شرعوا نوافذكم لنسائم الحرية

الاراء 02:18 PM - 2017-09-26
شرعوا نوافذكم لنسائم الحرية

شرعوا نوافذكم لنسائم الحرية

شرعوا نوافذكم لنسائم الحرية التي لم تذوقوها بعد، فلن تقتلكم:

 

الشعوب المضهدة والمستعبدة طوال قرون باسم الدين حينا، وباسم خرافة الوحدة والقومية العربية الواحدة حينا آخر، هذه الشعوب المكلومة تبدأ بتحطيم نير عبوديتها، وتفتح زنزاناتها المغلقة منذ عهود طويلة، للحرية.

ان تتهاوى الرايات السوداء رايات عصر الكهوف والهمجية، لترفع مكانها الوان سحر الشرق وعظمته، هنا تكمن روح الثورة وجوهرها.

ما يجري في شمال سوريا والعراق فاتحة لعصر جديد من الحريات لم نعهده ، ولم نتذوقه من قبل.

اعلم أن التجربة ربما لن تكون بمستوى الحلم، وأن ثمة عثرات وكبوات كثيرة واضطرابات، وعدم استقرار، فالتجربة جديدة طرية العود، والطريق إلى الهدف طويل وشاق ومكلف، أن تبدأ بالسير فيه، هو المغزى والدلالة، رمزية الحرية تقبع في نهوض واستيقاظ شعوب الشرق لتشق طريقها، بعد أن ديست بالاقدام، وكممت افواهها، وسيقت بالسوط والسيف والنطع والحصار والتجويع، ولوحقت في السهول والجبال، من أجل أن تنسى تاريخها.. ثقافتها ...وجدانها ..ذاكرتها، إلا أنها بقيت صامدة تحمل حلمها بين طيات قلوب أطفالها.

المبادرة في أن نخطوا الخطوة الأولى بكل عثراتها في هذا الطريق، هي الدلالة الأهم والاكثر عمقا في التاريخ القادم لمنطقتنا، أن نقول للطغاة بكل أشكالهم المشوهة، أننا لن نرضخ لظلمكم، ولعسفكم، ولن نكون عبيدكم بعد اليوم، هنا تكمن جوهر الحرية وروحها.

لنفتح صدرونا ونشرع ايدينا لعناق كل ما يجري في أراضي الشمال. لاتجزعوا من رياح الحريات القادمة ولا بتلك الشمس الساطعة، فالشمس لاتميت الا خبيث الحشرات وتقضي على العفونة وتطرد الهواء الفاسد ، لاتجزعوا من الضوء فلن يؤذيكم. الطغاة عودونا على الظلمة والعفونة حتى بتنا نراها هي الحال الطبيعية والصحية وماعدا ذلك فهو مضر أو سيلحق الضرر بنا، واصبحنا نخاف من ضوء الشمس ومن نسائم الحرية لأننا عرفناها اسما فقط ، ولم نراها ونلمسها ونعيشها فعلا أو نتذوقها، هذا الخوف المرضي زرع في وعينا بالقهر والعسف والخداع والتزوير. نجاتنا تكمن هناك ...في حرية الشعوب ..اولا ..وفي حرية الأفراد ثانيا، وفي دول المواطنة والديمقراطية وحقوق الإنسان لاحقا.

الأكراد هم أول الشعوب التي سارت في هذا الطريق، لكن لن تكون آخرها، و كلي أمل بعد عهد قريب سنرى شرقا زاهيا ومشرقا كريما ونظيفا من طاعون القرون الوسطى.

سلاما لكم من القامشلي الى السليمانية الى اربيل ........شكرا لكم لانكم كنتم الاشجع والاجرأ والاوعى ولكم شرف المبادرة.

 


بقلم الاستاذ أكثم نعيسة 

مدير مركز الشام للدراسات الديمقراطية وحقوق الانسان في سوريا‎

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket