من هو المدافع الحقيقي عن حقوق المكونات على مر التاريخ؟

الآراء 08:27 PM - 2024-02-26
* لطيف نيرويي

* لطيف نيرويي

إثر صدور قرار المحكمة الاتحادية حول تعديل قانون انتخابات برلمان كوردستان، وإلغاء مقاعد كوتا المكونات، تحاول مؤسسة إعلامية معينة، وللأسف، لأجندات محددة ووفق خطة مدروسة، زرع الحقد والضغينة والتمييز بين مكونات كوردستان، وتنشر تصريحات شديدة اللهجة من الكوادر التابعين لهم من المكونين التركماني والمسيحي، المستفيدين من نظام الكوتا.
وفي المقابل تصدر ردود أفعال من بعض المواطنين وكوادر أحزاب كوردستانية، عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، بنشر تعليقات غير لائقة، وهاتان الرسالتان المتضادتان والدفع باتجاه زرع الأحقاد والكراهية بين المكونات، محاولة غير أخلاقية وغير مسؤولة، ولاتتوافق بأي شكل مع روح التعايش السلمي بين مكونات كوردستان، لان هذه المكونات تحظى بالاحترام دوما، كما إن واجباتهم وحقوقهم مصونة وفق القانون، مثل سائر مواطني اقليم كوردستان، وأبناء المكونات يعدون أنفسهم جزءا مهما ورئيسا من المجتمع الكوردستاني، ويعتبرون الى حماية السلم المجتمعي والتعايش المشترك، من اولويات مهامهم، لذلك ينبغي للجميع التعامل مع الوضع بالعقل والمنطق المسؤول، وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية والحزبية.
وهنا نتساءل: ما هي فائدة السعي لخلق مثل هذه الأجواء داخل المجتمع الكوردستاني بجميع مكوناته؟ إذكاء روح الحقد والكراهية يصب في مصلحة من؟

الاتحاد الوطني حامي حقوق المكونات

وهنا يجدر بنا التذكير بأن المكونات الأصيلة في كوردستان والعراق تدرك جيدا الحقيقة التاريخية بأنه بعد انتفاضة آذار عام 1991، كان الرئيس مام جلال المدافع الحقيقي عن حقوقهم، وبهدف مشاركتهم في العملية السياسية اقترح اتباع نظام الكوتا.
وبعد عملية تحرير العراق وإسقاط النظام البعثي، بذل الرئيس مام جلال جهودا حثيثة لصون حقوق المكونات، وقرر توزيع المناصب العليا في محافظة كركوك، دون مراعاة نسبة الأصوات (32% للكورد، 32% للتركمان، 32% للعرب و4% للمكون المسيحي)، وآنذاك انتقد البعض الاتحاد الوطني الكوردستاني لمنحه حصة الكورد الى المكونات الأخرى.

المسيحيون والتركمان ليست لديهم مشكلة الأراضي في مناطق نفود الاتحاد الوطني

- منذ الانتفاضة وحتى الآن، لم يواجه المسيحيون في حدود محافظة السليمانية وقضاء كويه أية مشكلة في ما يخص الأراضي والأملاك التابعة لهم، وكذلك الحال بالنسبة للتركمان في منطقة كرميان، وبالتحديد في قضاء كفري، ولم يشعروا في يوم من الأيام بالتمييز القومي.
- في مركز محافظة السليمانية، وضمن مساحة جغرافية ضيقة لا تتعدى الكيلومتر المربع، هناك 4 دور للعبادة، كنيسة ومسجد وحسينية ومعبد للزردشتيين، وجميع الأديان والمذاهب تمارس طقوسها الخاصة بها بكامل الحرية ودون أي قيود.
- في حدود محافظة حلبجة كذلك يمارس الكاكائيون طقوسهم الدينية بحرية تامة.
لذا، فإن ضوء الشمس لا يحجب بالغربال، ولايمكن لأي طرف إحداث الشرخ بين الاتحاد الوطني والمكونات، لنيل مكاسب حزبية، كما ينبغي القول إن الاتحاد الوطني ينظر بعين المساواة الى جميع المكونات القومية والدينية، ولم يفكر أبدا في تشكيل أحزاب تركمانية ومسيحية وشبكية وإيزدية تابعة له.
- وآخر دليل حي على دعم الاتحاد الوطني للمكونات، هو الانتخابات الأخيرة لمجالس المحافظات العراقية، حيث من مجموع 9 مقاعد فاز بها الاتحاد الوطني، 4 مقاعد منها فاز بها مرشحون من المكونات الدينية والقومية، وهذا خير دليل على أنه لايوجد حزب عراقي أو كوردستاني يهتم فعليا بالمكونات، بقدر اهتمام الاتحاد الوطني الكوردستاني.
لذلك فإن علاقة المكونات مع الاتحاد الوطني وطيدة، أكثر من أي حزب كوردستاني وعراقي آخر، ولايمكن الفصل بينهما.

* مسؤول بورد الاعلام للاتحاد الوطني الكوردستاني

PUKMEDIA

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket