مام في الشام

الآراء 05:40 PM - 2023-09-23
علي شمدين

علي شمدين

-٣٦-
(فشل لجنة التنسيق الكردستانية)

 

بالرغم من التحديات الكثيرة التي كانت تعترض عمل اللجنة التحضيرية، إلا أنها ونتيجة للاتصالات المكثفة بين أعضائها، عقدت اجتماعاً لكامل أعضائها خلال الفترة الواقعة بين (٢-٥/٣/١٩٨٢)، في مدينة برلين الغربية، وكان هذا هو الاجتماع الثاني للجنة التحضيرية، وقد حضره ممثلي الأحزاب الأربعة الأعضاء في هذه اللجنة (الاتحاد الوطني الكردستاني، الحزب الاشتراكي الكردستاني- تركيا، الحزب الديمقراطي الكردستاني- ايران، الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا)، وممثل (الحزب الشيوعي السوري)، الذي كان مخُولاً أيضاً بتمثيل (الحزب الشيوعي العراقي)، وحول هذا الاجتماع يقول درويش في كتابه المذكور، بأنه: (وقبل التوقيع على الوثيقة النهائية للقرارات، اتصل الدكتور عبد الرحمن قاسملو من باريس بالسيد عزيز ماملي ممثل حزبهم في هذه الاجتماعات، وطلب إليه التريث في التوقيع على الوثيقة ريثما يتحدث إليّ، وخلال حديثه معي عبر الهاتف تمنى علي أن أحاول إقناع الرفاق الآخرين بأن لا يوقع ممثله الوثيقة لأسباب تتعلق بوضع حزبهم الخاص، وأكد بأنهم سيبقون ملتزمين التزاماً مطلقاً بمضمون تلك الوثيقة بكل اخلاص، ولكن جميع أعضاء اللجنة رفضوا هذا الاقتراح وأصروا على ضرورة توقيع ممثلهم على تلك الوثيقة.. وأخيراً أبدى الدكتور عبد الرحمن قاسملو موافقته على التوقيع وأوعز الى ممثله السيد عزيز ماملي بتوقيع الوثيقة مع بقية أعضاء اللجنة).
تقرر في هذا الاجتماع تسمية اللجنة المنبثقة عنه باسم ( اللجنة التحضيرية للتنسيق والتعاون بين الأحزاب الكردية والكردستانية التقدمية)، وكذلك تقرر إصدار مجلة باسم (صوت كردستان)، لتكون لسان حال اللجنة التحضيرية وذلك باللغة الكردية بالحروف (اللاتينية، والعربية)، هذا وقد حضر الاجتماع كل من: (كمال بورقاي، عزيز ماملي، عبد الحميد درويش، د. كمال فؤاد، رمو شيخو الفرحة).
كما عقدت اللجنة التحضيرية للتنسيق والتعاون بين الأحزاب الكردية والكردستانية التقدمية، اجتماعها الثالث في دمشق بتاريخ (٦- ٧/٦/١٩٨٢)، بحضور: (الاتحاد الوطني الكردستاني، والحزب الاشتراكي الكردستاني في تركيا، والحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا)، وكذلك حضر هذا الاجتماع ممثلو (الحزب الشيوعي السوري، والحزب الشيوعي العراقي)، بصفة مراقبين، وغاب عن الاجتماع ممثل (الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران)، لتعذر تبليغه بموعد الاجتماع، وفي الختام تقرر عقد اجتماع اللجنة التحضيرية الرابع في أواخر أيلول عام (١٩٨٢)، بكامل أعضائها.
لقد بدأت نشاطات (لجنة التنسيق الكردستانية)، تتراجع منذ أوائل عام (١٩٨٣)، وصارت تعاني حالة غير طبيعية من الجمود، بسبب الخلافات التي نشبت بين أطراف منها، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على عمل (لجنة التنسيق الكردستانية)، وأصابتها بالشلل، وفي هذا المجال يقول عبد الحميد درويش: (لقد باتت لجنة التنسيق الكردستانية بعد هذه الأحداث بحكم المشلولة من الناحية العملية، ونتيجة لذلك رفض الحزب الشيوعي العراقي الاشتراك في اجتماعات اللجنة التحضيرية، وعلق نشاطه فيها وان لم يعلن انسحابه منها بشكل رسمي، وتضامن مع موقفه هذا الحزب الشيوعي السوري أيضاً، وبذلك أصبحت هذه اللجنة في وضع صعب للغاية..) ، وبالرغم من ذلك استمر التواصل فيما بين أعضاء (لجنة التنسيق الكردستانية)، من أجل تذليل العقبات أمام تفعيل عمل (اللجنة التحضيرية)، ومتابعتها لمهامها من أجل عقد المؤتمر الكردستاني المنشود، وفي هذا المجال يذكر درويش، بأنه: (وعلى إثر الإتصالات التي جرت بينها، اتفقت الأطراف المعنية على اجتماع اللجنة التحضيرية في باريس بتاريخ ١- ٣/١١/١٩٨٣، وقد حضر هذا الاجتماع كل من: الدكتور عبد الرحمن قاسملو/ الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني- إيران، وعمر شيخموس/ عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، وكمال بورقاي/ الأمين العام للحزب الاشتراكي الكردستاني في تركيا، وعبد الحميد درويش/ سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، كما قاطع ممثلي الحزبين الشيوعيين السوري والعراقي هذه اجتماعات).
وبالرغم من الجهود الاستثنائية التي بذلتها تلك الأحزاب المنضوية تحت مظلة (لجنة التنسيق الكردستانية)، التي كانت بمثابة خطوة نوعية فريدة باتجاه وحدة الصف والموقف الكرديين، واستجابة عملية للتطورات المتلاحقة التي كانت المنطقة تشهدها حينذاك، ولكن مع الأسف كانت التحديات أكبر من تلك الجهود المخلصة التي قامت بها هذه الأحزاب الأربعة وبمراقبة الحزبين الشوعييين (السوري، والعراقي)، فوصلت تلك اللجنة إلى طريق مسدود نتيجة للخلافات التي نشبت بين بعض الأطراف المشاركة في هذه اللجنة، فضلاً عن التطورات السياسية التي أفرزتها الحرب العراقية الإيرانية، وفي هذا المجال يقول درويش: (لقد كان اجتماع باريس الذي انعقد بتاريخ ١- ٣/١١/١٩٨٣، هو الأخير للجنة التعاون والتنسيق الكردستانية والكردية، والتي أصبحت بعد هذا
الاجتماع بحكم المنحلة، وإن لم يصدر قرار سياسي علني بذلك من الأحزاب المؤتلفة في عضويتها..).
وهكذا أجهضت تلك المحاولات الجادة التي قامت بها نخبة من الأحزاب الكردستانية، من أجل بناء إطار يجمعها تحت مظلته، ويوحد كلمتها حول خطاب سياسي مشترك يعكس المصلحة القومية العليا ويصون خصوصية نضال الحركة في كل جزء من أجزاء كردستان.

 

PUKMEDIA

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket