مام جلال مهندس الدبلوماسية الكردستانية

الاراء 12:02 PM - 2017-11-14
مام جلال مهندس الدبلوماسية الكردستانية

مام جلال مهندس الدبلوماسية الكردستانية

المناضل والبشمركة الرئيس السابق لجمهورية العراق الفدرالي و سكرتير الاتحاد الوطني الكردستاني منذ طفوالته وحتى يوم رحيله لم يبتعد عن جو السياسة والدبلوماسية الكردستانية وخدم بكل ما كان يملك من قوة و عزيمة في سبيل تحقيق اهداف الشعب الكردي و كما خدم لاجل احترام و حماية حقوق كافة المكونات الموجودة في المنطقة.

 

دور مام جلال في حماية مكتسبات الشعب الكردي

دور المناضل الخالد مام جلال في حماية مكتسبات و منجزات الشعب الكردي و مكونات الاخرى التي تعيش في كردستان و جوارها، كان كبيراً و تاريخياً وكلنا نعلم بأن مام جلال كان مناضلاً كردستانياَ و مناضلاً أممياً و انسانياً ونضالاته منذ صغره والى يوم رحيله دلالة على ذلك و هو صاحب دور ريادي في زرع مفهوم الاخوة و السلم الاهلي في اوساط الشعوب المنطقة ، التي تعيش في الشرق الاوسط دون اي تفرقة.

وكان يعمل دوماَ و دائماَ في تقريب الفرقاء و توحيد صفوفهم لأجل استبباب الامن و السلام و انهاء حالات العداوة و العراك الداخلي، و هو كان مهندس لوقف قتال الداخلي بين اطراف الكردية و بدء بالضغط على حزبه لأجل وقف القتال بين اطراف كردية واحياناً تنازل كثيراً لطرف المقابل في سبيل انهاء الحرب الداخلي وحقناً لدماء شباب الكرد.

وكان له دور مميز في نشر فكرة التسامح و الاخوة و العمل على تنشيط مفهوم القومي و الوطني ضمن اصول حماية مفهوم الاخوة والتسامح بين قوميات اخرى. عرف من قبل قيادات السياسية العراقية وبعض الدول العالم بأنه "صمام الأمان". 

تعدى حضوره السياسي أقليم كردستان و اجزاء كردستان الاربعة ليعمّ الساحة العراقية و الدول المجاورة ايضاً.

 

مهندس علاقات الكردية الدولية

يعد مام جلال زعيما مخضرما شارك في مساعي الشعب الكردي لتقرير مصيره وهو من فتح باب العلاقات الدبلوماسية بين اقليم كردستان و الدول العالم في بداية الستينات و الى يوم مرضه، اي يعتبر مهندس للعلاقات الدبلوماسية للشعب الكردي و هو كان له علاقات جيدة مع الدول الاوروبية و امريكا و كندا و مصر و دول الخليج.

عمل جاهداً في سبيل رفع مشعل الدبلوماسية الكردية بين اوساط الدوالية وكان اولى انطلاقاته الدبلوماسية في عام 1963 في فرنسا. 

وقد ربطته علاقات شخصية بالرئىس المصري جمال عبدالناصر وحيث اقنعه بفتح قسم كردي في اذاعة مصروذلك في عام  ولكنه بعد ما بدء بث قسم الكردي تدخل دولة التركية و هدد مصر واجبرهم على اغلاق قسم الكردي في راديو مصر عام 1957.

له بصمات قوية على انجاح " على اتفاقية 11 آذار 1970، والإنتخابات الكوردستانية عام 1992، ووحدة الخطاب السياسي الكوردي لتأسيس اقليم كردستان الفدرالي.

له دور ريادي في فتح قسم كردي في راديو صوت امريكا في عام 1992

له دور في عملية وقف اطلاق النار من قبل حزب العمال الكردستاني في عام 1993 ضد دولة التركية و تواصل بين رئيس التركي توركوت اوزال و القائد عبدالله اوجلان لاحلال السلام و حل القضية الكردية سلمياً.

له دور في مساندة ثورة رؤجافاي كردستان وبداية عندما طالب وفد المعارضة السورية الذي زار بغداد في عام 2012 بأن يكون رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المناضل صالح مسلم موجوداً في الوفد. وكما نعلم الدعم و المساندة لا يزال مستمراً لروجافا.

 

مناضل ورجل المواقف

حسب ردود ونظرة مراقبين سياسين الكرد أن"حينما يتم بحث وتفيكر في النضال العسكري، السياسي، الدبلوماسي، الحنكة السياسية، التسامح، حماية حقوق و كلمة الحق، فإن الجميع يتذكرون الخالد مام جلال،لهذا كلهم يقولون أن رحيل قائد مثل مام جلال في هذه المرحلة  ترك فراغاً لن يملء، و كانت فاجعة كبيرة وخسارة للكرد و كردستان و العراق و الشعوب المنطقة برمتها.

عن مؤسسة دراسات كوردستانية، التي " يترأسها الدكتور خالد يونس مؤلف الكتاب " صدرت الطبعة الثانية من كتابه " الزعيم الوطني الكوردستاني ، جلال الطالباني قائد وفكر وعصر " في أبريل 2006 ، ويذكر الكاتب في الصفحة الأولى من كتابه، قبل الإهداء ... الغاية الرئيسية من تأليف كتابه هذا بالقول : " لم أكتب هذه الدراسة من منطلق حزبي، فأنا لست متحزباً إنما أكتبها من منطلق إعجابي بالأستاذ مام جلال وبنبوغه وتضحياته ونضالاته، ومراقبتي لأعماله الخالدة باعتباره أحد كبار القادة الكرد الذين أثروا في تاريخ كردستان السياسي ".

مام جلال الزعيم الكردستاني الوحيد الذي استوعب معادلة الأمن القومي الكردستاني.

التعددية والديمقراطية عامل استقرار للأمن القومي الكردستاني ، القانون والأمن الاجتماعي والحاجيات الروحية والمادية الأساسية للشعب .

هناك ما وصفته بعض صحف عراقية عربية شخصية مام جلال كالتالي: محام ومناضل يجمع في شخصه حكمة «الشيوخ» وحماسة «الشباب» وهو موهوب بطاقة جدلية قل مثيلها، لكنه من طينة السياسيين الذين يدافعون عن قضيتهم بكل ايمان وحزم. 

وهناك مقولة ووصف جميل و رائع للشاعر العراقي الكبير  الراحل محمد مهدي الجواهري قال في مام جلال: "ماذا اغني شوق جلال كشوق العين للوسن، كشوق ناء غريب للدار والوطن.. شوقا اليك وانت النور من بصري وانت محل الروح في البدن".

حكم على الرئيس الخالد مام جلال بالإعدام غيابيا ، كما أصدر صدام حسين عفوا عن المشاركين في انتفاضة 1988، ولكنه استثنى طالباني من هذا العفو.

حسب تقرير ل DW عربية، بعد سنوات تولى طالباني رئاسة الجمهورية في العراق وكان من ضمن صلاحياته التوقيع على قرارات الإعدام الصادرة بحق المجرمين ، لكنه رفض التوقيع على حكم إعدام صدام حسين، ولم يعامله بالمثل، وتسلّح بحقيقة أنّه من الموقعين على وثيقة منظمة الاشتراكية الدولية الداعية لإلغاء عقوبة الإعدام باعتبارها عقوبة انتقامية غير إنسانية، ولذلك فقد تأخر تنفيذ الحكم بحق صدام حسين بضعة شهور، حتى خوّل طالباني رئيس الحكومة نوري المالكي توقيع الحكم أثناء سفره إلى خارج العراق.

عنوان التشريع: العفو العام والشامل عن الاكراد العراقيين

التصنيف: قرار

العفو العام والشامل عن الاكراد العراقيين

المحتوى

رقم التشريع: 736

سنة التشريع: 1988

تاريخ التشريع: 1988-01-01 00:00:00

 

استنادا إلى أحكام الفقرة (1) من المادة الثانية والاربعين من الدستور قرر مجلس قيادة الثورة بجلسته المنعقدة بتاريخ 8/9/1988 ما يلي : ­

 

أولا ­ يعفى عفوا عاما وشاملا الاكراد العراقيون المشمولون ببيان مجلس قيادة الثورة الصادر بتاريخ 6/9/1988 من كل أثر أو ملاحقة قانونية لأي عمل يعاقب عليه القانون، وكان قد وقع قبل تاريخ صدور بيان مجلس قيادة الثورة في 6/9/1988، سواء كانوا خارج العراق أو داخله، ويستثنى من ذلك القاتل عمدا بصورة مباشرة والسارق لأموال الغير، ويشترط لاستفادة من هو خارج العراق من هذا العفو أن يعود إلى الوطن خلال ثلاثين يوما من تاريخ صدور هذا القرار، مع ضمان خروجه إلى خارج الوطن بعد عودته إذا كن مرتبطا بعمل أو دراسة أو ما شابه ذلك ويرغب في متابعتها.

ثانيا ­ يعفى عفوا عاما الاكراد المحكومون والموقوفون وتغلق قضاياهم ويطلق سراحهم فورا أن لم يكونوا محكومين أو موقوفين عن قضايا أخرى غير التي تناولها بيان مجلس قيادة الثورة في 6/9/1988، ويستثنى من ذلك المحكومون بسبب جرائم القتل العمد أو السرقة.

ثالثا ­ يستثنى من العفو الوارد بهذا القرار الخائن جلال الطالباني فقط.

رابعا ­ لا يعمل بأي نص يتعارض وأحكام هذا القرار.

خامسا ­ ينفذ هذا القرار من تاريخ صدوره ويتولى الوزراء والجهات ذات العلاقة تنفيذه.

صدام حسين

رئيس مجلس قيادة الثورة

 

مرض المناضل العتيد

وبعد نضال طويل و عتيد عانى الخال مام جلال في السنوات الأخيرة من نضالاته التاريخية من مشاكل صحية، و حسب "ويكيبيدا " حيث أدخل إلى مدينة الحسين الطبية في الأردن في 25 فبراير شباط 2007 بعد وعكة صحية أصابته، وأجريت له عملية جراحية للقلب في الولايات المتحدة في أغسطس/آب 2008، وفي نهاية عام 2012 غادر العراق للعلاج في ألمانيا من جلطة أصيب بها ودخل على إثرها في غيبوبة، وكان قبل ذلك يتلقى العلاج في مدينة الطب في بغداد على يد فريق طبي مُختص، ومكث هناك في ألمانيا نحو عام ونصف حتى عاد للعراق في يوليو/تموز 2015، وخلفه فؤاد معصوم في رئاسة الجمهورية.

 رحيل أمل الشعوب

لقد رحل عنا في مثل هذا اليوم ما قبل اربعون يوماً اي في يوم 10-10-2017، بتمام الساعة الرابعة عصراً في أحد مستشفيات ألمانيا، عن عمر ناهز الـ 84 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض دام 5 سنوات اي 2012 -2017، ووبعد علان عن رحيل مام جلال اعلنت حكومة اقليم كردستان الحداد لمدة أسبوع على وفاته، فيما أعلنت حكومة العراقية ، الحداد لمدة ثلاثة أيام و كما اعلنت حكومة الادارة الذاتية ل رؤجافاي كردستان ثلاثة ايام الحداد وفي شمال كردستان ايضاً اعلن حزب الشعوب الديمقراطية عن الحداد ثلاثة ايام. 

هكذا جاء عن دور مام جلال في برقية بيض الابيض الامريكي  "نتذكره كوطني حقيقي وشريك كان فعالا في نقل العراق من طغيان صدام حسين إلى الديموقراطية الدستورية الموجودة اليوم".

يقول كيلبرت ميتران نجل دانيال ميتران"أن خسارة هذا القائد العظيم ليس للكورد فقط وإنما لجميع المناضلين والرفاق الذين يحاربون في طريق تحقيق العدالة والسلام والسمو". ان والدتي مدينة للرئيس مام جلال لأنه أنقذها من حادثة كانت قد تعرضت لها عام 1992 كما وإنها كانت صديقة مقربة له، لذلك عملت دائماً من أجل الكورد وكانت مطالبة نشطة بحقوق الكورد المشروعة.

الشعب الكردي و كردستان عامة  خسر برحيل الرئيس مام جلال شخصية بطلة التي كانت لها وجود دلوماسي و سياسي قوي في الساعة الدولية،  وهو كان قائدا كردستانياً و عراقياً و انسانياً لامعاً ومناضلاً صلبا وعتيدا وهو اول شخصية كردية استطاع ان يجمع بين الفكر القومي الكردستاني والانساني دولياً والوطنية العراقية الصادقة ووهو من نشر اصول الثقافة التسامح لفتح طريق امام تقبل الدولي لدعم و حماية حقوق الشعب الكردي  وهو كان له الايمان الراسخ بالمفهوم و بالنظام الديمقراطي وهو كان من الشخصيات التي تتمتع بالروح بالمسؤولية ومحاربة الظلم والاضطهاد والعنصرية و الشوفينية.

جلال حسام الدين نور الله نوري طالباني و معروف ب مام جلال الذي ولد في (12 نوفمبر، 1933 )  ناضل اكثر من سبعون عاماً في خدمة حرية شعبه وقضيته العادلة و من محامي قانوني الى بشمركة مناضل في جبال كردستان الذي حارب ديكتاتورية البعث الفاشي اصبح في منصب رئيس مجلس الحكم العراقي الذي تأسس بعد الإطاحة بالامبراطورية البعثية العنصرية في عام 2003،  و في بعد فترة  اصبح رئيس جمهورية العراق السابع في الفترة من 2005 إلى 2014،  وهو يعد أول رئيس لجمهورية العراق منتخب  ديمقراطياً وهو كردي من اصل غير عربي وهو كان محبوباً و مقبولاً لدى كافة شرائح الشعب الكردي و الشعوب الاخرى في كردستان والمنطقة وذلك لذكائه وقدرته القيادية سياسياً و عسكرياً و دبلوماسياً و اجتماعياً.

 

هوزان عفريني

 

 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket