وسائل النقل الكهربائية ضمن معادلة البيئة والاقتصاد

تكنولوجيا 04:53 PM - 2022-07-15
الصورة من محرك كوكل

الصورة من محرك كوكل

كل الدلائل الواقعية حول الاتجاه الرئيسي للمصنعين وأصحاب العمل الكبار ، وإتجاه التخطيط الرئيسي لأغلب الدول الصناعية الكبرى وحتى الناشئة  في مجال وسائل النقل الكهربائية،  قد ازداد وسيزداد أكثر إيقاع العمل على استبدال وسائط النقل بكافة أنواعها العامة والخاصة، ذات محركات الاحتراق الداخلي التي تستهلك المنتجات النفطية مثل البنزين والديزل والغاز وغيرها، بالمحركات الكهربائية وربما قبل نهاية هذا العقد سيكون لوسائل النقل الكهربائية الثقل الأكبر ضمن الإستخدامات اليومية للناس والمؤسسات، كان لي رأيً في هذا الغِمار نَشَرتَهُ قبل أكثر من عام على صفحات موقع ال (PKU Media )، بعنوان( مستقبل النفط بعد مزاحمة الطاقة الكهربائية) لكنه لم يكن دقيقاً  لِيَتبنى مُعادلةٌ أكثرعملانية وواقعية حيث أن الارتفاع الكبير في إنتاج وسائط النقل الكهربائية سيخلق حالتين ألاولى، هي زيادة الطلب وبشكل كبيرعلى إنتاج الطاقة الكهربائية وهذا ما يُحبط و يُنهي حالة التَفاؤل بأن تحول وسائط النقل للكهرباء سيقلل من الخطر الذي يحيط بالبيئة، والثانية هي زيادة الطلب على المواد الخام الداخلة في صناعة هذ الوسائل الكهربائية بشكل كبير جداً، والحالتين ستؤديان إلى خلق بعض الأزمات وزيادة أسعار الطاقة الكهربائية والمواد الخام الداخلة في هذه الصناعات .
نعود لمعادلة البيئة مع وسائط النقل الكهربائية، أن حالة تطوير وإنتشار وسائط النقل الكهربائية وخاصةً منذ نهاية العقد الأول من الألفية الثانية، خلقت أسس ومعايير لمعادلة جديدة ضمن خارطة عناصر الاقتصاد العالميوخاصة ضمن الطاقة والمواد الخام، حيث كانت وماتزال محركات الاحتراق الداخلي هي العمود الفقري لأغلب وسائل النقل لعموم العالم و منذ نهاية القرن التاسع عشر، فعلى هذا الأساس بُنيت على مدى العقود المتوالية تقنيات وصناعلت واستثمارات هائلة لها أهمتها وثقلها ضمن المعادلة الرئيسية لإقتصاد العالم ، اليوم ومنذ بداية العقد الحالي، بدأ مُنحنى زيادة الإنتاج و التطور للوسائل الكهربائية يتعاضم بشكل كبير فالشركات الكبيرة لصناعة وسائط  النقل وضمن فترات مُتقاربة تُدخل جيل جديد من الشاحنات والسيارات الكهربائية ذات مواصفات تنافسية قوية جداً وقد يتم ترك نماذج سيارات الهايبرد والتي أبقت معها مكان لمحركات الإحتراق الداخلي، لقد بلغت مديات السيارات الكهربئية الجديدة لما يُقارب 1000كم لكل شَحنة أي أن تُشَحن السيارة بالكهرباء لمدة تُقارب الساعة لتسير معك لمايُقارب ال1000كم ، وهي مسافة جيدة جداً، وقد عرضت شركات مارسيدس ، وتسلا ، وغيرها نماذج تحتوي على كل مواصفات الرفاه والتكنولوجية وبهذا المدى .
 خلال السنوات الماضية قد شَّرَّعت بعض الدول قوانين سَتمنع استخدام وسائط النقل ذات محركات الإحتراق الداخلي بعد نهاية هذا العقد، هنا ستكون صورة الواقع العملي لهذا المجال تقريباً كالآتي، أن كميات الوقود الأُحفوري التي كانت تستهلكها وسائل النقل التقليدية، سَتُحرَق ضمن محطات توليد الطاقة الكهربائية أي أن البيئة ستظل تُعاني من أخطار الإنبعاثات الحرارية والغازات السامة التي تتولد ضمن حرق الوقود لتوليد الطاقة الكهرباية ، وهناك حقائق خطيرة تتنبأ بها المؤسسات البحثية ، ومنها أن تزايد الحاجة لإنتاج إضافي كبير من الطاقة الكهربائية  ضمن الأساليب القديمة فإن الوقود الأحفوري سوف لن يتمكن من تلبية هذه الزيادة وسيتم سد هذا النقص بزيادة استهلاك الفحم الحجري الذي له مخاطر أكبر على البيئة.  
من أين سيأتي طوق النجاة؟ حينما بنيت رأيي السابق الذي تفوح منه رائحة التفائل بتراجع الطلب على الطاقة الإحفورية والفحم، كُنت مُعَوِلاً على مصادر الطاقة المُتجددة، فما مَوقها ضمن هذه المُعادلة ؟ كما نرى يومياً فان المراكز البحثية و الشركات المعنية عاكفة وبشكل كبير و مُركز لتطوير وزياد انتاج الطاقة المُتجدد.
أن أكبرعائق أمام توسع وإنتشار الطاقة المتجدد هو عدم استقرار مصادر هذه الطاقة،  أي إتجاه وقوة الرياح وتواجد وشدة سطوع الشمس ليسا على الدوام بشكلٍ ثابت ، وهنا بات على المصممين والمُصنعين أن يُبدعوا في وضع تصاميم ناجحة لخزن الطاقة ضمن بطاريات مناسبة ومحسوبة في جميع النواحي، وفي هذا المجال فقد قطع الباحثون والمُصممون و المُصنعون مراحل مُتقدمة ، والآن توجد عشرات التصاميم والتطبيقات للبطاريات التي تبعث الأمل بحل مشكلة التخزين وسيكون للطاقة الُمتجدد النظيفة أهم موقع ضمن معادلة عموم الطاقة والحفاظ على البيئة . 

PUKmedia مهدي محي الدين

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket