تركيا.. العثور على 40 مقبرة يعود تاريخها إلى 5 آلاف عام

آثار 11:48 AM - 2021-10-10

تم اكتشاف 40 مقبرة على شكل مكعبات، تشير التقديرات إلى أنها تعود إلى نحو 5 آلاف عام، كما عُثر على خواتم ومجوهرات سميت بـ"هدايا الموتى".
كشفت أعمال التنقيب في "تل كولوبا" بمنطقة "سعيد غازي" في مدينة "إسكي شهير" عن أكثر من 40 قبرا يعود تاريخها إلى العصر البرونزي، وقد أعطت الباحثين فكرة عن حضارة بلاد الأناضول قبل 5 آلاف عام.
ونقلت صحيفة "جمهوريت" التركية عن البروفيسور يلماز سليم أردال، أستاذ الأنثروبولوجيا بجامعة "هاجيتيبه"، أن فحص الهياكل العظمية التي عُثر عليها أوضح أن متوسط العمر المتوقع لمن عاشوا في تلك الفترة يراوح بين 35 و40 عاما.
وأضاف يلماز أن معدل وفيات الرضع والأطفال كان مرتفعا للغاية، مشيرًا إلى أن مصادر الغذاء المحدودة وانتشار الأمراض المعدية من أبرز عوامل انتشار الوفيات بين الأطفال.
وقد بدأت أعمال التنقيب في "تل كولوبا" عام 1996 بإذن من المديرية العامة للتراث الثقافي والمتاحف التابعة لوزارة الثقافة والسياحة التركية. وتكشف بقايا العظام البشرية والحيوانات وبقية الآثار عن الخصائص الثقافية للعصر البرونزي الأول في منطقة الأناضول.
ومن خلال الحفريات، تم تحديد مواقع المقابر المصنوعة من الحجر والفخار، التي يعود تاريخها إلى 3 آلاف عام قبل الميلاد. وعمل في أعمال التنقيب بـ"تل كولوبا" فريق مكون من 35 عضوًا من أعضاء هيئة التدريس والطلاب من جامعتي "باتمان" و"هاجيتيبه"، بإشراف جامعة "بيلجيك الشيخ إديبالي".
ويؤكد البروفيسور أردال أن "المقابر تعطي فكرة عن الانتقال من أواخر العصر الحجري النحاسي إلى أوائل العصر البرونزي بدقة كبيرة".
ويضيف أن "أهم عنصر لاحظناه في هذه المقبرة هو تعايش المجتمعات البشرية من مناطق مختلفة، إذ رأينا مجموعة متنوعة من تقاليد الدفن بسبب تعايش ثقافات مختلفة، وربما مجموعات عرقية مختلفة. يمكننا القول إنها المستوطنة الوحيدة التي شاهدنا فيها قبورا متنوعة، مثل القبور المبنية من الطوب، والقبور الحجرية، والقبور الفخارية، والقبور الترابية البسيطة، كلها معًا في مكان واحد".
ويقول البروفيسور أردال، إن الآثار المكتشفة تُظهر "أن الناس آنذاك لم يعيشوا أكثر من 40 عامًا، وذلك من خلال الهياكل العظمية التي يعود تاريخها إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد"، مشيرًا إلى أن قسما كبيرا من الهياكل العظمية التي عُثر عليها تعود لرضع وأطفال وشباب.
وأضاف "يمكننا في الواقع أن نقول كم كان التحول مؤلمًا، إذا ما اعتبرنا أن متوسط العمر المتوقع للناس في تلك الفترة كان محدودا للغاية، أي إنهم عاشوا في المتوسط ما بين 35 إلى 40 عامًا. يمكننا أن نستنتج أن الحروب والمعارك هي التي تسببت في ذلك، كما أن مصادر الغذاء المحدودة وانتشار الأمراض المعدية آنذاك كانا عاملين مهمّين".
وأُرسلت الهياكل العظمية المكتشفة إلى مختبر الحمض النووي بجامعة "هاجيتيبه" لفحصها، ومن المنتظر أن تساعد هذه الاختبارات على الكشف عن معطيات مهمة مثل الأمراض وأسباب الوفاة والظروف المعيشية، كما ستكشف دراسات الحمض النووي عن علاقات القرابة بنحو أكثر وضوحًا.

PUKmedia  وكالات

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket