و يدخل الغريب من تلك المسامات

الاراء 10:44 AM - 2021-05-07
و يدخل الغريب من تلك المسامات

و يدخل الغريب من تلك المسامات

هذه الصورة تلخص الوضع العراقي وملفه الكوردي. ربما كان الامر هكذا منذ بدايات تشكيل الدولة العراقية. ولكن ما كان ينقصنا و ماكان يحتاجه الامر هو صورة ملونة تعكس الواقع المر بكل أبعاده.

جبل متين تحت نفوذ الجيش التركي حيث الخارطة الرسمية للدولة العراقية تضم هذا الجبل وسلسلة جبال أخرى من كوردستان العراق. وهي منطقة تقع تحت نفوذ و سيطرة الحزب الديمقراطي الكوردستاني

ويفترض بالخطاب الرسمي العراقي أن يقول كلمته عن هذا التجاوز الفظ  على السيادة العراقية.  وقال تلك الكلمة على استيحاء ، عوضا عنه وعن حكومة الاقليم ايضا. وانقرة تعلم ان الاحتجاج الديبلوماسي اضعف الايمان في الموقف الوطني العراقي والموقف القومي الكوردي بينما الفعل التركي اعتداء فاقع على شروط الجيرة الحسنة.

الصورة لوزير الدفاع التركي خلوصي اكار وهو يتفقد قواته التركية على أرض عراقية دون أن يرف له جفن.. قوات مدربة في صف متناسق تقدم تعظيم سلام لقائدها العسكري القادم من أرض الوطن الأم الى (أرض المال السائب ) التي تغري كل من هب و دب ليدلو بدلوه بغرس  شوكته في خاصرة الوطن الافتراضي.

كانت الادبيات العثمانية تسمي هذا الجيش بالغضنفر وهي كلمة عربية أصيله دخلت قاموس اللغة التركية مثلها مثل  كلمة الغازي التي تحاكي في معناها الايجابي كلمة الفاتح المعاصرة.

ويتذكر العراقيون قول الجنرال الانكليزي مود حين دخل بقواته بغداد: جئناكم محررين  لا فاتحين . 

ولكن بالمناسبة أين بغداد من كل هذا؟

وخلوصي اكار يصول ويجول في أرض أستلمتها كغنيمة حرب من العثمانلي دون أن تفي بأحتياجات الوطنية الحقة؟ بل أين كوردستان بكل هذا الكم  الهائل من مفردات الشعر وأدب القاومة ضد المحتل الاجنبي وهي غافلة عن الحضور التركي المتمدد على طول كوردستان المحررة من قوات (صدام حسين) منذ 1991؟ وخصوصا في منطقة نفوذ لحزب لطالما رفع من منسوب الشعارات القومية الطنانة حينما يتعلق الامر بالاستهلاك المحلي وشروط التصارع الداخلي.

أين الغيرة الوطنية العراقية وأين الهمة القومية الكوردستانية التي صنعت مصدات نفسية عميقة تجاه الوجود العسكري العراقي و تناست الطمع التركي الممتد عبر التاريخ القريب والبعيد.

أم أن المصد القومي الكردي يتحدى الحضور العراقي ويعجز عن أن يأتي بمثله في غيره و يعجز من انتاج مفاهيم بيشمركاتية تجاة الحضور التركي.

محزن جداً أن العقيدة العسكرية للعراق الجديد كسابقته العقيدة العسكرية في العراق الملكي والجمهوري،  يغرق في تفاصيل الكرامة والنخوة الوطنية حينما يتعلق الامر بالملف الكردي ولكنه يتناغم مع المحيط الاقليمي ومتطلباته التوسعية التي تلثم السيادة العراقية. 

والكلب المندهش من المشهد كله هو العنصر الاصيل الوحيد في الصورة الملونة. كلب عراقي - كردي يختزل الهوية المركبة لهذه الارض الطبية التي يتفنى الجميع بمآثرها الجغرافية والطبيعية الخلابة وينسى الجميع واجباتهم تجاهه. فتحية لك أيها الكلب الوفي. في عالم تزدحم فيه الهويات المركزية و الفرعية دون أن تتمكن من ضبط العلاقة بينهما .

وأنما يدخل الغريب من تلك المسامات بالضبط.

 

 

ستران عبدالله

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket