الثالث من آب... يوم مأساة شنكال والكورد الإيزديين

کوردستان 06:02 PM - 2023-08-03
مرور تسعة أعوام على الإبادة الجماعية بحق الإيزديين من الأرشيف

مرور تسعة أعوام على الإبادة الجماعية بحق الإيزديين

الايزيديين شنكال

تعتبر مجزرة شنكال التي ارتكبت بحق الكورد الإيزيديين أحد أكبر مجازر العصر وحشية، حيث يصادف، اليوم الخميس 3/8/2023، الذكرى السنوية التاسعة للمجزرة، ففي 3/8/2014، شن التنظيم الارهابي هجوما بربريا على قضاء شنكال والقرى المحيطة بها، وتعرض على إثرها الايزديون وباقي المكونات من المسيحيين والشبك والكاكائيين الى القتل والإبادة الجماعية، وهي ليست المرة الأولى، فقد تعرض الكورد الايزديون عشرات المرات الى حملات الإبادة على مر التاريخ.
ونتيجة هذه الحملة الوحشية لداعش، تعرض الآلاف من المواطنين الكورد الايزديين، أطفالا ونساء ورجالا، الى القتل الجماعي، فضلا عن اختطاف وتغييب آلاف آخرين، كما تعرضت المئات من النساء لمعاملة لا انسائية، وتم بيعهن كسبايا، ونهبت ثرواتهم وتم تدمير البنية التحتية للاقتصاد، وانقطع المئات من الأطفال عن عوائلهم، كما اضطر مئات المواطنين الآخرين الى تغيير ديانتهم، تحت التهديد والتعذيب.

 ليلة الهجوم

في فجر يوم 3/8/2014، بدأ الهجوم بقنابر الهاون على قرية كرزرك واندلعت اشتباكات قوية هناك، وهاجمت مجاميع داعش الارهابية قرية سيبا شيخ خضر، وبدأ الاهالي بالتصدي للهجوم، ولكن بسبب عدم تكافؤ القوتان المتحاربتان عسكرياً وانسحاب قوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي المتواجدة هناك بدأ الأهالي بالبحث عن طرق للخروج، وبدأ المواطنون ممن يمتلكون السيارات بجمع أطفالهم ونسائهم والخروج من البلدة، أما الذين لايملكون سيارات فبدؤوا بالتوجه إلى جبل شنكال سيراً على الأقدام، جميع الذين خرجوا من البلدة سواءً بالسيارات أو سيراً على الأقدام توجهوا إلى جبل شنكال، ارتفاع درجات الحرارة، ادى الى تدهور كبير في اوضاع العوائل وخاصة الأطفال، وفي الطريق فقد العشرات وربما المئات من الأطفال والشيوخ حياتهم عطشاً.
وحينذاك ذكرت قناة روداو في خبر عاجل ان قوة كبيرة ومدججة باسلحة ثقيلة وبقيادة منصور بارزاني توجهت الى المنطقة لدحر داعش وتطهير شنكال فيما ذكرت قناة KNN نقلا عن وكالة فرات انه بعد انسحاب قوات البارتي منها، وقعت شنكال تحت سيطرة داعش وانه خلال الهجوم الداعشي كانت قوام قوة البارتي حوالي(18) ألف بيشمركة .
وعلى جبل شنكال قامت قوات بيشمركة الاتحاد الوطني الكوردستاني بصد الهجمات التي شنتها المجاميع الارهابية وتمكنت من حماية ابناء مدينة شنكال ودفع خطر الارهابيين عنهم، وقدمت تضحيات في سبيل حماية المواطنين.
وعند دخول التنظيم الارهابي الى مدينة شنكال، بدأ بأرتكاب المجازر ضد الايزيديين ونهب وسرق ممتلكاتهم، وقام بأختطاف النساء وسبيهن، واعتبر الفعل من ابشع الصور في التاريخ العراقي الانسانية. قاموا عناصر التنظيم الارهابي باعتقال عدد من المواطنين وطلبوا منهم اعلان اسلامهم، اطلقوا النار على كل من رفض طلبهم.
كما قام بسبي نساء الايزيديين وبيعهن كالجواري في سوق العبيد، كما نقلت المجاميع الارهابية المئات من المختطفين الأيزيديين إلى مدينة الرقة السورية بعد اختطافهم من سنجار وباعت النساء والفتيات مقابل 500 دولار واقل. او وُزعن على الارهابيين.

شهادات مفجعة لايزيديات

قام تنظيم داعش الارهابي بعمليات اغتصاب واعتداءات جنسية أخرى ممنهجة بحق سيدات وفتيات إيزيديات. وقد أجرت هيومن رايتس ووتش أبحاثاً، تشمل إجراء مقابلات مع 20 سيدة وفتاة من اللواتي هربن من داعش.
ووثقت هيومن رايتس ووتش نهجاً من الاغتصاب والاعتداءات الجنسية والاسترقاق الجنسي والتزويج القسري المنظمة من قبل تنظيم داعش الارهابي. وتعد تلك الأفعال جرائم حرب وقد ترقى إلى مصاف الجرائم ضد الإنسانية. وما زالت الكثيرات من السيدات والفتيات في عداد المفقودين، لكن الناجيات الموجودات الآن في كوردستان بحاجة إلى دعم نفسي اجتماعي وضروب أخرى من المساعدة.
قالت ليزل غيرنتهولتز، مديرة برنامج حقوق المرأة: "لقد ارتكبت داعش أعمال الاغتصاب والاعتداء الجنسي المنظمة وغيرها من الجرائم المروعة بحق سيدات وفتيات إيزيديات. وتحتاج اللواتي حالفهن الحظ فهربن إلى العلاج من الصدمة التي لايمكن تخيلها والتي تحملنها".
وقامت داعش باحتجاز عدة آلاف من الإيزيديين المدنيين في محافظة نينوى،. وقال شهود إن الارهابيين عملوا منهجياً على فصل الشابات والمراهقات عن أسرهن وعن بقية الأسرى، ونقلوهن من موضع إلى آخر داخل العراق وسوريا.
وقالت شابات وفتيات لـ هيومن رايتس ووتش، إن ارهابيي داعش بدأوا بفصلهن عن الرجال والصبية والسيدات الأكبر سناً، ثم قام الارهابيون بنقل السيدات والفتيات عدة مرات على نحو منظم وممنهج إلى مواضع مختلفة في العراق وسوريا. ورغم أن معظم ارهابيي داعش كانوا فيما يبدو سوريين أو عراقيين، إلا أن الناجيات قلن إن بعض المسيئين إليهن قالوا لهن إنهم جاءوا من بلدان أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما في ذلك من ليبيا والجزائر والسعودية والأراضي الفلسطينية، وكذلك من أوروبا وآسيا الوسطى.
وصفت السيدات والفتيات اللواتي تحدثن مع هيومن رايتس ووتش تكرر الاغتصاب والعنف الجنسي وغير ذلك من الانتهاكات في الأسر لدى داعش.
وقالت جليلة (تم تغيير أسماء جميع الناجيات لدواعي أمنهن)، 12 سنة، إن رجالاً عربا تعرفت عليهم من قريتها شمالي شنكال اعترضوا طريقها هي وسبعة من أفراد عائلتها في 3 آب 2014، بينما كانوا يحاولون الفرار من داعش. قام الرجال بتسليم العائلة إلى ارهابيي داعش، الذين فصلوا جليلة وشقيقتها وزوجة شقيقها وابن شقيقها الرضيع عن بقية أفراد العائلة وأخذوهم إلى تلعفر. وفيما بعد أخذ الارهابيون جليلة وشقيقتها إلى الموصل. وبعد 35 يوماً فصلوا جليلة عن شقيقتها وأخذوها إلى منزل في سوريا يؤوي أخريات من الشابات والفتيات الإيزيديات المختطفات. وقالت جليلة: كان الرجال يأتون لانتقائنا. وعند مجيئهم، كانوا يأمروننا بالوقوف ثم يفحصون أجسادنا. وكانوا يأمروننا بإظهار شعورنا ويضربون الفتيات أحياناً إذا رفضن. كانوا يلبسون الدشداشة ولهم لحى وشعور طويلة.
وقالت: إن ارهابي داعش الذي انتقاها صفعها وجرها من المنزل حين قاومت. وقالت: "قلت له ألا يلمسني وتوسلت إليه حتى يطلق سراحي. قلت له أن يأخذني إلى أمي. كنت فتاة صغيرة، فسألته: 'ماذا تريد مني؟' وقد قضى 3 أيام في ممارسة الجنس معي".
قالت جليلة: إن 7 من ارهابيي داعش "امتلكوها" أثناء أسرها، واغتصبها أربعة منهم في عدة مناسبات: "أحياناً ما كنت أباع. وأحياناً أوهب كهدية. وكان الأخير الأكثر شراسة، كان يربط يديّ وساقيّ".
وقالت فتاة أخرى عمرها 12 عاماً، هي وفاء، لـ هيومن رايتس ووتش إن ارهابيي داعش اختطفوها هي وعائلتها في آب من قرية كوتشو. وأخذ الرجال العائلة إلى مدرسة في تلعفر مليئة بالأسرى الإيزيديين، حيث فصلها الرجال عن عائلتها. ومن هناك أخذوها إلى عدة مواضع داخل العراق، ثم إلى الرقة في سوريا. وأكد ارهابي أكبر سناً لوفاء إنها لن تصب بسوء لكنه مع ذلك اغتصبها عدة مرات، بحسب قولها.
قالت وفاء: "كان ينام معي في نفس المكان وقال لي ألا أخاف لأنني مثل ابنته. وذات يوم استيقظت لأجد ساقيّ ملطختين بالدماء". فرت وفاء بعد 3 شهور من اختطافها، لكن أبويها و3 أشقاء وشقيقة واحدة ما زالوا في عداد المفقودين. وقالت السيدات والفتيات اللواتي قلن إنهن لم تتعرضن للاغتصاب إنهن تحملن التوتر والقلق المستمر عند مشاهدة معاناة الأخريات، مخافة أن يحين دورهن.

انسين أقاربكن

وقالت ديلارا، 20 سنة، إن ارهابيي داعش أخذوها إلى قاعة أفراح في سوريا، حيث شاهدت نحو 60 أسيرة إيزيدية أخرى. وقال ارهابيو داعش للمجموعة: "انسين أقاربكن، فمن الآن وصاعداً ستكنّ زوجاتنا وتحملن أطفالنا، ويهديكن الله للإسلام وتقمن الصلاة". وقالت لـ هيومن رايتس ووتش إنها كانت تعيش في خوف مقيم من أن يتم جرها بعيداً مثل كثيرات من السيدات والفتيات قبلها: منذ التاسعة والنصف صباحاً كان يحضر رجال لشراء فتيات واغتصابهن. ورأيت بعيني ارهابيي داعش وهم يشدون فتيات من شعورهن ويضربونهن ويقرعون رؤوس أي فتاة تقاوم. كانوا كالحيوانات... فور خروجهم بالفتيات كانوا يغتصبونهن ويعيدونهن لتبديلهن بأخريات جديدات. وكانت أعمار الفتيات تتراوح بين 8 سنوات و30 سنة... بقيت 20 فتاة فقط إلى النهاية.
وقالت شقيقتان، هما رنا، 25 سنة، وسارة، 21 سنة، إنهما لم تستطيعا القيام بشيء لمنع الإساءة إلى شقيقتهما التي تبلغ من العمر 16 سنة بأيدي 4 رجال على مدار عدة أشهر. وقد سُمح للشقيقة بزيارتهما فقالت لهما أن الرجل الأول الذي اغتصبها، والذي وصفته بأنه أوروبي، كان يضربها أيضاً ويقيد يديها ويصعقها بالكهرباء ويحرمها من الطعام. وقالت لهما إن ارهابياً آخر اغتصبها فيما بعد لمدة شهر ثم أعطاها إلى جزائري لمدة شهر آخر. وكانت آخر مرة تريانها فيها حينما أخذها ارهابي داعشي سعودي. وقالت سارة: "لانعرف عنها شيئاً منذ ذلك الحين". وقالت الشقيقتان إنهما تعرضتا بدورهما للاغتصاب المتكرر من جانب رجلين، قال أحدهما إنه من روسيا والآخر من كازاخستان.
وقالت بعض السيدات والفتيات، إن ارهابيي داعش كانوا يضربونهن إذا قاومن أو تحدوهم بأي شكل.
وقالت زارا، 13 سنة، إن ارهابيي داعش اتهموها هي وفتاتين أخريين بتدنيس نسخة من القرآن فيما كانوا يحتجزون الفتيات أسيرات في مزرعة. وقالت: "عاقبوا ثلاثتنا بأخذنا إلى الحديقة وتقييد أيدينا بالأسلاك. كنا معصوبات الأعين وقالوا إنهم سيقتلوننا إذا لم نعترف بهوية الفاعلة. وضربونا لمدة 10 دقائق ثم أطلقوا طلقة في الهواء".
وتمكنت ليلى، 25 سنة، من الفرار من المنزل الذي كانت تحتجز فيه أسيرة، لكن لأنها كانت خلف خطوط داعش فقد أدركت أنها محاصرة وشعرت بالاضطرار للعودة. وسألها الارهابي القائد، وهو عراقي، عن سبب محاولتها الفرار، وقالت إنها ردت عليه: "لأن ما تفعلونه بنا حرام ويخالف الإسلام". فضربها بسلك كما عاقب الحارس الذي أخفق في منع شروعها في الهرب. وضربها الحارس أيضاً. وقالت: "منذ ذلك الحين تدهورت حالتي الذهنية وأصبت بنوبات إغماء".

التزويج القسري

قالت سيدات وفتيات لـ هيومن رايتس ووتش إن ارهابيي داعش أخبروهن بشرائهن من ارهابيين آخرين لداعش بمبالغ تصل إلى 2000 دولار أمريكي.
وفي بعض الحالات كان ارهابيو داعش يتزوجون قسراً من أسيراتهم الإيزيديات بدلاً من شرائهن. وقالت نارين، 20 سنة، إنه حينما قام ارهابي يدعى أبو دعد بإحضارها إلى منزله، غادرت زوجته المنزل احتجاجاً. وجاء بقاض لإتمام مراسم الزواج إلا أن نارين رفضت المشاركة. وألح أبو دعد في محاولة نيل موافقة عائلة نارين، فاتصل بشقيقها في ألمانيا. وقالت نارين: "لكن شقيقي رفض الزواج وعرض دفع 50 ألف دولار مقابل إطلاق سراحي. ولم يقبل أبو دعد".
وقالت نادية، 23 سنة، إنها فصلت عن رجال عائلتها حينما اختطفها ارهابيو داعش من قريتها قرب شنكال. وحاولت إقناع ارهابيي داعش بأنها متزوجة لتجنب الاغتصاب، لأنها كانت قد سمعت أن ارهابي داعش يفضلون العذراوات. ومع ذلك فقد أخذوها إلى سوريا وقال أحد الرجال إنه سيتزوجها. وقالت نادية: "قالت الفتيات الأخريات معي إن الزواج بالمتزوجات حرام، فرد الرجل: 'لكن ليس إذا كنّ إيزيديات'".

محاولات الانتحار

وصفت السيدات والفتيات اللواتي تحدثن مع هيومن رايتس ووتش محاولاتهن للانتحار أو محاولات غيرهن لتجنب الاغتصاب أو التزويج القسري أو تغيير الديانة قسراً. فوصفن قطع المعاصم بالزجاج أو الشفرات، أو محاولات شنق أنفسهن، أو صعق أنفسهن كهربياً في مغطس الحمام، أو تناول ما اعتقدن أنه سم.
وقد تمكنت رشيدة، 31 سنة، من التحدث مع أحد أشقائها بعد اختطافها عن طريق استخدام الهاتف الخاص بأحد الارهابيين في الخفاء. فقالت لشقيقها إن ارهابيي داعش يرغمونها على التحول إلى الإسلام ثم الزواج. فقال لها إنه سيحاول مساعدتها لكن إذا لم يستطع، كما قالت رشيدة، "فإن عليّ أن أنتحر لأن الانتحار أفضل من البديل":
وفي توقيت آخر من نفس اليوم أجرى ارهابيو داعش قرعة على أسمائنا وبدأوا في اختيار السيدات بسحب الأسماء. وأرغمني الرجل الذي انتقاني، أبو غفران، على الاستحمام لكنني حاولت الانتحار وأنا في الحمام. كنت قد وجدت بعض السم في المنزل، فأخذته وأنا في الحمام. عرفت أنه سم من رائحته. فوزعته على بقية الفتيات ومزجت كل منا بعضاً منه بالماء في الحمام، وشربناه. ولم تمت أي منا لكننا مرضنا جميعاً، وانهار البعض منا.
وقالت ليلى إنها شاهدت فتاتين تحاولان الانتحار بقطع المعصم بزجاج مكسور. كما حاولت الانتحار حينما أرغمها آسرها الارهابي الليبي على الاستحمام، وهو ما تعرف أنه يمهد في المعتاد للاغتصاب: دخلت الحمام، وفتحت الماء، ووقفت على مقعد حتى آخذ سلك توصيل الإضاءة لأصعق به نفسي، لكن لم تكن هناك كهرباء. وبعد أن أدركوا ما أفعله ضربوني بخشبة طويلة وبقبضاتهم. تورمت عيناي وازرق ذراعاي. قيدوا يديّ إلى الحوض ومزقوا ثيابي بسكين وغسلوني. ثم أخرجوني من الحمام وأدخلوا صديقتي واغتصبوها في الغرفة أمامي.
وقالت ليلى إنها تعرضت للاغتصاب بعد ذلك. وقالت إنها حاولت الانتحار ثانية وعرضت على هيومن رايتس ووتش الندوب التي تعلو معصمها حيث قطعته بشفرة.

 تغيير الديانة قسراً

قال نحو نصف السيدات والفتيات اللواتي تحدثن مع هيومن رايتس ووتش إن ارهابيي داعش ضغطوا عليهن للتحول إلى الإسلام. وقالت زارا، 13 سنة، إنها احتجزت أسيرة في منزل من 3 طوابق في الموصل مع فتيات تتراوح أعمارهن بين 10 و15 عاماً: حين جاءوا لانتقاء الفتيات، كانوا يشدونهن بعيداً. فتبكي الفتيات وتفقدن الوعي، فيضطرون لأخذهن بالقوة. كما جعلونا نتحول للإسلام فكان علينا جميعاً تلاوة الشهادة. كانوا يقولون: "أنتم الإيزيديون كفار، وعليكم ترديد هذه الكلمات وراء القائد". جمعونا كلنا في مكان واحد وجعلونا نردد وراءه. وبعد تلاوة الشهادة، قال لنا لقد اعتنقتم الآن ديننا وهو الدين الصحيح. لم نكن نجرؤ على الامتناع عن ترديد الشهادة.
قام ارهابيي داعش باحتجاز نور، 16 سنة، في أماكن مختلفة تشمل الموصل. وقالت نور: "طلب منا قائد تلك المجموعة التحول إلى الإسلام وتلاوة القرآن. وأرغمنا على تلاوة القرآن وبدأنا نصلي ببطء. بدأنا التصرف كالممثلين".

جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية

يشكل الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي، والاسترقاق الجنسي، والمعاملة القاسية وغيرها من ضروب الانتهاكات المرتكبة أثناء نزاع مسلح، انتهاكات لقوانين الحرب. وقد قضت المحاكم الجنائية الدولية بأن الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي قد يرقى أيضاً إلى مصاف التعذيب.
ويعد مرتكبو الانتهاكات الجسيمة لقوانين الحرب بنيّة إجرامية مسؤولين عن جرائم حرب. وقد يقع القادة العسكريون والمدنيون تحت طائلة الملاحقة على جرائم الحرب بمقتضى مسؤولية القيادة إذا علموا أو كان يجب أن يعلموا بارتكاب جرائم حرب مع عدم اتخاذ إجراءات كافية لمنعها أو معاقبة المسؤولين عنها.
كما يمكن أن يعد الاغتصاب الجماعي وغيره من الانتهاكات الخطيرة بحق المدنيين الإيزيديين جرائم ضد الإنسانية. والجرائم ضد الإنسانية هي الجرائم الخطيرة، بما فيها الاغتصاب والاسترقاق الجنسي والاستعباد والحبس غير المشروع واضطهاد جماعة دينية، وغير ذلك من الأفعال اللاإنسانية التي تسبب معاناة كبيرة عن عمد، وتشكل جزءاً من هجمات واسعة النطاق أو ممنهجة على سكان مدنيين.
ويشير لفظ "واسعة النطاق" إلى نطاق الأفعال المرتكبة أو عدد الضحايا، كما يتعلق لفظ "ممنهجة" بـ"نمط أو خطة منهجية". وتشير تصريحات داعش العلنية المتعلقة بالاسترقاق والتزويج القسري وانتهاك السيدات الأسيرات، علاوة على البيع المنظم للسيدات والفتيات الإيزيديات، إلى ممارسة واسعة النطاق وخطة ممنهجة للتحرك من جانب داعش.

أوامر الانسحاب وترك الشعب الكوردي الايزيدي وحيداً

وفي بيان له انذاك اعلن الاتحاد الديمقراطي في ذكرى فاجعة شنكال بانها تعتبر المجزرة الرابعة والسبعين التي يتعرض لها الايزيديون على مر تاريخهم.
وذكر البيان: مجزرة شنكال التي راح ضحيتها آلاف المدنيين وبشكل خاص ما تعرضت إليه النساء في شنكال بمثابة إهانة موجهة لعموم الشعب الكوردستاني، واستشهاد عشرات الأطفال وكبار السن وغيرها من المشاهد التي تفتقد إلى أدنى حالات الإنسانية، يعيدنا إلى ثقافة القرون الوسطى الجاهلية والتوحش الذي يمثله داعش التنظيم الإرهابي.
كما إن هذه الهمجية يعني بأن الشرق الأوسط في قمة أزماته وأن النماذج التي فرضت عليه باعدت بنية وكينونة ثقافات الشرق الأوسط ومعتقداته مُعادية وفقها حقوق الجماعات والأفراد. وأن مجزرة شنكال يتحمل وقوعها عدة جهات بالإضافة إلى الجهة المنفذة أي تنظيم داعش، فالأعداد الغفيرة من قوات الحزب الديمقراطي الكوردستاني- العراق التي تلقت أوامر الانسحاب وترك الشعب الكوردي الايزيدي وحيداً في وجه أعتى التنظيمات الارهابية نعتبره إساءة مباشرة إلى القيم الإنسانية ومشاركة فيما تعرض له أهلنا في سنجار من مجزرة وما تعرضت له مقدساته الدينية ومزاراته التي تعود إلى مراحل تاريخية سابقة. وعليه فإنه يجب العمل على تحرير جميع الأسرى من بنات وأبناء شنكال المحتجزين لدى تنظيم داعش الإرهابي.

هربوا وسلموا المنطقة على طبق من ذهب الى داعش

وتحدثت الأميرة عروبة بايزيد اسماعيل بك، حفيدة زعيم الطائفة الأسبق وأميرها اسماعيل بك، وابنة المثقف بايزيد اسماعيل بك حول الكثير من الأمور، عن "داعش" واحتلالهم سنجار، وعن حقيقة السبي بين بنات الطائفة، وعن نسبة الانتحار المرتفعة بين فتيات الطائفة والصعوبات الثقافية والمجتمعية التي تحيط بالعراق وتاريخ الطائفة ومحاولات إبادتها،ففي حوار مع موسوع ايلاف تحدثت عن لحظة احتلال شنكال وقالت : هربت العوائل  الايزيدية بسبب رعبها من هول ما يحدث على سفوح جبل سنجار وافترشت الأرض بساطا لها والتحفت السماء غطاء لها، لأنها لم تستطع أن تأخذ معها أي شيء فدخول تنظيم دولة العراق والشام كان مفاجأة بالنسبة لنا، لأن البشمركة (القوات الكوردية) كانت هي من تحرس المنطقة، وقد تعهدوا للناس على أنهم قادرون وعلى أتم الاستعداد لمواجهة تنظيم دولة الخلافة الإسلامية فيما اذا ما حاولوا أن يدخلوا أراضينا، ولكنهم وللأسف كانوا أول من هرب،  وسلموا المنطقة على طبق من ذهب لدولة الخلافة الإسلامية.
وقالت: إنها أكبر جريمة في هذا العصر للايزيدية، هذا المكون الأصيل الذي غدر به الأكراد والعرب في آن واحد،  فقد غدره الأكراد بعدم حمايتهم له كما كانوا يدعون، وغدر بهم العرب حين ساعدوا قوات دولة الخلافة بالهجوم عليهم والترحيب بهم ومساندتهم بذبح الايزيدية، ومن ثم الهجوم والاستيلاء على بيوتهم ونهب ممتلكاتهم وحاجياتهم الخاصة.

الاحتفال بـ"عيد الصيف"

واحتفلت الأقلية الإيزيدية في العراق بـ"عيد الصيف" مع طغيان ذكرى عمليات الخطف والاغتصاب التي ارتكبها متطرفو تنظيم داعش بحقّ أفرادها، بعدما دمّروا قراها قبل خمسة أعوام.
وخلال الاحتفال، وقفت مجموعة من النساء يرتدين قمصاناً بيضاء كتب عليها "الإبادة الإيزيدية" ورفعن لافتات تندّد بعمليات التعذيب التي تعرّض لها الإيزيديون.
وتقدّم المحتفلين رجال دين يرتدون على رؤوسهم كوفيات حازم بيك، الذي اختير أخيراً أميراً للإيزيديين بعد ستة أشهر من وفاة والده. وقال بيك "نحيي ذكرى جميع من قتلوا خلال الإبادة قبل خمسة أعوام".
وأضاء المشاركون في الاحتفال الشموع وأحرقوا الزيوت وشاركوا في طقوس تطهير معبد لالش، أهم المعابد الدينية لهذه الأقلية والواقع في دهوك في إقليم كوردستان.
وفيما احتفل الإيزيديون في معبد لالش، الذي يشكّل القلب النابض للحياة الدينية لهذه الأقلية، لا يزال معقلهم التاريخي في سنجار، على بعد أكثر من 300 كيلومتر، مدمراً بشكل كامل. وقالت الإيزيدية علياء بركات، التي أتت إلى لالش للاحتفال، "آمل أن يتم القيام بشيء ما لسنجار، لأن الوضع كارثي".
ولا تزال الأقلية تعاني فقدان مورد رزقها الوحيد من الزراعة، بعدما دفعت غالياً ثمن سياسة "الأرض المحروقة" التي انتهجها الإرهابيون، والتي يعمدون عبرها إلى حرق المحاصيل الزراعية.
وأعربت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جانين هينيس بلاسخارت عن أسفها للإخفاق الحالي في تحقيق الاستقرار في هذه المنطقة، وشدّدت على أن "الاستقرار أمر حاسم لهذا المجتمع المنكوب من أجل عودة أفراده إلى ديارهم وإعادة بناء حياتهم، داعيةً بغداد وأربيل إلى إيجاد حلول عاجلة" لهذه المسألة.

الاعتراف بالـ"إبادة"

وأمام المنابر الدولية، تثير نادية مراد قضية الإيزيديين، خصوصاً بعد حصولها على جائزة نوبل للسلام عام 2018 لمساعيها من أجل الحد من استخدام العنف الجنسي كوسيلة في الحروب والصراعات. وتعاونها في ذلك المحامية أمل كلوني، سعياً إلى انتزاع اعتراف دولي بـ"الإبادة" التي تعرضت لها الأقلية.
وتعدّ جريمة الإبادة الأخطر في القانون الدولي. وفي الوقت الراهن، تحقّق الأمم المتحدة للتأكّد من ارتكاب الإرهابيين جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية أو إبادة، خصوصاً بحق إيزيديي العراق. فمن أصل 550 ألف أيزيدي كانوا يسكنون العراق قبل دخول داعش، ترك نحو مئة ألف منهم البلاد، فيما لجأ آخرون إلى مخيمات في إقليم كوردستان.

PUKMEDIA عن (المرصد)

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket