رياض صاري كهية: رحيل الرئيس مام جلال خسارة كبيرة للعراقيين والكورد والتركمان

العراق 09:41 AM - 2022-10-04
فقيد الامة الرئيس مام جلال

فقيد الامة الرئيس مام جلال

رياض صاري كهية: مام جلال لم يكن زعيم الكورد فقط بل كان زعيما للعراقيين جميعا

رياض صاري كهية: التركمان كانوا يرون في الرئيس مام جلال الاخ الكبير لهم

اكد السياسي التركماني المعروف رياض صاري كهية رئيس حزب تركمن ايلي ان رحيل الرئيس مام جلال شكل خسارة كبيرة للعراقيين والكورد والتركمان معا، مؤكدا ان التركمان فقدوا صديقا مقربا لهم برحيل الرئيس مام جلال.
واوضح رئيس حزب تركمن ايلي خلال برنامج خاص بشأن الذكرى السنوية الخامسة لرحيل فقيد الامة الرئيس مام جلال بث من على شاشة فضائية كركوك،  ان الرئيس مام جلال سواء اكان في المعارضة او في رئاسة الجمهورية، قام بالدفاع عن القضية التركمانية، وان التركمان كانوا يرون في الرئيس مام جلال الاخ الكبير لهم.
وقال رياض صاري كهية ان الرئيس مام جلال كان منفتحا وقريبا من الجميع، وكان مثقفا جدا ويمتلك رصيدا معرفيا كبيرا ويعرف الكثير الكثير عن الشعب العراقي ودول المنطقة، وكان كثير القراءة ومع ذلك كان كثير التواضع، وكان زعيما بمعنى الكلمة، وكل هذا منح مام جلال مكانة فريدة وخاصة قل نظيرها.
وفيما يلي المقابلة التي اجرتها فضائية كركوك مع رياض صاري كهية رئيس حزب تركمن ايلي:

* بداية هل لكم ان تحدثونا عن علاقتكم مع الرئيس مام جلال؟
- قبل كل شيء، وفي ذكرى رحيل مام جلال، ادعو من الباري عز وجل بالمغفرة والرحمة له واقدم التعازي لعموم الشعب، مام جلال لم يكن زعيم الكورد فقط، بل كان زعيم الشعب العراقي وكان زعيما مقربا من التركمان. 
لقد تعرفنا اليه في العام 1991 والتقينا معه في بيروت، حينما كان رئيس الحزب القومي التركماني (مظفر ارسلان) حيث التقطنا صورة معه تم نشرها في الصفحة الرئيسية لصحيفة صباح التركية، وأنا شخصيا كنت اسمع عن مام جلال منذ طفولتي ولكني لم اراه شخصيا، الرئيس مام جلال قال لمظفر ارسلان حينها وخصوصا بعد وجود مناطق محررة ما بعد منطقة صلاح الدين، لماذا لاتقومون بفتح مقر لكم هنا ونحن في ذلك الوقت كنا في الحزب التركماني القومي وعندما قام مظفر ارسلان بابلاغنا بالموضوع، انا كنت حينها في انقرة و كان باقي الاصدقاء في مخيمات اللاجئين في هكاري، حيث اتصلت معهم عن طريق الهاتف وابلغتهم ان يتوجهوا الى (شقلاوة) حيث يتواجد مام جلال هناك، المرحوم حجي عابدين و اتيلا بيرقدار وكذلك كان لنا صديق بمثابة الاخ كان اسمه (مشير) حيث توجهوا ثلاثتهم الى شقلاوة عن طريق ديانا، واستقبلهم مام جلال بكل حفاوة وبعد ايام توجهت انا شخصيا الى شقلاوة حيث لم يكن مام جلال متواجدا وتم استقبالي من قبل اصدقائه بكل حفاوة وبعدها جاء مام جلال وبعد اللقاء معه، قمنا بفتح المكتب الخاص بنا برعاية مام جلال شخصيا وقدم لنا المساعدات وخصوصا في المجال السياسي والاعلامي، حيث كان الاتحاد الوطني الكوردستاني يملك في ذلك الوقت راديو خاص به، ووجه بتخصيص ساعة كاملة لنا (الحزب التركماني القومي). 
وبعد اشهر، جاء مام جلال برفقة برهم صالح الى انقرة والتقى مع توركوت اوزال، حيث تم اللقاء مع توركوت اوزال في الصباح، وفي المساء دعوناهم الى تناول وجبة عشاء، حينها كنا انا ومظفر ارسلان والمرحوم يايجلي وحسن اوزمان وايدن بياتي وعدد من اعضاء الحزب القومي وعلى الاغلب كان يشار امام اوغلو متواجد معنا ايضا، وتحدثنا عن العلاقات بين الكورد والتركمان، حيث اشار مام جلال الى لقائه مع توركوت اوزال قائلا:انا ابلغتهم بان يقوموا بدعوة مسعود بارزاني والذي كان في وقتها في بغداد، نحن كنا في انقرة وهو كان في بغداد، وقال برهم صالح اننا ابلغنا مسعود بارزاني ان استقبالنا من قبل توركوت اوزال كان ايجابيا وهم يدعوكم للمجيء الى هنا، حيث قاموا بعد فترة باجراء لقاءاتهم الخاصة مع تركيا. 
مام جلال سواء اكان في المعارضة او في رئاسة الجمهورية، قام بالدفاع عن القضية التركمانية، ونحن كنا نرى مام جلال بعين الاخ الكبير لنا جميعا. 
مام جلال كان منفتحا وقريبا من الجميع، وعند قدومه الى بغداد لم يجعل الثوب الذي يرتديه خاصا بقومية معينة، بل لجميع الشعب وفي كل الاوقات كان يستقبل الجميع ويصغي اليهم دون استثناء.

* بماذا اختلف الرئيس مام جلال عن غيره من السياسيين العراقيين؟
- كان مام جلال مثقفا جدا ويمتلك رصيدا معرفيا كبيرا ويعرف الكثير الكثير عن الشعب العراقي ودول المنطقة، وكان كثير القراءة ومع ذلك كان كثير التواضع، حيث كان مثقفا جدا ومتواضعا جدا في نفس الوقت، و كان زعيما بمعنى الكلمة وله شخصيته الخاصة به، وقدم تضحيات جسام من اجل ان ينال الشعب الكوردي حقوقه، وعندما استوجب الامر حمل سلاحه (كلاشنكوف) و صعد الجبل و حارب، مام جلال كان ميدانيا واداريا وسياسيا في نفس الوقت، وكل هذا منح مام جلال مكانة فريدة وخاصة قل نظيرها.

* هل يمكن ان تحدثنا عن الخسارة الكبيرة للعراق وكوردستان بشكل عام جراء رحيل الرئيس مام جلال؟
- وفاة مام جلال كانت خسارة كبيرة للعراقيين والكورد والتركمان، وقد ادركنا حينها باننا فقدنا صديقا قريبا لنا في بغداد، في كل الاوقات كان يوجد مستشار تركماني في رئاسة الجمهورية، حيث سعى مام جلال كثيرا ليتسنم تركماني منصب نائب رئيس الجمهورية، وقبل وفاته بفترة قصيرة وجه البرلمان العراقي بسن قانون لاستحداث منصب نائب رئيس الجمهورية وان يشغل هذا المنصب من قبل المكون التركماني، ولكن وللاسف الشديد توفي بعد فترة على طلبه هذا وبقى هذا الطلب على حاله. 

* هذا يعني ان مام جلال لو كان على قيد الحياة، ربما كنا نرى تركمانيا في منصب نائب رئيس الجمهورية؟
- بالتاكيد لان الرئيس مام جلال كان مهتما بهذه المسألة، حتى في احد الاوقات كما اتذكر في العام 1999 ذهبنا الى طهران وقام باستدعاء الاحزاب الكوردية والتركمانية في اربيل، وقمنا بزيارة الرئيس الايراني رفسنجاني بوفد يتكون من 8 اشخاص وكان مام جلال متواجدا وانا ايضا امثل التركمان آنذاك، حيث وجه رفسنجاني سؤالا لي بخصوص هل انا قدمت من الموصل او كركوك، فاجبته باني قدمت من اربيل، وبعدها قام مام جلال بالقاء محاضرة لنحو 10 دقائق عن التركمان وكنت اتابع حديثه بدقة عن التركمان وكان حديثه عن التركمان ايجابيا، وحتى لو كانت بعض الكلمات بالفارسية او العربية ولكنها كانت مفهومة وقد اعجبني جدا حديث مام جلال بهذا الشكل، لان الانسان الذي لايحب شيئا فانه لا يتحدث عنه بهذا الشكل، ولقد اثبت مام جلال جديته بشان هذا الموضوع. 

* بعد سقوط النظام في العام 2003، هل يمكن ان تشرح لنا دور الرئيس مام جلال في بناء العراق الجديد؟
- كان دور مام جلال ايجابيا جدا.. وبعد تسنم مهام رئاسة الجمهورية اجريت معه عدة لقاءات، حيث كان مام جلال يقول لي بان منصب رئاسة الجمهورية بالنسبة له بمثابة الحبس، وانه لو كان في اقليم كوردستان لكان الوضع اهون او اكثر راحة له، لان مام جلال لم يكن من الذين يرغبون في تقلد المناصب، وكان مام جلال يصرف الميزانية المخصصة لرئاسة الجمهورية للشعب العراقي من العرب والكورد والتركمان دون تمييز، وكان مام جلال سخيا لغاية الدرجة، ومام جلال حصل في البرلمان على نسبة اصوات عالية جدا وكان حينها معارض واحد او لنقـُل شخص رشح نفسه ايضا وحصل على عدد من الاصوات وكان حينها في البرلمان 15 نائبا تركمانيا وجميعهم ادلو باصواتهم للرئيس مام جلال، سواء كانو من الشيعة او السنة، لان مام جلال كان صاحب تجربة تاريخية وكان ناجحا في التقريب بين الجميع بفضل حنكته وحكمته وتجربته الواسعة والثرية. 

* كما قلتم بان مام جلال كان قريبا من الجميع، هل يمكن ان نقول ان مام جلال كان بمثابة جسر التواصل بين الفرقاء السياسيين؟
- لقد عمل مام جلال بهذه الصفة كثيرا وخصوصا عندما كان في بغداد، وكانت له قابلية فريدة في فتح صفحة جديدة في كل الاوقات، فبعد وفاة مام جلال تفرق السنة وصارت هناك فرقة داخل الشيعة بشكل اكبر، لان مام جلال كان يوازن الامور في كل الاوقات وكان رجل التوازنات وكان صاحب علاقات شخصية متينة، وبحكم هذه العلاقات كان ينجح في تهدئة الاشخاص ومعالجة المشاكل بعيدا عن التعصب بل كانت الديمقراطية منهج عمله. 

* هل يمكن ان تحدثنا عن سياسة الرئيس مام جلال ازاء كركوك والتنوع الموجود فيها؟
- الراحل مام جلال ولأنه قضى فترة شبابه في كركوك، كان يفهم الامور التي  تخص كركوك بشكل جيد، لانه كان يعتبر نفسه من اهالي كركوك وكان على الدوام يؤكد على العلاقات بين الكورد والتركمان، حيث كان يقول للاخوة الكورد بان لا ينظروا الى التركمان نظرة العدد او السياسة، بل بعين القومية التي اسست يوما امبراطورية، وكان يحث دوما على تعزيز العلاقات مع التركمان، وعندما كان يتكلم مع التركمان كان يراهم بعين الاخ، ونحن عندما كانت تواجهنا المصاعب كنا نتوجه اليه في بغداد وهو بدوره كان سريع التفهم لمشاكلنا وحتى قبل اكمال حديثنا، وكان يفهم المغزى من حديثنا بسرعة متناهية.

* الرئيس مام جلال كان يحرص على الدوام على انتهاج سياسة شدة الورد في كركوك، وكان يحرص ايضا على التعايش الاخوي المشترك بين قوميات كركوك، كما كان مدافعا عن حقوق التركمان، هل تحدثنا عن ذلك؟
- في اكثر الاوقات، كنت اسمع بانه يقول للاخوة  في الاتحاد الوطني الكوردستاني بان ينظروا للاخوة التركمان بعين المساواة وكان يوصيهم بالتركمان، فمثلا في العام 1992 في اربيل عندما تم تشكيل حكومة جديدة، كان يحثنا على المشاركة في الانتخابات، ولكننا لم نتمكن من المشاركة لان اغلب مناطقنا كانت تحت سيطرة نظام صدام، وفي العام 1992 كان هناك وفد مشترك برئاسة كوسرت رسول علي على ما اظن وتم تبليغنا بانهم يرغبون باعطائنا احدى الوزارات التي نرغب بها، وكنا في وقتها في الحزب القومي، حيث طلب اصدقائي منصب نائب رئيس الوزراء، عندها قال مام جلال بان الامر لو كان بيده، لاعطى اغلب الوزارات للتركمان، لان التركمان لديهم قابلية الادارة، ويعملون بشكل مهني، ولو كان الامر بيده لجعلت رئيس الوزراء من التركمان لانه لاتوجد اية مشكلة بهذا الصدد، وكان مام جلال حريصا دائما على العلاقات بين الكورد والتركمان، وكانت نيته صادقة بهذا المنحى لان النية الجيدة في غاية الاهمية في مثل هذه المواضيع. 

* نفهم من حديثكم ان الرئيس مام جلال كان يولي اهتماما كبيرا بالتركمان، وكان سباقا في هذا الصدد؟
- كان مام جلال يقول الكورد والتركمان والعرب الاصليين في كركوك، لانه كما نعلم كان هناك قسمان من العرب، قسم منهم كانوا يعرفون بالعرب الوافدين والقسم الاخر بالعرب الاصليين مثل الحديديين والعبيد وغيرهم، وكان مام جلال يقول بان باستطاعته التفاهم مع العرب الاصليين، وحينما كان في مجلس الحكم اقترح العمل على نموذج بروكسل للادارة في كركوك، ولكن لم يتم العمل الكثير عليه، ونحن آنذاك قمنا بين الحين والاخر بالدعوة لتنفيذ هذا النظام وتطويره ومحاولة جعل كركوك اقليما، والان عندما نقول الادارة المشتركة، فان هذه الفكرة تم اقتراحها من قبل مام جلال، اي ان فكرة الادارة المشتركة هي في الاساس والاصل فكرة مام جلال ولكنها لم تنفذ. 

* انتم في حزب تركمن ايلي، كيف تصفون علاقاتكم مع الاتحاد الوطني الكوردستاني؟
- كحزب تركمن ايلي، بدأت علاقتنا مع الاتحاد الوطني الكوردستاني في العام 1991 عندما اسسنا الحزب القومي التركماني وبعدها وفي الشهر الاول من العام 1994 اسسنا حزب تركمن ايلي، حيث تلقينا الترحيب آنذاك عندما كان كوسرت رسول علي رئيسا للوزراء، ولم نشهد اية مشاكل ولم يتم التدخل في امورنا الداخلية، وعلاقتنا استمرت على نحو جيد مع الاتحاد الوطني، حيث كنت في بعض الاوقات اسافر الى انقرة وعند مصادفة قدوم مام جلال، كنت التقي معه هناك.

* تحدثتم عن علاقاتكم سابقا مع الاتحاد الوطني الكوردستاني، هل يمكن ان توضح لنا طبيعة علاقاتكم الان مع الاتحاد الوطني؟
- في الوقت الحالي توجد بيننا الزيارات فقط، ولقد قمت مؤخرا بزيارة الاخ بافل وجلسنا سوية على مائدة الطعام، حينها قلت له لو انك تتبع نهج مام جلال، فان وضع كركوك سيكون احسن، ونحن بهذا الصدد لدينا الاستعداد للعمل سويا، واجابني بانه نجل مام جلال وسيمضي على نهجه، ونحن في جميع الاوقات كانت لدينا علاقات تآريخية مع الاتحاد الوطني الكوردستاني ولم يكن هناك اي تصرف خاطئ تجاهنا ونحن بدورنا سعداء بشان هذه العلاقة، ولكنها بالتأكيد ليست كافية ويجب ان تتطور،  والعلاقة فيما بيننا في بعض المناطق وفي بغداد يجب ان تزداد كما يجب ان يزداد التعاون بيننا الان وفي المستقبل.


PUKMEDIA 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket