مجتمع الشرق الأوسط بين والعلمانية والدينية

الاراء 06:30 PM - 2021-03-11
مصطفى السورجي

مصطفى السورجي

لماذا أصبحت مجتمعاتنا تعاني من ازمه الرمزيه وهل هي ظروريه لكي تتقدم الشعوب وتتطور؟

 كثيرا ما نسمع في الآونة الأخيرة بمصطلح العلمانية وخاصة بعد ثورات الربيع العربي تحديدًا. والصراع القائم بين اصحاب هذا التيار  ان صح أن نسميه هكذا, والتيار "الديني" وان كلا الفريقين اصبحوا في حرب كلاميه ضروس لدرجة لا يتسنى للمتابع ان يتفهم الجدوى من وراء كل تلك المشادات الكلامية. 

فالفريق الأول يدعي بالحداثة والمدنية والتقدم بالمجتمع نحو التطور بينما الفريق الآخر يدعو الى الإيمان والعصمة والرجوع الي نهج الأسلاف  الصالحين وبالتالي وبحسب هذه الرؤية فان اصحاب الفكر " العلماني" ومن يتبعهم اصبحوا خارجين عن الملة وان هذا المعنى قاسي بعض الشيء . وفي الواقع ان الجمهور المتابع لايعلم  اي الفريقين المتشاجرين على الدين والدنيا  على صواب؟ فأحيانا ترى شخصا ما شديد الحرص على الدفاع عن دينه وتراه مستميتا في الذود عن التيار الديني مدافعا عنيدا عن الحق "كما يعتقد" وهو بالمحصلة ليس سوى مدافعا عن الأحزاب الدينية من حيث يعلم او لايعلم  وهو ما يحصل في الغالب. 

 ومن المضحك والمحزن في ذات الوقت هو ان نكتشف ذات الشخص الحريص على دينه قد تحول إلى علمانيا متعصاب مؤمن بحقوق المرأة و المساواة بين الجميع   مدافعا عن المدنية ويراها الحل الأمثل لجميع مشاكله حتى مشاكله الصحية ان صح التعبير. والحقيقة ان هذا التصرف دليل على ان المتلقي صار غير قادر على فهم الواقع من حوله وغير قادر على فهم المغزى الحقيقي لكلا المدرستين  الدينية  والعلمانية. فأصبحت الفكرة بكليتها مختلطة وغير واضحة المعالم بسبب كل تلك الضوظاء التي تسبب بها كل الأطراف. وان الهدف واضح لتلك الأطراف فهم بالواقع وان يبدو انهم مختلفون فهم متفقون على نقطة معينه  وهي عدم تثقيف المجتمع بارائهم حتى تكون الصورة واضحة للجميع ، بل على العكس هم يقصدون خلط الاوراق والظهور على الشاشات في شكل صراع ديوك لا تاخذ منها لا حق ولا باطل حتى بدأت أشك بانهم خصوم وانهم يخرجون متشابكين بالايدي يحي كل منهم الاخر على كلامه وممكن ان يتعشوا الكباب سويه بعد هذا العناء من الصراخ والثرثرة. 

وهذا يفسر بان لا  ترى اي الطرفين يتحدث بمفهوم علمي او واقعي كيف يخدم فكرته أو تياره في المجتمع، على العكس من ذلك فان كلا الطرفين يحرص على يجعل الاخر يبدو مقصرا ومخطئا حتى يبرر لنفسه انه الحق المبين. والواقع ان معاناة الشعوب تزداد وتتوسع رقعة الجهل والفقر اكثر فاكثر وتتفشى ثقافه التحرش والعصابات وحتى الاغاني اصبحت على شكل مهرجانات ابطالها مجدي شطة وحمو بيكا بعد ماكانت لعبد الحليم حافظ و محمد عبد الوهاب.  

ان المسئولية الكاملة تقع على عاتق هولاء المتخاصمين في العلن  والمتحابيين في الخفاء على ان يزيد اهتمامهم بالتوعيه والتثقيف حتى تتقدم المجتمعات. والا فلن يجدوا جمهورا يتبعهم في المستقبل.  

فإذن هل العلمانية هي الحل؟ أم العودة الى الحكم الديني هو إصلاح للمجتمع؟ اي من التيارين قادر على حل مشاكل المجتمع المتعددة؟ 

فان قلت بان النزعة الدينية هو تخلف ورجعية فهذا ظلم بين حيث ان ألمانيا المتقدمة صناعيا ورقم واحد في أوروبا تحكم من قبل حزب ديني وهو الاتحاد الديمقراطي المسيحي فهو خير نموذج للاعتدال الديني والحرية والتطور الحضاري. ومن وجهه أخرى هنالك امثله لا حصر لها للدول ذات الطابع العلماني وهي  متقدمه وتتقدم كل يوم اكثر. 

نستخلص هنا بان المشكله ليست في القياده انما هو مشكله تخطيط. فمع الاسف ومن الواضح ان كلا الطرفين ليس لديه خطة واضحة للتطوير وهذا هو جوهر المشكلة.

 

مصطفى السورجي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket