عهد صدام، فلنكشف الاوراق.

- كشفنا بعضها، ونكشف الآخرين في المستقبل القريب ان شاء الله، ولسنا في عهد يسمح لنا ان نشحن الجو، الآن نحن بحاجة الى تهدئة والى مصالحة وطنية، الآن نحن نعفو واصدرنا قرار المساءلة والعدالة للعفو عن البعثيين الذين هم اعضاء حقيقيون في البعث، فكيف الذين كانوا سريا، انا قصدي انه يجب ان ننظر الى الواقع كما هي ولا نبالغ ولا نقلل، مثلا، في موضوع العقود النفطية، موقفي وموقف رئيس الوزراء كان موحدا وكتبنا رسالة مشتركة الى الاخ مسعود بارزاني وبينا رأينا فيها وهو رأي مشترك، هذا لم يكن يعني انه هناك تآمر كردي على الحكم في العراق/ بالعكس قلنا رأينا بصورة عامة ان النفط ثروة وطنية لكل العراقيين والثروات يجب ان توزع بشكل عادل وفق النفوس ووفق احتياجات المناطق، لانه مثلا هنالك مناطق فعلا محرومة غير كردستان مثلا العمارة والبصرة مدينتان منطقتهما تزود العراق بالثروة النفطية ولكنهما مدينتان محرومتان من كثير من وسائل العيش حتى من مياه الشرب، فهل هذا انصاف؟ هل هذا امر مقبول؟ كلا، لابد من معاملة خاصة لهذه المناطق المحرومة، ونحن لا نعارض، مثلا بعض الاخوة يقولون يجب ان نزيد ميزانية هذه المحافظة، نعم دعنا نزيد الميزانية، فلدينا امكانية زائدة، لدينا ميزانية تبلغ (50) مليار دولار وهي محسوبة على اساس ان سعر برميل النفط (57) دولارا بينما السعر الحالي يقترب من (100) دولار، حسنا اعطوا هذه الزيادة للمحافظات، وزير المالية الاستاذ بيان جبر صولاغ وهو صديقي العزيز يقول ان لديه (25) الف مليون دولار زيادة لماذا لا نصرفه على المحافظات، من يعارض؟

انا في مجلس الحكم اقترحت انشاء صندوق بقانون لم يوفق ولم ينفذ، لتعمير وازدهار النجف الاشرف وكربلاء وهما مدينتان غير كرديتين واقترحت ان يتم تخصيص ميزانية خاصة لازدهارهما وتعميرهما، فلماذا لم يطبق هذا القانون؟

لذلك اقول ان قصدي هو ان المسألة ليست مسألة نحن نشعر بان هذا هو كردي وهذا عربي، بالعكس نحن نطالب بالمساواة الحقيقية للمواطنين.

انا شخصيا ذهبت الى كركوك بعد تحريرها وقلت ان في كركوك ثلاث قوميات، القومية الكردية والقومية التركمانية والعربية وقلت ان القومية الاكثر مظلومية هي التركمانية، لماذا؟ لان القومية التركمانية انكرت، صدام حسين قال ليس لدينا قومية تركمانية وصدر قانون تصحيح القومية يخيرهم بين ان يقولوا انهم عرب او كرد بينما القومية الكردية كانت معترف بها وكان هناك حكم ذاتي كارتوني ومجلس تشريعي كارتوني ومجلس تنفيذي كارتوني لمنطقة كردستان وقلت آنذاك ايضا انه بين التركمان المظلومين هناك التركمان الشيعة الاكثر مظلومية والى الآن التركمان الشيعة محرومون من حقوق كثيرة، هنالك منطقة البشير توجد فيها (1200) عائلة الى الآن محرومة من العودة الى قراها ومناطقها، اذا المسألة ليست مسألة الدفاع عن الكرد او الشيعة، بل الدفاع عن كل العراقيين.

نحن عندما تحررت منطقة الانبار صوتنا على ان يخصص له (120) مليون دولار زيادة على حصتها، واذا اقترحوا الآن ان نزيد لهم (500) مليون دولار نوافق على صرفها لهذه المناطق.

بصراحة ارجو ان تفهموا انه هناك حملة ظالمة على الكرد ويريدون ان يضعفوا الوحدة الوطنية العراقية من حيث الادعاء بان الكرد يتمددون أوالكرد هم بيضة قبان وغيرها من الكلمات.

 

الكرد والوحدة الوطنية العراقية

* يقال ان الاكراد قد استفادوا في فترة الخلافات الشيعية – السنية والاحزاب العربية فيما بينها كانت المصالح الكردية على اشدها استفادت من الوضع ذلك الى ان وصل الحد بالاحزاب الاخرى العربية ان ارادت ان تتحالف ويقال ان بيضة القبان التي كانت بيد الاكراد الآن بدأت لا تصل الى مرحلة رجحان الكفة التي يريدونها لانهم قد طالبوا بأكثر من حقهم؟ 

- اولا، اتمنى ان تكون الاحزاب العربية الشيعية والسنية الديمقراطية متآخية ومتعاونة متناسقة، لكن لا تنس من عمل من اجل ذلك؟ أليس الكرد هم الذين توسطوا وبذلوا المستحيل من اجل جمع الاحزاب الشيعية والسنية في عمل واحد وفي برنامج واحد وفي حكومة واحدة؟

لو كنا انفصاليين، لو كنا نريد الشر للعراق لتركناهم يتعاركون ويتنازعون ويقتلون بعضهم بعضا، نحن بذلنا كل الجهود وبجهودنا، وانا لا افخر، ليس لدينا نفوذ كردي غير شرعي، نفوذنا يأتي من علاقاتنا النضالية مع الجميع نحن عندنا تحالف استراتيجي مع الشيعة هذا نفوذنا، عندنا الآن تعاون مع العرب السنة والحزب الاسلامي وهذا ايضا نفوذ لنا، النفوذ ليس بمعنى السيطرة، نحن على اي شيء مسيطرون؟ بل بالعكس ،لاحظ المسائل الاساسية، رئاسة الجمهورية جلال طالباني انتخبت بما يشبه الاجماع، فأنا قلت لكل الكتل اذا لا توافقون على ان اترشح لن ارشح ولم اكن متحمسا لترشيح نفسي بصراحة لان الصلاحيات لم تكن بالمستوى المطلوب، لكن كل الامور التي تشير الى معنى الدولة هي بيد العرب في العراق، المالية بيد العرب، النفط بيد العرب، الدفاع بيد العرب، الداخلية بيد العرب، الاقتصاد بيد العرب، التجارة بيد العرب، الاتصالات بيد العرب، المواصلات بيد العرب، اما وزارة الخارجية وهي وزارة تشريفاتية فهي بيد الكرد ووزارة المرأة ووزارة الموارد المائية، ومعلوم ان مضمون الدولة هي هذه القوى، وزارات المال والسلاح وهي بيد من؟ ولماذا هذا التجني على الكرد؟ ماذا اخذنا من العراق؟ وبالنسبة لرئاسة الجمهورية صدقني وكل الاخوان يعرفون انه انا لم اكن متحمسا لهذا المنصب الاخوان ضغطوا علي خاصة العرب ضغطوا علي قبل الكرد وقالوا :"في هذه الظروف انت الرجل المناسب وتستطيع ان توحد وان تجمع الآخرين".

بعد ذلك يتحدثون عن نفوذ الكرد، ماذا اكتسبنا نحن من اي شيء؟ لا تدعني اكشف كل ما في قلبي من معاناتنا، كفاية، كان مقررا انشاء مصفى نفطي في كويسنجق والدكتور ابراهيم بحر العلوم وضع الحجر الاساس لبنائه ولحد الآن لم يوضع حجر على هذا الحجر، حتى الآن المناطق الكردية محرومة من السكك الحديد ولا توجد بها اي سكك حديد، الى الآن المشاريع الاستراتيجية التي مخصص لها مليارات الدولارات ولا يوجد مشروع استراتيجي في المناطق الكردية.

هناك مثال آخر،نحن قلنا ان في كركوك الكرد والعرب والتركمان ويجب توزيع الوظائف بالتساوي (32%) للعرب و(32%) للكرد و(32%) للتركمان و(4%) للكلدوآشور، في شركة النفط في هذه المحافظة من ضمن (15) الف عامل وموظف في شركة نفط كركوك هناك (450) عاملا كرديا موجودا في الشركة، فلذلك نقول انه وفق الدستور يجب ان يكون هنالك تعاون بين الحكومة المركزية والحكومة الاقليمية لتنظم الادارة، اما الثروة فتكون مركزية، الثروة تكون للحكومة المركزية، ولكن هل من المعقول هذا التوزيع للوظائف الذي جاء في زمن صدام حسين بهدف التعريب وطرد العمال الكرد والتركمان وجاء بآخرين من الجنوب العراقي.

نقطة اخرى اود ذكرها، في اي قضية عراقية تخلف عنها الكرد، نأخذ العلاقات العربية، لا افتخر اذا قلت بانني من قام بتقوية العلاقات العربية، انا ذهبت الى مصر وطلبت من الاخ محمد حسني مبارك ان يوافق على بناء علاقات استراتيجية وذهب وزير الخارجية (الكردي) ووقع على هذه الاتفاقية الاستراتيجية بين مصر والعراق، ومصر هي الشقيقة الكبرى للامة العربية.

انا من ذهب الى الاردن والى الكويت والسعودية وسوريا من اجل تعزيز العلاقات العراقية – العربية، وايضا هوشيار زيباري وهو كردي زار كل هذه البلدان ووثق الصلات، اسألوا الدول العربية، هل هم راضون عنا ام عن غيرنا.

هناك حملة ظالمة على الكرد ومع الاسف الشديد بعض الاخطاء الكردية ايضا ساهمت في اعطاء ذرائع بيد هؤلاء، والا الكرد في العراق كقومية ثانية من خلال الانتخابات حصلوا على ملايين الاصوات، لقد حصلنا على اصوات اكثر من العرب السنة، الكرد حصلوا على (2.9) مليون صوت وهم حصلوا على (2.3) مليون صوت.

هناك مثل قد سمعته من دولة رئيس الوزراء الاخ العزيز نوري المالكي، في وزارة الدفاع، هناك ضجة بان العرب السنة مظلومون في هذه الوزارة، ولكن لو امعنا النظر نجد ان (44%) من ضباط الجيش العراقي هم من الشيعة و(42%) من ضباط الجيش العراقي هم من العرب السنة و(8%) من ضباط الجيش العراقي هم من الكرد، هذا في العهد الجمهوري الفيدرالي الزاهر الذي رئيس جمهوريته كردي، حسنا هذا تجاوز ام انتقاص للحقوق؟ 

 

المطالب الكردية في العراق الجديد

* هناك من يقول ان هناك ادوارا للكرد، يعني الرئيس طالباني يمثل مركز الاعتدال والوسطية وهناك كاك مسعود رئيس اقليم كردستان يمثل مطالبات اقليم كردستان؟ 

- اذكر لي مطالبة غير معقولة قدم بها الاخ مسعود بارزاني.

* كما يقال ان هذه الخمس السنوات التي مرت هي ربيع الوقت الذهبي او الربيع السياسي للاكراد حيث كان سقف مطالبهم عالية؟

- قبل سقوط صدام تطور وضعنا حيث كانت لدينا مالية جيدة كانت حصتنا (13%) من النفط العراقي وقمنا باعمار مناطقنا بشكل رهيب وبعد سقوط صدام جاء الازدهار الاقتصادي نتيجة سياسة الاقتصاد الحر، اذهب الى كردستان وترى ان اكثرية المشاريع العمرانية تأتي من القطاع الخاص، وليس من الحكومة.

* القصد ليس اقتصاديا، انما هم يتحدثون عن السياسة ويقال الآن بدأت التحالفات تختلف وبدأ الخريف السياسي ؟

- اين هذا السقف الزائد حتى نقوم بانزاله، اذا كان القصد (17%) من الميزانية فهذه تم بقرار من الدكتور اياد علاوي والدكتور عادل عبدالمهدي في حينه بسبب الاوضاع التي شرحتها سابقا، اما المطاليب الاخرى فالوزارات الاساسية مثل المالية والدفاع والنفط وهي جميعها بيد عرب العراق، فما هو السقف الكردي الزائد.

* هي القرارات التي عليها اختلاف من قبل العرب لحد الآن الواقعة والمفاوضات المستمرة بين الحكومة والاقليم؟

- هذا الاختلاف هو بسبب الاحزاب العربية وليس بسبب الاختلاف بيننا، فنحن نؤيد حكومة المالكي، التيار الصدري الذي هو تيار عربي يعارض حكومة المالكي.

نحن نؤيد حكومة المالكي، جبهة التوافق السنية تعارض حكومة المالكي.

نحن نؤيد حكومة المالكي ونشترك فيها، (العراقية) و(الفضيلة) يعارضان هذه الحكومة.

الكرد متعاونون، فأين السقف الزائد حتى نقوم بانزاله، انا والله كعراقي اريد ان انزل هذا السقف الزائد، احيانا تصدر مثلا تصريحات، ففيما يتعلق بالنفط لم نقل في يوم من الايام بان النفط غير عراقي، النفط ثروة وطنية عراقية و وارداته تذهب الى الميزانية العراقية العامة لكن توزع حسب الدستور والذي يقول ان توزيع ثروات النفط يكون حسب النفوس واحتياجات المنطقة، اما بالنسبة لعقود الاستثمار، فهي ليست نهائية، هي عقود مؤقتة ويجب ان تنال موافقة بغداد حينها تكون نافذة، بدون موافقة حكومة بغداد لا تكون نافذة، وهذا رأيي ومثبت بالرسالة التي كتبناها انا والاخ المالكي وارسلناها الى الاخ مسعود والاخ مسعود وافق على ذلك، اذن المسألة ليست كذلك، بل المسألة هي انه هنالك حملة ظالمة على الكرد في هذه الايام وانا انبه الاخوة العرب المؤمنين بالاخوة العربية – الكردية ان القائمين بذلك يقصدون شيئا غير ما يقولون، لاحظوا الاصوات المرتفعة تأتي من المعارضة للحكومة، يقولون ان هذه حكومة الشيعة ويجب اسقاطها، احسن اسقاط لحكومة الشيعة هي دق الاسفين بين الكرد والحكومة الحالية لانهم منسحبون فلذلك يجب ان ننتبه لهذه النقطة، انا برأيي ما عدا معارضة الحزب الاسلامي التي تقوم على اسس منطقية، المعارضات الاخرى لا تقوم على اي اسس، بل تريد اسقاط الدكتور المالكي، نحن الوحيدون الذين قلنا كلا لاسقاط الدكتور المالكي.

من هنا اريد ان اعرف اين هوالسقف الزائد؟حتى بالنسبة للوزارات، مثلا وزارة الخارجية التي يطالبون بها هي وزارة تشريفاتية، كم مصنعا بيد وزارة الخارجية؟ كم دبابة وكم طائرة بيد هذه الوزارة ؟ اعطونا وزارة الدفاع نعطيكم وزارة الخارجية، اعطونا وزارة الداخلية نعطيكم وزارة الموارد المائية، اننا ولكوننا كنا نريد لحكومة المالكي ان تنجح سكتنا عن كثير من الحررمات، نحن بقدر التيار الصدري لدينا وزراء في الحكومة العراقية.

* لديكم منصب سيادي كرئيس للجمهورية فخامة الرئيس ووزارة سيادية ونائب رئيس الوزراء...

-انا مستعد ان اعطيك موقعا سياديا واعطني وزارة الدفاع.

 

زيارة المراجع

* ونحن نتحدث عن الاحداث والمتغيرات السياسية في العراق، زيارتكم الى النجف، يقال ان هناك خلافات وذهبتم الى النجف، ام ما هي الزيارة؟

- انا من المعجبين بالمراجع الكبار العظام وعلى رأسهم سماحة السيد علي السيستاني وكنت اشعر بتقصير من جانبي لاني لم اتشرف بمقابلته خلال سنة ولذلك ما ان سنحت الفرصة، قمت بزيارتهم ولم ابحث معهم اي خلاف بين الاحزاب لانني عندما ذهبت اعتقد ان الخلافات حلت بيننا، فأنا عضو في المجلس التنفيذي وداخل المجلس التنفيذي نحن توصلنا الى اتفاقات مبدئية حول جميع القضايا المطروحة بما فيها المساهمة في القرار والقيادة الجماعية وتشكيل الحكومة وادارة البلاد والعفو العام والخ...، فلم تبق هنالك مشكلة لأذهب واعرضها على المراجع العظام، فكانت الزيارة بروتوكولية وكذلك الاسترشاد بآرائهم استمعت اليهم وهم يطلبون من الحكومة ان تعمل لخدمة الشعب وتقوم بالمشاريع الخدماتية وان تصرف الاموال وتعمل على توفير الماء والكهرباء والمواد الغذائية للشعب، ونصائحهم على العين والرأس.

التغيير الوزاري

* هناك تسريبات حول تغيير وزاري والمالكي سيقدم تشكيلة جديدة، هناك مطالبات بجعل التشكيلة بعيدة عن المحاصصة السياسية والطائفية وهناك من يرغب ان يكون الحكومة لها محاصصة سياسية او طائفية لان الكتل في البرلمان يجب ان يكون لها دور في الحكومة، ما رأيكم بذلك ؟

-انا رأيي هو ما اتفقنا عليه في المجلس التنفيذي، ان نخول الاخ الدكتور نوري المالكي بتشكيل حكومة جديدة عددها يكون اقل من العدد الحالي لدينا (42) وزارة وفرنسا لديها (17) وزارة وامريكا (9) وزارات، وان تألف الوزارة من اشخاص اكفاء، هؤلاء العناصر لا بأس ان تختارهم الاحزاب ولكن يجب ان يكونوا اكفاء ومنسجمين مع رئيس الوزراء ومؤمنين بالبرنامج السياسي للحكومة وبالخطاب السياسي المشترك وان يكونوا فريقا واحدا في العمل من اجل تقديم الخدمات وصرف الميزانية وخدمة المواطنين العراقيين وحل المشاكل الحياتية للناس، لا يمكن ان تكون الوزارة بعيدة عن تدخل الاحزاب ولكن على الاحزاب ان تقدم مرشحين اكفاء، لا يأتي لكونه عضوا في الاتحاد الوطني الكردستاني بل لابد ان يكون كفوءا وقادرا على اداء المهمة الموكولة به في هذه الحكومة تلك هي الفكرة الموجودة لدي.

*كانت هناك حكومات سابقة شكلت من قبل الكتل والاحزاب، كان هناك وزراء اكفاء؟

-فرضت على رئيس الوزراء الآن، نحن اعطينا الحق ألا يفرض على رئيس الوزراء، رئيس الوزراء يختار، مثلا اي حزب يقدم عدة اسماء رئيس الوزراء يختار الاكفاء لملء المناصب المطلوبة.

 

أهم القرارات التي اتخذتها

* ما هو القرار الذي تعتز انك اتخذته سواء في الحياة السياسية الآن او منذ بداية حياتك الى اليوم، القرار الذي تعتز به؟

- عدة قرارات في حياتي اعتز بها، اهم قرار هو تشكيل الاتحاد الوطني الكردستاني بعد النكسة التي حلت بالشعب الكردي، ثم تشكيل الجبهة العراقية الوطنية الديمقراطية، ثم العمل المشترك مع القوى العراقية لاسقاط النظام الدكتاتوري.وفي العهد الجمهوري، اهم قرار اعتز به هو جهدي لتجميع الاحزاب العراقية وبذلت جهودا عديدة حتى جمعتهم على مائدة الطعام ثم على مائدة الحوار وتم الاتفاق على البرنامج السياسي وتشكيل حكومة وحدة وطنية على اثرها.

* وما هي القرارات التي ندمت عليها ؟

-ا لقرار الذي ندمت عليه في حياتي هو الاختلاف الذي حصل في 1964 في الحزب الديمقراطي الكردستاني بين المكتب السياسي والجنرال بارزاني.

* ما هو القرار التي تطمح ان يكون ولحد الآن لم يتحقق ؟

-القرار الذي اطمح ان يكون هو تشكيل جبهة وطنية عراقية تخرجنا من التخندق الطائفي والقومي وتنقلنا الى الساحة الوطنية العراقية الديمقراطية، تجمع القوى الخيرة والمعتدلة والمؤمنة بالبرنامج السياسي لخدمة الشعب العراقي.

 

نكات و طرائف

* فخامة الرئيس ، يقال ان للرئيس جلال طالباني نكات و احاديث طريفة هل من جديد ؟

- عندي ثلاث نكات 

* النكتة الاولى :

* شابان كانا يتمشيان في الشارع ورأيا شخصا يتمشى وحده، احدهما قال : هذا رئيس الجمهورية، اما الثاني فنفى وقال هذا ليس رئيس الجمهورية، كيف يتمشى رئيس الجمهورية في الشارع لوحده بدون حراس لحمايته، فلنراهن على صحة اقوالنا واقتربا من الشخص وكان رئيس الجمهورية، الشاب الذي خسر سأل الاول الرابح وقال : كيف عرفت ذلك ؟ ورد الشاب : ما تشوف يجر الكلب ورابطه من ذيله ؟

* النكتة الثانية :

رئيس الجمهورية زار سماحة عبدالعزيز الحكيم عندما رأى صورا على الجدران قال رئيس الجمهورية، سيدنا ما هذه الصور، قال سماحة عبدالعزيز الحكيم : هذه صور شهداء اهل البيت.

وقال رئيس الجمهورية، ليش انت ساكن ايجار بهذا البيت؟

النكتة الثالثة 

زار وزير الكهرباء رئيس الجمهورية، وقال له : ابشرك من الآن فصاعدا الكهرباء لا ينقطع، قال رئيس الجمهورية: كيف ؟ قال الوزير : قررنا تمرير الاسلاك تحت الارض.

قال الرئيس : لعد العصافير المساكين وين يروحون.

 

 

PUKmedia عن الانصات المركزي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket