الانتفاضة الثالثة ..ملحمة كفري - سرقلعة و أم المعركة الحاسمة

کوردستان 10:25 AM - 2023-10-08
انتفاضة شعب كوردستان PUKMEDIA

انتفاضة شعب كوردستان

الاتحاد الوطني انتفاضة

* تحقيق: قيس قره داغي (اكتوبر 1995):
للبعث العفلقي تاريخ اسود حافل بالغدر والخديعة والنكوث بالمواثيق والاعراف وان طبعه كطبع الافعى عندما تلدغ صاحبها ساعة ما تشاء، ولذلك لم يجدلنفسه صاحب ولا صديق منذ سيطرة الدكتاتور على زمام الامور، فرغم اقترافه لكبرى جرائم العصر البشعة بحق الشعب الكردي الصابر، مدت له قيادة الجبهة الكردستانية وفي وقت احتضاره يد السلام بنية صافية وصادقة ودخلت واياه في سلسلة من الحوارات على امل الاتفاق على صيغة (تعفى عما سلف) وتفتح صفحة جديدة وتضمن تحقيق حقوق هذا الشعب المشروعة .
ولم تدر ان مفاوضه على المائدة المستديرة للمفاوضات سوف تنسج لها خيوط مؤامرة خبيثة من وراء الكواليس يهدف من ورائها ضرب الانتفاضة المجيدة وانجازاتها ومكاسبها التحررية ضربة رجل جبان ينتهز الفرص كي يغدر بخصمه ساعة ( الغفلة ) .
ولذلك كان يراوغ مفاوضيه ويحاول كسب المزيد من الوقت لجمع فلوله المنهارة من جراء هزائمه المتلاحقة في حرب الخليج وانتفاضة الشعب العراقي عرباً وكرداً وتركماناً واقليات من الفاو الى زاخو، فبدأ يخطط لجمع فرقة مدرعة مع جحفل من المغاوير والمشاة والمدفعية والهندسة وعدد من المروحيات في موقع (چيمه نه) الواقع جنوب مدينة كفري  لكي يغير بها على مدينة كفري ويتخذها قاعدة للأنطلاق الى مدن ومناطق كردستان المحررة، ومن يدري ربما كان النظام يهدف الى اخضاع ارض كردستان تحت سيطرته ومن ثم اقتراف جريمة انفال جديدة على غرار عمليات الانفال السيئة الصيت التي نفذها علي حسن المجيد ( علي كيمياوي) في ربيع ۱۹۸۸ على مراحل خمس والتي ازاح فيها (٥) الاف قرية كردية من الوجود واغتال (۱۸۲) الف نفس بريئة من الكرد الابرياء .. وقد وجدت في حينه لدى الاستاذ محمد الشاكلي . وجدت لديه كتاباً موجهاً من رئاسة اركان الجيش العراقي الى القطعات المتجحفلة في منطقة كفري رسم فيه خطة الاستيلاء على مدينة كفري والتوغل منها نحو كلار والاقتناء مع القوات القادمة من جلولاء لنفس الغرض والتوجه معا الى دربنديخان ..الخ.
يبدو ان النظام كان مخطئاً في حساباته هذه المرة ، ان كان يظن انه بقواته المنهارة يمكنه النيل من بيشمركة وشعب كردستان بسهولة ولم يدر انه بحملته الشعواء هذه انما يسدي خدمة مجانية للشعب الكردي وانه سوف يجعل التاريخ الكردي يسطر بخطوط من ذهب واحدة من المع واشرف صفحاته بتدوينه لاحداث ملحمة من اروع الملاحم البطولية التي تمخض عنها تشكيل برلمان وحكومة اقليم كردستان التاريخيين تلك هي ملحمة كفري - سر قلعة - المعركة الحاسمة بين الخير والشر. بين الحق والباطل بين خيوط الشمس التي لا يحجبها الغربال ودياجير وظلام الليل ..
فلندع قادة وامراء تلك المعركة ان يدلوا بدلوهم ويحدثونا عن ظروف وابعاد واحداث ونتائج تلك المعركة في ذكراها السنوية.
التقينا بادئ ذي بدء بالقيادي جبار فرمان - نائب القائد العام لقوات بيشمركة كردستان وقائد الجيش الأول للاتحاد الوطني الكردستاني انذاك والذي كان يشرف على منطقتي عمليات كركوك والسليمانية فتحدث قائلاً: كنا نعرف ان النظام العراقي غير صادق في تفاوضه مع قيادة الجبهة الكردستانية وانه يهدف كسب المزيد من الوقت من وراء حواراته المتتالية لكي يتسنى له اعادة تنظيم قطعاته العسكرية وكانت لدينا معلومات اكيدة عن تحشيد قواته في اماكن ومواقع مختلفة محاذية لحدود كردستان المحررة، وكما علمنا من مصادرنا المعتمدة انه ينوي شل الحياة الادارية والاقتصادية في كردستان ومن جملة ما كان يعمله اخلاء بحيرتي دوكان و دربنديخان من المياه والاجهزة والمكائن والتوربينات ومحطات توليد الطاقة الكهربائية فلاحظنا هبوط مناسيب المياه في بحيرة دوكان من ( ٦,٨ ) مليار مكعب من الماء الى (۱,۸) لذلك قررنا معالجة الوضع القائم هناك وكلفنا (هيز كركوك / ٦) بالامر فتحقق لنا ما نريد، مما دفع النظام الى كشف النقاب عن مؤامرته الخبيثة واستئناف الاصطدام بشنه لهجوم مباغت على مدينة كفري بتاريخ ۱۹۹۱/۱۰/٥ واحتلاله لسلسلتي باوه) شاسوار وقاته كان ) اللتين تحيطان بالمدينة احاطة السوار بالمعصم ..
وفي اليوم التالي اندفعت قواته المتمثلة في تشكيلات الفرقة الثالثة المدرعة نحو قصبة سر قلعة بهدف غزوها ولكن محاولته هذه احبطت من قبل تشكيلات ( هيز قره داغ والتشكيلات الاخرى وبيشمركة اطراف الجبهة الكردستانية وابناء المنطقة الغيارى الذين دافعوا عن منطقتهم كتفاً بكتف مع بيشمركة كردستان بكل بسالة، فعادت القوة المعادية تجر وراءها الخيبة والخذلان مخلفة وراءها كافة دروعها والياتها العسكرية التي زجتها في الميدان.
اصبحت هذه المعركة درساً لنا كي نعيد حساباتنا ونطهر المناطق المحررة من كردستان من قطعات العدو .
فعند مرور (هيز حلبجة ببلدة دربنديخان لاسناد اخوتهم في كفري وسر قلعة في دفاعهم المشروع عن كردستان تعرض لهم قطعات الفرقة (٣٦) المرابطة هناك وحاولت عرقلة مرورهم عبثاً مما دفعهم الى الانقضاض عليهم . وتمكنوا من تجريد الفرقة المذكورة باكملها من السلاح وقتل قائد الفرقة .
وفي منطقة «ميدان تمكن هيز خانقين من تجريد الفرقة (۳۹) من السلاح .. وفي السليمانية ارتكبت فرقتي مشاة (۸) و (۳۷) مذابح دموية في المدينة بقصفها المدفعي العشوائي للمواطنين الابرياء والذي سقط على اثره ( ٨٤) مواطنا بين شهيد وجريح مما ادى الى تجريدهم و اسر افراد الفرقتين اعلاه من قبل (هيز السليمانية ) و بيشمركة احزاب الجبهة الكردستانية ..
وقد اندفع الاهالي بعد ذلك وهدموا معسكر (حامية السليمانية ) بواسطة الجرافات اذ كان ذلك المعسكر بؤرة من بؤر الارهاب والقمع في السليمانية منذ عام ١٩٦٣
وعن نتائج تلك المعارك - معارك كرميان والسليمانية قال جبار فرمان كانت للمعارك نتائج ايجابية اذ كانت انعطافة تاريخية في حياة الشعب، فبالاضافة الى المحافظة على التوربينات الخاصة بتوليد الطاقة الكهربائية في دوكان و دربنديخان جنينا فوائد معنوية ومادية عسكرية وسياسية كثيرة من تلك المعارك .. اذ استولينا على عشرات القطع من الاسلحة الثقيلة والاف القطع الخفيفة والعديد من مخازن العتاد وقطع الغيار المختلفة والاليات العسكرية.
ومن الناحية العسكرية ارغمت تلك المعارك النظام على عقد اتفاق عسكري وهذا اعتراف ضمني بواقع الجيش الكردستاني وطلبنا في ذلك الاتفاق الذي حضره ممثل حسين كامل صهر صدام حسين ووزير الدفاع، اللواء الركن محمود الهزاع قائد الفيلق الثاني ( محافظ كركوك في ١٩٩٥) وحضر من جانب الجبهة الكردستانية انا ود. روژ نوري شاويس وممثلو بقية احزاب الجبهة - طلبنا منهم اخلاء سبيل السجناء السياسيين مقابل اطلاق سراح اسراهم من الضباط والمراتب الذين كان عددهم يربو على (٩) الاف اسير ١٩٥ منهم من الضباط والقادة والاعوان . ( الاتفاق اعلاه عقد في الساعة الرابعة من يوم ١٩٩١/١٠/٨ - في معسكر السلام بالسليمانية وسيجد القارئ العزيز نصه في الصفحة الرابعة من صحيفة كوردستاني نوي العدد ٥٠٥ الصادر في ۱۹۹۲/۱۰/۲٠ .
هذا واخبرنا الاخ جبار فرمان بان الاخ جلال طالباني كان خارج الوطن اثناء اندلاع تلك المعارك وقد ابرق من هناك وامر باخبار ممثلي الامم المتحدة في كردستان عن الوضع الناجم كي يكونوا شهودا عيان على خرق النظام لوقف اطلاق النار واستثناف القتال غيلة وتسليمهم قوائم بأسماء الشهداء والجرحى والمتضررين من المواطنين الابرياء على اثر القصف العشوائي لقوات النظام.
وقد قام مام جلال شخصياً بتسليم نص الاتفاقية المار ذكرها اعلاه الى مجلس الامن الدولي وقد قام المجلس بدوره بطلب ممثل العراق الدائم لديه للامتثال امامه وطلب ايقاف القتال فورا.
* التقيت بالاخ عثمان الحاج محمود الذي كان وقت اندلاع المعركة قائداً لهيز قره داغ الثاني والذي قاد بنفسه معركة كفري – سر قلعة _ فوجدته في ارض المعركة وهو يشرح احداث ومجريات المعركة لمدير تلفزيون السليمانية ومعاونه فتحدث عن المعركة قائلا :
في يوم 27/9/1991اجتمعت بممثلي (ح . د .ك) و (حسك ) و ( حشع ) في مقر ( حسك ) بقصبة سرقلعة وتداولنـا مـوضوع تحشدات النظام في منطقة كفري وخططنا سبل الدفاع عن مدينة كفري والمنطقة في حالة إقدام النظام على أي عمل عسكري من شأنه الاخلال بالأمن وغزو المنطقة
وفي يوم ۱۹٩١/١٠/٣ انذرت قيادة لشكر / ١ محافظ السليمانية عن طريق لجنة التنسيق المركزية بالكف عن الممارسات التخريبية في سد دوكان الذي يعد أحد مصادر توليد الطاقة الكهربائية في كردستان .
وفي يوم 5/10/1991 اجتمعت اركان ( لشكر / ١ ) بصدد بحث محاولات النظام لتخريب سد دوكان باشراف الأخ جبار فرمان - قائد الـ ( لشكر ) - فتقرر تكليف قوة من البيشمركة بقيادة الاخ شيخ جعفر بمعالجة الامر هناك .
فتوجهت تلك القوة الى منطقة دوكان ونفذت الواجب المكلف به في نفس اليوم .
وفي الساعة 12:30 لليوم نفسه شن النظام هجوماً واسع النطاق على مدينة كفري بقوة عسكرية مدرعة قوامها (۸۰) دبابة من الفرقة المدرعة الثالثة متجحفلة افواج من المشاة وباسناد مدفعي وجوي واندلع قتال غير متكافئ بين تلك القوة المهاجمة وافراد من بيشمركة الجبهة الكردستانية وابناء كفري الميامين .. وفي الساعة السادسة تمكن العدو من احتلال راقم (باوه شاسوار وسلسلة جبال ٧ مغارة) الواقعة شرق المدينة فاصبحت المدينة بعد ذلك بين فكي كماشة القوات المعادية مما اضطر الانصار ان يتركوا المدينة عبر مضيق (قوشة جابان) الى قصبة سر قلعة.
وفي اليوم نفسه وصلت الى ارض المعركة مصطحبا اياي بعض بتاليونات الهيز وباشرت فورا بتوزيع القوات المتيسرة لدي في خطي دفاع على طريق كفري - سر قلعة الاول في قرية ابراهيم خان و الثاني في سر قلعة واطرافها .
خسر العدو في معركة كفري - ٥- دبابات وعددا من القتلى والجرحى واستشهد -٥ - افراد من بيشمركة الجبهة الكردستانية وهم الشهداء الأبرار الدكتور اتيلا سعد الله وحسين حمه سه مكه وزوراب عبدالله من بتاليون كفري ( اوك ) وشكور نجم من بيشمركة الحزب الاشتراكي الكردستاني ( حسك ) ودلير ولي من الرفاق الشيوعيين .
وفي نفس الليلة ابرقنا الى الاخ جبار فرمان ونقلنا له الموقف فأرسل حالا بتاليونات - شهرزور- بكره جو -بازيان كاني بكر - ووصلوا الينا بصحبة معاوني الاخ اوات شيخ جناب - ودخلت كافة تشكيلات الجيش الاول لشكري (1) الانذار الرممي.
في يوم 6/10/1991  وصل الاخ جبار فرمان الى مدينة كلار .
وفي نفس اليوم (اليوم الثاني للمعركة - انطلقت قوات العدو من مضيق ( ناصالح ) متوجهة الى سر قلعة وتمكنت من كسر الخط الدفاعي الأول أما في الخط الثاني فتشابكت في معركة طاحنة مع قواتنا قبالة قصبه سر قلعة اشتركت فيها بتاليونات كفري - كرميان - شهرزور - بازيان - كاني بكر - بكره جو - وبعض (تيپات) هيز خانقين ايضا ومعهم الاخ حمه (پارياوله) وكذلك بيشمركة لجنتي تنظيم كفري وطوز وبتاليون مقر الهيز -هيز قره داغ -ومفارز بطلة من بيشمركة ( حشع - اقليم كردستان ) و ( ح دك ) و ( حسك ) و( باسوك) واهالي المنطقة الغيارى وقد تمكن بتاليون طوز - بقيادة الاخ ملا سعيد ومعاونه الشهيد الخالد:احمد حاجي رشيد من ضرب مؤخرة ووسط الرتل المعادي في موقع - ابراهيم خان - وسببوا ارباكا فظيعا بين قوات العدو ... وفي غضون ساعة واحدة تمكنا من انزال هزيمة تاريخية نكراء بالعدو وتكبيده افدح الخسائر بين آلياته وافراده والتي يمكن حصرها كالاتي:
-حرق وتحطيم « ٣٥ » دبابة .
-قتل اكثر من ٥٠ فردا من ضباط العدو ومراتبه تحطيم %٧٥ من كتائب ۱۲۰۸۰٦ التابعة للفرقة /۳ المدرعة .
-اسر ٢٤ فردا من ضباط ومراتب العدو ، بينهم ضابط برتبة رائد يعمل امرا للكتيبة (۱۲)
-الاستيلاء على دبابة واحدة وناقلة مدرعة .
- اغتنام عدد كبير من الاسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة مع اعداد هائلة من العتاد والعدة والتجهيزات العسكرية واجهزة اللاسلكي.
-اغتنام عجلة من نوع واز ( جيب قيادة)
وكانت تضحيات البيشمركة اصابة عدد منهم بجروح واستشهاد عدد اخر منهم الشهداء الخالدون كل من:
* كاوه سمين
* ابراهيم عباس تنكجي
* برهان محمد فارس
* سردار محمد صالح
* عدنان جمعة
* فتاح ناصر
 وكذلك المواطنون كل من:
* الحاج سعيد
*محمد احمد ناصر .

وفي يوم ۱۰/۷ تقدمت قوة كبيرة من جلولاء باسناد (٢٥) دبابة وتعرضت لقصبة سر قلعة فتصدت لها قواتنا الصامدة وكبدتها خسائر فادحة فانهزمت من الميدان - خائبة .
وفي نفس اليوم تمكنت قوات البيشمركة في كلار بقيادة الاخوان كوردو قاسم وعادل شكور وسلام كويخا عزيز وماموستا علي ومحمود مام عزه من السيطرة التامة على كافة تشكيلات لواء ۷۲ ومقر الفرقة ٣٦ وتم تجريدهم من السلاح واسرهم .
وكذلك قامت قوات بيشمركة الـ ( اوك) والاحزاب المناضلة في الجبهة الكردستانية بتجريد كافة القوات والتشكيلات العسكرية في دربنديخان و بازيان والسليمانية .
وفي يوم 8/10/1991 أضطر النظام الى الاعتراف بهزيمته النكراء فأوفد اللواء محمود الهزاع قائد الفيلق الثاني نيابة عن وزير الدفاع الى السليمانية ووقع اتفاقا مع الاخ جبار فرمان وممثلي احزاب الجبهة الكردستانية في معسكر السلام بالسليمانية وبموجبه تم وقف اطلاق النار .
وهكذا انتهت هذه المعارك التي يحلو للكثيرين أن يطلقوا عليها اسم (الانتفاضة الثالثة والتي كانت انعطافة نحو تشكيل برلمان وحكومة اقليم كردستان اثر سحب النظام لاداراته في كردستان بعدما يأس تماما من هدف استحواذه على كردستان.
اما السيد سعيد احمد محمد (قائمقام كفري الحالي ) الذي كان امرا لهيز قرداغ وصف الملحمة قائلا:
كان مقر بتاليوننا في قرية( ولي حيدر) - موقع فرقة ٥١، قبل الانتفاضة استلمنا خبر الهجوم المعادي على مدينة كفري اسرعنا بالتوجه اليها فوصلناها عصرا واخذنا  مواقعنا الدفاعية في مقبرة كفري المحاذية لجبل باوه شاسوار وبعد سيطرة العدو على قمة باوه شاسوار ارسلت مفرزة مع الاخ هاشم خدر والي ليضربوهم من الخلف وفعلا ذهبوا واستطاعوا ضربهم وتمكنوا من قتل جنديين اثنين مع اغتنام بندقيتهما .... ولكن العدو كان يعزز اعداد قواته لحظة بعد أخرى ... وعندما حل الظلام استلمنا امرا بأخلاء المدينة والانسحاب فورا الى سر قلعة وهناك وجدنا الاخ عثمان الحاج محمود امر هيز قره داغ الثاني انذاك - مجتمعا باركانه وقام بتوزيع القوات الى خطين دفاعيين واوكل الينا واجب قوة ضاربة (احتياط) يكون واجبنا عند أقدام العدو على اقتحام ذينك الخطين بضربه من الخلف ومباغتته .
وفي ظهيرة اليوم الثاني 6/10/1991  شن العدو هجومه المرتقب الثاني من موقع مضيق ( نا صالح ) وتوجه نحو سر قلعة  مقتحما الخط الدفاعي الاول فأسرعت لتنفيذ مهام بتاليـونـي وقسمته الى محاور ثلاث - المحور الاول او المجموعة الاولى وكنت اشرف عليها شخصيا ومعي الاخ نوشيروان احمد - والمجموعة الثانية - بامرة الاخ هاشم خدر ولي والمجموعة الثالثة بامرة الاخ اسماعيل (سمايله ره ش) فتسللنا نحو الخطوط الخلفية للرتل المهاجم وضربنا دروعه ضربة رجل واحد فأوقعنا الذعر والارتباك في صفوفهم مما ادى الى كسر شوكتهم وانهيار معنوياتهم انهيارا تاما وشاهدناهم يترجلون من الدبابات ويهرولون يمينا ويسارا دون جدوى فشكلت حينذاك مفرزة بأشراف الاخ شكر قره بلاغي لمعالجة فلولهم فتمكنت تلك المفرزة من اسر (٢٤) فردا منهم فيما تشابكنا نحن مع العدو على الشارع الرئيسسي في موقع (ابراهيم خان) وشرعنا بحرق دباباتهم الخالية من طقم قيادتها وذلك بواسطة البطانيات الموجودة فيها اذ كنا ننقعها بالوقود ونضرم النار فيها لتغدو الدبابة كومة من الرماد .
وفي يوم 7/10/1991 تصدينا للعدو الذي شن هجوما جديدا وكبدناه خسائر فادحة واغتنمنا سيارة جيب قيادة مع اعداد من الاسلحة المتنوعة ويذكر ان الاخ الشهيد احمد حاجي رشيد والاخ ( حمه (پاريوله) قد اسعفا قوتنا بقوة جيدة وكان الأول الشهيد احمد معاونا لي في البتاليون.
اما الرفيق ابو كاروان - مسؤول منطقة كرميان للحزب الشيوعي الكردستاني تحدث عن المعركة قائلا :
- لقد كنا نعرف سلفا ان النظام بحشده لقواته في المنطقة ينوي الاقدام على حماقة ما ... ولذلك عقدنا سلسلة من الاجتماعات في كفري ووزعنا المدينة إلى مواقع دفاعية عديدة وكالاتي :

قمة باوه شاسوار - لمقاتلي (ح . د . ك ) .
- سلسلة ( ٧ مغارة ) لمقاتلي ( حسك ) .
- بناية القسم الداخلي لمقاتلي ( حزب الشعب ) .
-الحي الاشتراكي (راپه رين) لمقاتلي( الحزب الشيوعي ) .
-بقية المناطق بدءا من القسم الداخلي وانتهاءا بقاطع الجيش الشعبي ) خط المواجهة الامامية - لمقاتلي (اوك)..
وعندما شن العدو هجومه الذي استغرق ثلاثة ايام من ٥ لغاية 8 من الشهر العاشر للعام 1991  شارك بيشمركة حزبنا مشاركة فعالة وابلوا بلاء حسنا في كافة المعارك التي دارت رحاها في كفري وابراهيم خان وسر قلعة وقدمنا ثلاثة شهداء من خيرة مقاتلي حزبنا فأختلط بذلك دماء الشيوعيين مع بيشمركة ( الاوك ) والجبهة الكردستانية دفاعا عن كردستان المحررة.
هذا وقد اشرف على قواتنا كل من الشهيد الخالد بكر مام عباس وملا ادريس ومكرم رشيد واسماعيل والشهيد مام هيرش وقد حضر الرفيق علي زنكنة عضو قيادة الحزب ومسؤول محلية كركوك ارض المعركة منذ اليوم الأول واشرف بنفسه على فعاليات بيشمركتنا.
اما الاخ صديق الحاج سعيد (ابو علي) فتحدث لنا قائلا:
كان لدى لجنة تنظيم كفري ما يقارب (٢٥) بيشمركة وكان مقرنا في سر قلعة وكنت مسؤول التنظيم ولدينا مدفع هاون وعندما اقترب العدو بدباباته من مواقعنا في سر قلعة ارسلت اليهم اول قذيفة مدفع وبدأ البيشمركة بعد ذلك يهاجمون تلك القوات من كل صوب وجانب وكان القذيفة التي اطلقتها كانت اشارة متفق عليها للشروع بالهجوم المقابل.
السيد سلام رسول قادر مدير شرطة كفري حاليا - معاون الاخ جلال مسويي امر بتاليون كفري انذاك يتحدث عن المعركة قائلا :
- كان مقرنا في سر قلعة ... جاءني الاخ جلال مسويي واخبرني عن هجوم العدو وقال يجب ان نجمع قواتنا بسرعة ونتوجه الى كفري فجمعنا ما تيسر لنا من قوات وعند وصولنا الى المدينة علمنا بأن العدو قد سيطر على الجبال المشرفة على كفري فعدنا ادراجنا مع قواتنا المنسحبة هناك فوجدنا الاخ عثمان الحاج محمود وصل لتوه وطلب اركان الهيز ومسؤولي الجبهة الكردستانية فعقدنا اجتماعا لتداول الموقف وكيفية رسم خطة دفاعية وهجومية لانقاذ المنطقة وافشال خطط العدو ...
وفي ظهيرة اليوم الثاني عندما تحرك الرتل المعادي عرفنا كيف نعالجه ونضربه من كل المحاور فأحرزنا نصرا لايمكن لاحد نسيانه بفضل تماسك صفوفنا والاقدام على اتيان النصر.
اما الاخ ملا حسن محمد مسؤول لجنة تنظيم طوز فقال .. :
شارك بيشمركة لجنتنا في كافة المعارك التي دارت . في هذه الملحمة البطولية ففي كفري اتخذنا من بناية البلدية والسراي القديم خطا دفاعيا لنا وفي (المعركة لكبيرة) اطلق الاخ( برهان لكي) اول صاروخ RPG بعد سماعه لهاون لجنة كفري يطلق صغير انذاره ... ولا انسى ما ابداه البيشمركة من بطولات فذة في هذه المعركة فاقت نتائجها كل المعارك التي سمعت عنها عبر تاريخ الثورات الكردية .


PUKMEDIA 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket