السفير الصيني: الرئيس مام جلال كرس حياته لتعزيز الصداقة العراقية الصينية

العالم 03:40 PM - 2023-06-17
الرئيس مام جلال يزور الصين عام 2007 وكالات

الرئيس مام جلال يزور الصين عام 2007

الرئيس مام جلال

أكد السفير الصيني لدى العراق تسوي وي، ان الصين والعراق تربطها علاقة صداقة تقليدية عميقة، والعراق من أولى الدول العربية التي أقامت العلاقات الدبلوماسية مع الصين الجديدة، كما أنه شريك مهم للصين في التعاون في بناء “الحزام والطريق” في غرب آسيا وشمال إفريقيا، مشددا على أن الرئيس مام جلال كرس حياته لتعزيز العلاقات العراقية الصينية، كما ان الحزب الشيوعي الصيني تربطه مع الاتحاد الوطني علاقة صداقة عميقة.
وقال السفير الصيني لدى العراق تسوي وي خلال مشاركته في برنامج (شؤون عراقية) الذي يبث على قناة (المسرى): إنه "في عام 2015 تأسست علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ومنذ ذلك الحين، تتوطد الثقة السياسية المتبادلة باستمرار، ويحقق التعاون العملي بينهما إنجازات ملحوظة في مختلف المجالات. وفي كانون الاول 2022، التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال حضوره القمة الصينية العربية الأولى، برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، حيث توصلت قيادتا البلدين إلى توافق هام حول سبل تعميق التواصل والتعاون الودي بين البلدين في شتى المجالات، مما وفر قيادة استراتيجية قوية للعلاقات الثنائية".
واضاف السفير الصيني، انه "يصادف هذا العام الذكرى الـ 65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والعراق، وان الجانب الصيني على استعداد للعمل مع الجانب العراقي لاغتنام هذه المناسبة من أجل تنفيذ نتائج القمة الصينية العربية الأولى ولقاء قيادتي البلدين، وتوطيد التعاون المتبادل والمنفعة في مختلف المجالات وتوسيعه، والاستمرار في دفع التنمية عالية الجودة للتعاون في بناء “الحزام والطريق”، بما يخلق مستقبلا أشرق لعلاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين والعراق وبين الصين والدول العربية".

أول رئيس عراقي يزور الصين

وحول علاقات الاتحاد الوطني الكوردستاني مع الصين ودور الرئيس مام جلال في تعزيز العلاقات العراقية الصينية، قال السفير: "الاتحاد الوطني الكوردستاني من القوى السياسية المهمة في العراق، وكان رئيسه الراحل مام جلال طالباني سياسيا عراقيا شهيرا وهو أول رئيس عراقي يزور الصين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1958، وزار الصين ثلاث مرات عام 1955 وعام 2004 وعام 2007، فهو صديق قديم وحميم للشعب الصيني"، مضيفا ان مام جلال طالباني كرس حياته لتعزيز الصداقة الصينية العراقية وقدم مساهمات إيجابية في هذا الصدد، وكل ذلك محل تقديرنا".

الاتحاد الوطني والحزب الشيوعي الصيني تربطهما صداقة عميقة

ومضى قائلا: "تربط الحزب الشيوعي الصيني والاتحاد الوطني الكوردستاني صداقة تقليدية عميقة، وشهدت السنوات الأخيرة تبادلات كثيفة بينهما على مختلف المستويات. في عام 2021، قدم رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل جلال طالباني تهنئة حارة بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني. في شهر فبراير عام 2023، زار وفد الحزب الشيوعي الصيني العراق والتقى بالسيد بافل طالباني"، مؤكدا ان الجانب الصيني حريص على بذل جهود مشتركة مع الاتحاد الوطني الكوردستاني وغيره من الأحزاب العراقية، لمواصلة تعميق التبادلات الحزبية بين البلدين، وتعزيز التواصل والاستفادة المتبادلة حول خبرات الحكم والإدارة، بما يثري مقومات علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية العراقية باستمرار".

الصين حريصة على العمل مع العراق

وأكد السفير أن "الصين والعراق صديقان حميمان وشريكان عزيزان. نحن حريصون على العمل مع الجانب العراقي على تنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، بما يقدم مساهمات جديدة أكبر في تعزيز السلام والتنمية للبشرية والدفع بإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية".
الاتفاقية الإطارية الصينية العراقية هي من الإجراءات العملية لدعم إعادة الإعمار في العراق، ويمكنها أن تخفف من صعوبات التمويل للجانب العراقي وتساهم في توطيد علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتدفعهما لتحقيق تكامل المزايا والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك. في يوليو/ تموز عام 2021، دخلت هذه الاتفاقية حيز التنفيذ بشكل رسمي، وهناك مشاريع عراقية بدأت تستفيد منها.

العراق له تأثير مهم في الشرق الأوسط

وقال السفير: "العراق بلد له تأثير مهم في الشرق الأوسط، وتولي الصين دائما اهتماما بالغا لإجراء التعاون العملي مع العراق في كافة المجالات وتعتبر الصين أكبر شريك تجاري للعراق وأكبر مشترٍ لنفطه". مضيفا "في عام 2022، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 53.37 مليار دولار بزيادة سنوية قدرها 43.1%، حيث بلغ حجم واردات الصين من العراق 39.38 مليار دولار بزيادة سنوية قدرها 47.8%، وبلغ حجم صادرات الصين إلى العراق 13.99 مليار دولار بزيادة سنوية قدرها 31.3%. في المقابل، يعتبر العراق أكبر وجهة استثمار للصين في المنطقة العربية، لان العراق بلد غني بالطاقة، فمن الطبيعي أن مجال الطاقة جذبت كمية أكبر نسبيا من الاستثمارات الصينية".

علاقات شراكة استراتيجية

وشدد السفير وي، أن "الجانب الصيني يدعم أن تعزز كافة الأطراف العراقية الوحدة والتعاون فيما بينها، ويثق بأن الشعب العراقي عنده الحكمة والقدرة على معالجة مشاكلها، آملا أن يحقق العراق الأمن والأمان الدائمين والازدهار والتنمية في يوم مبكر".
وقال: "الصين والعراق تربطهما علاقات الشراكة الاستراتيجية، فمن الطبيعي أن تكون علاقاتنا مع إقليم كوردستان العراق جزءا مهما من هذه العلاقات. والحزب الشيوعي الصيني يبقى على علاقات ودية مع الحزبين الاتحاد الوطني الكوردستاني والديمقراطي الكوردستاني وغيرهما من الأحزاب الرئيسية في الإقليم، مضيفا ان الجانب الصيني على استعداد لمواصلة التعاون مع إقليم كوردستان في مجالات الطاقة والسياحة والاتصالات وغيرها، وسيستمر في تشجيع الشركات الصينية الرصينة على العمل والاستثمار في الإقليم، يما يساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للإقليم".

ازدياد عدد الطلبات المنجزة للتأشيرة الصينية بشكل كبير

وأوضح أن "السفارة الصينية تهتم بتبادل الأفراد بين الصين والعراق اهتماما بالغا، وتبذل جهودا كبيرة لحسن إنجاز عمل التأشيرات، ومنذ فترة، قمنا بزيادة ساعات العمل وعدد الحجوزات في المكتب القنصلي، فازداد عدد الطلبات المنجزة للتأشيرة بشكل كبير". قائلا: "نرحب بأصدقائنا العراقيين الراغبين في السفر إلى الصين لمتابعة موقع سفارتنا وحساباتها على فيسبوك وغيرها لاطلاع على سياسة التأشيرة الحالية وإجراءات التقديم وغيرهما من المعلومات المعنية".
"التعاون في المجال الثقافي والإنساني والتعليمي جزء مهم من التعاون بين الصين والعراق في بناء "الحزام والطريق"، ويوفر الجانب الصيني عددا معينا من الزمالة الدراسية الحكومية إلى العراق بما فيه إقليم كوردستان، ونرحب بالمزيد من الطلبة العراقيين المتميزين لطلب الزمالة الدراسية الصينية من خلال قنوات متعددة وللدراسة في الصين. ويمكن للطلبة الراغبين في الدراسة في الصين أن يستفسروا من القنصلية العامة الصينية في أربيل". يقول السفير الصيني لدى العراق.
وأكد أن "الصين توفر سنويا للعراق دورات تدريبية ثنائية ومتعددة الأطراف وفرصا للتعليم الأكاديمي تغطي مجالات المعلومات والاتصالات، والعلوم والتكنولوجيا، والقانون، والتعليم، والطاقة النظيفة، والحد من الفقر، والرعاية الطبية، ومكافحة التصحر وغيرها، تهدف إلى إعداد الموهوبين الرفيعي المستوى والمتعددي التخصصات للجانب العراقي، بما يساعد العراق على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. في السنة الماضية، شارك 275 عراقيا في 84 دورة تدريبية والتحق 16 طالبا عراقيا بجامعات ومعاهد صينية رغم الصرامة النسبية للإجراءات الوقائية في الصين".

الصين تعمل بنشاط على تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الفساد

وقال السفير الصيني: "الحكومة الصينية اتخذت موقفا واضحا ضد الفساد، ومن عام 2012 إلى عام 2022، أعادت عملية “سكاي نت” 10668 هاربا واستردت 44.79 مليار يوان صيني، وتم تقديم 61 شخصا مطلوبا مدرجا على قائمة النشرة الحمراء لـ100 مجرب هارب مطلوب إلى العدالة، وانخفض عدد الفاسدين الهاربين الجدد بشكل كبير. كما تعمل الصين بنشاط على تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الفساد، وتشارك في إصلاح وبناء منظومة الحوكمة الدولية لمكافحة الفساد، وقد طرحت “الرؤية ذات 4 نقاط” للتعاون الدولي لمكافحة الفساد خلال الاجتماع الخاص بمكافحة الفساد للجمعية العامة للأمم المتحدة، وأطلقت مبادرة بكين لطريق الحرير النزيه والمبادئ العالية المستوى لمجموعة العشرين بشأن إعادة الفاسدين الهاربين واسترداد الأصول المسروقة. وكل هذا لاقى تأييدا كاملا من الشعب الصيني وتقديرا واسع النطاق من المجتمع الدولي. إن الجانب الصيني حريص على تعزيز التواصل والتعاون مع العراق وغيره من الدول النامية وشركاء مبادرة الحزام والطريق في مجال مكافحة الفساد".

تبادل الخبرات حول مكافحة التصحر

وحول مشكلة التصحر في العالم، قال السفير تسوي وي: "الصين تولي اهتماما بالغا لمكافحة التصحر، وقد حققت إنجازات ملحوظة بعد سنوات من العمل الشاق. ونحن على استعداد لإجراء التواصل والتعاون وتبادل الخبرات مع العراق وغيره من الدول العربية حول مكافحة التصحر، ودعم التنمية والتحول الاقتصادي للعراق".

أكثر من 100 دولة تدعم مبادرة التنمية العالمية

في السنوات الثلاث الماضية، أي من عام 2021 إلى 2023، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية على التوالي.
وحول ذلك يقول السفير "ان مبادرة التنمية العالمية تهدف إلى بناء مجتمع التنمية المشتركة للعالم، داعيا المجتمع الدولي إلى التمسك بالأولوية للتنمية والتمسك بوضع الشعب في المقام الأول والتمسك بالمنفعة للجميع والتسامح والتمسك بالتنمية المدفوعة بالابتكار والتمسك بالتعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة والتمسك بالتركيز على العمل، من أجل تسريع عجلة تنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستديمة لعام 2030، وقد أعربت أكثر من 100 دولة والعديد من المنظمات الدولية بما فيها الأمم المتحدة، عن دعمها لمبادرة التنمية العالمية".
وأشار الى أن "مبادرة الأمن العالمي تؤكد على التمسك بمفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستديم، والتمسك باحترام سيادة الدول وسلامة أراضيها وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، والتمسك بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والامتناع عن ممارسة سياسة التكتلات أو المواجهة بين المعسكرات، والتمسك بالاهتمام بالهموم الأمنية المشروعة لكافة الدول، والتمسك بإيجاد حلول سلمية للخلافات والنزاعات بين الدول من خلال الحوار والتشاور، والتمسك بحماية الأمن في المجالات التقليدية وغير التقليدية والعمل معا على مواجهة النزاعات الإقليمية والقضايا الكونية مثل الإرهاب وتغير المناخ، وان هذه المبادرة تقدم مشروعا صينيا لحل المعضلات الأمنية العالمية والقضاء على العجز الأمني الدولي وتعزيز الأمن المشترك للبشرية".
في شهر فبراير شباط هذا العام، أصدر الجانب الصيني ورقة المفاهيم لمبادرة الأمن العالمي التي حددت 20 مجالا ذا أولوية للتعاون في مواجهة أبرز المخاوف الأمنية الدولية وأشدها إلحاحا وطرحت مقترحات ورؤى حول منصة وآلية التعاون في إطار المبادرة، وقد أعربت أكثر من 80 دولة ومنظمة دولية عن تقديرها ودعمها لمبادرة الأمن العالمي”.
يقول تسوي وي: "إن مبادرة الحضارة العالمية تدعو المجتمع الدولي إلى الدعوة المشتركة لاحترام تنوع الحضارات وإذكاء القيم المشتركة للبشرية والاهتمام بتوارث الحضارات وإبداعها وتعزيز التواصل والتعاون الدوليين في المجال الإنساني والثقافي، وهي منفعة عامة مهمة أخرى تقدمها الصين للمجتمع الدولي بعد مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، وتركز هذه المبادرة على تدعيم الاستفادة المتبادلة بين الحضارات وتقدم الحضارة البشرية، وتضخ طاقة إيجابية قوية في المضي قدما بعملية التحديث للمجتمع البشري وإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية".

مبادرات التنمية العالمية والأمن العالمي والحضارة العالمية

الوساطة الناجحة لاستعادة العلاقات بين السعودية وإيران هي ممارسة دبلوماسية صينية مهمة في تنفيذ مبادرة الأمن العالمي في الشرق الأوسط، مما يدل على مسؤولية الصين كدولة كبيرة في تعزيز التقدم للبشرية والسعي لتحقيق الانسجام للعالم، ويقدم تأثيرا إيجابيا كبيرا للعالم المضطرب.
وبهذا الصد يقول السفير الصيني لدى العراق: "الصين ودول الشرق الأوسط صديقان حميمان وشريكان عزيزان، إذ تتوطد الثقة السياسية المتبادلة بينهما، ويحقق التعاون في بناء “الحزام والطريق” نتائج مثمرة، وتتعدد التبادلات والاستفادة المتبادلة الحضارية. في ديسمبر عام 2022، عُقدت القمة الصينية العربية الأولى بنجاح، حيث اتفقت الصين والدول العربية على العمل بكل الجهود على بناء المجتمع العربي الصيني للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد، والارتقاء بعلاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة لمستقبل أفضل إلى مستوى جديد".
موضحا: "منذ فترة طويلة، ظلت الصين تسعى لدفع التسوية السياسية للقضايا الساخنة في المنطقة وتعزيز الاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط، فاقترحت خلال السنوات الماضية المبادرة من 5 نقاط بشأن تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والرؤية ذات 4 نقاط لحل المسألة السورية والأفكار ذات 3 نقاط لتنفيذ “حل الدولتين”، وتدعو إلى إنشاء منصة متعددة الأطراف للحوار بشأن أمن منطقة الخليج، وتدفع بإقامة منظومة أمنية مشتركة وشاملة وتعاونية ومستدامة في الشرق الأوسط، وكل هذه الجهود لاقت ترحيبا وتأكيدا من قبل دول الشرق الأوسط".
ومضى قائلا: "مستقبلا، ستستمر الصين في احترام مكانة دول الشرق الأوسط كـ"أسياد المنطقة"، وتدعم الاستقلالية الاستراتيجية لها وتعزيز الوحدة والتنسيق فيما بينها، وتعارض التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية، وتكون قوة تدعم التصالح والسلام والانسجام في الشرق الأوسط. كما أن الصين ستعمل مع دول الشرق الأوسط على تنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، وتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار والتسامح والانسجام في الشرق الأوسط".

 

PUKMEDIA

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket