كركوك.. ندوة عن ادب التصوف

اقام البيت الثقافي في كركوك اليوم الاثنين ندوة بعنوان ( ادب التصوف... الحلاج نموذجا) للدكتور عبد الكريم خليفة والدكتور حيدر الشمري.
وفي مستهل الندوة تحدث الدكتور عبد الكريم عن اصل الصوفية باعتبارها مذهبا اسلاميا وهي تطهير القلب من الرذائل وتعزيزها بالفضائل فان المتصوف يتجرد من كيانه ويصبح كيان واحد مع البعد الالهي والتعاليم الالهية وعرف عن الحلاج هو احد شعراء المتصوفة في العهد العباسي وهو الحسين بن منصور الحلاج ولد عام ٨٥٨ هجرية  ١٢٢٩ ميلادية كان من الشخصيات الاكثر جدلا عبر التاريخ فالبعض وجده زاهدا متعبدا واخرين وجدوه زنديقا كافرا سيما ما تعلق ببعض اقواله كـ ( انا الحق)  و ( وما في جبتي الا الله) فوجده البعض ان هذا تعد على الذات الالهية واخرين قالوا بان هذه فلسفة خاصة بالزهاد والمتعبدين اختلف في مكان ولادته اذ ولد في مدينة البيضاء فيقول البعض انها كانت في واسط في العراق واخرين يقولون انها جزء من بلاد فارس واختلف في كنيته فعرف بابو المغيث والبعض يدعوه بابو الغوث وبعضهم يدعوه بابو عبد الله تتلمذ على يد المتصوف سهل التستري وجنيد البغدادي وانتقل الى عدة مدن منها البصرة وبغداد واثنا والهند وتعلم فيها السحر والشعوذة وادعى بانه وكيل القائم المنتضر الامام المهدي اي السفير الخامس له وهو ما اضاف على شخصيته الغموض والتناقض تعرض خلال حياته الى الكثير من التعذيب والسجن والجلد حتى جاء اعدامه في زمن الخليفة العباسي المقتدر بالله حتى يقال انه قطعت اطارافه و رأسه واحرق ماتبقى منه ودفن في مدينة بغداد.
ومن ثم تحدث الدكتور حيدر الشمري عن التصوف بإعتباره طريقة قديمة جدا ربما تعود الى ايام السومريين او الاشوريين فقد كانت تجري عادات التصوف في المعابد التي كانت موجودة في تلك الحقب التاريخية والغاية منه اعتزال الانسان عن ملاذته وشهواته وانقطاعه عنها وصولا الى مرتبة انسانية عليا وكان للتصوف اثر كبير خلال فترة الخلافة العباسية الذي وجد في حياة الترف والمغريات فكان التصوف في تلك الفترة ثورة روحانية و ثورة العقل ومجاهدة الروح ضد المادة والترف اما عن الشاعر الحلاج فقد كان مثار جدل عبر التاريخ فيقول الشيخ عبد القادر الكيلاني ان الحلاج قد تعثر ولو كنت في زمانه لاخذت بيده اما ابن تيمية فقد كفر الحلاج وكفر كل من تداول وصدق افكاره وارائه وتاثر باشعاره التي لم تجمع حتى في ديوان شعري فقد كانت قصائده متناثرة وتعرض الكثير منها الى الاتلاف والحرق بسبب ما جاء ببعض ابياتها من تطاول على الذات الالهية وفق ما نقل من احداث ووقائع تاريخية وكانت تلك الاشعار السبب في نهايته واعدامه. وبعدها تم الاستماع الى مداخلات الحاضرين الذين اثروا الندوة بمعلومات غزيرة عن شخصية الحلاج والفترة التي عاش فيها.
وفي الختام قدم ايوسف طيب صالح مدير البيت الثقافي شكره وتقديره للدكتور عبد الكريم خليفة والدكتور حيدر الشمري على تقديمهما  لموضوع الندوة و المعلومات التي وردت فيها .

PUKmedia / رزكار شواني / كركوك